الوجه الخفي للعمل الليلي: التأثيرات الصحية وطرق التخفيف
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
تعدّ نوبات العمل الليلي جزءًا لا يتجزأ في العديد من الوظائف التي نشغلها مثل الصحافة والإعلام، الرعاية الصحية، الطيران، الأمن، والخدمات اللوجستية، وغيرها الكثير. لكن على الرغم من أهميتها، إلا أن العمل المسائي يأتي مع تحديات صحية جسيمة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على العمال. وفي التفاصيل، كشفت دراسة طبية حديثة، أن الشفت الليلي يزيد عرضة الإنسان للإصابة بالجلطة وأمراض القلب والسرطان، بسبب ما يتعرض له الجسم من تغيير في عملية التمثيل الغذائي.
وأظهرت دراسة أجرتها كل من جامعة ولاية واشنطن وجامعة سري البريطانية (University of Surrey)، أن العمل بنظام المناوبات الليلي يربك عددا من العمليات الكيميائية التي اعتاد الجسم على القيام بها في أوقات محددة.
ويؤثّر العمل الليلي بشكل سلبي على عملية التمثيل الغذائي في الجسم (الاستقلاب)، وهو ما يؤدي إلى هضم غير سليم للطعام بخلاف ما يحصل لدى من يعملون نهارا ويخلدون إلى النوم ليلا، وفق ما نقلت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
فما هي التكلفة الصحية للشفت المسائي؟ وكيف يمكننا دعم العمال الليليين للتخفيف من هذه الأعباء؟
التأثيرات الصحية للعمل الليلي
1. اضطرابات النوم
أحد أكثر التأثيرات وضوحًا للعمل الليلي هو اضطرابات النوم. العمل خلال الليل يعاكس الساعة البيولوجية للجسم، مما يؤدي إلى صعوبة في النوم خلال النهار. هذا الاضطراب المستمر يمكن أن يؤدي إلى نقص مزمن في النوم، مما يؤثر على الأداء الوظيفي والصحة العامة.
2. مشاكل القلب والأوعية الدموية
تشير الأبحاث إلى أن العمل الليلي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. التغيرات في نمط النوم والتغذية وزيادة مستويات التوتر يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة مستويات الكوليسترول، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
3. السمنة والسكري
الشفت الليلي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسمنة والسكري من النوع الثاني. الاختلالات في هرمونات الجوع والشبع نتيجة للعمل الليلي يمكن أن تؤدي إلى تناول وجبات غير صحية في أوقات غير مناسبة، مما يزيد من خطر السمنة.
4. مشاكل الصحة النفسية
النوبات الليلية يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة النفسية. العمال الليليون غالبًا ما يعانون من العزلة الاجتماعية، حيث تتعارض جداولهم الزمنية مع تلك الخاصة بالعائلة والأصدقاء. هذا العزل يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والقلق.
5. السرطان
إلى جانب امراض القلب والمشاكل النفسية، ترتبط النوبات المسائية بزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان الثدي. تشير بعض الدراسات إلى أن العمل الليلي يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في مستويات الهرمونات التي قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
سبل دعم العمال الليليين
1. جداول عمل مرنة
توفير جداول عمل مرنة يمكن أن يساعد العمال الليليين في الحصول على فترات راحة كافية. تنظيم الجداول بطريقة تسمح بالتناوب بين النوبات النهارية والليلية يمكن أن يقلل من التأثير السلبي على الصحة.
2. تحسين بيئة العمل
تحسين بيئة العمل من خلال توفير إضاءة مناسبة، وتخفيف الضوضاء، وتوفير مساحات مخصصة للراحة يمكن أن يسهم في تقليل تأثير الشفت الليلي على الصحة. استخدام الإضاءة المحاكية لضوء النهار خلال النوبات المسائية يمكن أن يساعد في تنظيم الساعة البيولوجية.
3. التوعية بأهمية النوم
تقديم برامج توعية وتدريب حول أهمية النوم وكيفية تحسين جودته يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير. تعليم العمال كيفية إنشاء بيئة نوم مناسبة، مثل استخدام الستائر المعتمة والأجهزة التي تساعد على حجب الضوضاء، يمكن أن يساعد في تحسين نوعية النوم.
4. الدعم النفسي والاجتماعي
توفير الدعم النفسي والاجتماعي للعمال الليليين يمكن أن يساعد في التخفيف من الآثار النفسية للعمل الليلي. إنشاء مجموعات دعم وتوفير الاستشارات النفسية يمكن أن يساعد العمال في التعامل مع التحديات النفسية والاجتماعية.
