فك لغز "مرض حرب الخليج".. عاجل
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
عواصم - وكالات
حدد باحثون، خللا كبيرا في خلايا المصابين بـ"مرض حرب الخليج"، ويعتقدون أنه يفسر مجموعة المشكلات الصحية الغامضة التي ابتلي بها العديد من المحاربين القدامى لعقود من الزمن.
واكتشف الباحثون من جامعة غريفيث أن خلل وظيفة الخلايا لدى المحاربين القدامى الذين يعانون من "مرض حرب الخليج" (GWI)، قد يكون ناجما عن التعرض المكثف للعوامل البيولوجية والكيميائية الخطرة أثناء الخدمة في الحرب.
ونشرت نتائج هذا الاكتشاف الأول من نوعه في العالم، في مجلة PLOS ONE. وهو يحل اللغز الذي حيّر علماء الطب لعقود من الزمن.
ويعرف "مرض حرب الخليج"، أو "متلازمة حرب الخليج" بأنه مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية ظهرت على الجنود المشاركين في حرب الخليج الثانية وتشمل أمراض الجهاز المناعي، والتعب المزمن، والألم، والالتهاب، واضطرابات النوم، والضعف العصبي والإدراكي، واضطرابات الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، والشعور بالضيق بعد الجهد.
وكشف البحث الذي أجراه المركز الوطني لعلم المناعة العصبية والأمراض الناشئة (NCNED) التابع لجامعة غريفيث في غولد كوست، عن أن الهياكل الخلوية المتكاملة لنقل الكالسيوم إلى الخلايا، والمعروفة باسم القنوات الأيونية المحتملة للمستقبل العابر (Transient receptor potential channels أو اختصارا TRP channels)، معيبة لدى المحاربين القدامى الذين يعانون من "متلازمة حرب الخليج".
وقالت مديرة المركز الوطني لعلم المناعة العصبية والأمراض الناشئة والمؤلفة الرئيسية للدراسة، البروفيسورة سونيا مارشال-غراديسنيك، إن دور الكالسيوم داخل الخلايا، كجزيء إشارة، كان محوريا، حيث ينظم الوظائف الأساسية مثل تقلص العضلات ووظيفة الأعصاب وإفراز الهرمونات.
مضيفة: "إن النتائج التي توصلنا إليها في بحثنا تقدم دليلا علميا واضحا على أن المشاكل الصحية التي يعاني منها قدامى المحاربين في حرب الخليج يمكن أن تكون مرتبطة بشكل مباشر بتعرضهم لعوامل خطرة معينة أثناء خدمتهم. وتكشف دراستنا عن خلل وظيفي حاسم في قنوات الأيونات الخلوية، وتحديدا القنوات الأيونية المحتملة للمستقبلات العابرة (TRP channels)، لدى المحاربين القدامى الذين يعانون من متلازمة حرب الخليج. ويعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة إلى الأمام في فهم هذا المرض المحير والمعقد".
وأشارت إتيان ساسو، الباحثة والمؤلفة المشاركة للدراسة، من المركز الوطني لعلم المناعة العصبية والأمراض الناشئة، إن النتائج التي توصل إليها الفريق كانت حاسمة في إزالة الغموض عن "متلازمة حرب الخليج"، حيث قدمت أدلة علمية قاطعة تثبت صحة الحالة التي طالما كان من الصعب على المصابين الاعتراف بها وقبولها.
وقالت: "خلال حرب الخليج، واجه أفراد الدفاع التعرض لمجموعة واسعة من العوامل، بما في ذلك الضغوطات البيئية والعوامل البيولوجية والكيميائية. ويظهر بحثنا بوضوح أن هياكل الخلايا داخل جسم الإنسان حساسة وعرضة لهذه العوامل، ما يسبب خللا في وظيفة الخلية. وهذا التقدم في فهم سبب متلازمة حرب الخليج يوفر الآن الأمل للباحثين ليكونوا قادرين على تطوير علاجات جديدة لتحسين مستقبل قدامى المحاربين لدينا".
جدير بالذكر أن الحرب العالمية الثانية تؤثر على ما بين 25% إلى 32% من ما يقارب المليون من المحاربين القدامى من 41 دولة ممن خدموا في حرب الخليج (1990-1991). وقد تعرض العديد منهم للقاحات إلزامية عديدة، وأدوية وقائية مضادة لعوامل الأعصاب، والعديد من العوامل الخطرة، بما في ذلك المبيدات الحشرية، وعوامل الأعصاب، واليورانيوم المنضب، وهو ما ترجح العديد من النظريات أن السبب وراء الإصابة بـ"متلازمة حرب الخليج"، والتي لم يتمكن العلماء والباحثون حتى الآن من فك جميع ألغازها.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: المحاربین القدامى
إقرأ أيضاً:
مركز أبوظبي للخلايا الجذعية ينجح في إجراء أول علاج في الشرق الأوسط لمرض الذئبة المناعي باستخدام الخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً
نجح مركز أبوظبي للخلايا الجذعية للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط، في إجراء علاج ذكي ومبتكَر باستخدام الخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً (CAR-T) لمريضة تعاني من مرض الذئبة، ما يُعَدُّ تقدُّماً في العلاجات المبتكَرة للأمراض المناعية.
