فوضى «كوبا أميركا» تُثير المخاوف بشأن «مونديال 2026»
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
ميامي (أ ف ب)
أثارت المشاهد الفوضويّة في نهائي كوبا أميركا 2024 لكرة القدم تساؤلات جدّية لدى منظّمي كأس العالم 2026، المُقرر إقامتها في أميركا الشمالية.
وكان انطلاق المباراة النهائية بين كولومبيا والأرجنتين، على ملعب «هارد روك» في ميامي، تأخر لمدة 82 دقيقة، بسبب صعوبات في تأمين دخول المشجّعين بشكل آمن إلى الملعب.
ألقى المنظمون اللوم على المشجّعين من غير حاملي التذاكر، الذين تسارعوا إلى بوابات الملعب، في قرار إبقاء البوابات موصدة لمدة ثلاث ساعات تقريباً، بعد موعد الافتتاح المُخطط له.
لكن، وعلى الرغم من وجود أدلة كثيرة على دخول مشجّعين من دون تذاكر، بدا جليّاً أيضاً أن النظام الأمني لم يكن قادراً على التعامل مع الأمر.
احتاج بعض المشجعين المُجهدين بسبب الحرارة إلى رعاية طبية، بعد أن علقوا وسط التدافع حول السياج عند مداخل الملعب الذي يتّسع لـ 65 ألف متفرج، وسط مشاهد مثيرة للقلق.
يستضيف ملعب «هارد روك» سبع مباريات في كأس العالم 2026، المُقرر إقامتها في الولايات المتحدة بالشراكة مع المكسيك وكندا.
ونظّم اتحاد أميركا الجنوبية (كونميبول) كوبا أميركا، في حين يُشرف الاتحاد الدولي (الفيفا) على تنظيم كأس العالم.
قال المدافع الدولي الأميركي السابق والمُحلل البارز في شبكة فوكس سبورتس حالياً أليكسي لالاس: «هذا ليس مظهراً لائقاً».
وأضاف: «أتفهم أن هذا ليس مظهراً لائقاً لكونميبول، لكن، بسبب حدوثه تحت أنظارنا وفي بلدنا، فهو ليس مظهراً لائقاً للولايات المتحدة، قبل أقل من عامين من كأس العالم».
ولم يُعلّق الاتحاد الدولي الذي لم يكن له دور في تنظيم كوبا أميركا، مباشرةً على الأحداث، لكن مصادر أشارت إلى أنه سيُكثّف نقاشاته مع القيّمين على الملاعب حول خططهم الأمنية.
وقال موظف سابق في الملعب لوكالة فرانس برس، مفضّلاً عدم الكشف عن هويته، إن الأحداث في ملعب «هارد روك» كان سببها سوء التنظيم.
وأضاف بعد بقائه أكثر من ساعتين وسط التدافع خارج الملعب: «أعرف هذه المنشأة عن ظهر قلب، ولا ينبغي حدوث هذا أبداً».
وأكمل: «إذا كنت قلقاً بشأن أسلحة، إذا كنت قلقاً بشأن مسدسات، إذا كنت قلقاً بشأن سكاكين، يتوجّب عليك إقامة نقاط للتفتيش في محيط بعيد عن الملعب من أجل تفتيش الجماهير والتحقّق من التذاكر، ليس أمام بوابة حيث تقوم بإدخال 10 آلاف شخص، بمن فيهم نساء وأطفال».
واستطرد قائلاً: «هذا إحراج لكونميبول، لملعب (هارد روك)، إحراج لا ينبغي حدوثه على الإطلاق».
اعتُمد في ملاعب كأس العالم نقاط تفتيش أوليّة للمشجعين، قبل دخولهم إلى منطقة أقرب من الملعب.
قال لالاس خلال بثّ المباراة: «ليس لديّ أدنى شكّ أن الفيفا والولايات المتحدة وكندا والمكسيك سيعملون على حلّ هذه المشكلة والتأكّد من عدم حدوث ذلك في المستقبل».
لكن كارثة ميامي لم تكن الحادثة الوحيدة التي أثارت مخاوف خلال كوبا أميركا.
انتهت مباراة الدور نصف النهائي بين كولومبيا وأوروجواي، في شارلوت، بمشاهد قبيحة، حيث صعد لاعبو أوروجواي إلى المدرجات وتعاركوا مع مشجعين كولومبيين، زاعمين أن أفراد عائلاتهم تعرّضوا للتهديد في المدرجات غير المنفصلة.
كما في ميامي، بدا عناصر أمن الملعب المحليين والشرطة متفاجئين بسلوك مشجعي كرة القدم المختلف للغاية، مقارنة بمشاهدي دوري كرة القدم الأميركية الأقل صخباً الذين اعتادوا التعامل معهم.
جميع ملاعب كأس العالم 2026 هي ملاعب خاصة بمنافسات دوري كرة القدم الأميركية. استضافت الولايات المتحدة نهائيات كأس العالم عام 1994 التي اعتُبرت ناجحة، مسجّلة رقماً قياسياً جديداً في الحضور الجماهيري.
