أفاد تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأميركية، اليوم الثلاثاء، أن مدير وكالة المخابرات المركزية، بيل بيرنز، صرح في مؤتمر مغلق يوم السبت، بأن وكالة المخابرات المركزية قدرت أن زعيم حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، يتعرض لضغوط متزايدة من قادته العسكريين في كتائب القسام لقبول اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب مع إسرائيل.

وبحسب التقرير، قال بيرنز في المؤتمر إن السنوار، المهندس الرئيسي لمذبحة 7 أكتوبر في إسرائيل، "ليس قلقًا بشأن وفاته" لكنه يواجه ضغوطًا بشأن تحميله المسؤولية عن فداحة المعاناة في غزة.

وكان بيرنز قد عاد لتوه من رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي لمحاولة تعزيز المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة واتفاق الرهائن، واجتمع مع نظرائه الوسطاء من قطر ومصر، وكذلك رئيس المخابرات الخارجية الإسرائيلية.

وقال بيرنز يوم السبت إن هناك "احتمالاً هشاً أمامنا" وإن فرص الاتفاق على وقف إطلاق النار أكبر مما كانت عليه، وذلك بعد أشهر من هدنة مؤقتة قصيرة شهدت إطلاق سراح عشرات الرهائن في نوفمبر. لكنه أكد أن المرحلة النهائية من المفاوضات تكون دائمًا صعبة.

ويعقد المنتجع الصيفي للمخابرات الأميركية في صن فالي بولاية أيداهو، الذي يُطلق عليه أحيانًا "المخيم الصيفي للمليارديرات" بسبب قائمة ضيوفه الجذابة من أباطرة التكنولوجيا، وعمالقة الإعلام، وكبار المسؤولين الحكوميين الذين تمت دعوتهم إلى الحدث السري الذي يستمر لمدة أسبوع.

ويأتي الضغط المتزايد على السنوار في الوقت الذي وافقت فيه حماس وإسرائيل على اتفاق إطاري وضعه الرئيس جو بايدن في نهاية شهر مايو. وهذا ما قال المسؤولون الأميركيون إنه يُستخدم كأساس لاتفاق لإنهاء القتال.

ويواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أيضًا ضغوطًا داخلية هائلة للتوصل إلى اتفاق من شأنه إعادة الرهائن المتبقين المحتجزين في غزة.

ويخرج آلاف المتظاهرين الإسرائيليين بانتظام إلى شوارع تل أبيب مطالبين الحكومة بالتركيز على عودة الرهائن بدلاً من الحملة العسكرية.

"فجوات يجب سدها"

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن يوم الخميس: "لا تزال هناك فجوات يجب سدها، لكننا نحرز تقدمًا، والاتجاه إيجابي، وأنا مصمم على إنجاز هذه الصفقة ووضع نهاية لهذه الحرب التي يجب أن تنتهي الآن".

وأدت الحملة الإسرائيلية على غزة إلى مقتل أكثر من 38 ألف فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. ويُعتقد أن الآلاف في عداد المفقودين تحت الأنقاض، ويواجه مئات الآلاف الآخرين المرض والمجاعة ونقص المأوى، وفقًا لمنظمات الإغاثة.

وبعيدًا عن الكم الهائل من التفاصيل التي يتم تناولها في الاتفاق المحتمل، فإن المحادثات تتباطأ بشكل روتيني بسبب صعوبات إيصال الرسائل من وإلى السنوار بينما تحاول إسرائيل مطاردته.

ويُعتقد أن إسرائيل عثرت على واحد فقط من بين كبار قادة حماس الثلاثة في غزة وقتلته: مروان عيسى، الرجل الثاني في قيادة الجناح العسكري. واستهدفت إسرائيل قائدها العسكري، محمد ضيف، في تفجير يوم السبت أدى إلى مقتل ما يقرب من 100 فلسطيني وإصابة مئات آخرين، وفقًا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين.

ولم تحدد إسرائيل ولا الولايات المتحدة ما إذا كان تم استهداف الضيف بنجاح.

ويعتقد المسؤولون الأميركيون أن السنوار لم يعد يريد حكم غزة، وقد وقعت كل من إسرائيل وحماس على خطة "الحكم المؤقت" التي ستبدأ في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار حيث لن يتمكن أي منهما من السيطرة على غزة، حسبما قال مسؤول أميركي لشبكة CNN.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات بيرنز السنوار غزة بيرنز أيداهو نتنياهو جو بايدن إسرائيل تقرير السنوار إنهاء الحرب إنهاء الحرب في غزة يحيى السنوار بيرنز السنوار غزة بيرنز أيداهو نتنياهو جو بايدن إسرائيل شرق أوسط وقف إطلاق النار فی غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا تصر إسرائيل على خرق البروتوكول الإنساني في غزة؟

غزة- منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة، في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، خرق الاحتلال الإسرائيلي على نحو منتظم ومتكرر البروتوكول الإنساني الوارد ضمنه.

