ميلواكي- حالة من الحماس الكبير أشعلها الإعلان عن اختيار المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترامب، للسيناتور جي دي فانس من ولاية أوهايو نائبا له على بطاقة الحزب لانتخابات 2024 الرئاسية.

وجاء الإعلان في اليوم الأول للمؤتمر الوطني للحزب الجمهوري المنعقد بمدينة ميلواكي بولاية ويسكونسن، حيث يحضر قادة الحزب ومندوبو جميع الولايات الخمسين، إضافة للعاصمة واشنطن، والأقاليم الأميركية الخمسة.

وأشاد المندوبون باختيار ترامب لفانس، لكونه شابا ومتزوجا من ابنة مهاجرين من الهند. من ناحية أخرى، شككوا في رواية محاولة اغتيال ترامب، واتفقوا على "وجود يد خفية وراء هذه المحاولة الفريدة لاغتيال مرشح جمهوري قبل وصوله للبيت الأبيض".

جاء ذلك في حوارات أجرتها الجزيرة نت مع مندوبين مشاركين في فعاليات مؤتمر الحزب الجمهوري في مدينة ميلواكي، على النحو التالي:

"تواطؤ ديمقراطي"

واتفقت مندوبتان من مقاطعة هيدالغو الحدودية في ولاية تكساس، فضّلتا عدم الإفصاح عن هويتهما، على حُسن اختيار بايدن لفانس نائبا له، وعددتا أسباب ذلك على رأسها أن فانس صغير في السن (39 عاما)، وهذا من شأنه أن يجذب المزيد من الناخبين الشباب للمعسكر الجمهوري.

وأكدتا في حديث للجزيرة نت، أن متوسط سن الناخب الجمهوري في ولاية تكساس يأتي في منتصف الخمسينات، من هنا فإن اختيار فانس يشير إلى أن ترامب يفكر في خليفة له من جيل الشباب.

كما تضيفان أن زوجة فانس الهندية الأصل، وابنة مهاجرين شرعيين، ستضمن الكثير من الدعم لترامب بين ناخبي الأقليات ممن اعتقدوا بأن ترامب لا يرحب بالمهاجرين.

وفي ما يتعلق بمحاولة اغتيال ترامب، شككت المندوبتان في أن يكون الشاب الذي أطلق النار قد تصرف من تلقاء نفسه.

واعتبرتا أن الحزب الديمقراطي تواطأ في الحادثة عندما فشل في القضاء على ترامب عبر القضاء الأميركي، وأضافتا أن الشاب منفذ عملية إطلاق النار قد تعرض لـ"عملية غسيل دماغ" متأثرا بموجة الانتقادات الحادة التي وجهها بايدن وقادة الديمقراطيين لترامب ووصفهم له بأنه "مجرم مدان" يمثل خطرا على الديمقراطية الأميركية ويجب إيقافه.

وقالت المندوبتان إن "جو بايدن يبيع أميركا للصين بمقابل مادي صغير له ولابنه هانتر، وسيأتي ترامب وفانس، الذي له خلفية عسكرية في قوات المارينز، ليوقفا الصين عند حدها، وللقضاء على تبعات الفساد الذي جمعهم بإدارة جو بايدن وعائلته".

حضر ما يقرب من 2500 مندوب من كل الولايات والأقاليم الأميركية للمشاركة في التصويت لترامب وفانس (الجزيرة) حزام الصدأ

وتوقع دانيال ستاماتوس، وهو مندوب احتياطي من ولاية أيداهو، أن يؤدي اختيار ترامب لفانس نائبا له إلى جذب الناخبين المستقلين من ولايات "حزام الصدأ" للتصويت للجمهوريين مرة أخرى كما فعلوا في انتخابات 2016.

ويقصد بتسمية حزام الصدأ مجموعة ولايات كانت صناعية في شمال وسط الولايات المتحدة، وأدت العولمة وتصدير الوظائف للخارج إلى تدهور قاعدتها الصناعية، والتخلص من مئات الآلاف من العمال. ومن هذه الولايات أوهايو وبنسلفانيا وويسكونسن وميشيغان، وكلها -باستثناء أوهايو- ولايات متأرجحة.

إلا أن ستاماتوس كان يأمل، كما ذكر للجزيرة نت، أن يختار ترامب سيدة لمنصب نائب الرئيس، وخص النائبة الجمهورية من ولاية نيويورك، أليز ستفانيك، والتي قال عنها إنها يجب أن تكون أول سيدة تحكم أميركا بعد انتهاء حقبة ترامب.

