رئيس هيئة الأسرى الفلسطينية: اسرائيل تقترف "جرائم" بحق المعتقلين الفلسطينيين وتشن "حرباً" عليهم
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
القدس المحتلة- اتّهم رئيس هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية قدورة فارس، الإثنين 15 يوليو 2024، إسرائيل باقتراف "جرائم" بحق المعتقلين الفلسطينيين في سجونها ولا سيما معتقلو غزة وبشن "حرب انتقامية" عليهم، فيما الحرب محتدمة في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
واستمعت الهيئة إلى محاميها خالد محاجنة الذي تحدث عن عمليات "الاغتصاب" والتنكيل "النفسي" التي يتعرض لها الأسرى وخاصة اولئك المحتجزين في معسكر سدي تيمان جنوب إسرائيل، وفق شهادات نقلها عن معتقلين من قطاع غزة زارهم في سجن عوفر الإسرائيلي.
وقال قدورة فارس في مؤتمر صحافي الإثنين إن "إسرائيل تمارس حرباً انتقامية ضد الأسرى بين جدران السجون والمعتقلات منذ اليوم الأول لاتخاذ قرار الحرب على غزة".
ورأى فارس أن إسرائيل تتعامل مع المعتقلين الفلسطينيين بصفتهم "رهائن"، مؤكدا أن "الجرائم التي تمارس وتقترف بحق الأسرى، تأتي في سياق حالة ضغط تمارس عليهم. هناك توظيف سياسي دنيء للقمع والجرائم التي تقترف بحق الأسرى".
ونفى الجيش الإسرائيلي هذه الاتّهامات.
وقال الجيش في بيان إنّه "يرفض بشكل قاطع المزاعم المتعلقة بإساءة معاملة معتقلين بشكل منهجي في مركز احتجاز سدي تيمان، بما في ذلك مزاعم الاعتداء الجنسي على المعتقلين"، مؤكّداً أنّه يتصرّف وفق القانون الدولي.
وأكّد الجيش أنّ المعتقلين الفلسطينيين يحصلون خلال احتجازهم على كلّ ما يحتاجون إليه من مأكل ومشرب وملبس ورعاية صحّية وخلود للنوم.
وفي معرض حديثه، قال المحامي محاجنه إنه زار إثنين من معتقلي غزة هما الصحافي في التلفزيون العربي محمد عرب، والشاب طارق عابد، في معتقل عوفر قرب رام الله في الضفة الغربية المحتلة.
وقال محاجنة، أن السجانين أجبروا أحد الأسرى على "النوم على بطنه وهو عارٍ تماما، ومن ثم تم ادخال أنبوب إطفائية يدوية في مؤخرته وتم تشغيل الإطفائية".
وتحدث محاجنه عن معتقل ثان قال إنه "تمت تعريته بشكل كامل وضرب مؤخرته بصعقة كهربائية، وسحب أعضائه التناسلية، إلى جانب أساليب أخرى استخدمت للاعتداء على الأسرى جنسيا، من الصعب شرحها".
وبحسب محاجنة، نقل الصحافي عرب إلى سجن عوفر قبل نحو أسبوعين إلى جانب قرابة 100 أسير فلسطيني، كانوا جميعهم معصوبي الأعين.
وقال المحامي إن الأسرى يأكلون وهم "مقيدو الأيدي ... لكل معتقل 100 غرام من الخبز أو بندورة وكيس لبن".
ومن بين التفاصيل التي نقلها محاجنة أيضا وجود الحمَّام داخل الغرف "مكشوف أمام الجميع، وهناك كاميرات داخل الغرف ومفتوحة على الحمام، والاستحمام مسموح لدقيقة" فقط.
ونقل محاجنة عن عرب شهادته حول أسير توفي أمام عينيه بعدما تعرض للضرب وهو مكبل اليدين لأنه طلب العلاج.
وروى المحامي تفاصيل أخرى حول أساليب التعذيب تتضمن "وضع المعتقلين على الأرض وأيديهم مكبلة وراء رؤوسهم، وتقوم الكلاب بنهش أجسادهم، إلى جانب عمليات الشَبْحِ الذي يرافقه الاعتداء عليهم بالضرب وباستخدام الكلاب البوليسية".
ووفقا للشهادات،هناك أكثر من 100 معتقل مرضى ومصابين وجرحى بلا علاج يصرخون من الالم، وتم "تكسير أطراف العديد منهم".
هذا واتهم فارس الجانب الاسرائيلي بممارسة "الاخفاء القسري لمعتقلي غزة".
وشدد فارس على أن "الصورة التي تنقل هي جزء بسيط من الصورة الكاملة لما يتعرض له الاسرى والاسيرات بخاصة من قطاع غزة".
اعتقلت إسرائيل 9670 فلسطيني منذ بدء الحرب على غزة التي شنتها عقب قيام حركة حماس بمهاجمة أهداف إسرائيلية.
وتم إطلاق سراح غالبية المعتقلين لكن العدد الاجمالي للمعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية لغاية الاثنين بلغ 9700 فلسطيني، وفق نادي الاسير.