وكادت هذه الخروق أن تؤدي بالاتفاق إلى الانهيار، الأسبوع الماضي، عندما هددت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- بأنها "لن تسلم دفعة الأسرى في موعدها المحدد"، حتى تدخّل الوسطاء وانتهت الأزمة بتعهد إسرائيلي بتنفيذ التزامات هذا البروتوكول.

بيد أن إسرائيل واصلت خروقها واستمرت في تقييد دخول المساعدات الإنسانية المنصوص عليها من حيث النوعية والكمية، حسب ما يؤكده المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

تحايل وتلاعب

ويعتقد مراقبون أن إسرائيل تريد من وراء هذه الخروق ممارسة ضغوط على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية في غزة، لفرض إرادتها وابتزازها في المرحلة الثانية من مباحثات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى.

ويقدر مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي الدكتور إسماعيل الثوابتة أن الاحتلال خرق الاتفاق أكثر من 390 مرة منذ 30 يوما.

وقال للجزيرة نت إن ما دخل قطاع غزة من شاحنات مساعدات لا يتعدى 11 ألفا و700 شاحنة منذ بدء تنفيذ قرار وقف إطلاق النار، وهذا خرق لما جاء في الاتفاق والبروتوكول الإنساني المنبثق عنه الذي نص على إدخال 600 شاحنة في اليوم الواحد، بواقع إجمالي 18 ألف شاحنة كان يُفترض دخولها القطاع منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

إعلان

وفي محاولة من الاحتلال للتحايل والتلاعب بأولويات الاحتياجات المطلوبة لمواجهة تداعيات حرب الإبادة، فإنه يسمح بدخول مساعدات غذائية غير أساسية مثل "الأندومي، والشيبس، والشوكولاتة، والمكسرات وما شابه ذلك"، وفق الثوابتة.

وأضاف أن ما دخل غزة من شاحنات وقود تتضمن سولارا وغازا للطهي لا يتعدى 810 شاحنات منذ بدء تنفيذ قرار وقف إطلاق النار، وهو خرق لما جاء في الاتفاق والبروتوكول، والذي نص على إدخال 50 شاحنة وقود (غاز وسولار) في اليوم الواحد، بواقع إجمالي 1500 شاحنة كان من المفترض دخولها منذ ذلك الحين.

ويحتاج القطاع إلى 500 آلية ثقيلة تشمل الجرافات والحفارات والرافعات والمعدات الهيدروليكية وغيرها من الآلات الثقيلة، ويؤكد الثوابتة أن الاحتلال لم يسمح إلا بإدخال 6 معدات فقط عبارة عن كباشات (جرافات) رغم مرور 30 يوما على الاتفاق، وبعضها صغيرة ومنها معدات معطلة ومستهلكة وتحتاج إلى قطع غيار وصيانة.

كما يحتاج إلى غرف أكسجين ومعدات طبية ومولدات كهربائية وألواح طاقة شمسية للمستشفيات والمراكز الطبية، لم يسمح الاحتلال إلى الآن بإدخالها مطلقا.

انفوغراف ٣٠ يوما من الخروقات إسرائيل (الجزيرة) خروق ممنهجة

وأكد الثوابتة أن كل هذه الاحتياجات والأولويات منصوص عليها بالنوعية والكمية في البروتوكول الإنساني وهو جزء لا يتجزأ من اتفاق وقف إطلاق النار. و"رغم ذلك، دأبت دولة الاحتلال -ومنذ اليوم الأول- على خرقه والتلكؤ وعرقلة تنفيذه".

ووضع مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي سلوك الاحتلال في سياق مواصلته حرب الإبادة بأشكال مختلفة، وإبداء استهتاره بالمعاناة والأزمة الإنسانية لزهاء 2.4 مليون نسمة في القطاع الساحلي الصغير والمحاصر.

ونتيجة للحرب والحصار المشدد، يواجه القطاع أزمة إنسانية خانقة مردها النقص الحاد في المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وفتح الطرق ورفع الأنقاض لانتشال جثامين آلاف الشهداء، وعدد قليل من الآليات التي سمح الاحتلال بدخولها ليست بالجودة المرجوة ولا تناسب الواقع المتردي الذي خلفه العدوان وحول القطاع بأكمله لمنطقة منكوبة، وفقا للثوابتة.

