المواطنة المسؤولة والوعي المجتمعي يرسمان ملامح التعاطي الرصين مع الحادث عبر منصات التواصل الاجتماعي
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
الرؤية - سارة العبرية
رصدت جريدة "الرؤية" تفاعل نشطاء ومتابعي منصات التواصل الاجتماعي مع حادثة إطلاق النار في الوادي الكبير؛ والتي أكَّدت جميعها على أن سلطنة عُمان ستظل دائمًا وأبدًا واحة أمن وأمان لأبنائها والقائمين على أراضيها، داعين الجميع لمواصلة تحليهم بالمسؤولية الوطنية للحفاظ على استقرار وسلامة الوطن، وعدم تداول الشائعات دون علم أو تحرٍّ، وإنما باستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية.
وانتشر بشكل واسع أمس في الفضاء الرقمي، مقتطف من النطق السامي للمغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- خلال أحد خطاباته بالعيد الوطني، قال فيها: "إن التطرف مهما كانت مسمياته والتعصب مهما كانت أشكاله والتحزب مهما كانت دوافعه ومنطلقاته نباتات كريهة سامة ترفضها التربة العُمانية الطيبة التي لا تنبت إلا طيبًا، ولا تقبل أبدًا أن تلقى فيها بذور الفرقة والشقاق".
ونشر الإعلامي خالد الزدجالي عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، منشورًا قال فيه: "إنَّ حادثة الوادي الكبير فى مسقط تم السيطرة عليها بسرعة وكفاءة من قبل الجهات الأمنية المختصة.. لا داعي للضجيج وكثرة الحديث حولها أو نشر الإشاعات.. سلطنة عُمان كانت وستظل واحة للأمن والأمان؛ حيث تعمل السلطات بشكل مستمر لضمان سلامة واستقرار المجتمع.. نحث الجميع على التزام الهدوء واستقاء المعلومات من المصادر الرسمية فقط".
ومن جهته، قال الإعلامي الرياضي خميس البلوشي: "مالم تَبُحْ به الجهات الرسمية لا تفتِ فيه أنت.. كن حصناً حصيناً لوطنك".
وعلقت الإعلامية بثينة الرئيسية بقولها: "كلنا ثقة بأجهزتنا الأمنية الحصينة في التعامل الرادع مع من تسوّل له نفسه الإخلال بأمن هذا البلد، ستظل سلطنة عُمان عصية على الفتن متلاحمة لا يفت في عضدها حادث عابر ولا يزعزع استقرارها عبث عابثين. رحم الله المتوفين في حادثة الوادي الكبير وحفظ الله الوطن آمناً مطمئناً".
وعبّر الدكتور حيدر اللواتي عن رأيه قائلا: "عُمان قلعة التسامح والتعايش، تناطح السحاب في شموخها، لا تهتز ولا تميل، تربتها طاهرة طيبة تلفظ نباتات التطرف والتكفير والدعشنة والإرهاب الكريهة".
السبق ليس انتصاراً
من جانبه، قال الصحفي المختار الهنائي في منشور على منصة "إكس": "التصرف الصحيح لما يحدث في الوادي الكبير هو عدم نشر أي مقاطع أو أخبار طالما أنَّ الجهات الرسمية تتعامل مع الحدث، تداول الأخبار بشكل عشوائي يعد في خانة الشائعات والأخبار المضللة.. السبق ليس انتصاراً في هذا الحدث.. حفظ الله الجميع من كل مكروه".
وعلق الإعلامي قصي منصور قائلا: "يقوَى ضلع الوطن في كل أزمة تمر علينا هنا في #عُمان حفظ الله عُمان من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، آمين".
وغرَّد عبدالله السيابي قائلاً: "كل منَّا على أرض هذا الوطن الغالي جندي مسؤول ووطننا الغالي يريد منَّا جميعاً التكاتف في مثل هذه الأوضاع، وأن نكون على درجة عالية جداً من الوعي والإدراك في نشر أي محتوى".
أما محمد العاصمي، فقال: "تصوير ونشر مقاطع الفيديو وإرسال الصور الخاصة بتحركات رجال الأمن أو الأحداث الأمنية يضعك تحت طائلة القانون. لا تجعل فضولك مصدر للإساءة إلى وطنك".
شهيد الواجب
وتصدر وسم "#شهيد_الواجب_يوسف_الندابي، قائمة الأعلى تداول في السلطنة؛ وكتبت لمار البلوشية: "في موكب يليق بتضحياته وبطولاته، شيّع الوطن جثمان #شهيد_الواجب_يوسف_الندابي الذي ارتقى بروحه الطاهرة فداءً لأمن واستقرار #سلطنة_عمان تجمع أبناء الوطن ليودعوا أحد أبطالهم الذي لم يتوانَ عن التضحية بنفسه في سبيل حماية أرضه وشعبه".
وبيّن سعيد الشامسي: "الملاحظ في حادثة الوادي الكبير الذي راح ضحيتها #شهيد_الواجب_يوسف_الندابي أنَّ هناك حسابات غير عُمانية قامت بنشر المقطع المُفبرك الذي يتكلم فيه شخص باللغة العربية، كذلك هناك حسابات طارت من الفرحة لوقوع هذا الحدث كفو شركم عنا فهذه الحادثة عابرة بأذن الله وعُمان في أيدي أمينة ترعاها".
