التخطيط ومهارات التدريب أبرز مخرجات الندوة التخصصية للإعداد الذهني للرياضيين
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
نظمت الأكاديمية الأولمبية العمانية باللجنة الأولمبية العمانية الندوة التخصصية في الإعداد الذهني للرياضيين في إطار تطوير وتعزيز قدرات المدربين الرياضيين في سلطنة عمان بقاعة المحاضرات بمقر اللجنة الأولمبية العمانية، وتأتي الندوة ضمن شهادة المدرب الوطني بمشاركة 50 مدربا ومدربة يمثلون عددا من المؤسسات والهيئات الرياضية في القطاع العسكري والأندية واللجان والاتحادات الرياضية ووزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة والرياضة والشباب، وتعكس هذه الندوة التزام اللجنة الأولمبية العمانية بتطوير القدرات الرياضية في سلطنة عُمان، وتعد فرصة مناسبة للمدربين للاستفادة من الخبرات الدولية وتطبيقها في سياقهم المحلي لتحقيق إنجازات رياضية متميزة ورفع راية عمان في المحافل الرياضية العالمية.
وتضمن اليوم الأول من برنامج الندوة على محاضرات نظرية في التخطيط للتدريب ومهارات التدريب الذهني في التدريب الرياضي والبيئة الإيجابية في التدريب الرياضي، فيما تضمن اليوم الثاني من الندوة على محاضرات في الإعداد الذهني (بناء الفريق)، وقاعدة التدريب الذهني، ونظريات الإعداد الذهني (التصور الذهني)، فيما تضمن اليوم الثالث على محاضرات في حالة الأداء المثالي للرياضي والتطبيقات العملية للمشاركين في الخطة التدريبية، وقدم الندوة الدكتور نبيل طه حسين آل شهاب مدير إدارة التدريب والتطوير الرياضي باللجنة الأولمبية البحرينية ومحاضر دولي في علم النفس التطبيقي.
خطوة نوعية
وحول تنظيم الندوة قال طه بن سليمان الكشري الأمين العام للجنة الأولمبية العمانية: تعتبر ندوة الإعداد الذهني للمدربين خطوة نوعية في مسيرة تطوير التدريب الرياضي في عمان، وندرك تمامًا أهمية هذا الجانب في تعزيز الأداء الرياضي، ولذلك حرصنا على استقدام أفضل المحاضرين الوطنيين والدوليين لتقديم تجاربهم ومعارفهم، ونتطلع إلى أن تكون هذه الندوة نقطة تحول في مسيرة إعداد المدربين الوطنيين، وأن تساهم في رفع مستوى الرياضة العمانية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتمثل هذه الندوة فرصة استثنائية لتطوير مهارات المدربين الرياضيين في سلطنة عمان، إذ تعكس التزام الأكاديمية الأولمبية العمانية بتوفير بيئة تعليمية متميزة تتماشى مع أحدث المعايير الدولية.
برنامج المدرب الوطني
من جانبه قال الدكتور شهاب الدين بن أحمد الريامي مدير برنامج المدرب الوطني والمحاضر الدولي المعتمد في التدريب الرياضي: تأتي الندوة التخصصية في الإعداد الذهني للرياضيين استكمالا لبرنامج المدرب الوطني لهذا العام ضمن برامج الأكاديمية الأولمبية العمانية، حيث تضمن البرنامج 3 ندوات، تخصصت الندوة الأولى في التخطيط الرياضي والثانية في الإعداد الذهني والثالثة ستخصص في الوقاية من الإصابات الرياضية، وبالنسبة للندوة الحالية في الإعداد الذهني للرياضيين تم دعوة المحاضر الدولي لكرة اليد والمختص في علم النفس الرياضي ومدير إدارة التدريب والتطوير الرياضي باللجنة الأولمبية البحرينية الدكتور نبيل طه لتقديم الندوة وتبادل الخبرات والمعرفة بين الطرفين، ويمتلك الدكتور نبيل خبرة دولية واسعة في مجال التدريب الرياضي، ومن خلالها سيخرج المشاركون بأقصى الفوائد الممكنة في مجال الإعداد الذهني، واستهدفت الدورة عددا من المدربين في قطاعات رياضية متنوعة ويمثلون أصحاب القرار الرياضي سواء في القطاع العسكري أو المدني.
