تشهد مناطق سيطرة مليشيا الحوثي تفشياً متسارعاً للأوبئة والأمراض الخطيرة، ويرجع ذلك إلى الإهمال المتعمد الذي تنتهجه ذراع إيران في اليمن، لتحسين القطاع الصحي ومواجهة الأمراض والأوبئة القاتلة.

وخلال السنوات الماضية، ترفض وتعرقل القيادات الحوثية المسيطرة على وزارة الصحة أي حملات تطعيم تقي وتخفف من انتشار الأمراض والأوبئة التي يمكن مجابهتها باللقاحات المتوافرة والمجانية.

خلال الفترة الماضية، عاود مرض الكوليرا الانتشار بشكل مخيف في مختلف المحافظات اليمنية، خصوصاً الواقعة تحت سيطرة المليشيا الحوثية التي شهدت تصاعداً لافتاً لعدد حالات الإصابة والوفيات، مقارنة بالمحافظات المحررة الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية التي تنفذ تدخلات صحية بين الحين والآخر بتنسيق ودعم من قبل منظمتي الصحة العالمية واليونيسف.

في تقرير حديث نشرته منظمة الصحة العالمية، كشفت المنظمة أن مرض الكوليرا في اليمن يتفشى بشكل كبير، حيث تم الإبلاغ عن 112,583 حالة اشتباه بالإصابة بالوباء في معظم المحافظات منذ مطلع العام الجاري 2024". وأكد التقرير الصادر عن كتلة الصحة بالمنظمة، "أن معظم الحالات المُبلغ عنها كانت في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين وبنسبة 83% من إجمالي الحالات المسجلة. وقال: "في المحافظات الشمالية تم الإبلاغ عن 92,918 حالة مشتبه بها، حتى تاريخ 6 يوليو 2024".

وأشار إلى أن النسبة الباقية أو 17% تم تسجيلها في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها بعدد 19,665 حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا حتى 10 يوليو 2024".

وتؤكد المصادر الصحية في صنعاء أن مليشيا الحوثي تفرض الكثير من القيود والإجراءات لمنع أي جهود أو تدخلات صحية تعتزم منظمتا "الصحة العالمية" و"اليونيسيف" تنفيذها لمواجهة انتشار الأمراض والأوبئة، مشيرة إلى أن القيادات الحوثية وعبر وزارة الصحة تقود حملات لمنع أخذ اللقاحات والترويج للأكاذيب بشأن عدم سلامة اللقاحات وأنها تأتي ضمن حرب الغرب على عناصرهم".

وأشارت المصادر إلى أن القائمين على وزارة الصحة في صنعاء لا تتعامل مع انتشار وباء الكوليرا بشكل جدي، رغم إبلاغ أقسام الطوارئ في مختلف المستشفيات الحكومية والخاصة والمجمعات الطبية بأن حالات الإصابة في تصاعد مخيف.

التقرير الأخير لمنظمة "أطباء بلا حدود" في اليمن، قال إن 20 محافظة يمنية من أصل 22 في البلاد تشهد ارتفاعاً كبيراً في حالات الإسهال المائي الحاد. وتم تسجيل أكثر من 63,000 حالة مشتبه بها في مختلف مناطق البلاد حتى 31 مايو. ورغم محدودية القدرة على الفحص في البلاد، فقد تبيّن أن أكثر من 2700 حالة من بين الحالات التي تم فحصها مخبريا هي إصابات مؤكدة بالكوليرا.

‫وتوقعت المنظمة الدولية أن يصل عدد حالات المشتبه بها إلى 255,000 حالة بحلول سبتمبر/أيلول 2024، إذا لم يتم تكثيف جهود الاستعداد والاستجابة إلى المستويات المثلى.‬

وتطلق المنظمات الدولية تحذيرات من عودة انتشار المرض وتكرار الجائحة التي شهدتها اليمن خلال الأعوام من 2016 وحتى 2022، وتجاوز فيه عدد الحالات المصابة  2.5 مليون حالة مشتبه بها ونتج عنها 4 آلاف حالة وفاة.‬

ويؤكد المسؤولون في المنظمات الدولية أن "هناك حاجة كبيرة لاتخاذ إجراءات إضافية لمواجهة الأعداد المتزايدة للمرضى"، مشيرين إلى أهمية التدابير الوقائية مثل توفير المياه الصالحة للشرب، وخدمات الصرف الصحي وممارسات النظافة، وجهود توعية صحية واسعة النطاق لمعالجة هذا الوضع بشكل فعال.


