تم تأسيس مخيم قلنديا للاجئين في أعقاب النكبة سنة 1948، عندما كان الفلسطينيون مضطرين لترك منازلهم وأراضيهم بعد عدوان العصابات المسلحة الصهيونية، التي هجرتهم، وأقامت مستوطنات على أراضيهم.

وتعتبر إسرائيل منطقة المخيم جزءا من بلدية القدس الكبرى، ولا تزال واقعة تحت سيطرة السلطات الإسرائيلية.

الموقع والتأسيس

مخيم قلنديا هو أحد مخيمات محافظة القدس، تأسس عام 1949، ويقع على بُعد 11 كيلومترا إلى شمال مدينة القدس، وإلى الشرق من مطار قلنديا، و5 كيلومترات إلى الجنوب من مدينة رام الله، وعلى ارتفاع 766 مترا فوق سطح البحر، ويحده من الشمال كفر عقب، وأراضي مخماس من الشرق وقلنديا من الغرب.

سُمي مخيم قلنديا بهذا الاسم نسبة إلى المنطقة التي تم بناؤه عليها (قلنديا)، إذ أضيفت أرض قلنديا للقدس أيام الانتداب البريطاني لكي يتم إنشاء مطار شمال القدس، فأصبحت أرض قلنديا جزءا من القدس على الرغم من بُعدها نسبيا عنها.

مرافق للأونروا في مخيم قلنديا (الجزيرة) السكان

يعود أصل سكان مخيم قلنديا إلى أهالي القرى المهجرة عام 1948، وبلغت مساحة المخيم 230 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع) عام 1949، واتسعت حتى بلغت 353 دونما.

قُدّر عدد سكانه عام 1949 بما يقارب 3 آلاف نسمة، وبلغ عام 1966 نحو 4800 نسمة تقريبا.

في عام 2005 بلغ عدد السكان نحو 15500، وفي 2010 بلغ 19 ألف نسمة، حسب ما أعلن عنه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وتزايد العدد بعد ذلك ليصل إلى ما يقارب 25 ألف لاجئ سنة 2023، وهو ما يعادل نسبة 5.8% من لاجئي الضفة الغربية.

وتعود أصول اللاجئين في المخيم إلى 52 قرية أبرزها الرملة (20%) والخليل (13%) واللد والقدس وحيفا.

ومثل باقي مخيمات الضفة الغربية، فقد تأسس المخيم فوق قطعة من الأرض استأجرتها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من الحكومة الأردنية.

العائلات

يتألف سكان مخيم قلنديا من عدة عائلات منها: آل عبد القادر وآل حزين وآل تايه وحماد وطينة ومطير ويعقوب.

ومن العائلات المعروفة في المخيم أيضا عائلة زايد وعساف وآل ساريس والخطيب وفيالة وحمد وآل جحاجحة وأبو لطيفة وغيرها.

البنية التحتية للمخيم

ترتبط كافة المساكن بالبنية التحتية لشبكة المياه العامة والكهرباء. كما أن معظم المنازل متصلة بنظام الصرف الصحي الذي تم تصميمه في الأصل لتصريف النفايات السائلة فقط، وهو غير ملائم لاحتياجات اللاجئين.

ولأن السكان يتولون بأنفسهم ربط عقاراتهم بنظام الصرف الصحي، فإن تلك الخطوط غالبا ما ترشح منها المياه العادمة، وفي عام 2007 غيّرت شركة مياه القدس شبكة الصرف الصحي دون أن تعمل على التنسيق مع الأونروا، وأدى ذلك إلى إتلاف الطرق المعبدة وزيادة مأساة السكان في المخيم.

كما أن إدارة المياه في محافظة القدس تقطع الماء لفترات طويلة في فصل الصيف عن المخيم، ويعود ذلك إلى الهيمنة الإسرائيلية على مصادر المياه الفلسطينية، إذ تشتري المحافظة المياه من شركة ميكوروت الإسرائيلية لأن كميات المياه المتاحة لا تكفي لسد احتياجات السكان، ويضاف إلى ذلك ارتفاع نسبة الفاقد في شبكة المياه بسبب تلف الشبكة وقدمها.

يفتقر المخيم كذلك إلى مكب للنفايات، ويعود ذلك بشكل رئيس إلى العراقيل التي تضعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمام الهيئات المحلية والمؤسسات الوطنية التي تسعى لإصدار تراخيص لإقامة مثل هذه المكبات.

فالأراضي المناسبة لذلك تقع ضمن مناطق (ج)، التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، إضافة إلى أن تنفيذ مثل هذه المشاريع يعتمد على التمويل من الدول المانحة.

عدم توفر مكب نفايات يشكل خطرا على الصحة ويعد مصدرا لتلوث أحواض المياه الجوفية والتربة من خلال العصارة الناتجة عن النفايات، فضلا عن الروائح الكريهة وتشويه المناظر الطبيعية.

