دلال عبد العزيز.. أيقونة فنية تصالحت مع العمر وفازت بلقب صاحبة الواجب
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
ملامح أرستقراطية حملتها فتاة جاءت من الريف المصري إلى القاهرة تحلم بدخول عالم التمثيل، نجحت الفتاة التي تنتمي إلى عائلة عريقة في تحقيق حلمها، ليس في التمثيل فحسب، بل في دخول قلوب المشاهدين بوصفها واحدة من أفراد العائلة، هكذا توغلت دلال عبد العزيز في عالم الفن، لم تستغل ملامحها الرقيقة في تقديم أدوار الفتاة المدللة، أو الفاتنة التي لا يهزمها العمر، بل تصالحت مع السنوات وقدمت أعمالا ثرية جعلتها صاحبة تأثير فني وإنساني.
ولم يشكل رحيل دلال عبد العزيز في مثل هذا اليوم قبل عامين صدمة للوسط الفني لفقدانه فنانة تتمتع بموهبة فطرية كبيرة فقط، بل أيضا لرحيل إنسانة اشتهرت بين زملائها بالتواضع وحبها للعطاء والخير.
دراما البدايات والفقدحياة دلال عبد العزيز في طفولتها كانت مرحلة التأسيس لحياتها الفنية والإنسانية، فالرحيل المبكر لشقيقتها الكبرى (وهى في عمر 15 عاما) أدخلها في دوامة من الحزن الشديد ومشاعر الفقد التي عاشتها وهى لا تزال صغيرة، فقد أحبت التمثيل وتعلمته في سن مبكرة من خلال شقيقتها التي كانت تمارسه هواية في المدرسة وكانت تصطحب معها دلال التي كانت تحفظ الأدوار عن ظهر قلب.
فراق دلال عن شقيقتها في عمر صغير لم يكن الأخير في حياتها، فرغبتها في احتراف التمثيل جعلتها تقرر الاستقرار في العاصمة القاهرة وترك محل ميلادها بمدينة الزقازيق في محافظة الشرقية، وجاءت إلى القاهرة بحثا عن فرصة عمل في مجال الفن، حتى اكتشفها المخرج نور الدمرداش ومنحها فرصة الظهور في مسلسل "بنت الأيام" عام 1977، وبجانب الفن حرصت دلال عبد العزيز على استكمال تعليمها، فالتحقت بكلية الزراعة بعد إتمامها المرحلة الثانوية، واستمرت في الدراسة في أكثر من تخصص وأكثر من كلية، حبًا في المعرفة والتعلم.
دلال عبد العزيز تغيرت على الشاشة كما هي الحال في الواقع بعد أن أصبحت أما لابنتين (الفرنسية) سنوات الانطلاقصاحَب الانطلاق نحو عالم الفن، بتقديمها لشخصية الفتاة المرحة الخفيفة الظل والرومانسية، قصة حب عاشتها في بداية مشوارها مع الفنان سمير غانم، الذي اعترفت في أكثر من لقاء لها بأنها أحبته في البداية وتمنت الزواج منه رغم أن فارق العمر بينهما 20 عاما، وأثمرت الزيجة عن ابنتيهما دنيا وإيمي، كما شهدت أيضا تعاونا فنيا في أكثر من عمل. فكان الفنان الراحل يراها فنانة جيدة وملتزمة على المسرح تظل صامتة ولا ترتجل لتفسد الحوار للممثل الذي يقف أمامها، كما كانت تلقائية الأداء وتجيد تقديم الكوميديا بخفة دم وتتألق في باقي الأدوار.
وكان أول عمل جمع بينهما مسرحية "أهلا يا دكتور" وهى من بطولة فرقة ثلاثي أضواء المسرح سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد، ومن إخراج حسن عبد السلام، وتشاركا أيضا في أفلام "يا رب ولد"، و"حادي بادي"، و"رحلة المشاغبين"، ومسرحية "فارس وبني خيبان"، و"أخويا هايص وأنا لايص".
الأمومة بين الشاشة والواقعتغيرت دلال عبد العزيز على الشاشة كما هي الحال في الواقع بعد أن أصبحت أما لابنتين، وفي تلك الفترة كان تأثير نشأتها الريفية واضحا، فكانت تضع الأولوية للأمومة في حياتها قبل النجومية، وهو ما أخر حصولها على البطولات المطلقة مثل باقي فنانات جيلها، ولكن أمومتها انعكست على الشاشة بتألقها في تقديم دور الأم بإتقان فقدمت الأم القاسية في "للعدالة وجوه كثيرة" والأم الحنون القوية في "حديث الصباح والمساء"، وقدمت الروح الأصيلة للأم المصرية في "سابع جار" الذي قربها من كثير من النساء.