ويُعَدُّ هذا الإجراء الطبي الجديد نقطة تحوُّل مهمة في مجال العلاجات الخلوية في منطقة الشرق الأوسط، ما يمنح أملاً للمرضى المصابين بالذئبة، وهو مرض مناعي ذاتي مزمن وطويل الأمد يتسبَّب في مهاجمة جهاز المناعة للأنسجة السليمة، وينتج عنه حدوث الالتهاب والألم، ويؤثِّر في الجلد والمفاصل والأعضاء الرئيسية في الجسم، مثل الرئتين والقلب والكلى والجلد، إضافةً إلى اضطرابات في تعداد خلايا الدم وألم المفاصل، وصعوبة التنفُّس، ويؤثِّر بشكل سلبي في نوعية حياة المرضى، ويبلغ معدل انتشاره العالمي 43.7 لكلِّ 100,000 شخص، ويُعَدُّ شائعاً بشكل ملحوظ في منطقة الشرق الأوسط.
واستغرق علاج المريضة خمسة أسابيع في مستشفى ياس كلينك، التابع لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية، وهو مركز التميُّز المعتمَد في زراعة الخلايا الجذعية المكوِّنة للدم في أبوظبي والمركز الوحيد المعتمَد عالمياً من مؤسَّسة اعتماد العلاجات الخلوية – فاكت (FACT) عن برنامجه الشامل للعلاجات الخلوية، وهو ما يمثِّل إنجازاً في علاج الاضطرابات المناعية الذاتية. وأظهرت التجارب السريرية أنَّ المرضى الذين يعانون من الذئبة المقاومة للعلاجات التقليدية حقَّقوا تعافياً كاملاً، ولم تظهر عليهم أيُّ أعراض لأعوام ولم يحتاجوا إلى أدوية إضافية. وبعد ثلاثة أشهر من علاج المريضة باستخدام CAR-T، أصبحت مستويات الصفائح الدموية والهيموغلوبين لديها مستقرة، وتراجعت أعراض مرضها بشكل كبير.
وقال البروفيسور يندري فينتورا، الرئيس التنفيذي لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية والباحث الرئيسي في المشروع البحثي للخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً في المركز: «منذ عام 2023، قاد مركز أبوظبي للخلايا الجذعية ريادة العلاج المبتكر باستخدام الخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً في الشرق الأوسط، ليشمل الآن استخدامها لأمراض المناعة الذاتية المعقَّدة، مثل الذئبة بعد أن كانت مقتصرة على سرطانات الدم. يُمثِّل نجاحنا في علاج مرض الذئبة هنا في أبوظبي إنجازاً كبيراً تحقَّق بفضل التزامنا بالأبحاث الطبية والتجارب السريرية ونقلها إلى رعاية المرضى. وبتوجيهات من القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، نعمل على تطوير علاجات السرطان والأمراض المناعية الذاتية المبتكرة، ومنها استخدام الخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً، ما يوفِّر رعاية غير مسبوقة للحالات المعقَّدة والمزمنة التي تُغيِّر من حياة المرضى، وتحدُّ من الحاجة للسفر إلى الخارج للعلاج، وتمنح الأمل للمرضى في جميع أنحاء المنطقة».
وقالت الدكتورة فاطمة الكعبي، المدير التنفيذي لبرنامج زراعة نخاع العظم في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية: «يقدِّم هذا الإنجاز النوعي في العلاج باستخدام الخلايا المناعية المعدَّلة وراثياً أملاً متجدِّداً لمرضى الذئبة. لقد كان مركز أبوظبي للخلايا الجذعية دائماً في طليعة كلِّ ما هو جديد ومتقدِّم في المجال الطبي والطب التجديدي، ويؤكِّد التزامنا بتطوير الطب الشخصي الدقيق من خلال علاجات تحويلية تُحسِّن صحة المرضى وعافيتهم. إنَّ إطلاق هذه التكنولوجيا المتقدِّمة يعزِّز من مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة في ريادة الابتكار الطبي والبحث العلمي، ويعكس الجهود الدؤوبة والخبرة العالية لفريقنا من أطباء الروماتيزم وخبراء زراعة نخاع العظم والعلماء المتخصِّصين في العلاجات الخلوية. ونحن فخورون جداً بعودة المريضة إلى حياتها الطبيعية من جديد وتوقُّفها عن تناول الأدوية المثبّطة للمناعة».
وعلى الرغم من التقدُّم في مجال الأدوية، ما زال 10% من مرضى الذئبة يعانون من نوبات نشِطة تؤدِّي إلى أضرار شديدة في الأعضاء ومضاعفات تهدِّد الحياة. وأظهرت العديد من التجارب السريرية التي استخدمت علاج CAR-T لمرضى الذئبة تحسُّناً كبيراً في النتائج السريرية والمخبرية، مع انخفاض مستويات الأجسام المضادة، وعدم حدوث نوبات أو الحاجة إلى أدوية مثبطة للمناعة بعد العلاج. ويشير ذلك إلى تحقيق الشفاء دون الحاجة إلى الأدوية وتحسُّن جودة الحياة.