16 يوليو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: تضمنت تصريحات وزير الدفاع التركي يشار غولر الأخيرة الإعلان عن نية تركيا إقامة منطقة عازلة بعمق 40 كيلومتراً داخل الأراضي العراقية، تحديداً في مناطق إقليم كردستان. هذا المشروع، الذي بدأ فعلياً منذ مطلع العام الحالي، يهدف إلى إنشاء ممر أمني وتطهير المنطقة من الإرهابيين، حسب تصريحات غولر.

وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد المعارك في المناطق الحدودية، حيث يستخدم الجيش التركي الطائرات الحربية والمسيّرة والعمليات الإنزالية لقوات النخبة. بالإضافة إلى ذلك، تسعى تركيا لفرض سياسة الأمر الواقع على بغداد، مما يجعل حزب العمال الكردستاني مشكلة عراقية وليست تركية.

التصريحات التركية والأهداف المعلنة

غولر، الذي دخل المناطق الحدودية العراقية الخاضعة لسيطرة الجيش التركي مرتين خلال أقل من عام لتفقد قواته، أكد في مقابلة مع مجلة “بوليتيكو” الأميركية في العاشر من يوليو/تموز الحالي، أنهم “عازمون على إنشاء ممر أمني بعمق 30 إلى 40 كيلومتراً على طول حدودنا مع العراق وسورية وتطهير المنطقة بالكامل من الإرهابيين”. وشدّد على أنه “سنواصل العمليات حتى يتم تحييد آخر إرهابي”. والمسافة التي حددها غولر تعني أن سلسلة جبال كاره العراقية، شمالي محافظة دهوك، ستكون منطقة منزوعة السلاح خاضعة للجيش التركي.

استراتيجية الرئيس التركي

كما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال في إسطنبول، السبت الماضي، إن حزب العمال الكردستاني أصبح غير قادر على التحرك داخل حدود تركيا، وبات محاصراً تماماً في العراق وسورية. وفي إشارة إلى عملية “المخلب – القفل” (العملية التركية في شمال العراق)، قال أردوغان: “سنغلق القفل بمنطقة عملية المخلب في شمال العراق قريباً جداً”. وأضاف: “مصممون على عدم السماح لأي كيان على طول الحدود العراقية والسورية من شأنه أن يشكل تهديداً لبلدنا”. ومنذ أسابيع تشتد حدة المعارك داخل الأراضي العراقية الحدودية مع تركيا، خصوصاً في مناطق سوران، وسيدكان، والزاب، وضواحي العمادية، وزاخو، ومتين، وكاره، وكاني ماسي، شمال أربيل وشرقي دهوك. وتتضمن العمليات العسكرية التركية قصفاً مكثفاً بالطائرات الحربية والمسيّرة، إلى جانب القصف المدفعي، وعمليات الإنزال الجوي التي تنفذها قوات النخبة التركية.

نتائج العمليات العسكرية

وفقاً لثلاثة مسؤولين في اللواء 80 بقوات البشمركة الكردية، فإن عمليات الجيش التركي أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير مقرات وأنفاق تابعة له. كما برز تطور جديد وهو ضرب سيارات وشاحنات متجهة إلى معاقل “الكردستاني”، في مناطق سيطرته التقليدية، يُشتبه في أنها كانت تحمل أسلحة ومعدات لوجستية لمسلحي الحزب، وهو ما يضع محافظة السليمانية الأقرب سياسياً من حزب العمال الكردستاني على قائمة الأهداف التركية، إذ يسيطر حزب الاتحاد الكردستاني بزعامة بافل الطالباني على المحافظة، وقررت تركيا منذ أكثر من عام فرض حظر على مطار السليمانية الدولي.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: حزب العمال الکردستانی

إقرأ أيضاً:

لقاء بين بارزاني ومسؤول أمريكي شمال العراق.. وكاتب تركي يحذر من تبعاته

حذر كاتب تركي من تبعات اجتماع وصفه بـ"الغامض" في شمال العراق بعد أيام قليلة من توقيع اتفاقية التعاون العسكري والأمني بين تركيا والعراق لمكافحة الإرهاب، معتبرا أن اللقاء يحمل رسائل أمريكية إلى أنقرة.

وأشار الكاتب التركي، وهو فاتح تشيكيرغه، في مقال نشره في صحيفة "حرييت" المحلية، إلى اللقاء الذي جمع رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، والقائد الأمريكي للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، الكولونيل كيفن ليهي.

