السجن 68 عاما للبناني.. ماذا فعل؟
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
السومرية نيوز- دولي
قضت محكمة لبنانية، بالسجن 68 عاماً على رجلٍ أقدم على اغتصاب أطفاله الثلاثة، وممارسة العنف عليهم، وتعريض حياتهم للخطر. ودانت محكمة الجنايات في شمال لبنان، برئاسة القاضي داني شبلي، وعضوية المستشارين القاضيين لطيف نصر وطارق صادق، الأب "ن. ر" (لبناني الجنسية) البالغ من العمر 51 عاماً، بالاستناد إلى 4 جرائم جنائية هي "الاغتصاب، وممارسة الأفعال المنافية للحشمة، ومجامعة قاصرين بالقوة، وتهديدهم بالقتل".
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
الأطفال .. لا يمكرون
اقتضت الحكمة الإلهية في خلق البشر، أن تكون هناك فترة زمنية يقضيها كل منا انطلاقا نحو مسيرة عمرية ممتدة لعشرات السنين بعد ذلك، ولعل في هذه الفترة الزمنية «التأسيسية» الكثير من المهام والواجبات التي يقتضي على الوالدين أو أحدهما، أن يكونا في حالة استنفار لما يقتضيه الواجب الإنساني تجاه هذه اللبنة الطرية التي تتشكل للتو نحو بعدين (أفقي/ رأسي) حيث لا يمكن أن يحل أحد هذين الأفقين عن الآخر، ولأن المسألة تنبني على هكذا تأسيس، فإن لكلا البعدين استحقاقا ملزما على الوالدين، ولا يعذران عن ذلك تحت كل الظروف، وحتى في حالات الانفصال؛ لا بد أن يكون أحدهما حاضرا لإكمال المهمة الإنسانية تجاه الأبناء، وإلا فالنتائج ستكون كارثية لمستقبلهم على المدى القصير والمدى البعيد.
ما جاء أعلاه؛ هو أمر طبيعي يعيه الجميع، ويعمل به البعض لأسباب كثيرة -ليس مجال مناقشتها هنا- ولكن ما يجب التركيز عليه هنا؛ هو أن هذه اللبنات التي تتشكل ما يمليه عليها الوالدان، أو المجتمع من حولها هو الذي سيقودها نحو أفق آمن لا منغصات فيه، أو عمليات رأسية تقلب حياتها رأسا على عقب، ذلك لأن المخزون (المعرفي/ التربوي) الذي يحقن به هذه الفئة العمرية، قصدا أو جهلا، هو ما سوف يفضي به من تأثيرات مادية ومعنوية على حياتها، لأن في أعمار هؤلاء الأطفال المبكرة ليس هناك فرصة لـ«التنقية» أو الانتقائية، إنما هناك تشرب كامل لكل ما يلقى عليها، إن كان خيرا فخير؛ وإن كان شرا فشر، وإن كان الخير مطلوبا، فإن الشر مرفوض، وهذا الرفض هو الذي يقوم به المربون، وليسوا هؤلاء الأطفال في أحضان مهدهم، ومن هنا تبقى المسؤولية كبيرة على المربين.
اليوم -كما هو الحال دائما- يتعرض الأطفال لكثير من الإساءات، سواء من قبل المسؤولين عن تربيتهم، أو من قبل أفراد المجتمع من حولهم، تتم هذه الإساءات للضعف الذي عليه هؤلاء الأطفال على المستويات الثلاثة: البنية الجسدية، والبنية النفسية، والبنية الفكرية، فكل هذه البناءات الثلاثة تتشكل هي الأخرى انعكاسا لما تتلقاه من البيئة المحيطة، فإن كان خيرا فخير، وإن كان شرا فشر، وانعكاسا لذلك كله تظهر على صفحة المجتمعات التباينات المختلفة لأفرادها، حيث الصالح والطالح، والكثير من العقد النفسية، والجسدية، والفكرية، وعوضا من أن تعيش المجتمعات آمنة مستقرة، تعيش محملة «في جوانب كثيرة» مشوهة بسلوكيات صعبة ينعكس تأثيرها على الصورة العامة للمجتمعات، ويعود الجميع للبحث عن حلول ومعالجات، وعمل الدراسات والتقارير والتحاليل، بينما يمكن تقنين السلوكيات الشاذة منذ البدايات الأولى لعمر التنشئة، فهل هذا قدر لأن تعيش المجتمعات مشوهة بنتوءات كثيرة؟ لا أتصور ذلك، خاصة وأن الأفراد أصبحت عندهم خبرة تراكمية واسعة وشاملة للحد من الإخفاقات المعنية بالتربية، فقط تبقى مسألة تحمل المسؤولية الصادقة والأمينة لإيصال هذه اللبنات الصغيرة إلى الضفة الأخرى من الأمان الاجتماعي المنشود. قبل فترة نشر عبر صفحة الـ«واتس أب» ما معناه؛ أن هناك أجيالا تربت على أيدي مربين أميين (لا يقرؤون ولا يكتبون) ولكن هذه الأجيال تحملت مسؤوليتها الكاملة عندما تحقق لها العمر، بينما تعاني أجيال اليوم من كثير من الصعوبات والإخفاقات مع أن مربيهم على درجة كبيرة من العلم والمعرفة، ومع عدم التسليم المطلق بوجهة النظر هذه، لأن أي إنسان هو وليد ظروف حياته التي ينشأ فيها ويعيش فيها، ولا يمكن قياس تباينات الفترات الزمنية وظروف البيئة المحيطة للحكم المطلق، سواء كانت المقارنة سلبية أو إيجابية.