اهتمام عالمي بفن التكتيك العسكري اليمني في معركة البحر الاحمر
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
واشارت التقارير الى ان التكنيكات التي استخدمتها القوات المسلحة اليمنية والاسلحة الحديثة في عملياتها المساندة لغزة المستهدفة للسفن الاسرائيلية والمتجهة الى موانئ فلسطين المحتلة لفتت الانتباة واضحت محل اهتمام كبير من قبل معاهد الدراسات والابحاث العالمية كتكتيك حديث جديد يستفاد منه في المستقبل
وقالت صحيفة "بزنس إنسايدر" الأمريكية ان قيادة مجموعة حاملة الطائرات "أيزنهاور" أكدت مرارًا وتكرارًا أن البحرية الأمريكية سوف تستخلص الدروس من معركة البحر الأحمر الجارية وتطبقها في عمليات القتال المستقبلية
الى ذلك أكد خبراء ومحللون عسكريون ان العمليات الهجومية اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي غيرت مستقبل الحروب البحرية ومفاهيمها، فها هي الولايات المتحدة الأميركية تتجه إلى إعادة النظر في قدراتها البحرية وضرورة تحديثها بحسب تصريحات قادة وجنرالات في البحرية الأميركية.
مشيرين الى ان العمليات الهجومية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في مسرح العمليات البحرية لم تكن ذات هدف واحد يتمثل في استهداف السفن التجارية التابعة لـ"إسرائيل"، وكذلك سفن العدوان الأميركي والبريطاني، فحسب، بل كانت إلى جانب تحقيق هذه المعادلة تحمل أهدافاً ذات بعد استخباراتي بحت لمعرفة نقاط ضعف العدو في البحر.
وان العمليات الهجومية الأولى كانت تتمثل في الهجوم الفردي بإطلاق مسيّرة واحدة باتجاه هدف واحد أو صاروخ بالستي أو مجنح أو زورق مفخخ. وفي الوقت نفسه، تحوم طائرات الاستطلاع لجمع المعلومات. وفي هذه المرحلة، تمكنت قوات الجيش اليمني من معرفة بعض نقاط الضعف.
بعد ذلك، اتجهت إلى تنفيذ استراتيجة العمليات المعقدة بسلاح واحد بأجيال مختلفة، أي استخدام طائرات مسيّرة متعددة المهام، وبأجيال مختلفة، مع إخفاء نيات الهدف المقصود. وكانت هذه أول عملية اشتباك مع الأسطول البحري الأميركي والسفن البريطانية. وقد استمرت عمليات الاشتباك ساعات.
تبع ذلك عمليات هجومية معقدة بأسلحة مختلفة شملت الطيران المسير والصواريخ البالستية والمجنحة، ونجحت في تنفيذ الهجوم في خليج عدن، حيث توجد الفرقاطات والمدمرات والسفن الحربية، وكانت هذه المرحلة الثانية من الهجوم المعقد، لتضطر الولايات المتحدة بعدها إلى توسيع التحالف ودخول المجموعة الأوروبية تحت مسمى "أسبيدس".
ووصلت الفرقاطات الأوروبية واحدة تلو الأخرى إلى مسرح العمليات البحرية، منها الفرنسية والألمانية والهولندية والدنماركية والإيطالية وغيرها، وكان الهدف من ذلك تنسيق الجهود وتوسيع دائرة جمع المعلومات بهدف التصدي لأي هجوم مكثف بطائرة أو صواريخ، فالمناورات التي أقامتها الولايات المتحدة الأميركية مع حلفائها الأوروبيين ربما حاكت هجوماً من هذا النوع.
