المنظمات الأهلية الفلسطينية: إسرائيل تسعى لتعميق الأزمة الإنسانية في قطاع غزة على كل المستويات
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
قال مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية،أمجد الشوا،إن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتعميق الأزمة الإنسانية التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على كل المستويات.
قيادي بحركة فتح: مصر تبذل جهودا كبيرة لوقف إطلاق النار في غزة
وأوضح الشوا - في تصريح لقناة (النيل) الإخبارية اليوم الثلاثاء أن الإحتلال الإسرائيلي يسعى لتعميق الأزمة الإنسانية في غزة من خلال عمليات القتل و تقييد دخول المساعدات وتفاقم الأوضاع الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني من خلال زيادة المجاعة والعطش وسوء الخدمات الصحية والتدمير الممنهج للبنى التحتية ومقومات الحياة الأساسية.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يسعى لإيقاع المزيد من الضحايا الفلسطينيين وبخاصة المدنيين في مراكز الإيواء وغيرها من الأماكن التي تكتظ بالنازحين كما يحدث في مراكز الإيواء التابعة للأونروا.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي فشل في الضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي بشكل جدي لوقف العدوان على كافة المستويات، مبينا أن قطاع غزة يحتاج سنوات طويلة لإصلاح ما دمره الاحتلال خلال 10 أشهر من التدمير والقتل المستمر للشعب الفلسطيني.
الأردن يدين الاستهداف الإسرائيلي الممنهج لـ"الأونروا"دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين، بأشد العبارات الاستهداف الإسرائيلي المُمنهج لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ومبانيها ومراكز الإيواء التابعة لها، بما فيها المقر الرئيسي للوكالة في غزة، في محاولة لإلغاء دورها المحوري والأساسي في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني وفقاً لتكليفها الأممي.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير الدكتور سفيان القضاة، إدانة المملكة ورفضها المطلق لاستمرار إسرائيل في انتهاك قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واستهداف المدنيين ومقار المنظمات الإغاثية والعاملين فيها، وسط صمت دولي يشجعها على الاستمرار في ذلك، جراء غياب إجراءات حقيقية وفاعلة توقف هذه الانتهاكات وتحاسب المسؤولين عنها.
وأضاف السفير القضاة أن محاولات إسرائيل تقويض دور الأونروا، التي تقوم بدور أساسي في تقديم الخدمات الحيوية للفلسطينيين في قطاع غزة، يجب أن يتصدى لها المجتمع الدولي بأكمله، مؤكداً أن استمرار عمل الأونروا ضرورة قصوى للحفاظ على قضية اللاجئين الفلسطينيين، خاصة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر والمتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول الماضي.
وجدد السفير القضاة دعوته للمجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، لاتخاذ خطوات فورية وحازمة لوقف هذه الجرائم وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين والمنشآت الإغاثية التي تقدم الدعم الحيوي للأشقاء الفلسطينيين، وضرورة تمكين هذه المنظمات والهيئات وخاصة الأونروا للقيام بدورها الإنساني الكبير في تقديم المساعدات الإنسانية والخدمات للأشقاء الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها قطاع غزة، وضمان سلامتها من أي استهداف مستقبلي.
استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين في قصف للإحتلال على عدة مناطق بقطاع غزةاستشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، اليوم /الثلاثاء/، في قصف للاحتلال الإسرائيلي على عدة مناطق في قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية /وفا/ أنه في مدينة خان يونس، جنوب القطاع، استشهد 13 شخصا وأصيب العشرات في غارة للاحتلال استهدفت منطقة العطار المكتظة بالنازحين غرب خان يونس، نقلوا إلى مستشفى ناصر في المدينة.
وفي بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، استشهد أربعة أشخاص وأصيب خمسة آخرون جراء قصف الاحتلال تجمعا للمواطنين عند دوار الشيخ زايد في البلدة.
كما وصل ثمانية شهداء و50 جريحا إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، بعد استهداف الاحتلال مدرسة الرازي التابعة "للأونروا" والتي تؤوي نازحين، في مخيم 2 بالنصيرات.
وكانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) قالت إن الاحتلال الإسرائيلي استهدف خلال الأيام العشرة الماضية خمس مدارس تابعة لها، داعية إلى ضرورة حماية كل مرافق الأمم المتحدة.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 38,713 مواطنا، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 89,166 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.
ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة إلى 38713 شهيدا و89166 مصاباأوردت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ارتفعت إلى 38 ألفا و713 شهيدا، و89 ألفا و166 مصابا، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ونقلت الوكالة عن مصادر طبية فلسطينية القول إن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة، أسفرتا عن استشهاد 49 فلسطينيا، وإصابة 69 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأشارت إلى أن آلاف الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المنظمات الأهلية الفلسطينية قطاع غزة غزة أمجد الشوا الاحتلال الإسرائیلی فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
شروط الاحتلال الإسرائيلي التي أدت لإلغاء مسيرة العودة
القدس المحتلة- في كل عام، يحمل المهندس سليمان فحماوي ذاكرته المثقلة بالحنين والوجع، ويسير على خُطا قريته المهجرة "أم الزينات" الواقعة على سفوح جبال الكرمل في قضاء حيفا، والتي اضطر لمغادرتها قسرا كباقي مئات آلاف الفلسطينيين، تاركا خلفه طفولته وذكرياته لتصبح جزءا من تاريخ النكبة الذي لا ينفك يعيد نفسه.
سليمان، اللاجئ في وطنه، عاش فصول النكبة الفلسطينية متنقلا بين بلدات الكرمل والساحل، قبل أن يستقر به الحال في بلدة أم الفحم، على تخوم حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.
واليوم، وفي الذكرى الـ77 للنكبة، وبعد عقود من التهجير، يقف كعضو ومتحدث باسم "لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين" بالداخل الفلسطيني، محاولًا الحفاظ على ذاكرة القرى التي طمست معالمها، وفي مقدمتها قرية "كفر سبت" المهجرة، في قضاء طبريا في الجليل شمالي فلسطين.
منذ تأسيس "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين" عام 1997، اعتاد سليمان ورفاقه تنظيم مسيرة العودة السنوية إلى القرى المهجّرة، بالتنسيق مع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، حيث أصبحت المسيرات ذات رمزية تقول للعالم "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، وتعيد للأذهان قصص البيوت المهدومة والأرواح التي لا تزال معلقة بأطلال قراها.
"هذا العام كان مختلفا" يقول فحماوي للجزيرة نت بنبرة يغلب عليها الأسى، فبدلا من التحضير المعتاد للمسيرة الـ28 نحو "كفر سبت"، اصطدمت الجمعية بسلسلة من الشروط التعجيزية التي وضعتها الشرطة الإسرائيلية، ما اضطرهم إلى اتخاذ قرار صعب "سحب طلب التصريح".
يوضح فحماوي "كما كل عام، قدمنا طلبا للحصول على التصاريح، لكن الشرطة هذه المرة وضعت شروطًا غير مسبوقة، كان أولها عدم رفع العلم الفلسطيني، ذلك العلم الذي لطالما خفقت به القلوب قبل الأيادي، كما اشترطت الحصول على موافقة المجلس الإقليمي في الجليل الغربي، الذي تقع القرية ضمن نفوذه، إضافة إلى تحديد عدد المشاركين بـ700 شخص فقط".
إعلان"بالنسبة لنا، العلم الفلسطيني خط أحمر" يؤكد سليمان، ويتساءل "كيف لمسيرة تحمل اسم العودة أن تقام دون علمنا، ودون مشاركة الآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني الذين يحملون هم القضية؟".
وبين تهديدات الشرطة بالاقتحام، والوعيد بقمع المسيرة حال تجاوز الشروط، وجدت الجمعية نفسها أمام مفترق طرق، ويقول فحماوي "خلال المفاوضات، لمسنا نوايا مبيتة من الشرطة الإسرائيلية وتهديدات بالاعتداء على المشاركين من أطفال ونساء وشباب".