تسبّب وضع أرضيات عشبية على، أو في مكان، أرضيات ملاعب كرة القدم الأميركية المصنوعة من عشب اصطناعي، بكثير من المشكلات خلال كوبا أميركا، إذ اشتكى العديد من المدربين، بمن فيهم ليونيل سكالوني، مدرب الأرجنتين، من رداءة الجودة.
وقالت مصادر في الفيفا إنهم يعتزمون تغيير العشب في موعد مناسب، بدلاً من التغييرات المتأخرة جداً التي حدثت في كوبا أميركا.
لكن يبدو أن المشكلة الأكبر تكمن في تدريب وإعداد أمن الملاعب للتعامل مع المشجعين ووجود نظام فعّال.
يؤمن المدرب الأميركي لمنتخب كندا جيسي مارش، بأن مشاكل كوبا أميركا ترجع بشكل أساسي إلى قلّة خبرة الكونميبول في السوق الأميركية، وأن الفيفا سيقوم بعملٍ أفضل في 2026.
وأوضح في تصريح للصحافة الكندية: «ارتكبوا خطأ عندما اعتقدوا أن بإمكانهم جلب كل مواطنيهم من أميركا الجنوبية، وأنهم سيكونون قادرين على تنظيم بطولةٍ في بلدٍ جديدٍ، وأنهم سيكونون قادرين على القيام بذلك بسلاسة، ارتكبوا خطأ فادحاً في ذلك».
وختم: «أعتقد أن خبرة الفيفا في تنظيم البطولات هي في مستوى آخر».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أميركا كوبا أميركا الأرجنتين كولومبيا
إقرأ أيضاً:
تعاون سعودي بريطاني من أجل مونديال 2034
السعودية – أعلن بدر القاضي نائب وزير الرياضة السعودي عن تعاون مشترك بين السعودية والمملكة المتحدة لتطوير وبناء عدد من ملاعب بطولة كأس العالم 2034 التي ستستضيفها السعودية.
جاء هذا الإعلان خلال كلمته في مبادرة القدرات البشرية تحت شعار “ما بعد الاستعداد للمستقبل”، حيث أشار إلى أن هذا التعاون يعكس الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مجال البنية التحتية الرياضية.
وأكد القاضي أن شركات بريطانية متخصصة في تصميم وإنشاء الملاعب، والتي تعد من الأفضل عالميا، تعمل بشكل وثيق مع المملكة لتنفيذ المشاريع المتعلقة بكأس العالم 2034.
وأشار إلى أن العمل يتم بوتيرة متسارعة استعدادا للبطولة، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 الهادفة إلى تطوير القطاع الرياضي وجعله جزءا أساسيا من الاقتصاد الوطني والثقافة المجتمعية.
في نوفمبر 2023، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” فوز السعودية رسميا باستضافة كأس العالم 2034، لتكون أول دولة تستضيف البطولة بمفردها بنظامها الجديد الذي سيشهد مشاركة 48 منتخبا.
وحصل ملف السعودية على تقييم بلغ 419.8 نقطة من 500، وهو أعلى تقييم فني يمنحه الفيفا عبر تاريخه لملف استضافة المونديال.
وكشفت السعودية عن خطط طموحة لإقامة البطولة في خمس مدن رئيسية، هي: الرياض، جدة، الخبر، أبها، ونيوم.
وسيتم تجهيز هذه المدن بـ 15 استادا متطورا، منها 11 ملعبا جديدا سيتم بناؤها خصيصا للبطولة.
وتتصدر الرياض قائمة المدن المستضيفة بـ 8 ملاعب مخصصة لاستضافة المباريات.
وسيكون “استاد نيوم” أحد أبرز وأكثر الملاعب تميزا على مستوى العالم.
يقع الاستاد على ارتفاع يزيد عن 350 مترا ضمن هيكل “ذا لاين”، وهو مشروع مستقبلي يعتمد على تقنيات مبتكرة في التصميم والطاقة.
وسيتم تشغيل الملعب بالكامل باستخدام مصادر الطاقة النظيفة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، مما يجعله نقلة نوعية في عالم الملاعب الرياضية.
وتشمل خطة استضافة البطولة أيضا 10 مدن داعمة للمدن المضيفة، والتي ستحتضن معسكرات المنتخبات المشاركة قبل وأثناء البطولة.
كما تم توفير أكثر من 230 ألف غرفة إقامة موزعة على المدن المضيفة والمدن الداعمة، لتأمين أماكن إقامة مريحة لكبار الشخصيات، وفود الفيفا، المنتخبات المشاركة، الإعلاميين، والجماهير.
واقترحت السعودية إنشاء 132 مركزا تدريبيا في 15 مدينة لاستضافة المنتخبات الـ48 المشاركة والوفود المرافقة لها.
وتتضمن هذه المراكز 72 ملعبا مخصصا للمعسكرات التدريبية، بالإضافة إلى مقري تدريب للحكام.
وتعكس هذه الخطط الطموحة التزام السعودية بتنظيم بطولة استثنائية تجمع بين التقنية الحديثة والابتكار المستدام.
ومن المتوقع أن تكون بطولة كأس العالم 2034 نقطة تحول في تاريخ كرة القدم العالمية، خاصة مع المشاريع العملاقة مثل مدينة “نيوم” التي ستساهم في تقديم تجربة غير مسبوقة للجماهير والفرق المشاركة.
المصدر: “وكالات”