وعلى ضؤ ذلك قامت القوات المسلحة اليمنية بتغيير استراتيجية جديدة لعملياتها البحرية، وذلك باستخدام أسلحة أكثر فعالية وسرعة في الوصول إلى الهدف، وتم تنفيذ تكتيك العمليات هجومية المعقدة متعددة المحاور بصواريخ وطائرات مسيّرة متطورة، وبشكل متزامن ومتتالٍ. هذا النوع من الهجمات يتميز بالتخطيط الدقيق والتنفيذ المنسق الذي يهدف إلى زيادة الفعالية القتالية وتقليل القدرة على الرد من جانب العدو، ومثل هذه الاستراتيجية يفرض تحديات في التنسيق والاستجابة السريعة ضمن التحالفات الدولية يمكن أن تؤدي إلى فجوات في الدفاع، فالحاجة إلى التنسيق بين السفن المختلفة وأنظمة الأسلحة يمكن أن تعرقل القدرة على الرد الفوري على الهجمات.
ولكون الأسلحة التي استخدمتها القوات المسلحة اليمنية ذات فعالية، فهي تؤدي دوراً في عامل الوقت بالنسبة إلى التحالف بين الكشف عن الهجوم والاستجابة له، وهذا يؤدي دوراً حاسماً في فعالية الأنظمة الدفاعية البحرية، إذ تواجه القوات البحرية تحديات عدة تتعلق بسرعة الاستجابة، مثل:
الكشف المتأخر: الهجمات التي تستخدم تكنولوجيا متقدمة، مثل الطائرات من دون طيار المنخفضة الارتفاع أو الصواريخ فائقة السرعة، قد تكتشف في وقت متأخر بسبب قدراتها على تجنب الرادارات، ما يقلل الوقت المتاح للرد.
زمن الاعتراض: حتى بعد اكتشاف التهديد، قد يكون الوقت اللازم لاعتراض الهدف قصيراً جداً، وخصوصاً إذا كانت السفينة المستهدفة قريبة من مصدر الهجوم، وكان اعتراض الأهداف السريعة يتطلب تنفيذاً سريعاً ودقيقاً للأنظمة الدفاعية.
قيود النظام: بعض الأنظمة الدفاعية قد تحتاج إلى وقت للتفعيل أو قد تكون لديها دورات إعادة تحميل تقيد قدرتها على الرد الفوري. على سبيل المثال، نظام CIWS يمكن أن يتعامل بفعالية مع هدف واحد في وقت واحد، ما يجعله أقل فعالية ضد سرب من الطائرات من دون طيار.
تحديات التمركز: في العمليات التي تشمل تحالفات دولية، قد يؤدي التنسيق بين القوات المختلفة إلى تأخير في الاستجابة، وتأخير في تبادل المعلومات الاستخبارية واتخاذ القرارات، ما يمكن أن يطيل الوقت اللازم لتنفيذ استجابة فعالة.
التدريب والجاهزية: الكفاءة والجاهزية العامة للطاقم يمكن أن تؤثر أيضاً في سرعة الاستجابة، فالطواقم التي تمر بتدريبات منتظمة ومحاكاة للهجمات قادرة على الاستجابة بشكل أسرع وأكثر فعالية.
بعدما استخدمت القوات المسلحة اليمنية استراتيجية هجومية أفقدت الفرقاطات الأميركية والأوروبية القدرة على التنسيق في ما بينها، انتقلت القوات المسلحة اليمنية إلى تكيتك هجومي آخر وجديد زاد من تعقيدات المعركة بالنسبة إلى الأعداء. هذه الاستراتيجية تمثلت في الهجوم المركز.
الهجوم المركز في العلوم العسكرية يُشير إلى توجيه وتركيز الضربات نحو هدف واحد أو منطقة محددة بشكل مكثف، بهدف تحقيق نتيجة حاسمة بأسرع وقت ممكن. إضافة إلى ذلك، يعتمد على التركيز العالي للقوة في نقطة معينة أو حيث يمكن أن يُحدث تأثيراً استراتيجياً كبيراً، بحيث يكون الهدف من هذا الهجوم هو استنزاف قدرات العدو أو شل قدرته.
