محافظ الجيزة الجديد المهندس عادل النجار بدأ جولاته فى أرجاء المحافظة فور توليه منصبه، ومنذ ساعات زار مدينة البدرشين وسط حشد كبير من المسئولين عن كل قطاع كالصحة والتموين والطرق والكهرباء والصرف الصحى، ولم يقتصر الأمر على المسئولين التنفيذيين، بل شملت الجولة بعض أعضاء مجلس النواب والشورى، وكعادة المسئول الذى ينزل الشارع وسط هذا الحشد وخلفه الكاميرات الخاصة باعلام المحافظة وكاميرات الصحف بان الذى سيحسم الأمر فى النهاية هو التنسيق المسبق مع الأجهزة والمسئولين التابعين لهم بكلمة كله تمام، وبذلك ستفقد الزيارة هدفها الحقيقى، بعيدًا عن التطبيل، والتزلف، من المحيطين به، أو من بعض النواب بأن الأمور تسيير فل الفل ولا يفوتنا اللقطة التى ظهر فيها أحد النواب وهو يقول لمحافظ الجيزة، إن مركز البدرشين فى غاية الانبساط، والسعادة، والذى يتميز عن المراكز الأخرى بالكثير من الخدمات، فى حضور نائب المحافظ السابق والحالى إبراهيم الشهابى، الذى يعلم مشاكل المنطقة بالحرف الواحد وعجز عن التعامل مع عدد كبير من الملفات، ولكن حديث النائب جاء على هواه ليعود المحافظ إلى مكتبه بصورة وردية عن المركز المبسوط على حد قول النائب.
ولكى يعلم سيادة المحافظ النشيط أن جولاته وسط هذه الزفة الإعلامية لن تأتى بالنتائج المرجوة، وعليه أن يتجول فى القرى، وما أدراك ما القرى، ليقف على الحقائق بنفسه دون تزييف أو إطراء، أطلب منه تقديم الشكر لرئيس مدينة البدرشين الحالى محمود زين شنب الذى لم يترك الشارع البدرشينى منذ توليه المنصب، وأن الرجل نقل مدينة البدرشين والمنطقة الأثرية نقلة عصرية تتماشى مع تاريخ المنطقة شكلاً وليس مضمونًا. فالرجل مهد الطرق وزرع الأشجار وأعمدة الإنارة، ولكن المضمون والمتعلق بمشروعات الصرف الصحى فى المنطقة الذى ليس له السيطرة عليها تهدر مجهوداته، فعلى سبيل المثال ماذا يفعل الرجل فى سيارات الكسح التى تلقى مخلفات الصرف الصحى من قرى سقارة وميت رهينة والمرازيق ومنشأة دهشور وأبوصير ودهشور فى ترعة المريوطية أمام الاتوبيسات السياحية؟
والتى تلتقط هذه الصور المشينة لأحفاد الفراعنة وهم يلوثون المجارى المائية بمخلفات الصرف الصحى، لأن الدولة لم تنجز مشروعات الصرف الصحى فى جميع قرى البدرشين، واهتمت بتزيين المنطقة من الخارج فقط.
لذلك أطلب من محافظ الجيزة أن يستقل سيارته الخاصة ويتجول فى قرى المركز بنفسه، ليرى المصارف التى لم يتم تطهيرها فى العزيزية، وأبوصير، وسقارة ودهشور، وأبورحوان، ليعلم ان مجهود الرجل يضيع هباء.
كما أطلب من نائبه الشهابى أن يتوقف معه أمام أسوار ترعة الجيزاوية من منيل شيحة وحتى العياط ليعلم أنها تحولت إلى مقلب للقمامة بسبب قلة كفاءة شركات النظافة، وهناك الكثير والكثير الذى يضيق المكان لسرده ولكن سنواصل معكم المسيرة كأبناء لهذه القرى التى لم نتركها مثل غيرنا كى لا ننسى آلامها وأوجاعها والله من وراء القصد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مشروعات الصرف الصحي طارق يوسف محافظ الجيزة مدينة البدرشين الصرف الصحى
إقرأ أيضاً:
«هاريس - ترامب» رهان خاسر وسبات عميق
أتابع عبر الشاشات ومنصات التواصل الاجتماعى نظرة تفائل هنا وتشاؤم هناك حول المرشحين فى الانتخابات الأمريكية للرئاسة التى بدأت صباح اليوم الثلاثاء، أتابع وأنا أضحك وجود معسكرين فى المنطقة العربية، الأول ينحاز لترامب والثانى لهاريس، كلا المعسكرين يبنى آمال عريضة على مرشحه وكأننا نحمل الجنسية الأمريكية، صحيح أن الولايات المتحدة هى وحدها التى تضع سياسة العالم وهى الدولة الكبرى الوحيدة فى العالم التى لا ينافسها أحد، لكن مسألة المبالغة فى التفاؤل تجاه أحد المرشحين هو أمر مثير للدهشة منا كعرب، لأن هاريس وترامب وجهين لعملة واحدة، بالنسبة لبعض الدول العربية هناك وجه منهم مريح إلى حد ما فى بعض الأمور، لكن بالنسبة للقضايا الرئيسية التى تشغل العرب مثل القضية الفلسطينية أو اعتداءات الكيان الصهيونى على بعض الأشقاء فتلك السياسات لن تتغير، سيبقى الأسطول الأمريكى فى البحر المتوسط لحماية الكيان الصهيونى، وسيظل «الفيتو» الأمريكى موجود لتعطيل وتعديل أى قرار ضد الكيان الصهيونى، وستظل المساعدات العسكرية والمالية تصل إلى تل أبيب فى الميعاد الذى تطلبه حكومة الكيان.