وفي مشهد تتداخل فيه الوطنية بالمسؤولية الأخلاقية، اجتمعت كافة الأطر السياسية والحزبية والحقوقية في الداخل الفلسطيني، ليصدر القرار الأصعب (سحب الطلب)، لخصها فحماوي بقوله "نقطة دم طفل تساوي العالم"، مضيفا "لن نسمح بأن تتحول مسيرتنا إلى ساحة قمع جديدة، اخترنا العقل على العاطفة، لكن شوقنا للعودة لا يلغيه انسحاب مؤقت".
قبل نحو 30 عاما، لم تكن مسيرات العودة جزءا من المشهد الوطني الفلسطيني، وكانت قضية القرى المهجرة تعيش في طي النسيان، مطموسة في ذاكرة مغيبة، تكاد تمحى بفعل الإهمال والسياسات الإسرائيلية المتعمدة، يقول فحماوي، ويضيف "لكن هذا الواقع بدأ يتغير تدريجيا مع انطلاق المبادرات الشعبية، وعلى رأسها مسيرة العودة".
وعلى مدى هذه العقود الثلاثة، شارك مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني -وخاصة من فلسطينيي الداخل- في مسيرات العودة، التي تحوّلت إلى محطة وطنية سنوية ثابتة، تحمل رسائل سياسية وشعبية عميقة، وتؤكد على حق العودة بوصفه حقا فرديا وجماعيا غير قابل للتنازل أو التفاوض.
ورغم قرار سحب طلب التصريح لمسيرة العودة الـ28، لا يتوقف التساؤل لدى أدهم جبارين، رئيس اللجنة الشعبية في أم الفحم، وابن عائلة لاجئة من قرية اللجون المهجرة عن "ماذا يعني أن يمنع لاجئ فلسطيني من العودة، ولو ليوم واحد، إلى قريته التي طُرد منها؟ وماذا يعني أن يجرم رفع العلم الفلسطيني؟"
إعلان"هذه ليست النهاية" يؤكد جبارين للجزيرة نت، ويقول "نحن مستمرون، فحق العودة ليس مناسبة، بل حياة كاملة نعيشها يوميا"، مضيفا "رغم القيود والتهديدات، تبقى مسيرة العودة أكثر من مجرد حدث سنوي، هي ذاكرة حية تورَّث للأجيال، ورسالة واضحة بأن القرى المهجرة ستظل حاضرة في القلوب والعقول، حتى يتحقق حلم العودة.
ويؤكد جبارين أن قرار سحب الطلب "لم يكن تراجعا، بل خطوة واعية اتخذت من منطلق المسؤولية الوطنية، بعد أن اتضح خلال مفاوضات الجمعية مع الشرطة الإسرائيلية وجود نية مبيتة للترهيب والترويع، وحتى تهديد ضمني بإمكانية قمع المسيرة بالقوة، وربما ارتكاب مجزرة بحق المشاركين".
ويقول "نرى ما يجري من حرب إبادة في غزة، وعمليات التهجير في الضفة الغربية، وما لمسناه من سلوك الشرطة يعكس تحضيرات لتنفيذ سيناريو مشابه في الداخل، حيث بات استهدافنا على خلفية إحياء المناسبات الوطنية مسألة وقت لا أكثر".
لكن رغم المنع، لم تتوقف الفعاليات، فالجمعية أطلقت برنامج زيارات موسعًا إلى أكثر من 40 قرية مهجّرة، بمرافقة مرشدين مختصين، لتتحوّل ذكرى النكبة من فعالية مركزية واحدة إلى عشرات الجولات والأنشطة الميدانية.
ويختم جبارين حديثه للجزيرة نت بالقول إن "مسيرة العودة ليست مجرد تظاهرة، بل رسالة متجددة وتذكير سنوي بالنكبة، وتجذير للوعي الوطني، وانتقال للذاكرة من جيل إلى آخر، ورسالة واضحة بأن لا حق يضيع ما دام هناك من يطالب به".
ويضيف أنها "أيضا رد مباشر على المقولة الصهيونية الشهيرة: الكبار يموتون والصغار ينسون، فالصغار لم ينسوا، بل باتوا في مقدمة الحشود، يحملون الراية، ويرددون أسماء القرى التي هُجرت، وكأنها ولدت من جديد على ألسنتهم".