نُخب يمنية وعربية: عاشوراء ثورة ضد الطغاة
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
إذاً، هي ثورة حسينية ولدت من رحم المعاناة، وظلم الطغاة؛ لنفع الأمة ومقتضيات الواجب الديني والأخلاقي والإنساني، وفي سبيل إعلاء كلمة الله، وإحياء مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وهي ثورة ثمنها التضحية بالروح والدم فداء للدين وقعت في معركة غير متكافئة بعاشوراء محرم 61 هـ - 680 م، بين أتباع سيّد الشهداء الإمام الحسين، وخليفة بني أمية يزيد بن معاوية بعد أن طغى الأخير في ظلمه وجبروته.
الواقعة الكربلائية كشفت خبث الخلفية ودموية جيشه الذي لم يرحم فيها الطفل الرضيع والصبي والمرأة والشيخ العجوز، وحولت عاشور الشهر المحرم إلى يوما حزين في حياة المسلمين حتى قيام الساعة.
من وجهة نظر النخب ومحللي السياسة والحروب، تعد الثورة العاشورية البذرة الأولى ومرجعية الإنسان الثائر الذي يمقت الجور، ولا يرضى بالظلم ومن يواجه السلطان الجائر بكلمة الحق والطغاة بإعلان الحرب.. ومن نبل أهدافها وإنسانية مبادئها، وأثرها على وإلى المدى البعيد كانت ثورة عظيمة بكل المقاييس.
في كل عام هجري يحتفي المسلمون بذكرى عاشوراء محرم، لاستلهام العِبر والدروس والقيم والمبادئ، التي ضحى من أجلها الإمام الشهيد الحسين - عليه السلام - وسط تسلط كم هائل في هذا العصر من الأنظمة والحكام والطغاة والمستكبرين والمستعمرين، وتجار الحروب، ومحاصري الشعوب، وقاتلي الأبرياء، وآكلي حق اليتيم، والضعفاء والمستضعفين، بينما لسان حال اليمنيين يقول: "كم نحن بحاجة لمثل ثورة الحسين على طغاة آل سعود؟".
في السياق، أكد مستشار رئاسة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال العميد حميد عنتر، في افتتاح فعاليات الندوة التي نظمها "ملتقى كُتاب العرب الأحرار"، انتصار الدماء والأرواح الطاهرة، التي ضحت بنفسها في سبيل إعلاء كلمة الله، وإصلاح الخلل الذي أصاب الأمة ومقارعة الطغاة وحكام العصر.
وقال: "تركت ثورة الحسين -عليه السلام- أثرا كبيرا في نفوس وتوجهات الأحرار في قول الحق، ومواجهة الطغاة لنصرة المستضعفين، وخير دليل ما يجسده أحرار محور المقاومة في مواجهة دول الاستكبار والعدو الصهيوني نصرة غزة".
وأشارت النُّخب الفكرية والسياسية والإعلامية والثقافية اليمنية والعربية، في الفعالية الاحتفائية بيوم عاشوراء، إلى أهمية إحياء الذكرى العظيمة، والوقوف على سيرة سيّد شباب أهل الجنة الإمام الحسين - عليه السلام- والمضي على نهجه، واستلهام الدروس والعِبر من ثورته، والسير على نهجه في مواجهة قوى الطغيان والاستكبار (أمريكا و"إسرائيل" وبريطانيا)؛ نصرة لفلسطين.
وفي الندوة، التي عُقدت برعاية "الحملة الدولية لكسر الحصار على مطار صنعاء الدولي"، ونسّقها الناشط، حسن مرتضى، مساء الجمعة 12 يوليو 2024، عبر تقنية "الزوم" بعنوان: "ثورة الإمام الحسين - عليه السلام - تجسيد الولاء واستلهام العِبر والأثر"، تحدّث المشاركون عن مواقف وتضحيات الإمام الحسين -عليه السلام- بروحه في سبيل إعلاء كلمة الله، ودفاعه عن مبادى الدين الإسلامي، وإحياء مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
واستعرضوا مآثر ومواقف الإمام الحسين سبط رسول الله -صلوات الله عليهم الصلاة والسلام - وسيرته الجهادية وشجاعته في مقارعة الطغاة والمستكبرين، ورفضه الذل والخنوع ومواقفه في نصرة الحق والمستضعفين، ومكانته في نفوس اليمنيين الذين استلهموا من ثورته الصمود والثبات في مواجهة العدوان.
وأوصى المشاركون في ندوة "سيّد الشهداء"، بالتمسك بمبادئ وأهداف ثورة الإمام الحسين -عليه السلام- ومراجعة التاريخ وأسباب انحراف الأمة، ودعوا إلى توعية النشء والشباب، ونشر ثقافتها، وتعليم مبادئها النبيلة في كل مراحل التعليم المختلفة.
