محاولة اغتيال ترامب تخلط الأوراق.. تداعيات عابرة للحدود!
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
في وقتٍ كادت مجزرة المواصي في خانيونس، التي جاءت في ذروة الحديث عن المفاوضات القائمة للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، تمرّ مرور الكرام، ليس فقط لأنّ العالم "طبّع" مع مشاهد قتل الفلسطينيين، ولكن أيضًا لأنّ إسرائيل "برّرتها" بزعم أنّ الهدف منها كان القضاء على قائد "كتائب القسام" محمد القسام، جاءت محاولة اغتيال من نوع آخر، لتخلط الأوراق في العالم كلّه، من بوابة الولايات المتحدة تحديدًا.
فمشهد محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على الهواء مباشرةً، غير المألوف ولو كان مسبوقًا في تاريخ الولايات المتحدة، خطف كلّ الأضواء، تمامًا كما أطلق العنان للتحليلات والتفسيرات وربما الاستنتاجات، ليس فقط ربطًا بانعكاساتها المحتملة على مستوى الاستحقاق الانتخابي "الحامي" في أميركا، والذي يبدو أنّه أضحى "دمويًا"، وسط مخاوف كانت موجودة أصلاً من أن تكون البلاد ذاهبة نحو اقتتال أهلي داخلي.
إلا أنّ المشهد الصادم إلى حدّ بعيد، والمباغت ربما، أثار أيضًا علامات استفهام بالجملة عن تداعيات محتملة خارج الولايات المتحدة، على مستوى العالم، بعيدًا عن "الجدل" الذي أثاره حول حقيقة ما حصل، والدوافع خلف الاستهداف، فهل تؤشر محاولة الاغتيال إلى دخول الولايات المتحدة "نفقًا" قد لا يكون الخروج منه بيسير، وما حقيقة القول إنّ ما جرى أميركيًا، يجهض عمليًا كلّ مشاريع التسويات، ويؤجلها لما بعد تشرين الثاني المقبل؟
أميركا.. إلى أين؟
لعلّ سؤال "إلى أين؟"، الذي ارتبط عضويًا برئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط، ينطبق على الحديث عن الوضع في الولايات المتحدة، التي تشهد أساسًا في هذه المرحلة استقطابًا حادًا يكاد يكون غير مسبوق، على خلفية الانتخابات الرئاسية المفترضة في غضون أشهر قليلة، والتي يخشى كثيرون أن تكون تداعياتها "مزلزلة" بمعزل عن نتيجتها، بما يستعيد سيناريو العام 2021، وحادثة اقتحام الكونغرس حينها.
في هذا السياق، ليس سرًا أنّ الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وإن لم تبلغ حملاتها مرحلة "الذروة" بعد، في ظلّ انشغال العالم بأزمات المنطقة وحروبها، تنذر بحرب "داخلية" من نوع آخر قد تشغل الولايات المتحدة في القادم من الأيام، وهو ما تجلّى في مستوى "الخطاب" الذي رُصِد في المرحلة الأخيرة، وما بات يصطلح على وصفه بـ"الأزمة الوجودية" للحزب الديمقراطي، الذي يشهد انقسامًا على خلفية ترشيح الرئيس جو بايدن.
وسط هذا المشهد غير المريح، بالحدّ الأدنى، جاءت محاولة اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب، ومنافس بايدن على الرئاسة مجدّدًا، لتقرع جرس الإنذار، من أن تكون الولايات المتحدة فعلاً ذاهبة نحو سيناريو "الحرب الأهلية"، وهو ما عزّزته الهواجس من ألا يكون ما جرى "يتيمًا أو معزولاً"، باعتبار أنّه قد يتكرّر في المرحلة المقبلة الفاصلة عن موعد الانتخابات الرئاسية، ولا سيما أنّ من شأنه تأجيج العنف في الداخل الأميركي، ورفع مستوى الحماوة أكثر وأكثر.
أبعد من أميركا
وإذا كان البعض قد يرى في هذه السيناريوهات بعض "المبالغة"، رغم تجربة 2021 غير المبشّرة، فيما يدعو البعض الآخر إلى انتظار نضوج الصورة بالحدّ الأدنى، ثمّة من يذهب لحدّ إقحام "نظرية المؤامرة" وسط المشهد الملبّد، وهو ما تجلى بالحديث عن "هجوم مفبرك" رغم صورة الدماء، في مقابل تأكيد على أنّ ما جرى لم يخدم ترامب فحسب، بل أضعف بايدن أكثر، وهو الذي يجاهد منذ المناظرة الرئاسية للتظاهر بقوة لا يبدو أنه يملكها.