والأسبوع الماضي، قالت رئاسة إقليم كردستان العراق إن بارزاني وليهي ناقشا خلال لقائهما "أهمية وضرورة استمرار مهام التحالف الدولي والتعاون المشترك بين الجيش العراقي وقوات البيشمركة (القوات العسكرية الكردية) وقوات التحالف الدولي من أجل التصدي للإرهاب".


وشدد، بحسب البيان، على أن تنظيم الدولة "لا يزال يشكل خطرا حقيقيا يهدد الأمان والاستقرار في المنطقة بصورة مستمرة".

كاتب المقال، رأى أن هذا الاجتماع السري يمثل رسالة من الولايات المتحدة بأنها "موجودة هنا" رغم الاتفاق العراقي التركي الأخير، في إشارة منه إلى مذكرة التفاهم التي وقعتها أنقرة وبغداد مطلع شهر آب/ أغسطس الجاري بشأن التعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب.

وتشير تركيا بـ"مكافحة الإرهاب" إلى مواجهة حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" المنصف على قوائم إرهاب أنقرة والذي يتخذ من جبال قنديل مقرا له.

وشهدت العلاقات بين تركيا والعراق تقدما ملحوظا خلال الآونة الأخيرة وسط تفاهمات على ضرورة تعزيز جهودهما في "مكافحة الإرهاب".

وأعرب وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، عقب التوقيع على مذكرة التفاهم المشار إليها، عن اعتقاده بأن مراكز التنسيق والتدريب المشتركة المنصوص عليها في الاتفاقية، سوف تنقل التعاون إلى مستوى أعلى، مشيرا إلى "أهمية تعزيز وحدة التفاهم بخطوات ملموسة على الأرض بشأن محاربة الإرهاب".

وذكر فيدان، أنهم رحبوا بقرار الجانب العراقي "إغلاق ثلاثة أحزاب تابعة لتنظيم بي كي كي الإرهابي".

في السياق، لفت الكاتب التركي إلى أن الاجتماع الذي جاء بعد أيام من المذكرة مع بغداد "يشير إلى محاولات لتوحيد قوات البيشمركة، والتي قد تكون مرتبطة بجهود لإنشاء ممر إرهابي من خلال السليمانية في العراق إلى شمال سوريا".

واعتبر تشيكيرغه أن الهدف من إنشاء الممر هو "دمج الاتحاد الوطني الكردستاني مع كوادر حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في سوريا"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة دعمت هذه القضية".


وشدد على "أهمية فهم ما يعنيه أن تتصل الولايات المتحدة بالبارزاني بعد طالباني بينما بدأت تركيا والعراق بالتعاون ضد الإرهاب في المنطقة".

ولفت الكاتب التركي، إلى أن أنقرة "تهدف إلى خلق أرضية مشتركة ضد الإرهاب مع حكومتي شمال العراق وسوريا. وقد تم تحقيق ذلك في المقام الأول من خلال العراق. وإذا تحقق أيضاً عبر سوريا؛ فسيكون هناك تعاون جدي ضد حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب  في المنطقة".

وأكد في ختام مقاله، أن الولايات المتحدة "تقف ضد مثل هذه القوة في منطقة حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب في شمال سوريا"، على حد قوله.

مقالات مشابهة

  • وزير النقل يعلن من تركيا البدء بتنفيذ طريق التنمية منتصف العام المقبل
  • الجيش العراقي يعلن إسقاط مسيّرة تركية في كركوك
  • نائب:الإتفاقيات التي وقعها السوداني مع تركيا خيانة للبلد
  • العراق يعلن إسقاط مسيّرة تركية فوق كركوك
  • قورتولموش: تركيا ستظل إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني
  • الجيش التركي في كردستان.. سيطرات وتفتيش للمنازل وتساؤلات: كيف يكون شكل انتهاك السيادة؟
  • الجيش التركي في كردستان.. سيطرات وتفتيش للمنازل وتساؤلات: كيف يكون شكل انتهاك السيادة؟ - عاجل
  • لقاء بين بارزاني ومسؤول أمريكي شمال العراق.. وكاتب تركي يحذر من تبعاته
  • نائب:العراق ليس له سيادة في ظل حكومة السوداني
  • لقاء غامض شمال العراق.. وكاتب تركي يحذر من تبعاته