تعدّ نوبات العمل الليلي جزءًا لا يتجزأ في العديد من الوظائف التي نشغلها مثل الصحافة والإعلام، الرعاية الصحية، الطيران، الأمن، والخدمات اللوجستية، وغيرها الكثير. لكن على الرغم من أهميتها، إلا أن العمل المسائي يأتي مع تحديات صحية جسيمة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على العمال. وفي التفاصيل، كشفت دراسة طبية حديثة، أن الشفت الليلي يزيد عرضة الإنسان للإصابة بالجلطة وأمراض القلب والسرطان، بسبب ما يتعرض له الجسم من تغيير في عملية التمثيل الغذائي.


وأظهرت دراسة أجرتها كل من جامعة ولاية واشنطن وجامعة سري البريطانية (University of Surrey)‏، أن العمل بنظام المناوبات الليلي يربك عددا من العمليات الكيميائية التي اعتاد الجسم على القيام بها في أوقات محددة.
ويؤثّر العمل الليلي بشكل سلبي على عملية التمثيل الغذائي في الجسم (الاستقلاب)، وهو ما يؤدي إلى هضم غير سليم للطعام بخلاف ما يحصل لدى من يعملون نهارا ويخلدون إلى النوم ليلا، وفق ما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

فما هي التكلفة الصحية للشفت المسائي؟ وكيف يمكننا دعم العمال الليليين للتخفيف من هذه الأعباء؟

التأثيرات الصحية للعمل الليلي

1. اضطرابات النوم

أحد أكثر التأثيرات وضوحًا للعمل الليلي هو اضطرابات النوم. العمل خلال الليل يعاكس الساعة البيولوجية للجسم، مما يؤدي إلى صعوبة في النوم خلال النهار. هذا الاضطراب المستمر يمكن أن يؤدي إلى نقص مزمن في النوم، مما يؤثر على الأداء الوظيفي والصحة العامة.

2. مشاكل القلب والأوعية الدموية

تشير الأبحاث إلى أن العمل الليلي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. التغيرات في نمط النوم والتغذية وزيادة مستويات التوتر يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة مستويات الكوليسترول، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.

3. السمنة والسكري

الشفت الليلي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسمنة والسكري من النوع الثاني. الاختلالات في هرمونات الجوع والشبع نتيجة للعمل الليلي يمكن أن تؤدي إلى تناول وجبات غير صحية في أوقات غير مناسبة، مما يزيد من خطر السمنة.

4. مشاكل الصحة النفسية

النوبات الليلية يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة النفسية. العمال الليليون غالبًا ما يعانون من العزلة الاجتماعية، حيث تتعارض جداولهم الزمنية مع تلك الخاصة بالعائلة والأصدقاء. هذا العزل يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والقلق.

5. السرطان

إلى جانب امراض القلب والمشاكل النفسية، ترتبط النوبات المسائية بزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان الثدي. تشير بعض الدراسات إلى أن العمل الليلي يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في مستويات الهرمونات التي قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.

سبل دعم العمال الليليين

1. جداول عمل مرنة

توفير جداول عمل مرنة يمكن أن يساعد العمال الليليين في الحصول على فترات راحة كافية. تنظيم الجداول بطريقة تسمح بالتناوب بين النوبات النهارية والليلية يمكن أن يقلل من التأثير السلبي على الصحة.

2. تحسين بيئة العمل

تحسين بيئة العمل من خلال توفير إضاءة مناسبة، وتخفيف الضوضاء، وتوفير مساحات مخصصة للراحة يمكن أن يسهم في تقليل تأثير الشفت الليلي على الصحة. استخدام الإضاءة المحاكية لضوء النهار خلال النوبات المسائية يمكن أن يساعد في تنظيم الساعة البيولوجية.

3. التوعية بأهمية النوم

تقديم برامج توعية وتدريب حول أهمية النوم وكيفية تحسين جودته يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير. تعليم العمال كيفية إنشاء بيئة نوم مناسبة، مثل استخدام الستائر المعتمة والأجهزة التي تساعد على حجب الضوضاء، يمكن أن يساعد في تحسين نوعية النوم.