وغردت أبرار المشيفري قائله: "لا خوف على أرضنا الطيبة في ظل وجود العين الساهرة حفظهم الله.. اللهم واجعلنا آمنين مطمئنين".
وفي السياق، نشر حساب "أدب عُمان" مقطعًا للشيخ أحمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عُمان؛ يقول فيه: "عُمان عبر التاريخ هي نسيجٌ متماسك، لا يمكن التأثير عليها، وفي نفس الوقت نحذّر كل مَن تسول له نفسه أن يُحاول أن يؤثر على هذا النسيج".
وأوضحت أسماء الهنائية أن "عُماننا ستبقى مترابطه ومن تسول له نفسه أن يكسر هذا الترابط نقول له لن تنجح وستظل مزاعمك فاشلة للأبد".
بلد الأمن والأمان
في حين قال علوي المشهور: "عُرفت عُمان عبر تاريخها بأنها بلد آمن، يعيش المواطن والوافد فيه بسلم واحترام للمعتقدات الدينية. وما حصل في الوادي الكبير مرفوض، ولا يعدو كونه حالة عابرة لا تشكل ظاهرة ولا تتوافق مع احترامنا للتعدد والعيش المشترك".
وعبَّرت نورة عبدالله البادي، قائله: "قَسمُ الولاء يميننا هُتافنا الله ثم عماننا والهيثمُ سلطاننا إنّا جنودك سر بنا لن ننثني لن نرعوي بل نُقدمُ رأس الحِراب قلوبنا وصدورنا نحن الخِطاب إذا تلجلج أبكمُ أرواحنا تفدي عُمان وشعبها نلقى الردى ووجوهنا تتبسمُ لعُمان أبناءٌ لها يفدونها لن يفطموا عن حبها لن يفطموا".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بالصلاة والقطاعة... زمن الصوم الكبير انطلق تمهيداً لفرح القيامة
يفتتح اليوم "إثنين الرماد"، الذي يجدد المسيحيّون فيه تأكيد أنهم من التراب وإلى التراب يعودون، في زمن الصوم لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويمين الغربي والشرقي. وفي حين يتوق كثيرون إلى هذا الزمن الليتورجي للتقرب من الله وإعادة جوجلة أفكارهم روحانياً، يتم ذلك عن طريق الإمساك عن الطعام والشراب لفترة من الزمن والإنقطاع عن ألذ الأطعمة مع أداء الصلاة والصدقة.
فالصوم الكبير لدى المسيحيين هو فترة زمنية تمتد عادة خمسين يومًا، وهي عبارة عن 40 يومًا من الصوم تسبق أسبوع الآلام فضلًا عن أسبوع الآلام بما فيه سبت النور، ويعد أحد أبرز الأوقات الروحية في السنة الليتورجية المسيحية.
ففي التقويم الغربي، يبدأ الصوم الكبير بعد "أحد عرس قانا" والمعروف بـ"أحد المرفع"، ويُفتتح بـ "إثنين الرماد".
وبالتالي، يبدأ الصوم الكبير عادةً بعد "أحد المرفع" الذي يُعتبر بمثابة تحضير روحي للمؤمنين قبل الدخول في فترة الصوم. يُسمى أيضاً "أسبوع القطاعة" في بعض الكنائس، حيث يمتنع المؤمنون عن تناول جميع الأطعمة الحيوانية والألبان في بداية الصوم، استعدادًا للتوبة والتقشف الروحي. إلا أن الصوم الكبير لا يقتصر فقط على الامتناع عن الطعام، بل هو أيضًا فترة ليتورجية تهدف إلى التوبة، والتقشف، والتأمل الروحي. يتضمن الصوم الكبير الصوم عن الأطعمة الحيوانية مثل اللحوم والألبان، وأحيانًا يمتد إلى الامتناع عن بعض الممارسات المادية والملذات الدنيوية، مع التركيز على الصلاة والصدقة والندامة بهدف تقريب الذات إلى الله. والهدف الرئيسي من الصوم الكبير هو تقوية الإيمان، والتوبة عن الذنوب، والاستعداد الروحي للاحتفال بعيد الفصح، الذي يمثل قيامة المسيح. إذ يهدف الصوم إلى تهيئة المسيحيين لملاقاة عيد القيامة بقلوب نقية وروح طاهرة، عبر التأمل في معاناة المسيح وتجسيد التضحية والنقاوة. ومن خلال هذا الطقس الخاص بالمؤمنين المسيحيين، يتمكنون من للتركيز على حياتهم الروحية من خلال الصلاة، والاعتراف، والتأمل في معاناة المسيح من أجل الخلاص، بهدف تقوية علاقتهم بالله والتحضير لفرحة قيامة المسيح. في المحصّلة، لا قيمة للإنسان من دون الإيمان وإذا كان بعيداً عن الله، البداية والنهاية. هذا ما يذكّرنا به الرماد الذي نتبارك به اليوم كي ننطلق نحو زمن الصوم المبارك واستعداداً للدخول في زمن القيامة. المصدر: خاص "لبنان 24"