مؤتمر دولي يناقش الاستفادة من التقنيات الحديثة والأنظمة الذكية في النقل والمواصلات العامة
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
ناقش مؤتمر الاتحاد العالمي للنقل والمواصلات العامة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2024م تحت شعار «نقل ذكي في مدن مستدامة»، سبل الاستفادة من التقنيات الحديثة والأنظمة الذكية في القطاع واعتماد سياسات نقل متطوّرة، بالإضافة إلى استعراض الرؤى والخبرات حول الاستدامة والتقنيات الخضراء والحافلات الكهربائية، بمشاركة عددٍ من المختصين الدوليين في قطاع النقل.
جاء ذلك خلال أعمال المؤتمر الذي استضافته اليوم شركة النقل الوطنية العُمانية «مواصلات» إحدى شركات مجموعة أسياد بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة، تحت رعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار، بحضور معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وعدد من أصحاب المعالي والسعادة، وأعضاء من الإدارة التنفيذية للاتحاد العالمي للمواصلات العامة.
وعلى هامش المؤتمر، أطلقت شركة «مواصلات»، أول حافلة كهربائية في سلطنة عُمان في خطوة رائدة نحو تعزيز استدامة منظومة النقل العام، وتأكيدًا على التزام «مواصلات» بتحقيق الاستدامة في عملياتها التشغيلية والسعي إلى تعزيز الرعاية البيئية وفقًا لاستراتيجية الاستدامة التي وضعتها مجموعة أسياد ودعمًا لجهود تحقيق الهدف الوطني للوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2050.
وقال المهندس بدر بن محمد الندابي الرئيس التنفيذي لشركة «مواصلات»: إنّ الحافلة التي أُطلقت تبلغ سعتها الاستيعابية 28 راكبا، وضبطت إلكترونيًّا لتسير بسرعة تصل من 70 إلى 130 كيلومترا في الساعة مما يجعلها مناسبة للاستخدام داخل المدن، موضحًا أن طولها يبلغ 8.94 متر، وبعرض 2.42 متر وارتفاع 3.3 متر.
وأضاف: إن الحافلة تتميز بنظام دفع متطوّر يضم محرك مغناطيس دائمًا ومتزامنًا، وبطارية فوسفات الحديد والليثيوم بقدرة 211.43 كيلو واط في الساعة، مما يضمن كفاءة عالية في الأداء والاستدامة، إذ تتوافق البطارية مع معايير لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية في أوروبا، مما يضمن مستوى عاليًا من الأمان والجودة ضمن المواصفات العالمية.
وتضمن المؤتمر أربع جلسات رئيسة تناولت الأولى «تعزيز الاستدامة الحضرية من خلال النقل العام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» وركّزت على الدور المحوري للنقل العام في تحقيق الاستدامة البيئية، وتقليل الازدحام المروري، وخفض مستويات التلوث، بما يُسهم في بناء مدن خضراء وبيئات حضرية صحية، فيما ركّزت الجلسة الثانية على «التقنيات الخضراء وريادة النقل العام المستدام في المنطقة»، مستعرضةً أحدث الابتكارات في القطاع منها الحافلات الكهربائية وخلايا الوقود الهيدروجينية التي كانت لشركة «مواصلات» تجربة رائدة فيها.
واستعرضت الجلسة الثالثة «أنظمة النقل الذكيّة والتحوّلات الكبيرة التي تشهدها شبكات النقل العام بفضل الأنظمة الذكية»، ودور تلك الأنظمة في تحسين الكفاءة التشغيلية وتجربة الركاب، في حين تناولت الجلسة الرابعة «تعزيز بنية النقل العام والتكامل في الإقليم، بما يتماشى مع أفضل الممارسات العالمية وأحدث السياسات المعتمدة في القطاع».
