من هو فانس الذي اختاره ترامب نائبا له؟.. لم يكن رجل ترامب ابدا وذات يوم وصفه بـ هتلر أمريكا
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
بعد مدة من إعلان دونالد ترامب ترشحه في 2016 للرئاسة، أعلن مؤلف محافظ، وغير معروف نسبيا من ولاية أوهايو، عن ازدرائه لترامب، وهو James Vance حيث قال في مداخلة تلفزيونية: "لست رجل ترامب أبدا" طبقا لما نسمعه ببداية الفيديو المعروض أدناه. كما وصفه في مناسبة أخرى بأنه "هتلر أميركا".
إلا أن الحال تغيرت بعد 8 سنوات، وأصبح جيمس فانس نائب ترامب الرسمي منذ أمس الاثنين.
فانس، البالغ 39 عاما، اشتهر لأول مرة بمذكرات ألفها بعنوان Hillbilly Elegy أو "مرثية هيلبيلي" التي تحدث فيها عن نشأته في أسرة دخلها قليل وغارقة بالعنف والإدمان في مسقط رأسه بمدينة Middletown في أوهايو، وفيها قدم نفسه على أنه شاب ناجح، تغلب على صراعات طفولته ودرس الحقوق بجامعة Yale.الشهيرة، بحسب المتوافر إعلاميا عنه في الانترنت، كما بتقرير نشرته صحيفة "التايمز" البريطاني.
وتبدلت الحال بفانس، حين استخدم الملياردير الأميركي Peter Thiel كصديق مشترك لعقد اجتماع مع ترامب وابنه دونالد ترامب جونيور في 2021 بمنتجع "مارألاغو" الذي يملكه ترامب الذي أخبر فانس بأنه قرأ مذكراته ونالت اعجابه. أما فانس، فاعتذر لترامب الذي لم يسامحه فقط، بل أيد ترشحه لمقعد بكونغرس أوهايو، وهي الانتخابات التمهيدية الجمهورية الأكثر تنافسية لدورة 2022 الانتخابية.
وجاء اختيار ترامب لفانس "لتظليل موقف الرئيس السابق المتشدد بشأن الهجرة والاقتصاد وتورط الولايات المتحدة في الحروب الخارجية" فيما قال دونالد جونيور هذا الأسبوع: "نحن واثقون بنسبة 100% من أن جيمس فانس هو "أميركا أولا" حتى النخاع"، مضيفا أن العائلة سئمت من إصرار وسائل الإعلام على التنقيب عن تعليقاته السابقة المناهضة لترامب.
كما أثبت فانس أيضا أنه يتمتع بجاذبية لجمع التبرعات. وقد ساعد في تنظيم حملة جمعها في "وادي السيليكون" الشهر الماضي، حيث كان كنقطة اتصال بين رجل الأعمال التكنولوجي ديفيد ساكس وحملة ترامب، وانتهت بجمع 12 مليون دولار. أما النقاد، فيتكهنون بأن فانس جزء من جيل جديد يرى بترامب خطوة أولى في ثورة شعبوية قومية أوسع، وتعمل بالفعل على إعادة تشكيل اليمين الأميركي.
من هو جيه.دي فانس؟
ولد ونشأ في ميدلتاون، أوهايو، وهي مدينة صناعية أميركية، كانت مزدهرة "ذات يوم"، وفق تقرير عن سيرته في موقع مجلس النواب. يبلغ 39 عاماً.
كانت علاقته بجدته وتدعى "ماماو" قوية جداً، ولعلها صقلت شخصيته، حسب شبكة "أي بي سي نيوز".
توفيت جدته وملهمته عام 2005، بعد وقت قصير من تجنيده في قوات مشاة البحرية الأميركية.
تخرج من جامعة ولاية أوهايو وكلية الحقوق في جامعة ييل، وخلال عمله بالجيش، كان ضمن البعثات العسكرية التي عملت بالعراق.
كتاب Hillbilly Elegy
عام 2016 ألف كتاب Hillbilly Elegy، الذي تم تحويله إلى فيلم عرض على منصة "نتفليكس".
يعتبر فانس كتابه بمثابة مذكراته، حيث شارك فيه قصة نشأته في فقر بمنطقة تعرف بـ"حزام الصدأ الأميركي" وكونه محاطاً بالعنف والإدمان.
كما بدأ مشروعاً تجارياً مخصصاً لتنمية الوظائف والفرص في قلب أميركا.
