بوابة الوفد:
2025-03-15@03:38:55 GMT

معشوقتى لا ترحلى «1»

تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT

لن أخجل حين أعترف أننى ورقية النزعة، أى أفضل قراءة الصحيفة أو الكتاب الورقي، ألمسه بأصابعي، أشم رائحة الورق والحبر التى تشعل ذاكرتى شغفًا وحبًا للاطلاع على المعلومة، قد يرجع هذا إلى طفولتي، التى لم يكن الديجتال ولا مواقع تواصل اجتماعى تتنافس فى سباق محموم لاستلاب حياة القارئ، كنت فى المساء أتلقف الصحف الورقية فى لهفة عاشق بمحبوبته من عم «صلاح صابر» جارنا وكان يعمل مديرًا للمنطقة التعليمية، وفى يوم الجمعة الإجازة حين لا تتوافر الصحف، أشترى صحيفة واحدة من مصروفي، وكانت غالبًا الأخبار، ولا أعلم لماذا، لعل الأهرام حينها كانت تركز أكثر على الإعلانات الكبيرة والمبوبة على حساب المادة الصحفية، أو لعل اللغة الصحفية فى الأخبار كانت أيسر وأنا فى هذه السن.


فى يوم الأحد والخميس أتنافس أنا وشقيقى الأصغر فارس على شراء مجلة سمير وميكي، ويا لروعة الإحساس ونحن نقرأ تلك المغامرات الملونة فى المجلتين، فى مناسبات الأعياد تقدم المجلات هدايا صغيرة ملحقة بالإصدار، مسطرة ملونة، ممحاة ضخمة، لعبة بلاستيك، وكانت فرحتنا هائلة فقد كنا نشعر أن منتج هذه المجلات يكافئنا بالهدايا لأننا نقرأ.
امتد عشقى للقراءة من الصحف إلى مكتبة المدرسة إلى مكتبة قصر الثقافة لدينا فى محافظة سوهاج، وكانت مكتبة عظيمة بها كل ما يشتهيه عاشق القراءة والثقافة بدءًا من أمهات كتب التراث والتراجم المهمة، وكتب الفلسفة وعلم النفس وصولًا إلى قصص المكتبة الخضراء للأطفال، كما كان أبى لديه مكتبة ورثها عن جدى مفعمة بتفاسير القرآن للطبرى وابن كثير، وكتب عن الأنبياء، وقصص أخرى دينية، عشقى للقراء جعلنى أحاول مبكرًا كتابة القصص والشعر ومراسلة تلك الصحف والمجلات التى كانت تشجع الهواة وتنشر لهم، وكان حظى وافرًا من النشر فى تلك المجلات التى راسلتها بالقاهرة.
كل هذه المقدمة جعلتنى اعشق الصحافة بشكل مبكر، ووضعت نصب عينى هدف أن أصبح صحفية، بل حلمت بالسفر كمراسلة خارج الحدود، كنت أتأمل صور المراسلين فى الصحف الكبرى وهى تتوج موضوعات شيقة عن عوالم غريبة خارج مصر، وأحيانًا موضوعات معقدة عن السياسة الدولية كنت أبذل الجهد لأفهمها مع حداثة سنى، ودخلت كلية الآداب قسم الصحافة وكانت حديثة العهد فى جامعة سوهاج.
منذ هذا الحين، لا يمر يوم فى عمرى دون أن أقرأ، صحيفة، كتاب، قصة، أى شيء، يسقط اليوم من عمرى إذا لم أقرأ شيئًا جديدًا، فى رحلاتي، يكون الكتاب أجمل صديق، فيما الكتابة هى الرئة التى أتنفس من خلالها، ولا أتصور أن يقوم أحد ما بسد تلك الرئة ومصادرة قلمي، فى كل تلك الرحلة كان المنتج الورقى رفيقي، أشعر بحميمية خاصة وأنا ألمس الوريقات، أرى شخوص القصة أو الرواية تتحرك فوق الأوراق، تشاغب، تبكي، تضحك، انفعل بها وأتفاعل معها وأرى الصورة فى الصحيفة تنطق، وتعبر عن ألف كلمة.
منذ سنوات كثيرة تنافست الصحف والكتب الديجتال والمواقع الإلكترونية مع الكتب والصحف الورقية، فى الواقع لا أتحمس كثيرًا للقبوع خلف شاشة باردة لمطالعة الأخبار أو قراءة الروايات، رغم أنها صرعة العصر شئت أم أبيت، لكن الناس فيما يعشقون مذاهب، رغم تعاملى مع الأمر الواقع، لكنى لم أحبه، قد يكون فارق الأجيال، خاصة وأنا أرى أولادنا يعيشون يومهم وأعينهم مصلوبة على الشاشات، وليتهم مشغولون بالقراءة المفيدة، بل بالتوافه التى سطحت معلوماتهم وجعلت ثقافتهم ثقافة جوجل «تك أواي»، ولهذا حديث آخر.
وسأركز هنا على الصراع الذى بات حتميًا بين الصحف الورقية والديجتال، لأن الكتب صاحبها أى مؤلفها له مطلق الحرية فى أن ينشر كتابة ورقى أو ديجتال، وعليه أن يتحمل وحده نتيجة اختياره من انتشار الكتاب بصورة موسعة أو محدودية انتشاره، فخسارته المادية قاصرة عليه أو على أشخاص محدودين حوله، الناشر مثلا أو صاحب الموقع الإلكترونى الذى سينشر له الكتاب، ولكن فى الصحف الأمر مختلف تمامًا.. وللحديث بقية.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فكرية أحمد جامعة سوهاج كلية الآداب قسم الصحافة المواقع الإلكترونية

