بوابة الوفد:
2025-01-16@13:06:34 GMT

كذبة بيع الفلسطينيين لأرضهم ا/2

تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT

الفلسطينيون لم يفرطوا فى وطنهم، ولم يبيعوا أرضهم لليهود، والأعداء يذيعون دعايات كاذبة وأراجيف مضللة ضد الفلسطينيين.
اتهم بعض الناس أهل فلسطين، أن كثيرا منهم باعوا أراضيهم لليهود، وأن بعض البائعين حصل على عفو من بعض المنظمات الوطنية، لقاء دفع مبلغ من المال.
ويجيب عن هذا السؤال، الحاج أمين الحسينى، مفتى القدس (١٨٩٥-١٩٧٤) رحمه الله تعالى، من خلال جزء من مقالته التى تحتوى على ٥٤ صفحة، ونشرت فى مجلة الأزهر الغراء فى عدد يوليو ٢٠١٥، وكان الرد كالتالي:
«كانت فلسطين قبل حرب عام ١٩١٤ جزءاً من الدولة العثمانية، وهى رقعة صغيرة من الأرض مساحتها نحو ستة وعشرين ألف كيلومتر مربع، فلما انهارت هذه الدولة فى نهاية الحرب العالمية الأولى، وقعت فلسطین بین مخالب الاستعمار البريطانى من ناحية وجشع اليهودية العالمية من ناحية أخرى، وظلت تتخبط بين هاتين القوتين العظيمتين وليس لها أى ساعد أو نصير، ولم يكن لدى أهلها من وسائل المقاومة والدفاع ما يستطيعون به دفع أذى أو رد عادية.


وبالرغم من ذلك قامت جماعة من أبناء فلسطين المخلصين، يبذلون جهودهم الضئيلة، وينظمون صفوفهم القليلة، ويؤلفون جبهة متواضعة أمام تلك القوى
الدولية العاتية. وبالرغم من عدم التكافؤ بين القوتين والجبهتين، فقد نشبت معركة هائلة طويلة المدى، لم تلن فيها لعرب فلسطين قناة، ولم تهن لهم عزيمة فى كل أدوار الكفاح والنضال. 
لمدة ثلاثين عاماً حاول خلالها الاستعمار البريطانى، متآمراً مع اليهودية العالمية، بلوغ أغراضه ومقاصده فى فلسطين بالوسائل الآتية:
من الناحية السياسية.. لقد حاولوا أن يحملوا عرب فلسطين، على الخضوع والإذعان لخطتهم الغاشمة، والموافقة على سياسة إنشاء الوطن القومى اليهودى، فتوسلوا بجميع وسائل الإغراء السياسية والمالية، وأساليب الدهاء والخداع، لحملهم على الموافقة، وليتخذوا من موافقتهم حجة يبررون بها أمام العالم جريمتهم الفظيعة، فى تحويل هذه البلاد العربية المقدسة إلى وطن يهودى بعد إجلاء أهلها عنها، ويكسبون جريمتهم المنكرة صفة شرعية، ولكنهم فشلوا فى هذه المحاولة فشلاً تاماً.
من ناحية امتلاك الأراضي.. فلما سقط فى أيديهم، جعلوا أكبر همهم اشتراء أرض فلسطين بالمال، وامتلاك البلاد عمليا بهذه الوسيلة، فألقوا بمئات الملايين من الجنيهات، فارتفعت أسعار الأرض إلى عشرات الأضعاف، بل إلى مئاتها فى بعض الأحيان، ولكن عرب فلسطين صمدوا أمام هذه التجربة أيضاً، غير مبالين بالمال الذى لم يستطع أعداؤهم إغراءهم به، واحتفظوا بأراضيهم. وقد انتهى الانتداب البريطانى فى ١٥ مايو ١٩٤٨، ولم يستطع اليهود بالرغم مما حصلوا عليه من مساعدات وهبات وتسهيلات من حكومة الانتداب البريطانى، أن يمتلكوا إلا نحو سبعة فى المائة من مجموع أراضى فلسطين. وكانت خيبة آمالهم فى هذه الناحية لا تقل عن فشلهم فى محاولتهم الأولى السياسية.
من الناحية العسكرية.. ما انفك الإنجليز منذ احتلالهم فلسطين، يساعدون اليهود بمختلف الوسائل على التسلح والتدريب والتنظيم العسكرى، فى الوقت الذى كانوا يحرمون فيه جميع ذلك على عرب فلسطين، بل يحكمون بالإعدام على من يحوز أى نوع من السلاح أو العتاد، حتى إن وزير المستعمرات البريطانية مستر كريتش جونز، اعترف فى تصريح له فى مجلس العموم البريطانى، بأن الذين حكمت عليهم المحاكم العسكرية البريطانية بالإعدام شنقاً من العرب، لحيازتهم أسلحة أو ذخيرة كانوا حوالى (١٤٨) شخصاً، هذا عدا بضعة ألوف فتك فيهم الإنجليز خلال ثورات ١٩٣٦ - 1939.