إعلان

وبرأيه، يعكس "هذا السلوك تعنت الاحتلال وانتهاجه سياسة لا إنسانية تهدف إلى تعميق الأزمة الإنسانية وتعطيل جهود الإغاثة وإعادة الإعمار"، مطالبا "الوسطاء والجهات الضامنة بتحمل مسؤولياتها والضغط على الاحتلال لوقف هذه السياسة الهمجية التي تعمق معاناة شعبنا العظيم في غزة وتفاقم الوضع الكارثي فيها".

في السياق ذاته، يقول رئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف للجزيرة نت إنه كان من المفترض دخول 200 ألف خيمة، وما دخل منها حوالي 74 ألف خيمة لا يتعدى 45% من إجمالي الاحتياجات، في حين لم يسمح الاحتلال مطلقا بدخول البيوت المتنقلة (الكرفانات).

وبشأن مستلزمات الإيواء الأخرى، مثل المولدات الكهربائية والبطاريات وألواح الطاقة الشمسية، يؤكد معروف أنه لم يدخل منها أي شيء.

وفيما يتعلق بالاحتياجات الطبية، يضيف أن الاحتلال لم يسمح بدخول أي أجهزة طبية ومعدات تساعد على إعادة ترميم وتأهيل المستشفيات التي أخرجها عن الخدمة، وسمح فقط بدخول بعض الأدوية والمهام الطبية. وواصل تعداد خروق الاحتلال بمنعه دخول أي مواد إعمار وصيانة أولية مثل الإسمنت، ومواسير المياه والصرف الصحي.

انقلاب وابتزاز

من جانبه، يقول أستاذ العلوم السياسية حسام الدجني، للجزيرة نت، إن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول مخططات تهجير الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة، فتحت شهية اليمين الإسرائيلي.

وأضاف أنها عززت من الاعتقاد أن خرق البروتوكول قد يدفع حماس نحو التمسك بعدم الإفراج عن الأسرى، وهو ما قد يستفز ترامب وإسرائيل للدخول في حرب تؤسس للتهجير، وهذا يدعمه انقلاب الاحتلال على اتفاقه مع الوسطاء بتنفيذ البروتوكول، وتشكيله لجنة لتهجير الفلسطينيين من غزة.

وبرأيه، فإن تصريحات الناطق باسم حماس حازم قاسم قطعت الشك باليقين فيما يتعلق بموضوع الاستجابة لما قاله ترامب، وفي الوقت نفسه الاستجابة على قاعدة تطبيق الاتفاق دفعة واحدة بالإفراج عن جميع المحتجزين في مقابل الإفراج عن كل الأسرى، والدخول في وقف دائم لوقف إطلاق النار، وانسحاب شامل وفتح المعابر وإعادة الإعمار.

إعلان

وتابع الدجني "باعتقادي، هذه المقاربة السياسية تسحب البساط من تحت أقدام الجميع، وتعيد الكرة للملعب الإسرائيلي، ويمكن أن تحتوي الموقف الأميركي".

من جهته، يضع الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي مصطفى إبراهيم خروق إسرائيل المتكررة للاتفاق في سياق مساعي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإرضاء حلفائه من "المتطرفين" في الائتلاف الحاكم، كما تؤسس بها للمرحلة الثانية من مباحثات وقف إطلاق النار التي أعاقها أيضا نتنياهو وكان من المفترض أن تبدأ في اليوم الـ16 من مرحلة الاتفاق الأولى.

ويقول للجزيرة نت إن من بين ضغوط نتنياهو كذلك ومساعيه لابتزاز فصائل المقاومة، ما طرحه أخيرا ولا يتضمنه الاتفاق، ويتعلق بمغادرة قادة حماس قطاع غزة ونزع سلاح المقاومة، وهي اشتراطات يدرك أنها ستعرقل الاتفاق، ولكن ما يشجعه على ذلك تصريحات ترامب بخصوص تهجير الفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: إطلاق سراح الرهائن سيجري غداً رغم عدم تسليم جثمان شيري بيباس
  • بعد إعلان إسرائيل.. أول تعليق أمريكي على الجثة المجهولة
  • إسرائيل: إطلاق الرهائن السبت سيجري كما هو مخطط له
  • غموض حول مصير ومستقبل اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة
  • لماذا تصر إسرائيل على خرق البروتوكول الإنساني في غزة؟
  • مصر وإسبانيا ترحبان بوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن وتحرير الأسرى
  • حماس تعرض أكفان الرهائن الـ4 وهذا ما كتبته بلوحة على المنصة قبل تلسيمهم بخان بونس
  • إسرائيل تستعد لتسلم جثث 4 رهائن .. ونتانياهو: "يوم صادم وحزين"
  • قبل إعادة الجثث..الصليب الأحمر يحذر من إهانة جثامين الرهائن قبل إعادتها من غزة
  • حماس تُعلن استعدادها للإفراج عن جميع الرهائن بالمرحلة الثانية من الهدنة