الكهرباء والاتصالات

بدأت تنتشر شبكة الكهرباء العامة في مخيم قلنديا منذ سبعينيات القرن العشرين، وتعتبر شركة الكهرباء في محافظة القدس المصدر الرئيس للطاقة الكهربائية في المخيم.

وتصل نسبة الوحدات السكنية الموصولة بشبكة الكهرباء إلى 100%، لكن المخيم يواجه بعض المشاكل في مجال الكهرباء، أهمها الانقطاع في فصل الشتاء، وغياب الصيانة المستمرة للشبكة، التي تعد سيئة أصلا.

المؤسسات والخدمات

يوجد في مخيم قلنديا مسجدان، وهما مسجد مخيم قلنديا الكبير ومسجد عمر. ويوجد فيه أيضا مركز صحي لوكالة أونروا مكون من طابقين، فضلًا عن مركز للأم وآخر للطفل، ومدرستين ابتدائيتين واحدة للذكور وأخرى للإناث، وكلتاهما من طابقين.

وفي المخيم أيضا جمعية تعاونية للنساء ومركز شبابي اجتماعي وملعب كبير أنشئ عام 2004 وروضة للأطفال ترعاها الجمعية النسائية، ومركز تدريب مهني تابع لأونروا يستفيد منه طلاب المخيمات الفلسطينية، وتُمنح فيه شهادة دبلوم مهنية في مجالات مثل الكهرباء والميكانيكا والتدفئة والبناء وغيرها.

في عام 1995 تأسست في المخيم "جمعية قلنديا" ومركز لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، وخاصة من لديهم صعوبات في التعلم والنطق.

حاجز قلنديا العسكري الإسرائيلي

يعتبر "حاجز قلنديا العسكري" الإسرائيلي -المقام على أراضي قرية قلنديا والرام- أحد أكثر الحواجز التي يعاني فيها الفلسطينيون المتوجهون من القدس إلى الضفة الغربية أو العكس.

وأكثر من يعاني في هذا الحاجز حمَلة الهويات المقدسية (الهويات الزرقاء) الذين عزل جدار الفصل الإسرائيلي تجمعاتهم خارج حدود بلدية القدس، مثل سكان تجمعات كفر عقب والرام وغيرهما.

ويضطر هؤلاء للانتظار ساعات طويلة على الحاجز للفحص والتدقيق والتفتيش كل يوم عند الدخول والخروج من وإلى مدينة القدس المحتلة، الأمر الذي يتسبب بأزمات مرورية خانقة على الحاجز ويزيد من معاناة المواطنين الذين يمرون بجانب هذا المعبر، وأولئك الذين يقصدون مدينة رام االله عبر المدخل الجنوبي للمدينة.

وشهد حاجز قلنديا أيضا سقوط العديد من الشهداء واعتقالات للمواطنين الفلسطينيين وإطلاق نار، ويمثل منطقة احتكاك حساسة مع الاحتلال الإسرائيلي، كما أنه يفصل المخيم عن قرية قلنديا والرام والبلدات المحيطة بها من الجهة الشرقية، مما يزيد من معاناة الفلسطينيين.

مطار القدس أو قلنديا الدولي أنشئ عام 1920 (الجزيرة نت) مطار قلنديا

يعتبر مطار القدس الدولي -الذي يعرف أيضا بمطار قلنديا- المطار الأقدم في فلسطين، فقد أنشئ عام 1920 خلال فترة الانتداب البريطاني وعلى مساحة تقارب 650 دونما، وخضع خلال فترة الخمسينيات من القرن العشرين للحكم الأردني وتم استخدامه للأغراض السياحية والتجارية والتنقل الجوي من وإلى القدس.

وعقب احتلال إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة بعد حرب 1967 خضعت منطقة المطار للسيطرة الاسرائيلية الكاملة، وأنشأت فيها الحكومة الإسرائيلية مستوطنة عطروت الصناعية، وغيّرت اسم المطار إلى "مطار عطروت" وأهملته لاحقا، خصوصا عقب اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000 وحوّلته إلى قاعدة عسكرية.

مستوطنة كوخاف يعقوب

أنشأت السلطات الإسرائيلية عام 1948 مستوطنة "كوخاف يعقوب" في الجهة الشمالية الشرقية للمخيم، وعلى أراضي بلدة كفر عقب.

ويقطن هذه المستوطنة حوالي 5811 مستوطنا إسرائيليا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الضفة الغربیة مخیم قلندیا فی المخیم

إقرأ أيضاً:

تدشين المخيم الطبي المجاني بمستشفى حوث الريفي بمحافظة عمران

يمانيون/ عمران دشن بمستشفى حوث الريفي في محافظة عمران اليوم، المخيم الطبي العلاجي المجاني، الذي تقيمه وزارة الصحة والبيئة بالشراكة مع جامعة صنعاء بمناسبة قدوم شهر رمضان.