5. التغذية الصحية
تقديم النصائح الغذائية وتشجيع العمال على تناول وجبات صحية في أوقات مناسبة يمكن أن يساهم في تقليل التأثيرات الأيضية للشفت المسائي. توفير وجبات صحية في مكان العمل يمكن أن يكون خطوة إيجابية.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: یمکن أن یساعد العمل اللیلی خطر الإصابة یؤدی إلى أن العمل
إقرأ أيضاً:
خطوة أساسية للحد من التأثيرات البيئية.. الحكومة: مشروعات النقل الأخضر تشكل ٥٠% من الاستثمارات العامة الخضراء
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلاً جديداً حول "النقل الأخضر"؛ استعرض من خلاله مفهوم النقل الأخضر وأهميته، مع إلقاء الضوء على دوره في قطاع اللوجستيات والجهود المصرية للتوجه نحو النقل الأخضر المستدام، مشيراً إلى أنه في إطار تنامي المخاوف من الآثار البيئية السلبية الناجمة عن وسائل النقل التقليدية المعتمدة على الوقود الأحفوري؛ فقد ظهر مفهوم النقل الأخضر والذي يشير إلى وسائل تَنقُل صديقة للبيئة تُخفض الانبعاثات وتحافظ على الطاقة وتقلل من البصمة البيئية لنقل الأشخاص والبضائع.
تشمل هذه الوسائل المركبات الكهربائية (EVs) وركوب الدراجات والمشي والخيارات المستدامة الأخرى التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري في الانتقال من مكان لآخر.
وبالتركيز على الكفاءة والطاقة المتجددة وتصميم البنية التحتية الذكية فإن النقل الأخضر أو التنقل الأخضر يعزز الهواء النظيف ويقلل من الازدحام المروري ويدعم نمو المناطق الحضرية المستدامة.
محمد الفيومي: مطلوب توسيع الاستثمارات في الطاقة المتجددة لمواكبة تداعيات تغيرات المناخ
منظمة الشفافية الدولية تحذر من التأثير المدمر للفساد في مكافحة تغير المناخ عالميا
فمن خلال تبني هذه الحلول الواعية بيئيًّا، يلعب النقل الأخضر دورًا حيويًّا في مكافحة تغير المناخ وتعزيز المجتمعات الأكثر صحة ومرونة.
أشار التحليل إلى الأهمية الكبيرة للنقل الأخضر والتي ترجع لمساهمته بشكل كبير في معالجة العديد من المشكلات البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
أبرز الأسباب التي تجعل النقل الأخضر مهمًّا:- الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري:
باعتبار صناعة النقل أحد أكبر أسباب انبعاث غازات الاحتباس الحراري في جميع أنحاء العالم، وفي إطار التوجه العالمي نحو الاستدامة البيئية يعد النقل الأخضر ضروريًّا لخفض انبعاثات الكربون؛ من خلال التحول إلى المركبات ذات الانبعاثات الصفرية أو المنخفضة (مثل السيارات الكهربائية أو الدراجات)، ومن خلال ذلك، يمكن التكيف مع تغير المناخ عن طريق تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (CO₂) والملوثات الأخرى.
- الحفاظ على الطاقة:
يشجع النقل الأخضر على استخدام السيارات الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة ومصادر الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح أو الطاقة الشمسية، للحد من استخدام الوقود الأحفوري مثل الغاز والنفط. وهذا يساعد على الحفاظ على موارد الطاقة غير المتجددة ويقلل الاعتماد على النفط، الأمر الذي من شأنه أن يعزز أمن الطاقة.
- خفض التكاليف:
يمكن أن يؤدي اعتماد طرق النقل الخضراء، مثل النقل العام أو ركوب الدراجات أو استخدام السيارات الكهربائية، إلى انخفاض تكاليف التشغيل والوقود. فعلى سبيل المثال، السيارات الكهربائية، لديها تكاليف صيانة أقل مقارنة بمركبات محرك الاحتراق الداخلي التقليدية. كما يُترجم انخفاض استهلاك الوقود إلى وفورات اقتصادية للأفراد والحكومات على حد سواء.
- النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل:
يدعم التحول إلى النقل الأخضر نمو الصناعات المتعلقة بالطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية وأنظمة النقل العام والتخطيط الحضري المستدام. وهذا يعزز الابتكار الاقتصادي ويمكن أن يخلق فرص عمل جديدة في مجالات مثل نقل الطاقة المتجددة وتطوير البنية التحتية والتكنولوجية.
وسلط التحليل الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه النقل الأخضر في قطاع اللوجستيات، لا سيما في ظل السياق العالمي الذي تؤدي فيه اللوجستيات دورًا محوريًا في الاقتصاد وفي الحياة اليومية. حيثُ يعد قطاع النقل قطاعًا حيويًا لحركة السلع في جميع أنحاء العالم، ولذلك يصبح اعتماد ممارسات النقل الأخضر عنصرًا محوريًا في تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة. ويمكن أن يساهم النقل اللوجستي الأخضر في تحقيق بعض أهداف التنمية المستدامة (SDGs) مثل القضاء على الجوع وتوفير صحة جيدة ومياه نظيفة وطاقة ميسورة التكلفة؛ فهو يخفض تكاليف النقل والخدمات اللوجستية، ويدعم التجارة والوصول إلى الأسواق، ويسهم في النمو الاقتصادي وتعزيز الإنتاجية دون الإضرار بالبيئة أو بالموارد الطبيعية. ويساهم النقل الأخضر في مجال الخدمات اللوجستية بشكل كبير في الحد من البصمة الكربونية. فمن خلال تحسين المسارات واستخدام الوقود النظيف وتحسين كفاءة المركبات، يمكن للشركات تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهي خطوة أساسية في مكافحة تغير المناخ.