وأشاد المندوب الجمهوري بسياسات ترامب تجاه الحدود الجنوبية، وقال إن "كنيستي في وايومنغ توسعت وتضاعف عدد القادمين إليها من مهاجرين نظاميين من خلفيات مختلفة ممن يؤمنون بالمسيح. كنيستي يونانية تتبع الأرثوذكسية الشرقية، وهناك عائلات ممن يؤمنون بالمسيح جاءت من العراق ومصر وروسيا وأوكرانيا".

وأضاف "نرحب بهم حيث تصبح كنيستنا عائلتهم الجديدة. وكلهم يصوتون لترامب بسبب سياساته الداعمة للأديان، ولشكل الأسرة التقليدية، وموقفه من الإجهاض".

إيريك أولسن اتهم "الدولة العميقة" بمحاولة اغتيال ترامب (الجزيرة) تجنب الأخطاء القديمة

من جهته أكد إيريك أولسن، رجل الأعمال وصاحب مزارع بولاية مونتانا، أن اختيار ترامب لفانس لا يعنيه، حيث أكد أن "كل هؤلاء الحاضرين سيدعمون أي نائب يختاره ترامب نائبا له! وذلك لأنهم يدعمون ترامب بالأساس".

ومع ذلك، فإن أولسن يرى أن اختيار فانس خطوة جيدة، فهو سيناتور من ولاية أوهايو المهمة، كما أن له خبرة في قوات المارينز، ومن شأن ذلك أن يجنب ترامب أخطاء فترة حكمه الأولى عندما كان غريبا عن واشنطن، واستعان ببعض الأشخاص غير المؤهلين لمساندته في الحكم.

وأشار أولسن -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن فانس وترامب يحبان المزارعين الأميركيين، وسيعملان على خدمة مصالح هذه الطبقة التي تصوت بكثافة للمرشح الجمهوري.

ودون أن يخوض في تفاصيل، أكد أولسن أن الدولة الأميركية العميقة هي من قامت بمحاولة اغتيال ترامب يوم 13 من الشهر الجاري.

المرشح المفضل للسود

وفي حين أشادت كارلي طومبسون، المندوبة من ولاية لويزيانا، باختيار ترامب لفانس، قالت للجزيرة نت "الآن سيكون لدينا رجلان يحكمان أميركا من أصحاب مليارات الدولارات. ومن شأن ذلك أن يجعل الأميركيين أغنياء أكثر مما هم عليه الآن".

وردا على سؤال للجزيرة نت عن كونها أميركية من أصول أفريقية وتصوت لترامب، ردت بالقول إن "الديمقراطيين، وبايدن بصفة خاصة، يضمنون تصويت السود له دون أي مجهود عملي يبذل لإقناعهم بأنه المرشح الأفضل لهم ولعائلاتهم ولأوضاعهم الاقتصادية. بايدن لم يفعل أي شيء للسود، في حين أن ترامب وفر لهم الوظائف بدلا من تصديرها للمكسيك أو الصين".

وشككت طومبسون في الرواية السائدة حول محاولة اغتيال ترامب، وقالت "من المؤكد أن هذا الشاب لم يفعل ما فعله من تلقاء نفسه. الطريق كان ممهدا له ليغتال ترامب، والرب نجّى ترامب هذه المرة ولا نعرف إذا كان الديمقراطيون سيكررون المحاولة كي يمنعوا ترامب من الوصول للبيت الأبيض مرة ثانية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات اغتیال ترامب للجزیرة نت نائبا له من ولایة

إقرأ أيضاً:

روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.. وأنصاره أغبياء

(CNN)--   لدى روبرت كينيدي جونيور، المرشح من قبل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لمنصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية، تاريخ طويل من الانتقادات اللاذعة لترامب نفسه، حيث وصفه بأنه "تهديد للديمقراطية"، و"متنمر"، وحتى في يوليو/تموز الماضي، وصفه بأنه "رئيس فظيع".

لكن أشد هجمات كينيدي قسوة تعود إلى صعود ترامب في عام 2016، عندما أشاد كينيدي في برنامجه الإذاعي "حلقة النار" بأوصاف قاعدة ترامب باعتبارها "حمقى عدوانيين" وبعضهم كانوا "نازيين صريحين"، كما شبه ترامب بـ"الديماغوجيين التاريخيين" مثل أدولف هتلر وبينيتو موسوليني، واتهمه بـ"استغلال انعدام الأمن المجتمعي وكراهية الأجانب لحشد السلطة".

وبعد فوز ترامب في انتخابات 2016، ذكر كينيدي أن "ترامب لم يكن على الأقل مثل هتلر بطريقة ما، لأن هتلر كان مهتما بالسياسة".

وأظهرت مراجعة شبكة CNN لتصريحات كينيدي السابقة أنها تتناسب مع نمط من الانتقادات المتسقة والواسعة النطاق التي وجهها لترامب على مر السنين.