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: حالة مشتبه مشتبه بها فی الیمن

إقرأ أيضاً:

"فاينانشيال تايمز": خبراء الصحة يحثون الولايات المتحدة على ضرورة السيطرة على إنفلونزا الطيور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

دعا خبراء الصحة الدوليون الولايات المتحدة إلى تعزيز التدابير للسيطرة على تفشي مرض إنفلونزا الطيور في البلاد، والحد من خطر تطور الفيروس ليصبح أكثر قدرة على الانتقال بين البشر.
وطالب العلماء وفقًا لما نقلته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية في عدد اليوم الأحد بزيادة تطعيم العاملين في المزارع وبذل المزيد من الجهود لاحتواء انتشار الفيروس بين الحيوانات الزراعية، حيث يستمر فيروس H5N1 في إصابة الماشية والدواجن في أنحاء البلاد.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الوباء يعد اختبارًا مبكرًا لإدارة الرئيس دونالد ترامب، التي بدأت بالفعل في تقليص التزاماتها تجاه الجهود العالمية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وقال البروفيسور جيمس وود، خبير الأمراض المعدية في جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة - في تصريح خاص للصحيفة - " يمكن القول إنه من غير الجيد تمامًا أن تسمح السلطات الأمريكية بمثل هذا المستوى المرتفع المستمر من انتقال الفيروس بين الأبقار الحلوب، لأن هذا يشكل تهديدًا كبيرًا للصحة البشرية العالمية".
وأضاف أن التدابير على غرار فرض قيود أكثر صرامة على حركة الماشية "من شأنها أن تقلل بشكل كبير من تعرض البشر للفيروس، وهو ما نتوقعه في كل البلدان الأخرى".
وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته حول هذا الملف - أن الخبراء يراقبون بقلق متزايد انتشار فيروس H5N1 في الولايات المتحدة لأكثر من تسعة أشهر.. وأسفر تفشي المرض عن 67 حالة إصابة مؤكدة بين البشر، معظمهم من الأشخاص الذين يعملون مع الماشية والدجاج، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة "CDC".. كما تم الإبلاغ عن أول حالة وفاة هذا الشهر، على الرغم من عدم توثيق أي حالات انتقال من إنسان إلى إنسان حتى الآن.
ويخشى علماء الفيروسات من إعادة تجميع المادة الوراثية من مسببات مراض H5N1 مع حيوان آخر أو إنفلونزا بشرية، مما يمهد الطريق أمام فيروس جديد من المرجح أن ينتقل بين البشر.. وترتفع احتمالية هذا السيناريو مع انتشار فيروس H5N1 في الولايات المتحدة خلال موسم الإنفلونزا الشتوي.
ووفقًا لـ CDC، كان هناك ما يقدر بنحو 12 مليونًا إلى 22 مليون حالة إصابة بالإنفلونزا خلال الفترة بين الأول من أكتوبر والحادي عشر من يناير الجاري.. وفي 16 يناير، حثت المستشفيات على تحليل ما إذا كان مرضى الأنفلونزا قد أصيبوا بالفعل بأنفلونزا الطيور في غضون 24 ساعة، خاصة إذا كان المرضى في العناية المركزة.. وقالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في نوفمبر إنها قدمت لقاحات الأنفلونزا البشرية لعمال المزارع في 12 ولاية.. واعتبرت أن خطر H5N1 على الجمهور منخفض، لكنها أضافت أنها "تراقب عن كثب هذا الوضع الديناميكي".