إلا أنّ الثابت، وفق ما يقول العارفون، أنّه وبمُعزَل عن تداعيات الهجوم على ترامب أميركيًا، وبانتظار نتائج التحقيق الذي بدأ بشأن ما جرى، بعيدًا عن التشخيص السريع بأنه محاولة اغتيال، يبقى أنّ الانعكاسات لن تكون محصورة بالولايات المتحدة، بل ستشمل العالم بأسره، والمنطقة من ضمنه، وهي التي تتأثّر عادةً بكلّ تطورات الإقليم، فكيف بالحريّ بما تشهده الدولة التي يقول البعض إنّها التي تقود العالم اليوم، من أقصاه إلى أقصاه.
تتفاوت وجهات النظر هنا، فهناك من يعتبر أنّ ما حصل سيؤدي إلى "التهاء" الولايات المتحدة باستحقاقها الداخلي، ما سيؤدي إلى "تجميد" كل ما كانت قد بدأته من اتصالات وترتيبات، على خط الحرب على غزة والتسوية في جنوب لبنان، وهناك من يعتقد أنّ إدارة الرئيس جو بايدن ستصبح "أكثر تشدّدًا"، في محاولة لتعويض ما خسرته في محاولة الاغتيال، وبين الرأيين من يجزم بأنّ حبس الأنفاس قد بدأ عمليًا، ولن ينتهي عمّا قريب.
في التعليقات والاستنتاجات، يرى كثيرون أنّ صورة دونالد ترامب بعد إطلاق النار عليه، وهو يحيّي الجموع رغم كلّ شيء، ستحفر في الذاكرة، وثمّة من يعتبر أن هذه الصورة حسمت السباق نحو البيت الأبيض عمليًا، وأعطت ترامب الأفضلية والأسبقية. لكن الأكيد أنّ ما بعد محاولة الاغتيال ستصبح كل السيناريوهات مفتوحة على مصراعيها، فالأمر لم يعد مجرد مبارزة انتخابية عادية، وأبعاده لن تكون محصورة لا في الزمان ولا المكان! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الولایات المتحدة محاولة اغتیال ما جرى
إقرأ أيضاً:
ترامب: شركة أبل تعتزم استثمار 500 مليار دولار في الولايات المتحدة
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء أن شركة أبل ستقوم باستثمار 500 مليار دولار في الولايات المتحدة، موضحًا أنه رئيس للعمّال ويدافع عنهم وليس عن وول ستريت.
وقال الرئيس الأمريكي خلال خطابه بمناسبة مرور 100 يوم على عودته للحكم، أن شركات كبيرة عادت للاستثمار في الولايات المتحدة.
وأكد ترامب، أن الولايات المتحدة كانت تخسر 5 مليارات دولارات يوميا، في عهد إدارة بايدن، واصفا إياه بالمحتال، موضحا أنه يريد حماية الطبقة الوسطى في الولايات المتحدة وليس الطبقة السياسية، مؤكدا توفير خلق أكثر من 300 ألف وظيفة، بعد عودته للحكم.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن أسعار الوقود والدواء وسلع أخرى انخفضت، مضيفا أن دول العالم تتهافت على واشنطن من أجل إبرام اتفاقات اقتصادية.
وأعلن الرئيس ترامب، أنه أعطى الموافقة الكاملة على استخدام الفحم، مشيرا إلى أن الإداراة الأمريكية ستعمل على إعادة صناعة السيارات إلى ولاية ميشيجن.
وأوضح أن سلطات الولايات المتحدة تمكنت من تأمين الحدود الأمريكية بنسبة 99.9%، ولم يعبر إلا 3 أشخاص فقط خلال المائة يوم الأولى من حكمه.
وقال ترامب، إن المشكلة الرئيسية في مسألة الحدود هي الهجرة غير النظامية والإرهاب، معلنا عن توقيع أمر تنفيذي لمنع مرتكبي الجرائم من الدخول إلى الولايات المتحدة، ولن نكون مكبا للمجرمين.
وأكد الرئيس الأمريكي أنه فاز بالانتخابات الرئاسية رغم رغم لجوء الديمقراطيين لعمليات غش وتزوير.
ولفت ترامب إلى أن مجموعة من صانعي السيارات الأجانب ترحب بقرار تخفيض الرسوم الجمركية.
وأكد إنهاء كابوس التضخم الذي كان الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة، مضيفا أنه يسعى لخفض الضرائب إلى مستويات غير مسبوقة.
وأشار ترامب إلى أن البورصة الأمريكية زادت بنسبة 8% وستعمل إدارته على تحسينها، مؤكدا عزمه على بناء جيش قوي للولايات المتحدة.
وقال إن الإدارة الأمريكية أنجزت خلال 100 يوم تغييرات جذرية، ونعيش العصر الذهبي في الولايات المتحدة، ولدينا الاقتصاد الأفضل في العالم.
وأوضح الرئيس ترامب أن الإدارة الأمريكية السابقة سمحت بدخول العصابات إلى الولايات المتحدة، لافتا إلى أن الديمقراطيين فقدوا ثقة الشعب.