وللحديث بقية

محافظ المنوفية الأسبق

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

القوى السياسية والتحنيط العقلي

أن واحدة من أهم نتائج الحروب في المجتمعات الإنسانية، أنها تكشف السلبيات التي يعيشها المجتمع و تقعده عن النهضة و تهدد استقراره، و تحاول النخب السياسية و علماء الاجتماع و النفس كشفها بهدف البحث عن أنجع الطرق لمعالجتها، حتى لا تصبح أسبابا مرة أخرى لنزاعات في المجتمع.. و حرب السودان قد كشفت عجز و تواضع قدرات النخب السياسية في البلاد الذين حقيقة قد فشلوا في معالجة السلبيات و آثارها، بل أصبحوا هم أنفسهم عقبة في طريق إيجاد الحلول الناجعة.. فإذا أخذنا دخول الجيش عاصمة الجزيرة ود مدني و دحر الميليشيا و مطاردتها في القرى و المدن، كان للحدث وقعا كبيرا عند عامة الشعب الذي خرج في أغلبية ولايات السودان المختلفة يعبر عن فرحته، و حتى في عدد من الدول حيث أحتفلت الجاليات السودانية بهذا النصر.. في اتجاه أخر تجد أن قيادات سياسية و أحزاب يحاولون أن يشوهوا الانتصار، و يبحثون عن أفعال لكي يدينوا بها الجيش، أو الذين يقاتلون تحت قيادته، الأمر الذي يؤكد ما ذهبت إليه تكرارا أن انتصار الجيش و هزيمة الميليشيا سوف يخلق معادلة سياسية جديدة، و سوف تبرز من خلاله قيادات جديدة ذات وعي أكبر و انضج من السابق..
هناك فارق كبير بين عقليتين: عقلية تبحث عن السلطة فقط، و هي عقلية تحنطت لأنها لا تستطيع أن تقرأ الواقع قراءة صحيحة، فهي تقف عند كيفية الوصول للسلطة، و هؤلاء هم الأكثر إصابة بالأمراض الاجتماعية " الانتهازية و الوصولية و غيرها" لأنهم لا يرون المشهد إلا من خلال مسودة مصالحهم الشخصية، و أيضا هؤلاء لا يترددون أن يكونوا أدوات لدول خارجية توعدهم بأنها سوف تجد لهم طريقا للمشاركة في أية سلطة قادمة، في مقابل طاعة أوامرها و تنفيذ ما تمليه عليهم.. العقلية الأخرى هي العقلية التي تبحث عن كيفية الخروج من الأزمة.. و لا تشترط أن تكون هي جزءا من السلطة، مادام الحل يفتح أفاقا جديدة للوطن، و يعزز سبل الاستقرار السياسي و الاجتماعي فيه، و يدفع الكل من أجل العمل للنهضة، و تقديم فرضيات تساعد على التصالح الاجتماي بهدف الوصول لتوافق وطني.. فالعقلية الثانية كل ما انتصر الجيش تعتبرالانتصار تجاوزا لعتبة في صالح الخروج من الأزمة، و تفكر في استغلالها لبناء وعي جديد في المجتمع.. العقلية الأولى لا تنظر إلي انتصار الجيش و المقاتلين معه إلا من خلال مصالحها الشخصية، لآن انتصار الجيش سوف يقلل تحقيق مصالحها الذاتية، و هي تريد أن تكون جزءا من السلطة القادمة.. أن إصدار بيانات و فيديوهات و تصريحات بهدف النيل من الانتصار، و إدانة الجيش و المقاتلين معه يفضحها و يعريها أمام نفسها و أمام الشعب..
