يتعرض لضغوط متزايدة ولا يخشى الموت.. مصدر مطلع يكشف تقييم مدير CIA عن وضع السنوار قائد حماس
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
(CNN)-- قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، بيل بيرنز خلال مؤتمر مغلق، السبت، إن CIA، قدرت أن زعيم حماس في غزة يحيى السنوار يتعرض لضغوط متزايدة من قادته العسكريين لقبول اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب مع إسرائيل، بحسب مصدر حضر المؤتمر.
وأضاف بيرنز خلال المؤتمر أن السنوار، المهندس الرئيسي لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في إسرائيل، "ليس قلقا من الموت"، ولكنه يواجه ضغوطا فيما يتعلق بإلقاء اللوم عليه من فداحة المعاناة في غزة.
ويعتقد مسؤولو الاستخبارات الأمريكية أن السنوار يختبئ في الأنفاق تحت مسقط رأسه، في خان يونس بغزة، وهو صانع القرار الرئيسي لحماس بشأن قبول الصفقة.
وقال بيرنز- الذي أجرى منذ أشهر مفاوضات مكثفة بصفته الشخص الرئيسي لهذه المهمة في إدارة بايدن- إنه يتعين على كل من الحكومة الإسرائيلية وحماس الاستفادة من هذه اللحظة، للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
لكن بيرنز ذكر أن الضغط الداخلي الذي يواجهه السنوار الآن في الأسبوعين الماضيين هو ضغط جديد، بما في ذلك مكالمات كبار قادته الذين سئموا القتال، وفقا للمصدر الذي حضر المؤتمر، والذي مُنح عدم الكشف عن هويته للحديث عما دار في المؤتمر.
وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية يتحدث في المنتجع الصيفي السنوي لشركة Allen & Company في صن فالي بولاية أيداهو، والذي يُطلق عليه أحيانا "معسكر صيفي للمليارديرات"، بسبب قائمة ضيوفه الجذابة من أباطرة التكنولوجيا، وعمالقة الإعلام، وكبار المسؤولين الحكوميين المدعوين إلى الحدث السري الذي يستمر أسبوعا.
ورفضت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية التعليق.
وتأتي الضغوط المتزايدة على السنوار في الوقت الذي وافقت فيه حماس وإسرائيل على اتفاق إطاري وضعه الرئيس الأمريكي، جو بايدن في نهاية شهر مايو/أيار الماضي. وقال مسؤولون أمريكيون إنه يُستخدم كأساس لاتفاق إنهاء القتال.
وكان بيرنز قد عاد لتوه من رحلته الأخيرة الأسبوع الماضي إلى الشرق الأوسط لمحاولة دفع مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وصفقة الرهائن، حيث التقى بنظرائه الوسطاء من قطر ومصر، بالإضافة إلى مدير الموساد الإسرائيلي.
وقال بيرنز، السبت، إن هناك "احتمالا هشا أمامنا"، وإن فرص الاتفاق على وقف إطلاق النار أكبر مما كانت عليه، وذلك بعد أشهر من هدنة مؤقتة قصيرة شهدت إطلاق سراح العشرات من الرهائن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. لكنه أكد أن المرحلة النهائية من المفاوضات دائما ما تكون صعبة.
وتزامن في نفس اليوم الذي تحدث فيه بيرنز، تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحفي إنه لن يتحرك "مليمترا واحدا" عن الإطار الذي وضعه بايدن، كما زعم أن حماس طلبت إجراء 29 تغييرا على الاقتراح، لكنه رفض إجراء أي منها.
وقال مصدر مطلع على المحادثات لشبكة CNN بعد اجتماعات مدير CIA في الدوحة إنه لا تزال هناك "قضايا صعبة تتطلب الحل". واتفق مصدر ثان على ذلك، وقال إنه "لا يزال هناك وقت طويل أمامنا لنقطعه".
وتأتي هذه المعلومات بعد انهيار المناقشات السابقة في مايو/أيار الماضي، إثر سلسلة مماثلة من الاجتماعات ورحلات قام بها بيرنز إلى المنطقة.
هذا ويواجه نتنياهو ضغوطا داخلية هائلة للتوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن المتبقين المحتجزين في غزة، إلى أهلهم. ويخرج آلاف المحتجين الإسرائيليين بانتظام إلى شوارع تل أبيب مطالبين الحكومة بالتركيز على إعادة الرهائن بدلا من الحملة العسكرية.
"فجوات يجب سدها"
من جانب آخر، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الخميس: "لا تزال هناك فجوات يجب سدها، لكننا نحرز تقدما، والاتجاه إيجابي، وأنا عازم على إنجاز هذه الصفقة وإنهاء هذه الحرب، التي يجب أن تنتهي الآن".
وأسفرت الحملة الإسرائيلية في غزة عن مقتل أكثر من 38 الف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة. ويعتقد أن الآلاف في عداد المفقودين تحت الأنقاض وأن مئات الآلاف يواجهون الأمراض والمجاعة ونقص المأوى، بحسب منظمات الإغاثة.
وبجانب الكم الهائل من التفاصيل التي يجري بحثها في الاتفاق المحتمل، فإن المحادثات تتباطأ بشكل روتيني بسبب صعوبات نقل الرسائل من وإلى السنوار، بينما تحاول إسرائيل تعقبه.