وإذ أشاروا إلى مأساة كربلاء، وأسباب انحراف الأمة عن التوجيهات المحمدية، اعتبروا الذكرى محطة تربوية وروحية هامة للتزوّد بالقيم والمبادئ المحمدية، ولتعلُّم الصبر والشجاعة وتعزيز الارتباط بالهوية الإيمانية.
وحثوا اليمنيين على مواصلة الصمود اقتداءً بنهج الإمام الحسين -عليه السلام- والسير عليه؛ لمواجهة أعداء الأمة، ونصرة غزة، وتحرير المقدّسات الإسلامية.
عاشوراء:
هو اليوم العاشر من شهر مُحَرَّم في التقويم الهجري، ويُسمَّى عند المسلمين بيوم عاشوراء، واليوم الذي نجّىٰ الله فيه موسى -عليه السلام- من فرعون، واستشهاد الإمام الحسين بن علي حفيد النبي -عليه الصلاة والسلام- في التاريخ نفسه في معركة كربلاء، الذي يعدّه المسلمون يوم عزاء وحزن، وصيامه يكفر ذنوب سنة ماضية.
واقعة الطف
وتسمى معركة "كربلاء"، استمرت ثلاثة أيام، وانتهت في 10 محرم سنة 61 للهجرة الموافق 12 أكتوبر 680م، بين سيّد الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب ابن بنت النبي محمد -عليهم الصلاة والسلام- وجيش يزيد بن معاوية.
الإمام الحسين:
هو أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم سبط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وريحانته ومحبوبه، ابن بنت رسول الله – صلى الله عليه وسلم - فاطمة – رضي الله عنها.
كان مولده في السنة الرابعة للهجرة، واستشهد في يوم عاشوراء محرم 61 ه في أرض كربلاء بالعراق في عمر 56 سنة قضاها في الدعوة إلى الله.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الإمام الحسین علیه السلام
إقرأ أيضاً:
بورصة اليوم.. مبيعات أجنبية مقابل بناء مراكز شرائية جديدة محلية وعربية
تباينت اتجاهات المستثمرين في البورصة المصرية خلال تداولات اليوم الأحد الموافق 17 نوفمبر 2024، حيث شهدت السوق ضغوطاً بيعية قوية من المستثمرين الأجانب، قابلها اتجاه شرائي من المستثمرين المصريين والعرب، مما أدى إلى تراجع المؤشرات الرئيسية بنهاية الجلسة.
وفيما يتعلق باتجاهات المستثمرين في البورصة، أظهرت بيانات التداول تسجيل المستثمرين الأجانب صافي بيع بقيمة 1.91 مليار جنيه، في حين اتجه المستثمرون المصريون نحو الشراء بصافي قيمة 1.48 مليار جنيه، كما سجل المستثمرون العرب صافي شراء بقيمة 428.3 مليون جنيه.
وتشير هذه البيانات إلى استمرار عمليات إعادة هيكلة المحافظ الاستثمارية من قبل المؤسسات الأجنبية، في حين يواصل المستثمرون المحليون والعرب بناء مراكز شرائية جديدة، مما يعكس تبايناً في رؤية المستثمرين تجاه السوق المصري في الوقت الراهن.
وتوزعت نسب تعاملات المستثمرين في السوق بشكل ملحوظ، حيث استحوذ المستثمرون المصريون على النصيب الأكبر من التعاملات بنسبة 87.31% من إجمالي قيمة التداولات، يليهم المستثمرون الأجانب بنسبة 9.47%، في حين بلغت نسبة تعاملات المستثمرين العرب 3.21% من إجمالي قيمة التداولات.
تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية "إيجي إكس 30"وكشفت بيانات التداول عن تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية "إيجي إكس 30" بنسبة 0.67% ليغلق عند مستوى 31,252.07 نقطة. كما امتدت موجة التراجعات لتشمل باقي المؤشرات، حيث هبط مؤشر الشريعة الإسلامية بنسبة 0.44%، وانخفض مؤشر "إيجي إكس 100" بنسبة 0.19%، في حين سجل مؤشر الشركات الصغيرة والمتوسطة تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.04%.
وعلى صعيد نشاط التداولات، سجلت السوق نشاطاً ملحوظاً حيث بلغت قيمة التداولات 15.74 مليار جنيه، وتم تداول نحو 1.33 مليار سهم من خلال تنفيذ 100,164 عملية. وأظهرت حركة الأسهم المدرجة تبايناً في الأداء، حيث ارتفعت أسعار 69 سهماً، في مقابل تراجع 97 سهماً، بينما استقرت أسعار 46 سهماً عند مستويات إغلاقها السابقة.