وفي الواقع، كانت دلال أما تقليدية، وهى المسؤولة بالكامل عن ابنتيها دنيا وإيمي في كل التفاصيل والاختيارات، كما حرصت على أن تعيش أسرتها حياة هادئة بعيدة عن الإشاعات والأزمات الفنية، فلم يذكر أن تورطت دلال عبد العزيز وأفراد أسرتها في تصريحات مثيرة للجدل أو مشكلات مع زملائها في الوسط الفني.
"صاحبة الواجب" هو لقب دلال عبد العزيز التي كانت لا تتأخر عن تقديم واجب العزاء في رحيل أي فنان (رويترز) صاحبة الواجب والخير"صاحبة الواجب" هو لقب دلال عبد العزيز التي كانت لا تتأخر عن تقديم واجب العزاء في رحيل أي فنان، فشكلت مع الفنانتين رجاء الجداوي وميرفت أمين ثلاثيا، وكن لا ينفصلن في العزاء.
وفي لقاء لها مع برنامج "معكم منى الشاذلي" قبل رحيلها بفترة، تحدثت دلال عن أنها تعلمت من والدتها ألا تؤخر واجب العزاء، وفي كل مرة تقرأ خبر وفاة تتمنى أن تقف إلى جوار عائلة المتوفى، وهو ما ربت عليه أيضا ابنتيها.
وإلى جانب العزاء، كانت دلال أيضا تحرص على المشاركة في الأعمال الخيرية، وهو ما أكدته الفنانة نهال عنبر في تصريحات صحفية بأن دلال كانت لا تتأخر في مساعدة غير المقتدرين، كما أنها قامت بتأسيس مجموعة لختم المصحف كاملا يوميا.
وكانت دلال لا تترك سبحتها الخاصة، التي ظلت تمسكها لسنوات طويلة للقيام بالوِرد الخاص بها وهى في الطريق أو في الاستراحة من التصوير.
الأيام الأخيرة ودراما النهايةالشعبية الكبيرة التي حققتها دلال عبد العزيز فنيا، والحياة الأسرية الهادئة بين زوجها الفنان سمير غانم وابنتيها دنيا وإيمي، اختتمت بنهاية درامية بعد إصابة الزوجين بكورونا عام 2021، وتم حجزهما في مستشفى العزل بسبب التدهور الشديد في حالتهما الصحية، ورحل سمير غانم قبلها بشهرين، وأخفت أسرتها الخبر عنها طوال فترة مرضها، لترحل في السابع من أغسطس/آب 2021. وشكل رحيلها صدمة كبيرة في الوسط الفني ولابنتيها اللتين واجهتا تجربة فقدان الوالدين في فترة زمنية قصيرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دلال عبد العزیز التی کانت سمیر غانم
إقرأ أيضاً:
يظهر على وجهه الحزن.. الحضري يلتقى العزاء في وفاة والدته|صور
تلقى عصام الحضري حارس مرمى منتخب مصر السابق العزاء وفاة والدته بعد تشييع جثمانها اليوم.
وقد تم تشيع الجثمان في مسقط رأس الفقيدة، حيث حضر عدد كبير من أفراد الأسرة والأصدقاء المقربين .
ونشر عصام الحضري عبر الصفحة الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بيانا جاء على النحو التالي: “بسم الله الرحمن الرحيم.. الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون.. وانتقلت الى رحمة الله بعد صراع شديد و معاناة مع المرض أمي الغالية الحاجة نفيسة البحيري، اسأل الله تعالى أن يغفر لها ويرحمها ويسكنها فسيح جناته ويجعل مرضها شفيعا لها،، الله يرحمك يا أمي ويصبرنا على فراقك هتوحشيني وهينقصني دعاكي ليا بس اللي هيصبرني إنك أكيد بإذن الله في مكان أحسن يا حبيبتي.. اسألكم الدعاء و إنا لله و إنا إليه راجعون”.
وأعلنت أسرة الكابتن عصام الحضرى حارس منتخب مصر السابق ،تشييع جنازة والدته من كفر البطيخ بمحافظة دمياط،وتؤدى صلاة الجنازة في مسجد راشد عقب صلاة الظهر اليوم الأحد.
العلاقة بين عصام الحضرى والراحلة والدته كانت قوية وتعتمد على الاحترام المتبادل والحب والعطاء، حيث يمكن وصف العلاقة إلا بنموذج للبر بين الإبن والأم.
ولا يخفى على أحد أن عصام الحضرى حارس مرمى منتخب مصر السابق لا يتخذ أى خطوة هامة فى حياته إلا بالرجوع مهرولاً إلى الراحلة والدته، يطالبها بالدعاء له واستشارتها وعادة ما يتكرر ذلك عند مشاركته فى أى مباراة هامة يخوضها سواء مع فريقة أو مع منتخب مصر طوال مشواره الرياضى.