ووقعّت شركة «مواصلات» خلال المؤتمر على برنامج تعاون مع شركة «أوديس» للطيران الأمريكية، بهدف تطوير تكنولوجيا النقل الجوي المستدام ذاتي القيادة، وتشمل الاتفاقية العديد من المحاور الحيوية من بينها البحث والتطوير المشترك، وتبادل المعرفة الفنية، بالإضافة إلى تطوير حلول مبتكرة للطائرات دون طيار لخدمة قطاعات النقل، والنفط والغاز، والأمن، والسياحة، والخدمات الصحية.
كما تم التوقيع على برنامج تعاون مع شركة «هايكاب» الشرق الأوسط لإعداد دراسة جودة لإزالة الكربون من أسطول النقل المشترك في سلطنة عُمان، وتحديد تكلفة ذلك والبنى الأساسية اللازمة له، ووضع استراتيجيات تتماشى مع التزام مواصلات بالاستدامة ودراستها لخيارات الوقود الأخضر والهيدروجين تحديدًا.
هدف المؤتمر إلى تعزيز الاستدامة على المستويين الوطني والدولي، عبر فتح فرصٍ لتبادل الخبرات والتعاون لتطوير حلول نقل مستدامة ومبتكرة تساعد على تحسين جودة الحياة في المنطقة، بالتزامن مع اتخاذ مواصلات لخطوات تنفيذية لتخفيف البصمة الكربونية لعملياتها التشغيلية، وتحويل خطط الاستدامة إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: النقل العام
إقرأ أيضاً:
إعلان مؤتمر المستقبل بالرباط يدعو إلى احترام سيادة الدول
زنقة20ا الرباط
نظم مجلس النواب ومجلس المستشارين في المملكة المغربية، بالتعاون مع مؤسسة “لقاءات المستقبل” ومجلسي النواب والشيوخ في جمهورية الشيلي، بالرباط،يومي 17 و18 دجنبر 2024، أشغال “مؤتمر المستقبل” بمشاركة وزراء، وبرلمانيين وأكاديميين من البلدين وعدد من البلدان الصديقة، وطلبة باحثين مغاربة.
وحسب إعلان الرباط الذي أصدره المشاركون في « مؤتمر المستقبل »، المنظم من طرف مجلسي النواب والمستشارين، أكد المشاركون على أهمية الشراكة الاستراتيجية القائمة بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية من أجل التقدم والتنمية في إطار التعاون جنوب-جنوب، وعلى دور المغرب وجمهورية الشيلي، في المساهمة، من موقعهما، في تعزيزها وإعطائها أبعادا عملية في مواجهة التحديات العالمية من منظور جنوب-جنوب.
ودعا المشاركون في المؤتمر المنظم بالرباط، إلى ضرورة بناء السلم وتحقيق الأمن على أساس احترام القانون الدولي، المرتكز على قاعدة احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية وسلامة أراضيها، تكريسا للشرعية الدولية، والوقاية من الأزمات والنزاعات، التي تقوض الاستقرار والتنمية والعيش المشترك.
وفي ظل تسارع الأحداث وتناسل التوترات العالمية، يؤكد المشاركون في المؤتمر الذي تم بالتعاون مع مؤسسة « لقاءات المستقبل »، ومجلسي النواب والشيوخ في جمهورية الشيلي، على أهمية الحوار بين مختلف مكونات المجتمع الدولي من أجل إيجاد حلول مبتكرة تضمن الحكامة، وتخدم المصالح المشتركة بين مكونات المجموعة الدولية، وتساهم في بناء مستقبل مستدام يستفيد الجميع من الإمكانيات والمعارف والابتكارات والثروات التي يوفرها.
من جانب آخر، حذر المشاركون في مؤتمر المستقبل، المنظم من طرف مجلسي النواب والمستشارين، بالتعاون مع مؤسسة « لقاءات المستقبل » ومجلسي النواب والشيوخ في جمهورية الشيلي، من التهديدات التي بات يشكلها الذكاء الاصطناعي، على اعتبار أنه أصبح غير متحكم فيه، منبهين أيضا إلى الهوة الرقمية الصارخة في هذه التكنولوجيا بين الشمال والجنوب، وإلى مخاطر سوء استعمال التكنولوجيا على النسيج الأسري، وتوارث المعارف وتراكمها، ودور الإنسان ووظائفه.