وقالت المنظمة العالمية لصحة الحيوان ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو" ومنظمة الصحة العالمية إن الحكومات يجب أن تكثف العديد من التدابير لمكافحة انتشار أنفلونزا الطيور.. وقالت ماريا فان كيرخوف، عالمة الأوبئة الأمريكية التي ترأس قسم الوقاية والاستعداد لمواجهة الأوبئة والجوائح في منظمة الصحة العالمية، إن هذا يشمل تعزيز اختبار الفيروس والتسلسل الجيني وتبادل البيانات وتحسين الأمن البيولوجي للمزارع وحماية الأشخاص الذين تعاملوا مع الحيوانات المصابة.
وأضافت فان كيرخوف " علينا القيام بالمزيد من الجهد للحد من انتشار أنفلونزا الطيور بين الحيوانات وبين الأنواع الحيوانية المختلفة وبين البشر".. وتابعت، في لقاء أجرته مع الفاينانشيال تايمز- أن منظمة الصحة العالمية شجعت أيضًا شركات الأدوية على تطوير المزيد من لقاحات الحيوانات التي يمكن استخدامها على نطاق واسع للحد من انتشار إنفلونزا الطيور.
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الشركات الثلاث الرائدة في تصنيع لقاحات إنفلونزا الطيور للبشر وهي (سي إس إل سيكيروس، وسانوفي، وجلاكسو سميث كلاين)، في وضع جيد للاستجابة إذا تحول تفشي المرض إلى جائحة.. ففي أكتوبر الماضي، وقعت الشركات الثلاث اتفاقية بقيمة 72 مليون دولار مع الحكومة الأمريكية تضمنت التزامات بالاستعداد لتوزيع الجرعات بسرعة والحفاظ على مستويات الإمداد.. وفي 17 يناير، منحت الحكومة الأمريكية 590 مليون دولار لشركة موديرنا، التي تعمل على تطوير لقاح للإنفلونزا باستخدام تقنية مماثلة تعتمد على الحمض النووي الريبي مثل لقاح كوفيد.
في السياق نفسه، طلبت العديد من الحكومات الأوروبية لقاح سيكيروس، لكن فنلندا هي الدولة الوحيدة التي أكدت أنها تستخدم اللقاحات لتطعيم عمال المزارع.. وقالت شركة تصنيع اللقاح إن الدولة الاسكندنافية تجري أيضًا دراستها المستقلة الخاصة بها حول سلامة وفعالية اللقاح.
مع ذلك، تابعت "فاينانشيال تايمز" أن جهود استجابة الولايات المتحدة لإنفلونزا الطيور تعقدت في الفترة الأخيرة بسبب "التوقف المؤقت" الذي فرضته وزارة الصحة والخدمات الإنسانية وهيئات أخرى على "الاتصالات الجماهيرية والظهور العام الذي لا يرتبط مباشرة بحالات الطوارئ أو لا يشكل أهمية حاسمة للحفاظ على الصحة".. وقالت وزارة الصحة إن إدارة ترامب بدأت التوقف المؤقت "لإعداد عملية للمراجعة وتحديد الأولويات".

مقالات مشابهة

  • "فاينانشيال تايمز": خبراء الصحة يحثون الولايات المتحدة على ضرورة السيطرة على إنفلونزا الطيور
  • تسجيل أكثر من 260 ألف إصابة بالكوليرا
  • الصحة العالمية: 879 حالة وفاة بالكوليرا وأكثر من 260 ألف إصابة خلال 2024
  • الصحة العالمية تقول إنها رصدت أكثر من 260 ألف إصابة بالكوليرا في اليمن خلال 2024
  • بعد انتشاره في المغرب.. ماذا تعرف عن بوحمرون؟
  • تحوّل إلى وباء في المغرب.. ارتفاع حالات الإصابة بالحصبة يثير القلق
  • أستاذ أورام: تنفيذ 9 ملايين استبيان للكشف المبكر عن السرطان.. وإحالة 77 ألف حالة للمستشفيات
  • في يومه العالمي… كيف حولت جماعة الحوثي التعليم في اليمن إلى وسيلةٍ لغسل أدمغة الأجيال؟ ( تقرير خاص )
  • 25 ألف إصابة و 120 وفاة.. انتقادات صحية في المغرب بسبب وباء الحصبة
  • المغرب يعلن أسباب انتشار مرض بوحمرون المعدي