أريد لزواجي النجاح قبل أن تتراكم عليه الخلافات
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
تحية طيبة للجميع وبعد، سيدتي قراء الموقع السلام عليكم جميعا، أنا فتاة متزوجة حديثا، وقد بدأت ألاحظ بعض الخلافات تطفوا على حياتي الزوجية. ما جعل الخوف يتسلل إلى داخلي خوفا من أن تتفاقم يوما ما، وأصل إلى ما لا يحمد عقباه، خاصة أن زوجي عصبي نوعا ما، وأتفه الأشياء تثير غضبه. أما أنا إذا غضبت ألتزم الصمت.
صدقيني سيدتي، لا أريد أن أكون فاشلة، ولا أريد لعلاقتي الزوجية أن تتفكك، أحمد الله أنه وإلى حد الآن لا يزال الود والتناغم يطبع حياتي بزوجي. لكنني أريد أن أتجنب كل خلاف معه، فكيف أتصرف من فضلكم؟
سهى من الشرق
سلام حار لك ولكل القراء، ومرحبا بك في موقعنا، شكرا على طرحك، وعلى شجاعتك فيطلب النصيحة قبل أن تتراكم عليك المشاكل وحينها حقا يصبح صعب حلها، في البداية أتمنى أن يبارك الله لك في حياتك ويزرع بينك وبين شريك عمرك المودة والرحمة. لقد لمست من خلال رسالتك النضج والاهتمام، فطوبا لزوجك بك.
حبيبتي إن أول ما يجب أن تعرفيه، أنه لا يوجد أي علاقة زوجية تخلوا من الخلافات، بل ويمكن القول أنها سر الاستمرار على الطريق الصحيح إذا ما عرف الطرفان كيفية تسويتها، لأنها تجعل شخصية الطرف الثاني واضحة بالنسبة للآخر، والمثال على ذلك عصبية زوجك، التي لم تكوني لتكتشفيها لو لم يحدث بينكما خلاف، لهذا فإن أسلوب حل الخلافات هو الذي يجعل العلاقة أكثر متانة، لهذا سأنصحك بما يلي، أعتبر هذا الرد لك ولكل الأزوج، فالخلافات مثلما تنشب بين طرفين لابد أن يتم تسويتها عن طريق الطرفين أيضا:
1/ مواجهة المشاكل:
لأن الصمت لا يحل المشاكل والخلافات الزوجيّة، بل العكس، فإنّهُ يُساهم في تفاقم المشاكل مع الأيّام، لهذا على كلا الزوجين أن يُواجهوا كافة المشاكل التي تصادفهم في حياتهم، بما فيها مشاكلهم الخاصة، وأن يعقدوا بعض الجلسات لمعالجتها وإيجاد الحلول المناسبة لها في الوقت المناسب وقبل أن تهدم حياتهم وأسرتهم.
2/ التحلّي بالهدوء:
فمهما كانت الخلافات الزوجيّة والأسريّة كبيرة، على كلا الزوجين أن يتمتعوا بالهدوء وطولة البال، وأن يبتعدوا عن استخدام الصراخ والصوت العالي أثناء معالجتها، وأن يلتزموا الهدوء.
3/ لا تذكريه بأخطاء الماضي:
يجب على كل من الزوج والزوجة أن ينسوا الماضي بكل الأخطاء التي حدثت فيهِ، وأن يحصروا اهتمامهم فقط بالحاضر والمستقبل الذي ينتظرهم، وتذكّر بأنّ أخطاء الماضي في حال بقيت في ذاكرتك، فإنّها ستترك الكثير من الآثار السلبيّة في على علاقتك الزوجيّة وقد تتسببُ بتدميرها يوميًا بعد يوم.
4/ تضييق دائرة الخلاف:
في حال وقوع أي خلاف بين الزوجين مهما كان بسيطًا أو كبيرًا، يجب أن يبقى ضمن حدود الأسرة والمنزل فقط، وألّا يسمحوا لأي شخصٍ إن كان صديق أو قريب بأن يتدخل لحل الخلاف أو معالجتهِ، وذلك لأنّ تدخل الأطراف الأخرى سيُوسع الخلاف ويُضخمهُ، وتذكر دائمًا بأنّ هذهِ الحياة هي حياتكم الخاصة أنتم وليست حياة الآخرين، إلا في الضرورة القسوة التي تقتضي ذلك.
5/ الاعتذار:
فالاعتذار ثقافة مهمة جدًا، وهي وسيلة لحل العديد من الخلافات الزوجيّة المستعصيّة، لهذا على كل من الزوج والزوجة أن يعتذروا لبعضهم البعض عند وقوع الخلافات بينهم، ويؤمنان بفكرة مهمة وهي أنّ الاعتذار هو دليل قوة وليس دليل ضعف على الإطلاق.
هذا ويبقى دوما لكل زوجين بصمتها الخاصة في الحياة والتي تختلف عن زوجين آخرين، لهذا تجنبي المقارنة، وراعي دوما الظروف التي تعيشينها إلى جانب الطرف الآخر.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: الزوجی ة
إقرأ أيضاً:
لماذا مذاق الخسارة مرّ؟
«الخسارة تشعل نار الندم في قلوبنا، لكنها تعلمنا قيمة اتخاذ القرارات بحكمة» بهذه الحكمة القديمة، نسأل أنفسنا، كيف نرى الحياة بعد أن نفقد شيئا كنا نرتقب حدوثه بنجاح ؟ وهل الخسارة تنمي فينا الشعور بالمسؤولية وترفع شغفنا لتحقيق الفوز؟.