وتم تنفيذ هذا التكتيك العسكري الهجومي المركز باتجاه الفرقاطات الأوروبية كل على حدة. في البداية، تم تركيز الهجوم على الفرقاطة الفرنسية، ثم بعد ذلك الألمانية، ثم الهولندية، لتضطر هذه الفرقاطات إلى مغادرة البحر الأحمر، بعدما نفدت صواريخها التي استخدمت في الاعتراض، الأمر الذي يعكس مستوى عالياً من الكفاءة والفعالية في العمليات العسكرية البحرية التي ينفذها الجيش اليمني، فاستنزاف الفرقاطات لصواريخها الدفاعية وإجبارها على مغادرة المنطقة يشير إلى قدرة اليمن على تنفيذ هجمات موجهة أو مركزة ومستمرة بما يكفي لتحقيق تأثير استراتيجي ملحوظ.
في الوقت نفسه، تبرز التحديات التي تواجه القوات البحرية الدولية في التعامل مع التهديدات غير التقليدية، مثل الصواريخ والطائرات المسيّرة التي يمكن أن تُطلق من منصات متحركة أو مناطق ساحلية معقدة التضاريس، كما تعكس قدرة اليمن على التأثير في حرية الملاحة والأمن البحري في إحدى المناطق الحيوية للتجارة العالمية.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: القوات المسلحة الیمنیة هدف واحد یمکن أن
إقرأ أيضاً:
لطرد آخر الأوكرانيين..روسيا تخوض معركة فاصلة في كورسك
أكد مسؤولون روس، أن القوات الروسية خاضت معركة اليوم الأحد، لطرد آخر الجنود الأوكرانيين من غرب روسيا بعد توغل أوكراني استمر 7 أشهر لتشتيت انتباه قوات موسكو، والحصول على ورقة مساومة وإثارة غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي واحدة من أبرز المعارك في الحرب المستمرة منذ 3 أعوام، شقت القوات الأوكرانية طريقها عبر الحدود الغربية لروسيا إلى كورسك في أغسطس (آب) في أكبر هجوم على الأراضي الروسية منذ الغزو النازي في 1941.لكن هجوماً مضاداً خاطفاً شنته روسيا هذا الشهر أدى إلى تقليص المنطقة الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في غرب روسيا إلى حوالي 110 كيلومترات مربعة مقارنة مع أكثر من 1368 كيلومتراً مربعاً سيطرت عليها كييف في العام الماضي، وفق خرائط مفتوحة المصدر.
وقال يوري بودولياكا، أحد أبرز المدونين المؤيدين لروسيا، إن موسكو صدت القوات الأوكرانية إلى الحدود في بعض المواقع، لكن معارك شرسة تدور وتحاول القوات الأوكرانية الرد وهي تتقهقر.
وبعد مناشدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي الرأفة بالقوات الأوكرانية "المحاصرة" قال بوتين يوم الجمعة، إن روسيا ستضمن سلامة الأوكرانيين في المنطقة إذا استسلموا.
روسيا تعلن استعادة قريتين إضافيتين في كورسك من أوكرانيا - موقع 24قالت موسكو اليوم السبت، إنها سيطرت على قريتين إضافيتين في منطقة كورسك الروسية الحدودية مع أوكرانيا، حيث تواصل التقدم في إطار هجوم لاستعادة أراض استولت عليها كييف.وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس السبت، إن قوات بلاده ليست محاصرة لكنه دق ناقوس الخطر مما قال إنه قد يكون هجوماً روسياً جديداً على منطقة سومي في شمال شرق أوكرانيا على الحدود مع كورسك.
وذكر مدون بارز مؤيد لروسيا يعرف نفسه باسم تو ميجورز، أن المكاسب التي حققتها القوات الروسية في ساحة المعركة سمحت لها بتهديد سومي، لكنه قال إن القوات الأوكرانية تعمل على تعزيز دفاعاتها هناك من فترة.