وتناولت الندوة مواضيع تخصصية في الإعداد الذهني مثل النظريات والتجارب الواقعية، وشهدت الندوة تفاعلا وتجاوبا من أغلب المشاركين، وتهدف إلى تعزيز الجانب المعرفي لدى المشاركين في العلوم الرياضية، ويعد علم النفس الرياضي من أهم العلوم الرياضية في الإعداد الذهني للرياضيين ذات المستوى العالي، ويشكل الإعداد الذهني أهمية كبيرة لتجهيز اللاعبين في مختلف الفئات العمرية قبل المنافسة وأثناء المنافسة وبعد المنافسة، واللجنة الأولمبية العمانية لديها مخطط لاستقطاب محاضرين دوليين في التدريب يملكون خبرات تدريبية كبيرة ومتخصصين في العلوم الرياضية لتقوية الجانب المعرفي لدى المدرب الوطني، وكل ندوة ستستهدف فئة معينة من الرياضيين.
تطوير الجوانب الذهنية
من جانبه قال الدكتور نبيل طه حسين آل شهاب مدير إدارة التدريب والتطوير الرياضي باللجنة الأولمبية البحرينية ومحاضر دولي في علم النفس التطبيقي: استهدفت الندوة التخصصية للإعداد الذهني للرياضين الفئة التي بحاجة فعلية إلى التطوير في الجوانب الذهنية، وحضور العنصر النسائي في الدورة أمر مهم وموصى عليه من قبل اللجنة الأولمبية الدولية لدعم الرياضة النسائية في العالم، ويعتبر الإعداد الذهني جزءا أساسيا في عملية التطوير الشاملة للرياضيين، واللجنة الأولمبية العمانية رشحت عددا من الرياضيين (المدربين الرياضين والمعلمين) من جهات رياضية مختلفة للاستفادة من البرنامج العام للدورة التخصصية.
وناقشت الدورة الخصائص الذهنية للعمل الرياضي والمهام والوظائف الذهنية للمدرب والتفكير النقدي والقيم الرياضية ومواجهة التحديات باستخدام المهارات الذهنية، وبرنامج شهادة المدرب الوطني بسلطنة عمان حافل بالدورات التخصصية المتنوعة في أغلب المجالات المتعلقة في التدريب الرياضي والعلوم الرياضية، الذي يستند لمراجع علمية وبرامج عالمية في التدريب الرياضي يتم توظيفها محليا لزيادة عدد المدربين المؤهلين الوطنيين، والاستفادة من الخبرات الدولية في مواجهات الظروف والتحديات الرياضية المحلية، والرياضة في سلطنة عمان شهدت تطورا ملموسا على مدار السنوات الأخيرة المنصرمة، وحققت نتائج جيدة، وتحظى الرياضة في سلطنة عمان بالرعاية والاهتمام المستمر، والمخرجات الرياضية الحالية في الساحة العمانية جيدة ومن الممكن تجويد نوعية هذه المخرجات عند توظيف ومنح الثقة للمدرب المواطن، بحيث يتم الاستفادة من الخبرات التدريبية الخارجية لتطوير المدرب المواطن، ويشكل المدرب المواطن العمود الأساسي في الرياضة، وسلطنة عمان تذخر بالطاقات والخامات والعناصر الراغبة في تطوير إمكانياتها التدريبية وإدارة وتدريب الفرق المحلية والمنتخبات الوطنية، من جانب آخر أكدت هذه الندوة أن إعداد المدربين ذهنيا من الجوانب التي لا يمكن تجاوزها أو إلغاءها، فالضغوطات التي يمر بها الرياضيون داخل الملعب أو خارجه بحاجة للتعامل معها بشكل واع والسيطرة عليها من خلال التوجه إلى المدرب الذهني المناسب، وقد لا يكون هذا المدرب حاليا ضمن الأجهزة الفنية للفرق الرياضية وإنما ضمن الأجهزة المساعدة، ولتأكيد وجود هذا العنصر في الأجهزة الفنية للفرق لا بد من نشر الوعي بأهميته، حيث إن الوعي بحاجة الشيء يخلق الفارغ لوجود الشيء، ومن هنا تتيقن الفرق بأهمية وجود المدرب الذهني.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأولمبیة العمانیة فی التدریب الریاضی باللجنة الأولمبیة الندوة التخصصیة المدرب الوطنی فی سلطنة عمان الدکتور نبیل هذه الندوة علم النفس