داعين على هامش أشغال « مؤتمر المستقبل »، الذي تم بمشاركة وزراء، وبرلمانيين وأكاديميين، وطلبة باحثين، إلى الاستعجال في إقرار حكامة دولية لتدبير استعمالات ومحتويات الذكاء الاصطناعي والتطور المعلوماتي.
وفي الوقت الذي ذكر فيه المشاركون بالمآسي التي عاشتها البشرية جراء جائحة « كوفيد 19″، فإنهم في المقابل نادوا بتيسير نقل التكنولوجيا الحيوية، وصناعات الأدوية واللقاحات إلى بلدان الجنوب، خاصة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، ورفع القيود التي تكبح حصول هذه البلدان على التكنولوجيا والمواد المستعملة في إنتاج اللقاحات والأدوية.
كما وجه المشاركون في المؤتمر ذاته، نداءً إلى القوى المعنية بالقرار المناخي الدولي من أجل اتخاذ ما يلزم من تدابير عاجلة لعكس inverser مؤشرات انبعاثات الغازات المسببة لاحترار الأرض، وتيسير حصول بلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية على تكنولوجيا الاقتصاد الأخضر، وإنتاج الطاقة من مصادر متجددة، والتحفيز الدولي على تعبئة المياه، وحسن استعمالها وتحلية مياه البحر، بما يساهم في إقامة مشاريع زراعية كبرى تضمن الأمن الغذائي.
في الاتجاه نفسه، طالب المشاركون بتيسير نقل التكنولوجيا إلى بلدان القارتين، لتمكينها من استغلال مستدام للأراضي الزراعية وتوفير الغذاء والمساهمة بالتالي في ضمان الأمن الغذائي المحلي والعالمي، كما يدعون إلى جعل مكافحة تلوث البحار والمحيطات ضمن أولويات الأجندة الدولية للمناخ.
وبخصوص الهجرة والنزوح، يؤكد المشاركون على ضرورة التشبث بروح الميثاق العالمي للهجرة الذي تم تبنيه بمناسبة انعقاد المؤتمر الحكومي الدولي بمراكش في 10 دجنبر 2018، وصادقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 دجنبر 2018، وخاصة في ما يتعلق بضمان هجرة آمنة منظمة ومنتظمة تكفل حقوق المهاجرين.
وإذ يسجلون الإمكانيات الهائلة التي توفرها الاختراعات التكنولوجية وخاصة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد والخدمات والمعارف والتدبير، فإن المشاركين في مؤتمر المستقبل، يشددون على ضرورة الانتباه إلى التهديدات التي يشكلها الذكاء الاصطناعي، إذا هو أصبح غير متحكم فيه، وإلى الهوة الرقمية الصارخة في هذه التكنولوجيا بين الشمال والجنوب، وإلى مخاطر سوء استعمال التكنولوجيا على النسيج الأسري، وتوارث المعارف وتراكمها، ودور الإنسان ووظائفه. ويدعون في هذا الصدد، إلى الاستعجال في إقرار حكامة دولية لتدبير استعمالات ومحتويات الذكاء الاصطناعي والتطور المعلوماتي.
وإذ يذكرون بالمآسي التي عاشتها البشرية جراء جائحة “كوفيد 19″، ينادون، بتيسير نقل التكنولوجيا الحيوية، وصناعات الأدوية واللقاحات إلى بلدان الجنوب، خاصة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية، ورفع القيود التي تكبح حصول هذه البلدان على التكنولوجيا والمواد المستعملة في إنتاج اللقاحات والأدوية. ويثمنون في هذا الصدد مبادرات المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بإقامة مشاريع لإنتاج اللقاحات لفائدة المغاربة والأفارقة عامة.
ودعا المشاركون في المؤتمر، في الختام، إلى جعل التفكير في المستقبل وفي التحديات المطروحة على البشرية، قضايا التقائية في أجندات مؤتمرات ولقاءات المنظمات متعددة الأطراف، واستحضارها في خطط التنمية الوطنية، وفي التعاون الدولي.