تحديات تطبيع العلاقات المحتمل بين تركيا وسوريا.. محللان يعلقان لـCNN
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- توالت تصريحات كل من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره السوري، بشار الأسد، مؤخرا، حول رغبة البلدين في عودة العلاقات بينهما وتحسينها في الفترة المقبلة، وعلق محللان من البلدين لشبكة CNN بالعربية على أهمية وصعوبات هذا التقارب.
وقال الكاتب والمحلل السياسي التركي، فائق بولوت في مقابلة هاتفية مع شبكة CNN بالعربية، الثلاثاء، إن محاولة الرئيس التركي للتقارب التركي- السوري في الوقت الحالي: "ليست من رغبة تركية تلقائية، إنما بتشجيع من روسيا أولاً، ومن إيران، فتركيا لها مصالح أخرى في العراق وتريد أن تتفاهم ولا تتناقض مع السياسة الإيرانية".
ومن جانبه، قال الكاتب والباحث السوري، شورش درويش عبر مقابلة هاتفية مع CNN بالعربية، الثلاثاء، في السياق نفسه: "أردوغان يسعى لإظهار أن العلاقات التركية- الروسية قابلة للتطور أكثر".
وأضاف: "خلال زيارة وزير الخارجية التركي الأخيرة، وعد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بدعم تركيا في مسعاها للانضمام إلى رابطة البريكس، وسوريا تُعد الساحة المفضلة للتعاون المشترك بين موسكو وأنقرة".
وبشأن تأثيرات التقارب التركي السوري على الوضع الداخلي التركي، لا سيما بعد تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم، قال بولوت: "ستؤثر هذه العلاقات على المناطق الحدودية في تركيا، مثل مدن عنتاب وأورفة وغيرها، والفصائل والجماعات في سوريا تحت حماية تركيا تعارض خطوات التقارب والتطبيع بين البلدين".
وأضاف المحلل التركي: "التقارب يمكن أن يؤثر إيجابياً على العلاقات التجارية والاجتماعية في المنطقة، لكنه سياسياً قد يظل معقداً، رغم احتمالية اللقاء بين أردوغان والأسد، إلا أن تحقيق ذلك يبدو شبه مستحيل بسبب تعقيدات الوضع السياسي".
وبدوره، قال درويش: "هناك انقسام داخل تركيا حول ملف اللاجئين، فعودة اللاجئين تمثل خطراً كبيراً على تركيا، وقد تؤدي إلى حدوث موجة جديدة من اللاجئين تتجه إلى مناطق سيطرة المعارضة المسلحة، تبعاً لما قاله وزير الخارجية التركي الأسبق، أحمد داوود أوغلو".
وبشأن ما إذا ما كانت الحكومة السورية ستقبل دعوة أردوغان للتقارب، أفاد درويش بأن" قبول التقارب يعتمد على الاستعادة الكاملة للسيادة السورية على المناطق التي تحتلها تركيا، ووقف دعم تركيا للميليشيات والفصائل الموالية لها، مثل ما يُسمى بالجيش الوطني السوري".
وأضاف: "هناك مخاوف لدى دمشق من أن تركيا قد تتعاون معها دون أن تتخلى عن احتلالها لتلك الأراضي، وهذا هو ما تتجنبه دمشق".
وحول تلك القضية، قال بولوت: "من غير المتوقع أن تنسحب تركيا من الأراضي السورية، حيث لا توجد قوة كبيرة تجبرها على ذلك. الظروف الداخلية والخارجية تجبر أردوغان على البحث عن تطبيع العلاقات. إذا فشلت المفاوضات، قد تلجأ تركيا لعملية عسكرية جديدة ضد المناطق الكردية".
وعن تأثير هذا التقارب على موقف أمريكا في المنطقة، أوضح درويش أن "الدبلوماسية الأمريكية ستعارض أي تطبيع لا يأخذ في الاعتبار الوجود الأمريكي لمكافحة داعش والإرهاب في المنطقة، خاصة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وستتمسك بتحالفاتها المحلية مع قوات سوريا الديمقراطية وستبقى أكثر تشدداً".
وأضاف: "لكن تأثير هذا الأمر يرتبط بدرجة كبيرة بالانتخابات الأمريكية وبشكل الإدارة المقبلة".