ولا يوجد لدى المؤسسات الفلسطينية تقديرات عن عدد المعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة لدى اسرائيل.
Your browser does not support the video tag.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟
سلط تقرير نشره موقع "موندويس" الضوء على غضب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد موافقة حركة حماس على مقترح أمريكي للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، وتسليم جثث أربعة إسرائيليين يحملون جنسية مزدوجة.
وقال التقرير الذي ترجمته "عربي21" إنّ "حماس ترى بهذه الخطوة وسيلة للتمهيد للمفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وتضع تل أبيب في موقف صعب برفضها الدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب".
وذكر أن موافقة حماس الأخيرة نابعة عن مواقفها السابقة، والتي رفضت مقترحا للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بالإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين المتبقين، وتحول المقترح إلى الإفراج عن خمسة أسرى فقط بينهم عيدان ألكسندر و4 جثث.
وتابع: "من المقرر أن تتحرك المفاوضات بشأن المرحلة الثانية وصولا إلى إنهاء الحرب بشكل دائم"، مضيفا أن "هذه التطورات وضعت إسرائيل في موقف حرج، نظرا لرفضها الدخول في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، أو التفكير في إنهاء الحرب بشكل دائم".
ولفت إلى أن "محادثات وقف إطلاق النار دخلت مرحلة جديدة في وقت سابق من هذا الأسبوع مع عودة المفاوضين إلى الدوحة، لمناقشة إمكانية التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وحماس، وقد مدد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إقامته في المنطقة حتى نهاية الأسبوع لدفع المفاوضات إلى الأمام، كما أرسلت إسرائيل فريقًا تفاوضيًا يضم منسق الحكومة الإسرائيلية لشؤون الرهائن ومسؤولًا في الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية والمستشار السياسي لنتنياهو أوفير فالك".
ويأتي تجدد المفاوضات في ظل وقف إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وقد أدى إغلاق جميع نقاط العبور إلى غزة ومنع إدخال المساعدات إلى القطاع إلى نقص في المواد الغذائية والوقود وإغلاق المخابز في القطاع، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية للمعيشة.
وأشار التقرير إلى أن نتنياهو صرح في أوائل الشهر الحالي بأنه لن يكون هناك "غداء مجاني لغزة" طالما لم يتم إطلاق سراح أسرى إسرائيليين جدد، في خطوة تمثل انتهاكًا لشروط وقف إطلاق النار المتفق عليها، حيث لم يكن من المقرر إطلاق سراح أي أسرى جدد قبل بدء المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من ممر فيلادلفيا على طول الحدود مع مصر.
ومن الاستراتيجيات الأخرى التي اتبعها نتنياهو وحلفاؤه في تخريب مفاوضات وقف إطلاق النار هي تهديداته باستئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة، فقد صرح وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بأن إسرائيل تستعد لهجوم متجدد وأشد قسوة، كما هدد نتنياهو نفسه حماس وسكان غزة خلال خطاب له في الكنيست الإسرائيلي بعواقب "لا تُحتمل" إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
وبحسب التقرير، جاء تعبير حماس عن استعدادها لتسليم أسير إسرائيلي وجثث أربعة آخرين مقابل التفاوض على المرحلة الثانية، ليضع حدًا لتكتيكات نتنياهو التخريبية.
وأوضح التقرير أن هذا التحول جاء إثر إجراء الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع حماس دون وساطة، في خطوة تكسر ثلاثة عقود من العرف الأمريكي في رفض التفاوض مع المنظمات التي تعتبرها "إرهابية".
وذكر أنه "رغم محدودية صلاحيات الوفد الإسرائيلي الذي أُرسل إلى الدوحة، إلا أن استئناف المحادثات بعد أسبوع متوتر من التهديدات الإسرائيلية يظهر تغيرًا في الموقف الأمريكي الذي انتقل من اقتراح ترامب الاستفزازي بتطهير عرقي للفلسطينيين من غزة إلى مناقشة الشروط مباشرة مع حماس وتقديم مقترحات متتالية للانتقال إلى محادثات حول إنهاء الحرب".
وفي صلب هذا التغيير مسألة إعادة إعمار غزة ومقترح القمة العربية البديل؛ حيث عرض اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة يوم الأربعاء الماضي الخطة على ويتكوف، واتفقوا على مناقشتها في المحادثات الجارية كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع.
وختم التقرير بقوله: "بينما يضع الفلسطينيون في غزة وعائلات الأسرى الإسرائيليين آمالهم في جولة المحادثات المتجددة في الدوحة، فإن احتمالات التوصل إلى اتفاق نهائي لا تزال بعيدة؛ فحكومة نتنياهو لا تُظهر أي علامة على استعدادها لإنهاء الحرب، وستحاول الآن إيجاد طريقة لتجنب المضي قدمًا في المفاوضات وإيجاد طريقة لإلقاء اللوم على حماس، كما فعلت مرات عديدة في الماضي".