جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-25@01:19:32 GMT

العرب بين الماضي والحاضر

تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT

العرب بين الماضي والحاضر

 

 

بدر بن علي الهادي

في عصرنا الحالي، تواجه المجتمعات العربية المسلمة تحديات عديدة، وتُعزى هذه التحديات غالبًا إلى عوامل خارجية أو إلى أعداء العرب والإسلام، لكن الحقيقة المؤلمة هي أن العديد من هذه المشاكل تنبع من داخلنا، من داخل قلوبنا وعقولنا وسلوكنا، وفي هذا المقال سأتناول الجوانب المختلفة لهذه القضية، محاولًا تسليط الضوء على الأسباب الحقيقية وراء تدهور حال الأمة العربية الإسلامية.

حياة ملؤها الهروب من الحقيقة

نعيش اليوم حياة مليئة بالجُبْن والخوف، خوف من المستقبل، من الفشل، ومن فقدان ما نملكه، هذه المخاوف جعلتنا نبيع الحياة الخالدة من أجل حياة فانية رغم تحذيرات الله لنا، نعم لقد نسينا أن الحياة الدنيا ليست سوى ممر للحياة الآخرة، وأن التمسك بهذه الدنيا على حساب الآخرة هو خسران مبين.

حب الدنيا

لقد أحببنا حياتنا الحالية، بكل مساوئها، وتركنا حب الله، ركضنا خلف الشهوات والماديات، ونسينا أن السعادة الحقيقية تكمن في القرب من الله واتباع أوامره، أصبحنا نرغب فيما عند الناس من مال وجاه، ونسينا ما عند الله من نعيم لا يزول.

الإسلام الشكلي

نعيش اليوم إسلامًا غير حقيقي، إسلامًا شكليًا يفتقر إلى الروح والمضمون، نؤدي العبادات بشكل روتيني، دون أن يكون لها أثر حقيقي في حياتنا وأخلاقنا، حتى إن أغلب علماء الإسلام إن صح التعبير، والذين من المفترض أن يكونوا قدوة لنا في الزهد والتقوى، أصبحوا ينافسون الإنسان العادي في التجارة والصناعة وجمع المال والتباهي بترف الحياة.

محاسبة النفس

قبل أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، وهو من صميم عقيدة الإسلام، يجب أن نتحسس أنفسنا، هل نحن قدوة للآخرين؟ هل نلتزم بما أراده الله لنا وكلفنا به؟ يجب أن نكون نحن أول من يلتزم بأوامر الله وينتهي عن نواهيه قبل أن ندعو الآخرين لذلك.

النفاق والخيانة

أصبحت المجتمعات العربية اليوم تعج بالنفاق والخيانة، نرى الناس يظهرون ما لا يبطنون، يكذبون ويخدعون بعضهم البعض، وهذه السلوكيات عمّت المجتمعات، حيث أصبح الناس يتبعون نفس الأساليب من النفاق والكذب والخداع.

غياب الرؤية الاستراتيجية

إنَّ غياب الرؤية الإستراتيجية الشاملة عند أغلب القيادات السياسية في العالم العربي أسهم في ضعف الدول أمام التدخلات الخارجية؛ حيث إنَّ وجود القادات التي تهتم برفاهية شعوبهم واستثمار الموارد بشكل مستدام يمكن أن يساعدوا في تقليل الاعتماد على القوى الخارجية وتعزيز السيادة الوطنية، إن تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي يتطلب قيادة رشيدة تهتم بمصلحة الشعب وبناء مؤسسات قوية قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية لا بقيادات تدمر الأوطان وتفني الإنسان لأجل كراسي السياسة مثل ما يحصل في الوقت الحالي في أغلب البلدان العربية.

لذا؛ فإن التحديات التي تواجه المجتمعات العربية المسلمة اليوم هي في الأساس نتيجة لتقصيرها في الالتزام بتعاليم الإسلام، مسترجعاً في ذلك قول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام"؛ حيث يشير رضي الله عنه إلى أنَّ العرب لم يكن لديهم قومية تجمعهم قبل الإسلام، وأن الإسلام هو الذي وحّدهم وأعطاهم قوة وهيبة، حيث إنهم قبل الإسلام كانوا قبائل متفرقة تعيش في حالة من الانقسامات والصراعات كحالها اليوم تمامًا "حياة البؤس والحرمان".. وجاء الإسلام ليجمعهم تحت راية واحدة ويعزز مكانتهم.

إنَّ رؤية سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كانت صحيحة وتصلح لكل زمان؛ حيث كان يقصد أن عزة العرب وقوتهم جاءت من الإسلام وليس من الانتماءات القبلية أو العرقية، فالإسلام كان العامل الأساسي في توحيدهم وقوتهم وبناء حضارة عظيمة تمتد تأثيراتها حتى يومنا هذا. لذا؛ فنحن بحاجة إلى إعادة النظر في أنفسنا، في قيمنا وسلوكياتنا، والعودة للطريق المستقيم ولا طريق سوى الإسلام الحقيقي لا النفاق الذي نعيشه.

علينا أن نكون قدوة حسنة للآخرين، وأن نلتزم بما أمرنا الله به حتى نتمكن من بناء مجتمعات قوية ومستقرة ونعود لملك الله حتى تحترمنا الأمم الأخرى.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

اليوم العالمي للتعليم.. تأكيد لدور التعليم في بناء المجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة

يمثّل اليوم العالمي للتعليم الذي تحتفي به دول العالم ومن ضمنها المملكة في 24 يناير من كل عام، منصة تثقيفية توعوية، ترتقي بشأن التعليم كضرورة لبناء المجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة؛ الذي أعلنته الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” في 3 ديسمبر 2018م؛ بهدف تحسين الوصول إلى التعليم وتطوير جودته، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها العديد من الدول.