وكان لبولوت وجهة النظر ذاتها، فأكد: "إذا كانت لأمريكا خطة كاملة وشاملة تتعلق بالمستقبل السوري والعراقي والإيراني، فقد يتم التوصل إلى اتفاق مع تركيا على صيغة معينة للتطبيع مع سوريا. كل هذا مرتبط بنتائج الانتخابات الرئاسية، سواء فاز دونالد ترامب أو جو بايدن".
وبشأن الجهة التي قد يجتمع بها كل من الرئيس السوري والرئيس التركي في حال وافقت الحكومة السورية على التسوية، أفاد درويش أن "هناك أصواتا تقول إنه قد يكون في أبوظبي، وموسكو قد تكون متحيزة لدمشق، وبغداد تعتبر موقعًا وسطًا مقربة لإيران".
ويشار إلى أن أردوغان كان أعلن في تصريحات نشرتها وكالة أنباء "الأناضول" الرسمية التركية، مؤخرا: "سنوجه دعوتنا إلى الرئيس السوري بشار الأسد (لزيارة تركيا)، وقد تكون في أي لحظة، ونأمل أن نعيد العلاقات التركية - السورية إلى ما كانت عليه في الماضي".
ورد الرئيس السوري، بشار الأسد، الاثنين، وقال: "نحن نسعى لعمل يحقق نتائج، لسنا ضد عقد لقاء، لكن المهم أن نصل إلى نتائج إيجابية تحقق مصلحة سوريا وتركيا".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الثورة السورية بشار الأسد رجب طيب أردوغان
إقرأ أيضاً:
عودة 200 ألف سوري من تركيا إلى وطنهم منذ سقوط النظام
تُعدّ عودة اللاجئين السوريين من تركيا إلى بلادهم قضية إنسانية وسياسية معقدة، تعكس التحديات التي تواجهها الدول المضيفة واللاجئون على حد سواء. مع تحسن الأوضاع في سوريا بعد سنوات من النزاع، بدأت تركيا في تسهيل عودة اللاجئين بشكل طوعي مع التركيز على توفير بيئة آمنة ومستقرة لهم في وطنهم.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن “200 ألف سوري عادوا من تركيا إلى وطنهم منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024”.
وأشار أردوغان إلى أن سوريا تسير نحو التعافي رغم التحديات، موضحًا أن تركيا تستضيف 4 ملايين و34 ألف لاجئ، بينهم مليونان و768 ألف سوري تحت بند “الحماية المؤقتة”، مع انخفاض هذا العدد تدريجيًا بفضل التدابير المتخذة.
كما استعرض أردوغان أرقامًا عالمية حول الهجرة، مشيرًا إلى وجود 281 مليون مهاجر حول العالم، بينهم 165 مليونًا من العمال المهاجرين، و120 مليون لاجئ.
وأكد أردوغان أن “تركيا كانت دائمًا ملاذًا آمنًا للمهاجرين والمظلومين”، منتقدًا القوى الغربية التي تتجاهل مسؤولياتها في تقاسم أعباء الهجرة.
وأشار إلى التحديات التي تواجه اللاجئين، بما في ذلك المخاطر التي أودت بحياة 72 ألف لاجئ أثناء رحلاتهم، خاصة في البحر الأبيض المتوسط.
مجهولون ينبشون قبر حافظ الأسد وينقلون الرفاة إلى مكان مجهول
تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصور حديثة لقبر الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد في مدينة القرداحة بريف اللاذقية، وقد ظهر أنه تم نبشه من قبل مجهولين ونُقلت الرفاة إلى مكان مجهول.
وظهرت هذه الفيديوهات والصور على صفحات ناشطين سوريين، وأظهرت آثار النبش، وذلك بعد أشهر على إحراق القبر من قبل مجموعات مسلحة وصلت إلى قرية القرداحة في ريف اللاذقية الساحلية، عقب سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024.
جدير بالذكر أن حافظ الأسد، الذي ولد في 6 أكتوبر 1930 وتوفي في 10 يونيو 2000، تولى مناصب حكومية وعسكرية عديدة قبل أن يصبح رئيسًا للجمهورية السورية في عام 1971. خلفه في الحكم نجله بشار الأسد، الذي استمر في السلطة حتى سقوط نظامه في ديسمبر 2024.
آخر تحديث: 28 أبريل 2025 - 18:16