وأخيرا، لماذا نشعر بمرارة الهزائم عندما نخسر معركة كنا على ثقة بأننا سنخرج منها منتصرين؟ الإجابات عن تلك الأسئلة تحتاج منا إلى وعي تام، وإلى دراسة مستفيضة لمعرفة آلية التفكير والتوقع والأمل لدى الإنسان على وجه الأرض، ولهذا يؤكد علماء النفس أن طبيعة النفس البشرية غاية في التعقيد، بمعنى أن البعض منا يركن إلى الخسارة بسهولة تامة، ويعتقد بأنها تشكل نهاية المطاف وربما هي مرحلة النهاية والخلاص من كل محاولة أخرى يمكن أن يجربها أو يخوض معتركها، ولهذا الأمر يجد المحبط سببا أو مبررا يدفعه إلى الاستسلام والتوقف عن أي محاولة مرة أخرى، أو الإقدام على مجازفة جديدة قد يكتب لها النجاح لكن خوفه من الفشل يمنعه عن ذلك، أو حتى التفكير بهذا الأمر خوفا من إحباط يأتي من تجارب أخرى تكون أكثر حدة وقسوة عليه.
بالمقابل هناك من يجد في الخسارة ملاذا، لتحفيز الذات على تحقيق النجاح، وطريقا لطرد الطاقة السلبية التي اكتسبها من فشل سابق، وأصبح لديه القدرة على تحقيق الهدف، إيمانا منه بأن النجاح نسبي والخسارة كذلك، وأن حياة الإنسان لا تختزل في النجاحات فقط، وإنما في نوعية المعارك الصغيرة، التي يخوضها مع نفسه، والمخاوف التي يتخطاها، ولا يعلم بأمرها سواه.
في عالم الاقتصاد والسياسة والاجتماع وغيرها، هناك معارك يخوضها البشر عندما يتنافسون فيما بينهم من أجل إحراز تقدم نفسي ومعنوي، المنتصر لا يشعر بما يختلج في صدور الخاسر، وقد لا يلتفت إلى الوجع الذي تسببه تلك الخسارة وهذا يقودنا إلى تصديق ما قاله البعض وأكدوا عليه وهو «أن الحياة هي مكسب وخسارة في كل شيء ليس في الرياضات والمنافسات فقط، ولذا يجب عليك أن تتحلى بالصبر والاحتساب عند الخسارة في أي عمل تقوم به مثلما تتحلى بالفخر وتشعر باللذة عند الانتصار»، فالمريض مثلا يخوض معركة قاسية مع المرض، قد ينتصر جسده على من يهاجمه، وربما يخسر المريض حياته لأن المرض كان أقوى منه وأشد.
يقول الكاتب عادل المرزوقي في مقال نشره منذ عام تقريبا في صحيفة خليجية: «التعرض للإحباط، وخيبة الأمل ليس بالأمر النادر، والناس في الخيبات سواسية، ولكن الفرق يكمن في طبيعة خطوتنا التالية، ومدى تقبلنا للخسارة وتعاملنا معها، وكذلك مقدار خوفنا من نظرة المجتمع، ومدى قوتنا على النهوض بعد السقوط، وشغفنا لتذوق «عسل الفوز».
ويضيف: الكثير منا يكره الخسارة، ويسعى بكل جهده، لتحقيق الفوز من «الضربة الأولى»، ولكن الحياة لا تسير وفق أهوائنا، وإنما تفرض علينا قواعد محددة يجب الالتزام بها، والفوز والخسارة يمثلان قواعد راسخة فيها، وعلينا القبول بهما، لنتمكن من تحقيق أهدافنا الحقيقية».
أجد فيما ذهب إليه الكاتب المرزوقي سببا في التفاؤل وعدم ترسيخ الأفكار السوداء في الذهن حتى لا تتعقد الأمور بذواتنا، وبذلك نحن من نصنع الفشل بأيدينا دون أن نعلم ذلك، فهذا الخوف يصبح رهابا يسيطر على أدمغتنا ويمنعنا من مواجهة الحياة بكل ما فيه من نتائج إيجابية أو سلبية.
استوقفتني بعض الكلمات التي كتبها مغرد عبر صفحته في منصة «ميتا» حيث يعبر عن رأيه فيقول: «الخسارة لا تعني الفشل، بعض الخسارة ربح من حيث لا تدري، من يفقد ثقته بنفسه لحظة ستتضاعف خسارته، وفي بعض الأحيان تتعلم من الخسارة أكثر من الفوز فهي التي ستجبرك على إعادة تأهيل نفسك والعمل من جديد، لذا إياك أن تجعل الخوف من الخسارة يدفعك لعدم العمل حتى وإن كانت الخسارة صعبة ومذاقها مرّا !! ولكن..ربما تجعلك قويا ذات يوم أكثر من الأول».