ويأتي اليوم العالمي للتعليم لعام 2025 تحت شعار “الذكاء الاصطناعي والتعليم: الحفاظ على التدخلات البشرية في عالم يسوده التشغيل الآلي” من أجل التفكير في قدرة التعليم على تمكين الأفراد والمجتمعات من التعامل مع التقدم التكنولوجي وفهمه والتأثير فيه.

ومع ازدياد تطور النظم التي تعتمد على التقنية والذكاء الاصطناعي أصبحت الحدود تتلاشى في كثير من الأحيان بين مقاصد البشر والأفعال التي تحركها الآلة، مما يثير أسئلة هامة بشأن كيفية الحفاظ على التدخلات البشرية وإعادة تعريفها والنهوض بها في عصر التسارع التكنولوجي.

وتبنت المملكة ممثلةً بوزارة التعليم حزمة من البرامج والمشاريع التي تستهدف رفع مستوى نواتج التعلم، لتكون نواة للمتطلبات الملحة للتطوير والتغيير بما ينسجم مع توجهاتها وخططها المستقبلية، وفقًا لرؤية المملكة 2030، التي يأتي التعليم في مقدمة أولوياتها من خلال توفير بيئة تعليمية نموذجية محفزة للتعليم، تتوافق مع متطلبات التنمية المستدامة في تطوير سياسات وبرامج مؤسسات التعليم في المملكة.

وأصدرت وزارة التعليم بالتعاون مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، الدليل الإرشادي لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم العام في خطوة نوعية؛ تهدف إلى رفع جودة التعليم وتحسين مخرجاته بشكل أخلاقي ومسؤول بما يكفل المحافظة على دور المعلم المحوري، ويدعم مستوى التحصيل الدراسي للطلبة، ويرفع وعي أولياء الأمور تجاه هذه التقنيات المستخدمة، وذلك بما يُسهم في تحقيق مستهدفات التنمية المستدامة.

اقرأ أيضاًالمملكةجائزة اليابان العالمية تذهب لـ “كاوست”

وأكدت الوزارة أن ما حققه التعليم من قفزات نوعية وتقدّم في المؤشرات العالمية، يعكس حجم التطوير المستمر الذي حققته منظومة التعلّم عبر دعم الابتكار وتمويل الأبحاث، واستثمار الدعم السخي والمتواصل من القيادة الرشيدة -حفظها الله- للتعليم بمختلف مراحله, وجعله دائمًا ضمن أولوياتها لخدمة الطلبة والمعلمين، وتفعيل التعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد، ورعاية الموهوبين والمبدعين والمبتكرين, بإيجاد بيئة تربوية حاضنة تتيح إبراز قدراتهم وتنمية إمكانياتهم ومواهبهم بالشراكة مع القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحية، وتوسيع مجالات التدريب والتأهيل، وتقديم العديد من البرامج والمبادرات الإثرائية، التي تلبي احتياجات سوق العمل، بالتركيز على إيجاد بيئة تنافسية وشفافة بين الجامعات ومراكز البحث والتطوير والمعاهد والكليات المهنية المتخصصة وكذلك المدارس, مما يدفع بعجلة التعليم للتنافس على المستوى الدولي.

ونجحت الوزارة في تطبيق الخطط الدراسية المطورة للتعليم العام بقطاعاته المختلفة، وتطوير نظام مسارات الثانوية العامة الذي يستهدف الكشف المبكر عن اهتمامات وقدرات الطلبة وفقًا للفروق الفردية بينهم، لتوجيه الطلبة نحو المسارات المتخصصة التي ترتبط بمتطلبات سوق العمل والثورة الصناعية الرابعة، كما قامت الوزارة بمنح الطفولة المبكرة أولوية ورعاية خاصة، من خلال رفع نسبة الالتحاق بمرحلة رياض الأطفال.

كما أسهمت جهود قطاع التعليم الجامعي في تطوير البحث والابتكار، وتعزيز قدرة الجامعات في المملكة على المنافسة عالميًا، حيث زادت نسبة نشر الأبحاث العلمية، إلى جانب تحقيق العديد من المنجزات، ومواصلة التقدّم في مؤشرات الأداء العالمية في مجال التعليم الجامعي، وتحسّن تصنيف المملكة في مؤشرات البحث العلمي، وترتيب الجامعات السعودية في التصنيفات العالمية، إضافة إلى تمكين مجلس شؤون الجامعات من تفعيل دوره في ريادة القطاع الجامعي.

مقالات مشابهة

  • من الفوضى إلى الأمن.. مصطفى بكري: مصر اليوم ليست كما كانت في الماضي
  • اليوم العالمي للتعليم.. تأكيد لدور التعليم في بناء المجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة
  • جمعة: معجزة الإسراء والمعراج تجسيد لعظمة الرسالة المحمدية
  • “الصحفيين العرب” يدين اغتيال الزميل إبراهيم عجاج المصور في الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا"
  • تسلمت رئاستها من الإمارات العربية المتحدة.. مصر تترأس أعمال الدورة 28 لمجلس الوزراء العرب للاتصالات
  • برج العذراء.. حظك اليوم الخميس 23 يناير 2025: لا تتعمق في الماضي
  • لمناقشة مشروعات برج العرب الجديدة..رئيس شركة الإسكندرية لتوزيع الكهرباء يستقبل وفد هيئة المجتمعات العمرانية
  • كيف حذر النبي من التمثيل بالجثث؟ لا تؤذي أحدًا فتقع في هذه الكبيرة المُحرمة
  • الإسكندرية لتوزيع الكهرباء تستقبل وفدًا من هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة
  • أزهري: يجب تدبر القرآن بفهم صحيح والتمسك به كمرجع ثابت في حياة كل مُسلم