مخيم قلنديا.. تجمع للاجئين يفتقر لأبسط شروط الحياة الكريمة
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
تم تأسيس مخيم قلنديا للاجئين في أعقاب النكبة سنة 1948، عندما كان الفلسطينيون مضطرين لترك منازلهم وأراضيهم بعد عدوان العصابات المسلحة الصهيونية، التي هجرتهم، وأقامت مستوطنات على أراضيهم.
وتعتبر إسرائيل منطقة المخيم جزءا من بلدية القدس الكبرى، ولا تزال واقعة تحت سيطرة السلطات الإسرائيلية.
الموقع والتأسيسمخيم قلنديا هو أحد مخيمات محافظة القدس، تأسس عام 1949، ويقع على بُعد 11 كيلومترا إلى شمال مدينة القدس، وإلى الشرق من مطار قلنديا، و5 كيلومترات إلى الجنوب من مدينة رام الله، وعلى ارتفاع 766 مترا فوق سطح البحر، ويحده من الشمال كفر عقب، وأراضي مخماس من الشرق وقلنديا من الغرب.
سُمي مخيم قلنديا بهذا الاسم نسبة إلى المنطقة التي تم بناؤه عليها (قلنديا)، إذ أضيفت أرض قلنديا للقدس أيام الانتداب البريطاني لكي يتم إنشاء مطار شمال القدس، فأصبحت أرض قلنديا جزءا من القدس على الرغم من بُعدها نسبيا عنها.
مرافق للأونروا في مخيم قلنديا (الجزيرة) السكانيعود أصل سكان مخيم قلنديا إلى أهالي القرى المهجرة عام 1948، وبلغت مساحة المخيم 230 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع) عام 1949، واتسعت حتى بلغت 353 دونما.
قُدّر عدد سكانه عام 1949 بما يقارب 3 آلاف نسمة، وبلغ عام 1966 نحو 4800 نسمة تقريبا.
في عام 2005 بلغ عدد السكان نحو 15500، وفي 2010 بلغ 19 ألف نسمة، حسب ما أعلن عنه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
وتزايد العدد بعد ذلك ليصل إلى ما يقارب 25 ألف لاجئ سنة 2023، وهو ما يعادل نسبة 5.8% من لاجئي الضفة الغربية.
وتعود أصول اللاجئين في المخيم إلى 52 قرية أبرزها الرملة (20%) والخليل (13%) واللد والقدس وحيفا.
ومثل باقي مخيمات الضفة الغربية، فقد تأسس المخيم فوق قطعة من الأرض استأجرتها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من الحكومة الأردنية.
العائلاتيتألف سكان مخيم قلنديا من عدة عائلات منها: آل عبد القادر وآل حزين وآل تايه وحماد وطينة ومطير ويعقوب.
ومن العائلات المعروفة في المخيم أيضا عائلة زايد وعساف وآل ساريس والخطيب وفيالة وحمد وآل جحاجحة وأبو لطيفة وغيرها.
البنية التحتية للمخيم
ترتبط كافة المساكن بالبنية التحتية لشبكة المياه العامة والكهرباء. كما أن معظم المنازل متصلة بنظام الصرف الصحي الذي تم تصميمه في الأصل لتصريف النفايات السائلة فقط، وهو غير ملائم لاحتياجات اللاجئين.
ولأن السكان يتولون بأنفسهم ربط عقاراتهم بنظام الصرف الصحي، فإن تلك الخطوط غالبا ما ترشح منها المياه العادمة، وفي عام 2007 غيّرت شركة مياه القدس شبكة الصرف الصحي دون أن تعمل على التنسيق مع الأونروا، وأدى ذلك إلى إتلاف الطرق المعبدة وزيادة مأساة السكان في المخيم.
كما أن إدارة المياه في محافظة القدس تقطع الماء لفترات طويلة في فصل الصيف عن المخيم، ويعود ذلك إلى الهيمنة الإسرائيلية على مصادر المياه الفلسطينية، إذ تشتري المحافظة المياه من شركة ميكوروت الإسرائيلية لأن كميات المياه المتاحة لا تكفي لسد احتياجات السكان، ويضاف إلى ذلك ارتفاع نسبة الفاقد في شبكة المياه بسبب تلف الشبكة وقدمها.
يفتقر المخيم كذلك إلى مكب للنفايات، ويعود ذلك بشكل رئيس إلى العراقيل التي تضعها سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمام الهيئات المحلية والمؤسسات الوطنية التي تسعى لإصدار تراخيص لإقامة مثل هذه المكبات.
فالأراضي المناسبة لذلك تقع ضمن مناطق (ج)، التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، إضافة إلى أن تنفيذ مثل هذه المشاريع يعتمد على التمويل من الدول المانحة.
عدم توفر مكب نفايات يشكل خطرا على الصحة ويعد مصدرا لتلوث أحواض المياه الجوفية والتربة من خلال العصارة الناتجة عن النفايات، فضلا عن الروائح الكريهة وتشويه المناظر الطبيعية.