ومن بين أكبر ثلاثة قادة لحماس في غزة، يُعتقد أن إسرائيل عثرت على واحد فقط وقتلته وهو: مروان عيسى، الرجل الثاني في قيادة الجناح العسكري للحركة. واستهدفت إسرائيل القائد العسكري لكتائب عز الدين القسام، محمد الضيف في غارة، السبت الماضي، أسفرت عن مقتل حوالي 100 فلسطيني وإصابة مئات آخرين، بحسب مسؤولي الصحة الفلسطينيين.
ولم تحدد كل من إسرائيل ولا الولايات المتحدة ما إذا كان الضيف قد تم استهدافه بنجاح.
وفي اتصالات حماس التي اطلعت عليها ونقلتها وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية مؤخرا، دعا كبار قادة حماس داخل غزة قيادات خارجية بالحركة إلى قبول اقتراح بايدن لوقف إطلاق النار، وأشاروا إلى الخسائر الفادحة والظروف المزرية الحالية في غزة.
وقد يكون هذا مؤشرا على حرصهم على إنهاء القتال، إذ تراجعت حماس مؤخرا عن مطلبها الأساسي بأن يتضمن اتفاق وقف إطلاق النار تأكيدات تؤدي بعد ذلك إلى وقف دائم لإطلاق النار، وهي نقطة خلاف منذ فترة طويلة في المحادثات كانت قد رفضتها إسرائيل.
كما أصر نتنياهو على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن السماح لإسرائيل بالعودة إلى القتال حتى تحقق أهداف حربها.
وهذا يعني أن وقفا لإطلاق النار قد يبدأ، يؤدي إلى إطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين، قبل أن تستأنف إسرائيل عملياتها العسكرية.
وينص اتفاق الإطار الذي اقترحه بايدن على أنه سيتم التفاوض على وقف إطلاق نار دائم خلال المرحلة الأولى، والذي سيستمر طالما تواصلت المفاوضات.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الإدارة الأمريكية الجيش الإسرائيلي الموساد بنيامين نتنياهو جو بايدن حركة حماس غزة وكالة الاستخبارات الأمريكية وقف إطلاق النار فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تقترح تمديد وقف إطلاق النار بغزة 60 يوما
يجري المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط سيتف ويتكوف مباحثات في الدوحة، مع وجود مقترح إسرائيلي لتمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة 60 يوما، وفق إعلام عبري رسمي الثلاثاء.
وبنهاية 1 مارس 2025 انتهت مرحلة أولى استمرت 42 يوما من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين « حماس » إسرائيل، بدأ في 19 يناير الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ يرغب في إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين، دون الوفاء بالتزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.
وقالت هيئة البث العبرية (رسمية)، مساء الثلاثاء، إن « ويتكوف بدأ محادثات في الدوحة لدفع الأطراف للتقدم نحو تفاهمات حول إطلاق سراح المختطفين »، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
الهيئة أفادت « بوجود مقترح إسرائيلي بروح مبادرة ويتكوف، يشمل إطلاق سراح 10 مختطفين (أسرى إسرائيليين) أحياء في اليوم الأول مقابل (تمديد) وقف إطلاق النار 60 يوما ».
لكن الهيئة نقلت عن مصادر إسرائيلية مطلعة لم تسمها إنه « من المشكوك فيه أن توافق حماس على المقترح الإسرائيلي ».
وتتمسك « حماس » ببدء المرحلة الثانية من الاتفاق، وتعتبر قرار إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة منذ 8 مارس الجاري « ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلابا سافرا على الاتفاق ».
من جانبها ذكرت القناة « 12 » العبرية (خاصة) أن « قطر ومصر والولايات المتحدة تحاول تقديم « بادرة حسن نية » من حماس لإسرائيل، على شكل دفعة إفراج محدودة (عن أسرى) ربما خلال الأيام القريبة ».
وأوضحت أن « هدف الوسطاء هو تنفيذ دفعة إفراج جزئية، لكسب مزيد من الوقت للتوصل إلى تفاهمات أوسع، لكن ثمة تخوف من أنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق ستستأنف إسرائيل القتال ».
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
القناة زادت بأن « الوسطاء نقلوا رسالة إلى حماس مفادها: هذه هي فرصتكم الأخيرة لمنع إسرائيل من استئناف القتال، الجميع بحاجة إلى الوقت، بما في ذلك أنتم ».
وأضافت أن « ويتكوف سيحاول الدفع نحو اتفاق سريع يحقق مكاسب للطرفين، بالنسبة لإسرائيل الإفراج عن المزيد من المختطفين، وبالنسبة لحماس وقف إطلاق نار طويل الأمد وإفراج عن أسرى، واستئناف المساعدات الإنسانية، والتحرك نحو إعادة إعمار غزة ».
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، وسط شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
وحتى الساعة 19:50 « ت.غ » لم تعقب « حماس » ولا دولتا الوساطة قطر ومصر على تقريري هيئة البث والقناة 12 الإسرائيليتين.
وفي وقت سابق الثلاثاء أعلن القيادي بالحركة عبد الرحمن شديد، في إفادة صحفية، بداية جولة جديدة من المفاوضات.
وأكد أن « حماس » تتعامل « بكل مسؤولية وإيجابية »، وتأمل في إحراز « تقدم ملموس نحو بدء المرحلة الثانية من المفاوضات لتمهيد الطريق لوقف العدوان وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة ».
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.