ففي 2019، زعم كينيدي أن ترامب سلم إدارته الأولى لجماعات الضغط من الشركات من الصناعات التي كان من المفترض أن ينظموها - الصناعات التي سيكون كينيدي قادرًا بالفعل على تنظيمها في بعض الحالات إذا تم الموافقة على تعيينه كوزير للصحة والخدمات الإنسانية.

وبصفته رئيسا لوزارة الصحة، سيشرف كينيدي على قطاعات واسعة من صناعات الغذاء والرعاية الصحية.

وتتمتع الوكالة الفيدرالية المترامية الأطراف بميزانية مقترحة إلزامية تتجاوز 1.7 تريليون دولار وتشرف على مبادرات الصحة العامة الرئيسية، بما في ذلك مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، وإدارة الغذاء والدواء، والمعاهد الوطنية للصحة (NIH)، والرعاية الطبية والرعاية الطبية، والتي تؤثر معًا على حياة جميع الأمريكيين.

وفي تصريح لشبكة CNN، أعرب كينيدي عن فخره بالخدمة في إدارة ترامب، ودعم رؤيته، وقال إنه يندم على تصريحاته السابقة حول الرئيس السابق.

وقال: "مثل العديد من الأمريكيين، سمحت لنفسي أن أصدق الصورة المشوهة والسوداوية التي ترسمها وسائل الإعلام للرئيس ترامب، ولم أعد أؤمن بهذا الاعتقاد والآن أشعر بالندم لأنني أدليت بهذه التصريحات".

مقارنة ترامب بـ"الديماغوجيين"

بدأت سنوات انتقاد كينيدي لترامب في التخفيف بعد أن نبذه الحزب الديمقراطي خلال الانتخابات التمهيدية 2024، مما دفعه إلى الترشح كمستقل.

وعندما سُئل في أغسطس/آب عما إذا كان سيخدم في حكومة ترامب، قال كينيدي "لا" ولكن بعد أسابيع، أنهى حملته وأيد ترامب.

 ومنذ ذلك الحين، امتنع كينيدي عن أي انتقاد علني لترامب، وتحالف مع الرئيس السابق في قضايا مثل الرقابة الحكومية والصحة العامة.

ولكن التصريحات التي تم الكشف عنها مؤخرا تؤكد شدة توبيخه لترامب في الماضي، بما في ذلك توجيه اتهامات بالعنصرية إليه.

واتهم كينيدي ترامب مرارا وتكرارا بـ"استغلال الخوف والتعصب وكراهية الأجانب لبناء حركة قومية خطيرة" وحذر من أن ترامب سيدمر المناخ والمياه النظيفة.

وفي إحدى حلقات "حلقة النار" في ديسمبر/ كانون الأول 2016، قارن كينيدي استراتيجية ترامب بـ"الديماغوجيين التاريخيين الذين برزوا في أوقات الأزمات".

وقال كينيدي، مقارنا بين الأزمات العالمية مثل الكساد الأعظم، إن "فترات عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي غالبا ما أدت إلى ظهور الديماغوجيين الذين يستغلون الخوف والتحيز وانعدام الأمن للحصول على السلطة"، واستشهد بشخصيات مثل هتلر وفرانشيسكو فرانكو وموسوليني، كمقارنات تاريخية.

وذكر: "يمكنك أن ترى أن كل تصريح يصدره دونالد ترامب مبني على الخوف، كل تصريح يصدره. كما تعلمون، يجب أن نخاف من المسلمين. يجب أن نخاف من السود، وخاصة الرجل الأسود الكبير أوباما، الذي يدمر هذا البلد، ويجعل الجميع بائسين".

وتابع: "وهناك شخص واحد فقط لديه العبقرية والقدرة على حل هذه الأشياء، ولن أخبركم كيف سأفعل ذلك. فقط ثقوا بي، وصوتوا لي وسوف يصبح كل شيء عظيما مرة أخرى".

مقالات مشابهة

  • الفيتو الروسي ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ
  • خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الاعتداء الجسدي
  • ترامب يعلن اختيار بروك رولينز وزيرة للزراعة
  • عبدالمنعم سعيد: الحزب الجمهوري الحالي ينحاز بشكل مطلق لإسرائيل
  • عبدالمنعم سعيد: الحزب الجمهوري حاليا ينحاز بشكل مطلق لإسرائيل
  • هل يسعى بايدن لتوريط بلاده عسكريا قبل تسليمها لترامب
  • انتصار جديد لترامب.. تأجيل الحكم في قضية "الممثلة الإباحية"
  • انسحاب غيتز يقلص الأضرار لترامب
  • روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.. وأنصاره أغبياء
  • أبرز الشخصيات اليهودية الداعمة لترامب في ولايته الثانية (إنفوغراف)