يستهدف المخيم الذي يستمر ثلاثة أيام، بمشاركة نخبة من كبار الأخصائيين والاستشاريين، تقديم خدمات طبية مجانية في تخصصات الأطفال، الباطنية، النساء، الولادة، المسالك البولية، الأنف والأذن، الحنجرة والأسنان، العظام، الجلدية، القلب، الجراحة العامة، والفحوصات المخبرية، إلى جانب تقديم أدوية مجاناً.

وفي التدشين أوضح نائب عميد كلية الطب بجامعة صنعاء الدكتور عبدالوهاب المطهر، أن مشاركة الجامعة في المخيم الطبي نابع من المسؤولية الملقاة على عاتقها في تقديم الخدمات الطبية للمواطن، لتخفيف جزء من معاناته في ظل الظروف التي تمر بها البلاد.

واعتبر تدشين المخيم الطبي المجاني خطوة مهمة لمعالجة الحالات الفقيرة والمعدمة في ظل تداعيات العدوان والحصار الأمريكي، السعودي والإماراتي، والبريطاني، مبينًا أن المخيم يجسد معاني وقيم الإحسان وتترجم توجهات الدولة والحكومة في تقديم الخدمات للمواطن.

من جهته أشار مدير مكتب الصحة والبيئة بالمحافظة الدكتور محمد الحوثي، إلى أهمية المخيم الطبي الجراحي المجاني لتقديم خدمات تشخيصية وعلاجية في مختلف التخصصات الطبية لأبناء مديرية حوث والمناطق المجاورة لها.

وأفاد بأن المخيم يهدف لتخفيف الأعباء التي يتكفلها المرضى للذهاب للمستشفيات البعيدة، فضلًا عن أنه يأتي انطلاقًا من الإحسان الذي تقدمه وزارة الصحة وجامعة صنعاء والأطباء من كبار الاستشاريين في مختلف التخصصات.

وأعرب الدكتور الحوثي عن تقدير لكل من ساهم وتعاون في إنجاح المخيم الطبي المجاني من قيادتي وزارة الصحة وجامعة صنعاء ونخبة الأطباء والاستشاريين والفنيين الذين تفرغوا لتقديم خدمات طبية للمرضى مجانًا وشركات الأدوية التي قدّمت أدوية مجانية.

فيما ثمن مدير مديرية حوث عبدالواحد الاشقص، دور وزارة الصحة في تسهيل تنفيذ المخيم الذي يقدم خدمات للمرضى خاصة في المناطق النائية.

وعبر عن الأمل في استمرار إقامة مثل هذه المخيمات الطبية لتقديم خدمات علاجية خاصة في المستشفيات الريفية.

بدوره أوضح مدير عام المخيمات بوزارة الصحة الدكتور عبدالله العماد أن المخيم يستهدف أكثر من 2500 من حالات المعالجة والمعاينة والعمليات وصرف الأدوية.

وأكد أن المخيم الطبي المجاني، يترجم توجيهات قائد الثورة وبرنامج حكومة التغيير والبناء في إيصال الخدمات الطبية إلى كل مديرية، لافتًا إلى حرص وزارة الصحة وإدارة المخيمات الطبية باستمرار تنفيذ المخيمات الطبية وإيصالها إلى كافة مديريات المحافظة.

ونوه الدكتور العماد بتعاون مكتب الصحة بالمحافظة والمجلس المحلي بمديرية حوث وما تم تقديمه من تسهيلات لتدشين المخيم.

حضر التدشين مدير وحدة طب الجلدية بوزارة الصحة الدكتور أحمد الخزان.

مقالات مشابهة

  • دراسة: كمية المياه التي تفقدها الأنهار الجليدية تعادل ما يستهلكه سكان العالم في 3 عقود
  • تدشين المخيم الطبي المجاني في مستشفى حوث الريفي بعمران
  • تدشين المخيم الطبي المجاني بمستشفى حوث الريفي بمحافظة عمران
  • مصير الحماية المؤقتة الممنوحة للاجئين السوريين بتركيا بعد سقوط الأسد
  • الأونروا: اقتحام إسرائيل مركز قلنديا للتدريب انتهاك غير مسبوق لامتيازات الأمم المتحدة
  • عمران.. انطلاق المخيم الطبي العلاجي المجاني بمستشفى حوث الريفي
  • جوتيريش يدين اقتحام الشرطة الإسرائيلية مدارس تابعة للأونروا في القدس
  • حركة جيش تحرير السودان: تصف تجنيد المليشيا للاجئين الجنوبيين بمحلية اللعيت بجريمة حرب
  • الشرطة الإسرائيلية تقتحم مدارس لـ«الأونروا» فـي القدس الشرقية
  • الاحتلال يداهم مدارس الأونروا بالقدس ومعهد قلنديا المهني