إقرأ أيضاً:
تحول استراتيجي في التدريب المهني
مصطفى بن مبارك القاسمي
صدر قبل أسابيع المرسوم السلطاني رقم (61/ 2024) والذي أسهم في إحداث تغييرات جوهرية في هيكلة قطاع التدريب المهني في السلطنة؛ حيث نصَّ المرسوم على نقل اختصاصات قطاع التدريب المهني من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إلى وزارة العمل مع نقل كافة المخصصات، الأصول، الحقوق، الالتزامات، والموجودات المتعلقة بالقطاع، كما يشمل القرار نقل موظفي قطاع التدريب المهني إلى وزارة العمل مع الاحتفاظ بدرجاتهم المالية الحالية.
ويعكس هذا التوجه تغييرًا استراتيجيًا لتحقيق التكامل بين التدريب المهني وسوق العمل، مما يعزز جهود السلطنة لتحقيق رؤية "عُمان 2040" التي تركز على تطوير رأس المال البشري وربط التعليم والتدريب باحتياجات سوق العمل.
و أبرز الدلالات والإضاءات لنقل هذا القطاع إلى وزارة العمل:
1. مواءمة التدريب مع احتياجات سوق العمل: ان إشراف وزارة العمل على التدريب المهني سيسمح بتطوير برامج تدريبية موجهة تسد الفجوة بين المهارات المطلوبة من جهة وما يتم تدريسه وتدريبيه من جهة أخرى لسد احتياجات ومتطلبات سوق العمل؛ ويعزز التوجه قابلية التوظيف ويخفض معدلات البطالة بين الشباب.
2. رفع كفاءة التدريب المهني: ان نقل القطاع إلى وزارة العمل سيتيح وضع معايير وأسس وبرامج تدريبية تتماشى مع متطلبات سوق العمل المحلي والدولي. بحيث يمكن التركيز بشكل أكبر على التدريب العملي والتقني الذي يلبي احتياجات القطاعات الناشئة.
3. توفير التكامل المؤسسي: يؤدي نقل جميع الأصول والموارد والموظفين إلى وزارة العمل إلى تكامل وتوحيد الجهود وتقليل الازدواجية في الاختصاصات. وهذا التكامل يساهم في تسريع تنفيذ الخطط الوطنية للتنمية البشرية.
4. تعزيز التعاون والشراكات مع القطاع الخاص: ان وزارة العمل تتمتع بشبكة واسعة مع مؤسسات القطاع الخاص مما يتيح شراكات فعّالة لتوفير فرص تدريب عملية مباشرة في مواقع العمل.
5. تحقيق الكفاءة الإدارية والمالية: وذلك بنقل كافة الموارد البشرية والمالية إلى وزارة العمل يمكن تحسين إدارة الموارد وتوجيهها بشكل أكثر فعالية لدعم برامج التدريب.
وتمثل هذه الخطوة تقدما كبيرا نحو تعزيز تنافسية القوى العاملة الوطنية عبر تمكين الأفراد من اكتساب مهارات متخصصة تلبي متطلبات السوق كما يُتوقع أن يفتح المجال أمام الشباب العُماني للحصول على فرص تدريب متقدمة تُحسن فرصهم في التوظيف داخل السلطنة وخارجها.
إن هذه الخطوة بشأن قطاع التدريب المهني تعد علامة فارقة في مسيرة التطوير المؤسسي في السلطنة، وانها تتجه نحو بناء نظام تدريب مهني أكثر تكاملًا واستجابة لاحتياجات السوق مما يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040".