اكتشاف كهف على القمر قد يكون موطنا للبشر
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
المصدر: BBC
اكتشف العلماء لأول مرة كهفاً على سطح القمر بعمق يصل إلى ما لا يقل عن 100 متر، ويمكن أن يكون موطناً مثالياً للبشر، وفق تصريحات الباحثين.
وبحسب الباحثين، فإن الكهف هو مجرد واحد من بين مئات الكهوف المخبأة في “عالم غير مكتشف تحت الأرض”.
وتخوض الدول سباقا لإقامة موطن للبشر على القمر، لكنها ستحتاج إلى حماية رواد الفضاء من الإشعاع ودرجات الحرارة المرتفعة جدا في الفضاء.
وقالت هيلين شارمان، أول رائدة فضاء بريطانية، لبي بي سي نيوز إن “الكهف المكتشف حديثا يبدو وكأنه مأوى جيد لرواد الفضاء، وتوقعت أن يتمكن البشر من العيش في كهوف قمرية خلال 20 إلى 30 عاما”
لكنها أشارت إلى أن هذا الكهف عميق جداً لدرجة أن رواد الفضاء قد يحتاجون إلى النزول إليه بالحبال واستخدام “أحزمة طائرة” للخروج.
واكتشف لورينزو بروزون وليوناردو كارير من جامعة ترينتو في إيطاليا الكهف باستخدام رادار لاختراق مدخل حفرة في سهل صخري يسمى “ماري ترانكويليتاتيس”.
ربما كان “mare” أو البحر محيطاً في وقت سابق، ويمكن رؤيته بالعين المجردة من الأرض وهو أيضاً المكان الذي هبطت فيه مركبة أبولو 11 في عام 1969.
يحتوي الكهف على منفذ على سطح القمر يؤدي إلى جدران عمودية متدلية، وأرضية مائلة قد تكون ممتدة تحت الأرض.
لقد نشأ الكهف منذ ملايين أو مليارات السنين عندما تدفقت الحمم البركانية على القمر، مما أدى إلى إنشاء نفق عبر الصخور.
ويوضح البروفيسور كارير أن أقرب ما يشبهه على الأرض هي الكهوف البركانية في لانزاروت الإسبانية، مضيفاً أن الباحثين زاروا تلك الكهوف كجزء من عملهم.
ويضيف البروفيسور كارير: “إنها مبهرة حقًا، عندما تصل إلى مثل هذه الاكتشافات وتنظر إلى هذه الصور، تدرك أنك أول شخص في تاريخ البشرية يرى ذلك،”.
بمجرد أن فهم البروفيسور بروزون والبروفيسور كارير مدى ضخامة الكهف، أدركا أنه يمكن أن يكون موقعاً جيداً لقاعدة قمرية.
“في نهاية المطاف، بدأت الحياة على الأرض في الكهوف، لذا فمن المنطقي أن يتمكن البشر من العيش داخلها على القمر”، وفق كارير.
لم يُستكشف الكهف بشكل كامل بعد، لكن الباحثين يأملون في إمكانية استخدام الرادار المخترق لباطن الأرض أو الكاميرات أو حتى الروبوتات لرسم خريطة له.
أدرك العلماء لأول مرة أنه من المحتمل وجود كهوف على القمر منذ حوالي 50 عاماً، ثم في عام 2010، التقطت كاميرا في مهمة لاستطلاع القمر تسمى “Lunar Reconnaissance Orbiter- ليونار ريكوناسانس أوربيتر” صورًا للحفر التي يعتقد العلماء أنها قد تكون مداخل الكهوف.
لكن الباحثين لم يعرفوا مدى عمق الكهوف، أو ما إذا كانت ستنهار.
لقد أجاب عمل البروفيسور بروزون والبروفيسور كارير الآن على هذا السؤال، على الرغم من أن هناك الكثير العمل المتبقي لفهم النطاق الكامل للكهف.
وقال فرانشيسكو ساورو، منسق الفريق الموضعي للكهوف الكوكبية التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، لبي بي سي نيوز: “لدينا صور جيدة جداً للسطح بدقة تصل إلى 25 سم، يمكننا رؤية مواقع هبوط أبولو، لكننا لا نعرف شيئًاً عما يوجد تحت السطح، وهناك فرص هائلة للاستكشاف”.