الكهرباء والاتصالات
بدأت تنتشر شبكة الكهرباء العامة في مخيم قلنديا منذ سبعينيات القرن العشرين، وتعتبر شركة الكهرباء في محافظة القدس المصدر الرئيس للطاقة الكهربائية في المخيم.
وتصل نسبة الوحدات السكنية الموصولة بشبكة الكهرباء إلى 100%، لكن المخيم يواجه بعض المشاكل في مجال الكهرباء، أهمها الانقطاع في فصل الشتاء، وغياب الصيانة المستمرة للشبكة، التي تعد سيئة أصلا.
المؤسسات والخدماتيوجد في مخيم قلنديا مسجدان، وهما مسجد مخيم قلنديا الكبير ومسجد عمر. ويوجد فيه أيضا مركز صحي لوكالة أونروا مكون من طابقين، فضلًا عن مركز للأم وآخر للطفل، ومدرستين ابتدائيتين واحدة للذكور وأخرى للإناث، وكلتاهما من طابقين.
وفي المخيم أيضا جمعية تعاونية للنساء ومركز شبابي اجتماعي وملعب كبير أنشئ عام 2004 وروضة للأطفال ترعاها الجمعية النسائية، ومركز تدريب مهني تابع لأونروا يستفيد منه طلاب المخيمات الفلسطينية، وتُمنح فيه شهادة دبلوم مهنية في مجالات مثل الكهرباء والميكانيكا والتدفئة والبناء وغيرها.
في عام 1995 تأسست في المخيم "جمعية قلنديا" ومركز لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، وخاصة من لديهم صعوبات في التعلم والنطق.
حاجز قلنديا العسكري الإسرائيلي
يعتبر "حاجز قلنديا العسكري" الإسرائيلي -المقام على أراضي قرية قلنديا والرام- أحد أكثر الحواجز التي يعاني فيها الفلسطينيون المتوجهون من القدس إلى الضفة الغربية أو العكس.
وأكثر من يعاني في هذا الحاجز حمَلة الهويات المقدسية (الهويات الزرقاء) الذين عزل جدار الفصل الإسرائيلي تجمعاتهم خارج حدود بلدية القدس، مثل سكان تجمعات كفر عقب والرام وغيرهما.
ويضطر هؤلاء للانتظار ساعات طويلة على الحاجز للفحص والتدقيق والتفتيش كل يوم عند الدخول والخروج من وإلى مدينة القدس المحتلة، الأمر الذي يتسبب بأزمات مرورية خانقة على الحاجز ويزيد من معاناة المواطنين الذين يمرون بجانب هذا المعبر، وأولئك الذين يقصدون مدينة رام االله عبر المدخل الجنوبي للمدينة.
وشهد حاجز قلنديا أيضا سقوط العديد من الشهداء واعتقالات للمواطنين الفلسطينيين وإطلاق نار، ويمثل منطقة احتكاك حساسة مع الاحتلال الإسرائيلي، كما أنه يفصل المخيم عن قرية قلنديا والرام والبلدات المحيطة بها من الجهة الشرقية، مما يزيد من معاناة الفلسطينيين.
مطار القدس أو قلنديا الدولي أنشئ عام 1920 (الجزيرة نت) مطار قلنديايعتبر مطار القدس الدولي -الذي يعرف أيضا بمطار قلنديا- المطار الأقدم في فلسطين، فقد أنشئ عام 1920 خلال فترة الانتداب البريطاني وعلى مساحة تقارب 650 دونما، وخضع خلال فترة الخمسينيات من القرن العشرين للحكم الأردني وتم استخدامه للأغراض السياحية والتجارية والتنقل الجوي من وإلى القدس.
وعقب احتلال إسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة بعد حرب 1967 خضعت منطقة المطار للسيطرة الاسرائيلية الكاملة، وأنشأت فيها الحكومة الإسرائيلية مستوطنة عطروت الصناعية، وغيّرت اسم المطار إلى "مطار عطروت" وأهملته لاحقا، خصوصا عقب اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000 وحوّلته إلى قاعدة عسكرية.
مستوطنة كوخاف يعقوب
أنشأت السلطات الإسرائيلية عام 1948 مستوطنة "كوخاف يعقوب" في الجهة الشمالية الشرقية للمخيم، وعلى أراضي بلدة كفر عقب.
ويقطن هذه المستوطنة حوالي 5811 مستوطنا إسرائيليا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الضفة الغربیة مخیم قلندیا فی المخیم
إقرأ أيضاً:
افتتاح المخيم الطبي المركزي الأول لرعاية أسر الشهداء 1446هـ
ويضم المخيم الذي تنظمه وزارة الصحة والبيئة والهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء بالشراكة مع جامعة صنعاء والهيئة العليا للأدوية ومؤسسة الشهداء خلال الفترة من 18 ـ 23 نوفمبر الجاري، جميع التخصصات الطبية العلاجية والجراحية والخدمات التشخيصية.