أمريكا طوال تاريخها، وهناك فتى واحد مدلل بالنسبة لها فى منطقة الشرق الأوسط، هذا الفتى هو الشرير الذى يحرق ويقتل ويرفع راية البلطجة على الجميع.
خلال عام قام هذا البلطجى «مصاص الدماء» بقتل أبناء فلسطين حتى وصل عدد الشهداء إلى ما يقرب من خمسين ألف، وتجاوز عدد المصابين المائة ألف بين طفل وسيدة وكبار سن، دمر هذا الطفل المدلل ما يقرب من ٧٠% من غزة وحولها إلى تلال من المبانى المنهارة، أصبحت غزة بقايا مدينة، لم تعد بها أسرة واحدة مكتملة البناء «الأبناء الأب الأم»، أحدهم أو كلهم شهداء، وهناك أسر كاملة استشهدت، لم يعد لها من يحمل اسمها، نعم أسر كاملة أبيدت برعاية أمريكية، وبسلاح ومساندة ودعم أمريكى.
لذلك لا أعلم كيف وبأى وجه أجد بعض العرب يبنون آمال عريضة على نجاح مرشح أمريكى بعينه أو أجد متشائم من وصول الآخر لسدة الحكم، كلاهما مر.
أمريكا هى التى ترعى دولة الكيان وحريصة على بقائها، وبقاء هذه الدولة المحتلة مرهون ببقاء أمريكا، ونحن العرب ستظل أمريكا بالنسبة لنا هى الكابوس الذى يطاردنا فى الليل والنهار.
سياستها تجاهنا قائمة على مصلحتها، ومصلحة الكيان الصهيونى الذى يحركها كما ومتى يشاء، الموضوع بينهما تخطى مرحلة المصالح إلى مرحلة الحياة والموت، إسرائيل تعتبر أمريكا قلبها النابض، الذى يمد جسدها بالدم المحمل بالاكسجين، وأمريكا تعتبر إسرائيل الابن المدلل.
و بالنسبة لنا كعرب أمريكا هى سفينة النفايات التى تحمل لنا السموم والميكروبات بكافة اشكالها.
أمريكا ليست للعرب فقط مركز السموم، و وكر الأفاعى، لكنها تمثل نفس الأمر لدول كثيرة حول العالم تضررت منها وذاقت من شرورها الكثير.
الغريب فى الأمر والشيء العجيب أن كل الأقطار العربية تعى تماما حجم العلاقة بين الكيان الصهيونى وأمريكا، ورغم ذلك مازلنا نبحث عن الأمان عندها، تريدون أن تعوا قيمة الكيان الصهيونى لدى أمريكا؟، اقرأوا هذا الرقم الذى يوضح حجم العلاقة بينهما،
منذ تأسيس إسرائيل فى عام 1948 حتى عام 2022 تلقت 158 مليار دولار مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة، مما يجعلها أكبر متلق فى التاريخ.
فى النهاية نجحت هاريس أم سقطت، نجح ترامب أم سقط كلاهما مر، فلا تشغلوا حالكم بمن هو الرئيس القادم، الكل ينفذ أجندة واحدة تم وضعها منذ سنوات طويلة ولم ولن تتغير.
تلك الحرب الدائرة فى كل بقاع الأرض أمريكا هى كلمة السر فيها، فلا تسرفوا فى التفاؤل تجاه أحد المرشحين كلاهما مر، كلاهما لا يهمه سوى مصلحته ومصلحة الكيان الصهيونى.
فلا تصدقوا التعهد الذى قطعته نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس، بأنها ستسعى لإنهاء الحرب فى قطاع غزة فى حال فوزها بالانتخابات الرئاسية، معتبرة أن قتل الفلسطينيين الأبرياء فى القطاع وصل إلى مستوى غير معقول، ولا تصدقوا ترامب عندما يقول نفس المفردات، خاصة أن أمريكا لن تسمح بحل الدولتين مهما حدث.
على العرب يستيقظوا من السبات العميق الذى هم عليه، علينا كعرب البحث عن طرق أخرى للتعامل مع هذا الكيان «الأمريكى - الصهيونى».