وأضاف أن “البحث قد يساعدنا أيضاً في استكشاف كهوف على المريخ في المستقبل”، وقد يفتح ذلك الباب أمام العثور على أدلة على وجود حياة على المريخ، لأنه إذا كانت هناك حياة فإنه من المؤكد تقريباً أنها كانت داخل الكهوف المحمية من العوامل الجوية على سطح الكوكب.
قد يكون الكهف على القمر مفيداً للبشر، لكن العلماء يؤكدون أيضاً أنه يمكن أن يساعد في الإجابة عن الأسئلة جوهرية حول تاريخ القمر، وحتى عن نظامنا الشمسي.
لن تتعرض الصخور الموجودة داخل الكهف للتلف أو التآكل بسبب الطقس في الفضاء، لذا يمكنها توفير سجل جيولوجي شامل يعود إلى مليارات السنين.
ونُشر البحث في المجلة العلمية “Nature Astronomy- نيشر أسترونومي”.
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: على القمر
إقرأ أيضاً:
اكتشاف مومياء لشبيه النمر المنقرض محنطة بالكامل في سيبيريا
تمكن العلماء من اكتشاف مومياء جرو سابير توثيد محفوظة جيدًا في التربة الصقيعية في سيبيريا، وذلك بعد مرور 36 ألف عام على نفوقه.
وفي دراسة جديدة نُشرت في Scientific Reports، كشف فريق من العلماء من أكاديمية العلوم الروسية تفاصيل غير مسبوقة عن هذا الحيوان المنقرض.
جرو سابير توثيد محفوظ في الجليدوعثر علماء على الجرو المومياء في منطقة باديارخيسكوي في جمهورية ياكوتيا الروسية، خلال رحلة استكشافية في عام 2022.
ورغم مرور آلاف السنين على وفاته في العصر الجليدي الأخير، ظل رأس الجرو، وأطرافه الأمامية، وجسمه، وكفوفه في حالة تحنط ممتازة بفضل البرودة الشديدة.
ويبلغ عمر الجرو الذي مات وهو في الثالثة من عمره، وفقًا للدراسة، وقد عُثر على رقبة الجرو التي كانت أكثر سمكًا مرتين مقارنةً بأقرانه من صغار الأسود المعاصرين. كما تم اكتشاف أن فكيه كانا مهيئين خصيصًا لاستيعاب أنيابه الشهيرة ذات الشكل المخروطي.
من خلال الدراسة، كشف الباحثون عن العديد من التكيفات الفسيولوجية التي ميزت هذا الجرو عن الحيوانات المعاصرة، وعلى سبيل المثال، كان للجرو كفوف أوسع بكثير من كفوف الأسد الحديث، مما كان يساعده في توزيع وزنه أثناء مشيه عبر الثلوج العميقة في العصر الجليدي.
وعلاوة على ذلك، كانت أصابع قدميه ذات شكل يشبه حبة الفاصوليا، وهو ما ساعده على التنقل عبر الثلوج الكثيفة.
اكتشاف فريد يساعد في فهم العصر الجليدييعد هذا الاكتشاف الأول من نوعه في تاريخ علم الحفريات، فنادرًا مايعثر العلماء على بقايا حيوانات مجمدة ومومياء محفوظة بشكل كامل من فترة العصر البليستوسيني المتأخر. عادةً ما تكون عظام الحيوانات التي عاشت في هذه الفترة قد تفرقت بفعل التعرية والعوامل البيئية، مما يجعلها في متناول العلماء بعد آلاف السنين.
وقال الدكتور ألكسي لوباتين، المشرف على الفريق البحثي: "اكتشاف بقايا حيوانات مجمدة بشكل كامل من هذه الفترة هو أمر نادر جدًا. هذا الاكتشاف يمنحنا نافذة فريدة لفهم تطور هذا النوع الشهير." وقد أضاف الباحثون أن الجرو كان مغطى بطبقة من الفرو البني الداكن، الذي كان قصيرًا وسميكًا وناعمًا، مع وجود لحية صغيرة ونمو شعيرات دقيقة حول ذقنه.