4. الدعم النفسي والاجتماعي

توفير الدعم النفسي والاجتماعي للعمال الليليين يمكن أن يساعد في التخفيف من الآثار النفسية للعمل الليلي. إنشاء مجموعات دعم وتوفير الاستشارات النفسية يمكن أن يساعد العمال في التعامل مع التحديات النفسية والاجتماعية.

5. التغذية الصحية

تقديم النصائح الغذائية وتشجيع العمال على تناول وجبات صحية في أوقات مناسبة يمكن أن يساهم في تقليل التأثيرات الأيضية للشفت المسائي. توفير وجبات صحية في مكان العمل يمكن أن يكون خطوة إيجابية.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: یمکن أن یساعد العمل اللیلی خطر الإصابة یؤدی إلى أن العمل

إقرأ أيضاً:

تنظيم ساعات العمل وفترات الراحة| تفاصيل تعديلات قانون العمل الجديدة

وافقت لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، برئاسة النائب عادل عبد الفضيل عياد، على المواد المنظمة لساعات العمل وفترات الراحة ضمن مشروع قانون العمل الجديد الذي قدمته الحكومة. 

جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة اليوم بمشاركة ممثلين عن الحكومة، حيث تم إقرار مواد تعزز حقوق العمال وتنظم ساعات العمل اليومية والأسبوعية، بما يوازن بين احتياجات العمل ومتطلبات الراحة، مع مراعاة ظروف التشغيل الخاصة في بعض القطاعات.

وافقت اللجنة على المادة 115 ونصها: مع عدم الإخلال بأحكام القانون رقم ۱۳۳ لسنة ١٩٦١ في شأن تنظيم تشغيل العمال في المنشآت الصناعية، لا يجوز تشغيل العامل تشغيلا فعليا أكثر من ثمان ساعات في اليوم، أو ثمان وأربعين ساعة في الأسبوع، ولا تدخل فيها الفترات المخصصة لتناول الطعام والراحة.

ويجوز بقرار من الوزير المختص تخفيض الحد الأقصى لساعات العمل لبعض فئات العمال، أو في بعض الصناعات أو الأعمال التي يحددها.


مادة (116)

يجب أن تتخلل ساعات العمل فترة أو أكثر لتناول الطعام والراحة، ولا تقل في مجموعها عن ساعة ويراعي في تحديد هذه الفترة ألا يعمل العامل أكثر من خمس ساعات متصلة.

وللوزير المختص أن يحدد بقرار منه الحالات، أو الأعمال التي يتحتم الأسباب فنية أو لظروف التشغيل استمرار العمل فيها دون فترة راحة، والأعمال المرهقة التي يمنح العامل فيها فترات راحة، وتحسب من ساعات العمل الفعلية.

مادة (117)

يجب تنظيم ساعات العمل وفترات الراحة، بحيث لا تجاوز الفترة بين بداية ساعات العمل ونهايتها أكثر من عشر ساعات في اليوم الواحد، وتحسب فترة الراحة من ساعات التواجد، إذا كان العامل أثناءها في مكان العمل.

ويستثنى من هذا الحكم العمال المشتغلون في أعمال متقطعة بطبيعتها، والأعمال ذات الطبيعة الخاصة، والتي يحددها الوزير المختص بقرار منه، بحيث لا تزيد مدة تواجدهم في المنشأة على اثنتي عشرة ساعة في اليوم الواحد.

مادة (118)

يجب تنظيم العمل بالمنشأة بحيث يحصل كل عامل على راحة أسبوعية لا تقل عن أربعة وعشرين ساعة كاملة مدفوعة الأجر، وفي جميع الأحوال تكون الراحة الأسبوعية بعد ستة أيام عمل متصلة على الأكثر.

واستثناء من الحكم الوارد في الفقرة السابقة، يجوز في الأماكن البعيدة عن العمران وفي الأعمال التي تتطلبها طبيعة العمل، أو ظروف التشغيل فيها استمرار العمل تجميع الراحات الأسبوعية المستحقة للعامل عن مدة لا تجاوز ثمانية أسابيع، وتحدد لائحة تنظيم العمل والجزاءات قواعد الحصول على الراحات الأسبوعية المجمعة، وتضع المنشآت التي يقل عدد عمالها عن عشرة عمال، قواعد تنظيم الراحات الأسبوعية المجمعة بها وفقاً للقرارات التي تصدرها المنشأة.