ويُشير مصطلح "حزام الصدأ" في السياق الأميركي إلى منطقة تشمل الولايات الصناعية القديمة في شمال شرقي الولايات المتحدة. والتي تشمل أجزاء من ولايات نيو إنغلاند، وبنسلفانيا وأوهايو وميشيغان.
تُعرف هذه المناطق بتاريخها الصناعي القديم، وتأثيرات انخفاض الصناعة والتحولات الاقتصادية التي نتجت عنها.
"لم يكن رجل ترامب أبداً"
أصبح فانس كمتحدث بين وسائل الإعلام وسكان "حزام الصدأ"، لا سيما خلال انتخابات 2016، حيث ناقش القضايا المهمة لأولئك الذين لديهم خلفية مماثلة له.
في ذلك الوقت، أوضح أنه ليس مؤيداً لترامب، قائلاً في مقابلة مع تشارلي روز عام 2016 إنه "لم يكن رجل ترامب أبداً".
وفي أغسطس 2016، صرح لشبكة "أي بي سي نيوز" أنه لا يرى أن ترامب "يقدم العديد من الحلول".
إشادة واعتذار
مع ذلك، انضم فانس في النهاية إلى الرئيس السابق، وأشاد بالفترة التي قضاها في منصبه واعتذر عن هجماته عليه خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" في يوليو 2021.
كما جاء اعتذاره في نفس الوقت تقريباً الذي دخل فيه السباق على مقعد مجلس الشيوخ في ولاية أوهايو، التي أصبحت واحدة من أكثر الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري تنافسية في الدورة الانتخابية لعام 2022.
وقال فانس لـ"فوكس نيوز" في 2021: "أنا نادم، ويؤسفني أن أكون مخطئاً بشأن الرجل".
بعد دعم ترامب في آخر لحظة، فاز فانس بالانتخابات التمهيدية لمجلس الشيوخ في أوهايو لعام 2022 واستمر في الفوز في الانتخابات العامة، متغلباً على الديمقراطي من الولاية تيم رايان.
الدورة الانتخابية لعام 2024
أما طوال الدورة الانتخابية لعام 2024، كان فانس بديلاً نشطاً للرئيس السابق، حيث شارك في فعاليات الحملة وساعده في جمع الأموال لحملة إعادة انتخابه. وكان آخرها المشاركة في حملات جمع التبرعات بأوهايو وكاليفورنيا.
يعيش حالياً في أوهايو مع زوجته أوشا وأطفالهما الثلاثة.
وامس الاثنين اختار الحزب الجمهوري الأميركي رسمياً دونالد ترامب مرشحاً للرئاسة.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: رجل ترامب
إقرأ أيضاً:
ما الذي يحاول ترامب تحقيقه من خلال فرض الرسوم الجمركية؟
ترجمة: بدر بن خميس الظفري -
لقد قضيت الساعات الأخيرة من يوم عيد «التحرر» مذهولة من جدول الرسوم الجمركية الجديد الذي أعلنته إدارة ترامب، محاوِلة فهم منطقه.
خذ مثلا الرسوم المفروضة على جزر هيرد وماكدونالد، التي لا يسكنها بشر، بل فقط طيور البطريق وبعض الكائنات الأخرى. لا بأس، فأنا سعيدة لأن هؤلاء «المنتهزين المتمايلين» لن يتمكنوا بعد الآن من إغراق السوق الأمريكية ببضائعهم الرديئة. لكن ما زال الأمر يحيّرني! ماذا تصدّر طيور البطريق؟ بخلاف أفلام الوثائقيات البيئية، أعني.
من الواضح أن أحد العاملين في البيت الأبيض، ربما متدرب على وشك المغادرة، استخرج قائمة بالأقاليم دون أن يتحقق مما إذا كانت مأهولة بالسكان، ثم طبّق هذا الشخص، أو آخر، صيغة جامدة، ربما أنشأها ذكاء اصطناعي. وكانت النتيجة: رسوم جمركية بنسبة 10% على البطاريق.
قد يبدو هذا مضحكًا، ولا يجب أن نولي هذه التفاصيل الطريفة اهتماما مبالغا فيه، فمعظم السياسات الكبرى لا تخلو من بعض الهفوات السخيفة. ما يثير حيرتي حقا هو الأجزاء التي تبدو متعمّدة. ما الذي تحاول الإدارة فعله بالضبط؟
الرئيس دونالد ترامب ومناصروه قدموا العديد من المبررات لفرض رسوم جمركية مرتفعة، يمكن تلخيصها في أربعة تفسيرات رئيسية.