ويشمل المخيم 18 تخصصًا طبيًا بمشاركة استشاريين واختصاصيين في الباطنة العامة وأمراض القلب والشرايين وجراحتها ومناظير الجهاز الهضمي والكبد والجراحة العامة وجراحات التجميل والأورام، والمسالك البولية وطب وجراحة الأذن والأنف والحنجرة، والعيون، والأمراض الجلدية.
كما يشمل الاختصاصات طب وجراحة النساء والولادة والمخ والأعصاب والعمود الفقري، والعظام والمفاصل، والأمراض النفسية، وطب الأطفال، وجراحة الوجه والفكين وطب الأسنان.
واطلع العلامة مفتاح والدكتور شيبان والدكتور القاسم ومعهم نائب وزير الصحة الدكتور ناشر القعود ورئيس الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء طه جران ووكلاء وزارة الصحة، على التجهيزات في المخيم وطبيعة الخدمات التي ستقدم لأسر الشهداء، حيث استمعوا من المدير التنفيذي للمخيم الدكتور نشوان العطاب إلى شرح عن المخيم والتخصصات الطبية والتشخيصية فيه.
وأشار الدكتور العطاب إلى تفاعل الأطباء والاستشاريين المتطوعين مع المخيم، مشيرا إلى أن هناك ثمانية مخيمات متفرعة بأمانة العاصمة ستقام فيها العمليات الجراحية الكبرى والمتوسطة والصغرى.
وفي الافتتاح أشاد النائب الأول لرئيس الوزراء بجهود وزارة الصحة وجامعة صنعاء وهيئة رعاية أسر الشهداء في إقامة المخيم النوعي الكبير الذي جمع الكثير التخصصات الطبية والصحية.
ولفت إلى أهمية المخيم الذي يأتي في إطار إحياء الذكرى السنوية للشهيد والذي سيقدم خدماته لأسر الشهداء ابتداء من الفحص والمعاينة وانتهاء بالعمليات.. مشيدا بجهود الكوادر الطبية والعاملين في المخيم لما يقومون به من إحسان في الاهتمام ورعاية أسر الشهداء الذي قدم ذويهم التضحيات من أجل الوطن.
من جانبه أشاد وزير الصحة والبيئة الدكتور علي شيبان بتفاعل الأطباء والاستشاريين بالمشاركة في المخيم لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية لأسر الشهداء .
وأشار إلى أن المخيم الذي يتزامن مع ذكرى سنوية الشهيد يأتي في إطار التكافل الاجتماعي وتعزيز العناية بالجانب الخيري والإغاثي والإنساني، والاهتمام بأسر الشهداء عرفانا بما قدمه ذويها من تضحيات في سبيل العزة والكرامة والدفاع عن الوطن والسيادة.
فيما تطرق رئيس جامعة صنعاء القاسم عباس إلى ما تنعم به البلاد من أمن واستقرار وانتصارات بفضل تضحيات الشهداء .. مشددا على أهمية تخليد مآثر الشهداء وتكريم أسرهم وتقديم جوانب الدعم والرعاية الصحية لأسر وأقارب الشهداء عرفاناً وتقديراً بتضحيات ذويهم.
وأشاد بجهود وزارة الصحة والكوادر الطبية والصحية في تنفيذ المخيم الطبي لتقديم الخدمات الطبية لأسر الشهداء وتخفيف معاناتهم.
بدوره ثمن نائب وزير الصحة والبيئة الدكتور ناشر القعود كل من ساهم وأعد في تنفيذ المخيم لتخفيف معاناة أسر الشهداء عرفانا بما قدمه ذويهم من تضحيات في سبيل الله والوطن واستقلاله.
ونوه بدور ومساهمة شركات الأدوية والمستشفيات الخاصة والحكومية والعسكرية في تنفيذ المخيم الطبي والصحي لأسر الشهداء الذي كان لذويهم الفضل فيما ننعم فيه من الأمن والاستقرار.
من جانبه أشار رئيس الهيئة العامة لرعاية أسر الشهداء طه جران إلى أهمية المخيم الذي يتزامن مع الذكرى السنوية للشهيد التي تتضمن إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة والمشاريع ومنها مشاريع الإحسان التي تستهدف أسر الشهداء.
واعتبر المخيم الأول من نوعه والأوسع حيث يضم مختلف التخصصات الطبية، مشيدا بجهود قيادة وزارة الصحة وجامعة صنعاء في تنفيذ المخيم لأسر الشهداء باعتبار ذلك مسؤولية تقع على عاتق الجميع، عرفانا بما قدمه ذويهم من تضحيات في سبل العزة والكرامة والسيادة.
يذكر أن المخيم المركزي يقام في مستشفى الأم والطفل الجامعي خلف كلية الزراعة جامعة صنعاء، وفروع المخيم في ثمانية مستشفيات داخل أمانة العاصمة التي ستستقبل الحالات بحسب الإحالة من المخيم المركزي.