أوضح التحليل أن الخدمات اللوجستية الخضراء تعتمد على عدة ركائز أساسية. ولا تساعد هذه الركائز في تقليل التأثير البيئي للعمليات اللوجستية فحسب، بل تساهم أيضًا في دعم كفاءة الشركات العاملة في هذا القطاع واستدامتها على المدى الطويل؛ ومن هذه الركائز:
- كفاءة الطاقة وتنقسم إلى:
1. استخدام الوقود البديل: من خلال تطبيق أنواع وقود أكثر نظافة واستدامة مثل الغاز الطبيعي المسال أو الميثان الحيوي أو الكهرباء لمركبات النقل.
2. مركبات ومعدات فاعلة: عن طريق اعتماد مركبات وآلات ذات تقنيات متقدمة تعمل على تحسين استهلاك الطاقة وتقليل الانبعاثات.
- الحد من الانبعاثات وتنقسم إلى:
1. مراقبة البصمة الكربونية والحد منها: من خلال تنفيذ أنظمة لمراقبة وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي بشكل نشط في جميع العمليات اللوجستية.
2. تعويض الكربون: عن طريق المشاركة في مشروعات تعويض الكربون لتحييد الانبعاثات التي لا يمكن تجنبها.
لذلك، فإن تبني ممارسات الخدمات اللوجستية الخضراء يجلب العديد من الفوائد المهمة، ليس فقط للبيئة، بل وأيضًا لقطاع الأعمال والمجتمع والاقتصاد بشكل عام. وتعكس هذه الفوائد القيمة المضافة لدمج الاستدامة في العمليات اللوجستية.
وعن الجهود المصرية للتوجه نحو النقل الأخضر؛ أشار التحليل إلى أن مصر تضع أهدافًا طموحة لتطوير صناعة النقل للمساعدة في التحول إلى النقل الأخضر؛ حيث تشكل مشروعات النقل الأخضر نحو 50% من الاستثمارات العامة الخضراء، ضمن مشروعات الخطة الاستثمارية للعام المالي 2025/2024، وذلك في إطار مواصلة تنفيذ الاستثمارات الخاصة بتوسيع شبكة مترو الأنفاق وتطوير وسائل النقل الكهربائي. وفي الإطار ذاته اتخذت الحكومة المصرية العديد من الإجراءات للتحول إلى النقل الأخضر.
مشروعات النقل الأخضروفي هذا السياق تم وضع الأساس لعدد من مشروعات النقل الأخضر بما في ذلك المونوريل، والقطار الكهربائي الخفيف (LRT)، وغيرها من المشروعات. ويُعد مونوريل القاهرة إحدى وسائل النقل الخضراء المتنوعة التي تم تبنيها في مصر بهدف تحسين حركة سكانها وتقليل الانبعاثات وتخفيف الازدحام المروري، ويبلغ طول مشروع المونوريل الإجمالي (شرق/غرب النيل) 100 كم بعدد 35 محطة، وقد تم تصميمه للعمل بسرعة 90 كم/ساعة، بطاقة استيعابية 600 ألف راكب/اليوم بتركيب 4 عربات بكل قطار، والتي سترتفع مع تركيب 8 عربات بكل قطار إلى 1.2 مليون راكب/يوم.
كما يعد مشروع القطار الكهربائي الخفيف (LRT)، الذي يربط بين القاهرة والمدن الجديدة كالعاصمة الإدارية الجديدة والشروق والعاشر من رمضان، أحد مشروعات النقل المستدام التي تم تبنيها خلال الآونة الأخيرة لتسهيل حركة نقل الركاب بوسيلة نقل آمنة غير ملوثة للبيئة باستخدام الطاقة الكهربائية وبما يقلل من استخدام الوقود، بواقع 22 قطارًا وسرعة تشغيلية 120 كم/ساعة، وسيخدم المشروع نحو مليون راكب يوميًّا، ويتم تنفيذه على ثلاث مراحل، وقد تم افتتاح المرحلتين الأولى والثانية من القطار الكهربائي الخفيف LRT في 3 يوليو 2022.
أفاد التحليل في ختامه أن النقل الأخضر يُعد خطوة أساسية نحو الحد من التأثيرات البيئية لقطاع النقل، ويسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة على الصعيدين المحلي والعالمي. فمن خلال تقليل الانبعاثات الضارة، وتحسين كفاءة الطاقة، وتعزيز استخدام التكنولوجيا النظيفة، يمكن تحقيق توازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة. وتجربة مصر في هذا المجال تعكس التزامًا واضحًا بتطوير بنية تحتية مستدامة تدعم النقل الأخضر، مما يعزز من دورها في مواجهة التغير المناخي وتحقيق مستقبل أكثر استدامة.