إقرأ أيضاً:

مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تشارك في معرض لندن الدولي للكتاب 2025

المناطق_لندن
تشاركُ مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، في جناح المملكة العربية السعودية ، في معرض لندن الدولي للكتاب 2025 ، الذي تقود مشاركته هيئة الأدب والنشر والترجمة ، خلال الفترة من 11-13 مارس الجاري ، والمقام بمركز المعارض “أولمبيا لندن” بالعاصمة البريطانية لندن ، بعدد من الإصدارات الجديدة، والكتب المترجمة، بالإضافة إلى عرض منظومة من برامجها ومشروعاتها الثقافية والمعرفية، وتجربتها في تنظيم المعارض الفنية والثقافية، إلى جانب عرض مجموعات من مقتنياتها النادرة من الكتب والصور والمخطوطات والنوادر.

كما تقدم تجربة المعارض الافتراضية، حيث تأخذ المكتبة الزوار في جولة لمعارضها الفنية والتاريخية، وتشارك المكتبة بركن لمكتبات الأطفال حيث تتيح لهم الاطلاع على إصدارات المكتبة للأطفال من مختلف الفئات العمرية من قصص وأنشطة القراءة والأنشطة التفاعلية.

وتعرض المكتبة مجموعة من أبرز إصداراتها الجديدة من الكتب العلمية والفنية والأدبية والثقافية ، وتتضمن كتبًا باللغة العربية، وكتبًا مترجمة عن اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والصينية وغيرها ، إضافة إلى نماذج من الدوريات النادرة من بواكير الصحف والمجلات العربية.

أخبار قد تهمك مكتبة الملك عبدالعزيز تختتم مخيم “أهلًا رمضان” لليافعين 4 مارس 2025 - 4:44 صباحًا مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تكشف عن كتاب نادر صدر قبل 190 عامًا يتضمن 26 لوحة عن إسبانيا والأندلس 30 أغسطس 2023 - 6:27 مساءً

وتحرص مكتبة الملك عبدالعزيز العامة على إثراء المشهدين العربي والعالمي بمشاريع وبرامج ثقافية ومعرفية متميزة، ومد جسور ثقافية عالمية تتواءم مع رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى ربط المشهد الثقافي السعودي بما تنتجه منجزات الثقافات والحضارات العالمية.

وتأتي مشاركة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في معرض لندن الدولي للكتاب ؛ من أجل التعريف بالثقافة السعودية بمختلف عناصرها، والتأكيد على القيم المعرفية والتراثية والحضارية للمملكة، وجهودها في حفظ ..وإتاحة التراث العربي والإسلامي والتعريف به

مقالات مشابهة

  • عمرو أديب عن أزمة قمة الأهلي والزمالك: عايزين الحق وكانت واحد يتحمل مسئوليته
  • تسُرُّك الأخبارُ
  • الاثنين.. أمسية غنائية وإنشاد ديني في مكتبة القاهرة الكبرى
  • النساء لن تدخل الجحيم.. إصدار جديد بهيئة الكتاب لـ سليمان العطار
  • “الكتاب الأبيض”.. استثمارات الصناعة العسكرية والدفاع في أوروبا لدعم أوكرانيا و”ردع” روسيا
  • «عقلان وثقافتان».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب لـ سليمان العطار
  • مكتبة مصر العامة الرئيسية تحصد جائزة التميز من أكاديمية سيسكو للشبكات
  • مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تشارك في معرض لندن الدولي للكتاب 2025
  • الصحف العالمية: ''سوريا بقيادة الشرع وجهت ضربة قاسية لإسرائيل''
  • الصحف العالمية تتغنى باسم الهلال: الزعيم ‬⁩ يُعذب باختاكور.. صور