كل ما تقدم الجيش في طريق الانتصارات يشكل هاجسا سيئا لمجموعات المصالح الذاتية، و يباعد بينهم و بين طموحاتهم، لكنه يخلق واقعا جديدا هو الرباط العضوي بين الشعب و الجيش، و الخروج المستمر للجماهير احتفالا بالانتصارات له انعكاساته النفسية عند النشء، خاصة تواصلهم النفسي مع العسكرية و قيمتها في المجتمع.. الأمر الذي يسهل عملية التفاهم بينهما بذات ثقافة العسكرية التي جعلتهم يقاتلون معها في صف واحد و داخل خندق واحد، ربما ينظر إليها إنها علاقة جديدة بين مقاتلين لعدو واحد، و لكن قيمتها هي تأسيس ثقافة جديدة تتحول لسلوك تلقائي و هو المطلوب لبناء وطن جديد بمعايير مؤسساتية جديدة..
هناك أيضا بعض القوى السياسية التي تعتقد نفسها في حياد، و تريد أن تتوقف الحرب لكي تبدأ مرحلة جديدة من الثورية.. هذا الفهم يبين أن البعض يطلق مصطلحات حتى لا يفهم مضامينها السياسية.. أن " الثورة و الثورية و كل اشتقاقاتها" هي مصطلحات الغرض منها هو الهدم و تعطيل القوانين أو تجاوزها، و هي أفعال سالبة في المجتمع.. كما هي تعد درجة من درجات العنف، و الحرب هي أعلى درجة في العنف و الهدم و تتجاوز أية ثورة.. فكيف لمجتمع يخرج من حالة هدم و عنف و يعود إليه مرة طواعية، إلا إذا كان مجموعات من فاقدي العقل.. هؤلاء الذين يبحثون عن الثورة و الثورية بعد وقف الحرب لقد وصلت عقولهم حالة التكلس و فقدان البوصلة.. هؤلاء سوف يصبحون أكثر سلبية في المجتمع تشكل تحديا لعملية التوافق الوطني و الاستقرار الاجتماعي و السياسي و التنمية في البلاد..
أن العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية على قائد الدعم السريع و عدد من شركات الميليشيا التي تدار من داخل دولة الأمارات الداعمة للميليشيا، تؤكد أن الإدارة الإمريكية المغادرة و حتى القادمة قد وصلوا لقناعة أن دعمهم للميليشيا و اتباعها سوف يشكل عقبة في المستقبل لتحقيق المصالح الأمريكية في السودان.. و القرار نفسه سوف يقطع طريق التعامل مستقبلا مع الميليشيا .. و أيضا لن يراهنون على فئة قليلة لا تملك أية قاعدة اجتماعية، خاصة أن الحرب قد خلقت متغيرات داخل القواعد الاجتماعية للأحزاب، ألأمر الذي يجعل أن يحدث فيها متغيرات في المستقبل.. لذلك لابد من التفكير العقلاني الذي يجب أن يبحث عن مستقبل العمل السياسي و التنمية في البلاد بعد وقف الحرب، دون وضع المصالح الشخصية في الدرجات العليا في عملية ترتيب الأولويات.. نسأل الله حسن البصيرة..


zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • بايدن: المفاوضات الأخيرة من أصعب التجارب في مسيرتي السياسية
  • الأمم المتحدة: ملتزمون بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في غزة
  • البرلمان يرجئ جلسته نتيجة مقاطعة الكتل السياسية للجلسات
  • تطورات مفاجئة في مباحثات يمنية أممية لإحياء العملية السياسية!
  • المهمة المقبلة.. رسائل ترامب تصل بريد القوى السياسية في العراق
  • عشرات الشهداء الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية
  • كأس السوبر الاسباني المقبل في البصرة كذبة
  • "التقية السياسية" والسيناريوهات المحتملة في سوريا
  • القوى السياسية والتحنيط العقلي
  • الصدر يغلق أبواب الحنانة بوجه دعوات المصالحة السياسية