ويراعى في حساب مدة الراحات الأسبوعية المجمعة أن تبدأ من ساعة وصول العمال إلى أقرب موقع به مواصلات وتنتهي ساعة العودة إليه.


مادة (119)

يجوز لصاحب العمل عدم التقيد بالأحكام الواردة بالمواد أرقام (115 ، 1116 ، 117، 118) من هذا القانون، إذا كان التشغيل بقصد مواجهة ضرورات عمل غير عادية أو ظروف استثنائية، ويشترط في هذه الحالات إبلاغ الجهة الإدارية المختصة في خلال سبعة أيام في ظروف العمل غير العادية أو الظروف الاستثنائية بمبررات - التشغيل الإضافي والمدة اللازمة لإتمام العمل.

وفي هذه الحالة يستحق العامل بالإضافة إلى أجره عن ساعات العمل الأصلية، أجراً عن ساعات التشغيل الإضافية حسبما يتم الاتفاق عليه في عقد العمل الفردي أو الجماعي بحيث لا يقل عن الأجر الذي يستحقه العامل مضافا إليه (٢٥) عن ساعة العمل النهارية و (۷۰) عن ساعة العمل الليلية تحسب على أساس أجر ساعة عمله الأصلية، فإذا وقع التشغيل في يوم الراحة استحق العامل مثل أجره تعويضا عن هذا اليوم، ويمنحه صاحب العمل يوماً آخر عوضا عنه خلال الأسبوع التالي.

وفي جميع الأحوال لا يجوز أن تزيد ساعات وجود العامل بالمنشأة على اثنتي عشرة ساعة.

مادة (120)

على صاحب العمل أن يضع بالمداخل الرئيسية التي يستعملها العمال، أو في مكان ظاهر بالمنشأة جد ولا ببيان يوم الراحة الأسبوعية، وساعات العمل وفترات الراحة المقررة لكل العاملين، وما يطرأ على هذا الجدول من تعديل مع إخطار الجهة الإدارية المختصة بصورة من هذا الجدول، أو ما يطرأ عليه من تعديل.


مادة (121)

لا تسري أحكام المواد أرقام (115، 116، 117) والفقرة الثانية من المادة ( 118) من هذا القانون على الفئات الآتية:

الوكلاء المفوضين عن صاحب العمل.

العمال المشتغلون بالأعمال التجهيزية والتكميلية التي يتعين إنجازها قبل أو بعد انتهاء العمل.

ويحدد الحد الأقصى لساعات العمل الفعلية والإضافية للأعمال المشار إليها في البندين (2، 3) من الفقرة السابقة بقرار من الوزير المختص، ويستحق العمال في هذه الحالة أجرا إضافيًا طبقاً لنص المادة (119) من هذا القانون.

مقالات مشابهة

  • انتبه.. وضعية نوم شائعة قد تسرّع من شيخوخة بشرتك
  • أضرار الجلوس لفترات طويلة وتأثيرها على صحة الجسم وطرق الوقاية
  • عادة ليلية شائعة تزيد تجاعيد الوجه
  • دراسة تحذر: أحلامك قد تكون علامة مبكرة على الإصابة بمرض الزهايمر
  • مرض التيتانوس «Tetanus».. الأعراض وطرق الوقاية
  • الرعاية الصحية: تجارب مصرية متميزة في تعزيز الصحة يمكن نقلها للأشقاء بدروسها المستفادة
  • نزلات البرد في الشتاء: طرق الوقاية والعلاج الفعَّال
  • عادات شائعة تؤدي إلى انتفاخ تحت العين.. كيف تحمي نفسك؟
  • 8 عوامل تسبب اضطرابات النوم يمكن تجنبها
  • تنظيم ساعات العمل وفترات الراحة| تفاصيل تعديلات قانون العمل الجديدة