لافروف: تصرفات واشنطن وحلفاؤها تعرقل التعاون الدولي وبناء عالم حر تحصل فيه الشعوب على حقوقها
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
لافروف: تصرفات واشنطن وحلفاؤها تعرقل التعاون الدولي وبناء عالم حر تحصل فيه الشعوب على حقوقها.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
ابن خلدون وسيكلوجية الشعوب المقهورة
عبد المنعم عجب الفَيا
كتب ابن خلدون بالفصل الثالث والعشرون من المقدمة:
"ان المغلوب مولع أبداً بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه و نحلته و سائر أحواله و عوائدهم، والسّبب في ذلك أنّ النّفس أبدا تعتقد الكمال في من غلبها وانقادت إليه إمّا لنظره بالكمال بما وقر عندها من تعظيمه أو لما تغالط به (تظنه) من أنّ انقيادها ليس لغلب طبيعيّ إنّما هو لكمال الغالب فإذا غالطت بذلك واتّصل لها اعتقادا، انتحلت جميع مذاهب الغالب وتشبّهت به وذلك هو الاقتداء. أو لما تراه، والله أعلم، من أنّ غلب الغالب لها ليس بعصبيّة ولا قوّة بأس وإنّما هو بما انتحلته من العوائد والمذاهب تغالط أيضا بذلك عن الغلب وهذا راجع للأوّل. ولذلك ترى المغلوب يتشبّه أبدا بالغالب في ملبسه ومركبه، بل وفي سائر أحواله. وانظر ذلك في الأبناء مع آبائهم كيف تجدهم متشبّهين بهم دائما وما ذلك إلّا لاعتقادهم الكمال فيهم.
وانظر إلى كلّ قطر من الأقطار كيف يغلب على أهله زيّ الحامية وجند السّلطان في الأكثر لأنّهم الغالبون لهم حتّى أنّه إذا كانت أمّة تجاور أخرى ولها الغلب عليها، فيسري إليهم من هذا التّشبّه والاقتداء حظّ كبير كما هو في الأندلس لهذا العهد مع أمم الجلالقة* فإنّك تجدهم يتشبّهون بهم في ملابسهم وشاراتهم والكثير من عوائدهم وأحوالهم حتّى في رسم التّماثيل في الجدران والمصانع والبيوت حتّى لقد يستشعر من ذلك النّاظر بعين الحكمة أنّه من علامات الاستيلاء والأمر للَّه. وتأمّل في هذا سرّ قولهم: العامّة على دين الملك فإنّه من بابه، إذ الملك غالب لمن تحت يده والرّعيّة مقتدون به لاعتقاد الكمال فيه، واقتدا الأبناء بآبائهم والمتعلّمين بمعلّميهم والله العليم الحكيم وبه سبحانه وتعالى التّوفيق". انتهى
هامش :
* الجلالقة من سكان أسبانيا الأصليين الذين حكمهم العرب في بلاد الأندلس وهم نصاري مسيحييون. ويعني الكاتب انهم تأثروا تأثيرا عميقا بالثقافة العربية الإسلامية.
عبد المنعم عجب الفَيا
٢٩ ديسمبر ٢٠٢٤
abusara21@gmail.com