الفكرة الأولى، أن هذه الرسوم وسيلة تفاوضية للضغط على الدول الأخرى لتقليل حواجزها التجارية.
والثانية، أنها ستعيد الحياة للقطاع الصناعي الأمريكي وتحول الولايات المتحدة إلى قوة تصديرية كبرى كما كانت في السابق. والثالثة، أنها تهدف إلى إيقاف صعود الصين كمنافس استراتيجي.
أما الحجة الأقوى، فهي أن علينا إعادة بناء قدراتنا التصنيعية في السلع الحيوية مثل أشباه الموصلات، تحسبا لوباء آخر أو حرب.
لكن الرسوم الجمركية الجديدة لا تخدم أيًا من هذه الأهداف. فلو كنت تحاول استخدام الرسوم للضغط على دول أخرى لتخفيف حواجزها التجارية، لفرضت تلك الرسوم بنسب تتناسب مع الرسوم التي تفرضها تلك الدول علينا. ومع ذلك، فإن إسرائيل، التي أعلنت مؤخرا عن إلغاء جميع الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية، واجهت رسومًا بنسبة 17%، لأن النظام الجديد يعتمد على تدفقات التجارة النسبية، وليس على مستوى الحواجز التجارية. ورغم أن حجم الحواجز يؤثر على حجم التجارة، إلا أن العلاقة ليست مباشرة، فمن السهل التوقف عن استيراد النبيذ، لكن من الصعب الاستغناء عن القهوة أو أشباه الموصلات.
نأتي الآن إلى النظرية الثانية، وهي التخلص من العجز التجاري وتحقيق التوازن في الاقتصاد عبر دعم الصناعة. حتى لو افترضنا أن هذا هدف منطقي، فإن الرسوم ينبغي أن تُفرض على نطاق عالمي، لا على أساس كل دولة على حدة، تماما كما أنك لا تنفق راتبك كاملا على منتجات الشركة التي تعمل بها، أو تطالب المتجر الذي تشتري منه الطعام أن يعينك بوظيفة توازي تكلفة مشترياتك. ليس من الضروري أن تشتري من شريكك التجاري بمقدار ما يشتري هو منك. ولهذا نستخدم النقود بدل المقايضة، ونترك للأسواق مهمة تحقيق التوازن.
ثم إن كثيرا مما نستورد من الخارج هو في الأساس مدخلات إنتاج لصناعتنا المحلية. ومن الصعب بناء قطاع صناعي عالمي قادر على المنافسة دون قطع غيار أو مواد خام.
هل الهدف إذا احتواء صعود الصين؟ لو كان الأمر كذلك، لحرصت الإدارة على تعزيز علاقتها بالحلفاء الإقليميين مثل اليابان التي فرضت عليها الإدارة رسوما بنسبة 24%. وكان من المفترض أيضا، تشجيع نمو الصناعات التصديرية في دول مثل فيتنام، التي تنافس الصين، لكنها تلقت رسومًا بنسبة 46%.
أما فيما يتعلق بإعادة توطين الصناعات الحيوية، فقد استُثنيت من الرسوم بعض السلع الأشد أهمية، مثل أشباه الموصلات والصلب والألمنيوم والأدوية (حتى الآن على الأقل، فقد تفرض الإدارة لاحقا رسومًا متخصصة على هذه القطاعات). وهذا القرار يبدو ذكيا من زاوية ما، إذ إن أي نقص مفاجئ في هذه المواد سيكون كارثيا. لكن من زاوية أخرى، ما الذي نحاول حمايته بالضبط؟ مخزون الوطن الاستراتيجي من المحامص؟
ولا واحدة من هذه النظريات تفسر ما يحدث، لأن ترامب لا يملك في الحقيقة نظرية متكاملة حول الرسوم الجمركية. ما لديه هو مجموعة من الحدسيات، منها أن التصدير يمنح القوة، والاستيراد يجلب الضعف والاعتماد على الغير، وأن أمريكا كانت أفضل حالًا عندما كان التصنيع في صميم اقتصادها، وأن القطاع الصناعي كان أقوى عندما كانت الرسوم الجمركية مرتفعة. أضف إلى ذلك ميله إلى العروض المسرحية ونهجًا إداريًا فوضويًا، وأخيرا ستحصل على هذه النتيجة، ولكي تتأكد من ذاك فقط اسأل البطاريق.
ميغان ماكاردل كاتبة في صحيفة «واشنطن بوست» ومؤلفة كتاب «الجانب المضيء من الفشل: لماذا يُعد الفشل الجيد مفتاحًا للنجاح».