شبه ترامب سابقا بهتلر ووصفه بالأحمق الخبيث.. فانس سيناتور اختاره الجمهوريون نائبا للرئيس
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
قبل 8 سنوات، في الفترة التي سبقت انتخابات الرئاسة لعام 2016، كان جيه.دي فانس من أشدّ منتقدي المرشح الجمهوري دونالد ترامب وقد وصفه بأوصاف قاسية وشبّهه بهتلر.
لكن بحلول الوقت الذي اختاره فيه الرئيس السابق ليكون نائبا له أمس الاثنين، كان قد أصبح فانس الذي ينحدر من ولاية أوهايو أحد أكثر المدافعين المتحمسين عن ترامب ويقف إلى جانبه حتى حين رفض جمهوريون آخرون بارزون ذلك.
جيمس ديفيد فانس كان يصف ترامب بالأحمق، وبأنه يستحق الشجب، وشبهه في جلساته الخاصة بأدولف هتلر، كما قال عن نفسه إنه "لا يؤيد ترامب أبدا"؛ ثم تحول من كل ذلك إلى نصير قوي لترامب، وهذا يجعله شخصية غير عادية نسبيا في الدائرة الداخلية لترامب.
انتهازية أم تطابق في الرؤى؟
وتساءل الديمقراطيون بل بعض الجمهوريين عما إذا كانت الانتهازية وليس التوجه الفكري هي التي تحرك فانس الذي كتب مذكرات جاءت أكثر مبيعا بعنوان "مرثية هيلبيلي" وهو الآن عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية أوهايو. وهيلبيلي كلمة تعني شخصا من سكان المناطق الريفية الجبلية الفقيرة بالولايات المتحدة.
لكن ترامب الذي نجا من محاولة اغتيال في تجمع انتخابي في بنسلفانيا يوم السبت، وكثيرين من مستشاريه، يرون أن تحول فانس صادق.
ويشيرون إلى أن معتقدات فانس السياسية التي تمزج بين الانعزالية والشعبوية الاقتصادية تتوافق مع معتقدات ترامب، وتضع الرجلين على خلاف مع الحرس القديم للحزب الجمهوري، حيث لا يزال صقور السياسة الخارجية والمبشرون بالسوق الحرة يتمتعون بنفوذ.
وقال السيناتور الجمهوري جون باراسو من وايومنج الذي وصفه فانس بأنه معلمه -لرويترز- إن فانس غيّر وجهات نظره عن ترامب لأنه "رأى النجاحات التي حققها ترامب حين كان رئيسا للبلاد".
كذلك أثلجت معارضة فانس المعلنة للمساعدات الأميركية لأوكرانيا في حربها مع روسيا صدور غلاة المحافظين من حلفاء ترامب، حتى في الوقت الذي أزعجت فيه بعض زملائه في مجلس الشيوخ.
وقال -لرويترز- المعلق المحافظ تاكر كارلسون، وهو من أشد مؤيدي فانس، "إنه يفهم على ماذا يترشح ترامب (برنامجه)، ويتفق معه، على عكس بقية أعضاء الحزب الجمهوري في واشنطن".
سياسي من أسرة فقيرةولد فانس (39 عاما) في أسرة فقيرة في جنوب ولاية أوهايو. وقد يساعد اختياره في تعزيز موقف حملة ترامب في منطقة حزام الصدأ التي تضم أوهايو، في سباق سيحسمه ناخبون في عدد قليل من الولايات الحاسمة، ومن ذلك بنسلفانيا وميشيغان المجاورتان، على الرغم من أن آراءه المحافظة قد تنفر الناخبين المعتدلين.
وقال ديفيد نيفن أستاذ السياسة المساعد بجامعة سينسيناتي الذي كتب خطب اثنين من الحكام الديمقراطيين "مدى دعمه بطاقة ترشح الجمهوريين للرئاسة (حتى الفوز) سيمثل استعادة كونه صوت الحلم الأميركي"، في إشارة إلى صعود فانس من الفقر إلى عضوية مجلس الشيوخ الأميركي وترشيحه إلى منصب نائب الرئيس.
وبعد الخدمة في مشاة البحرية، والالتحاق بكلية الحقوق بجامعة ييل والعمل كرأسمالي مغامر في سان فرانسيسكو، صعد فانس على المستوى الاتحادي بفضل كتابه "مرثية هيليبلي" الذي صدر عام 2016.
وفي هذه المذكرات، استكشف المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه مسقط رأسه وحاول شرح شعبية ترامب بين الأميركيين البيض الفقراء للقراء.
انتقادات شديدة لترامب
انتقد فانس ترامب بشدة، علنا وفي جلساته الخاصة، وفي عام 2016 وخلال المراحل الأولى من ولايته 2017-2021.
وكتب إلى أحد زملائه على فيسبوك في عام 2016 "أتأرجح بين الاعتقاد بأن ترامب غبي خبيث مثل نيكسون الذي ربما لم يكن بهذا السوء (وربما كان بوسعه أن يثبت أنه نافع) وبين أنه هتلر أميركا".
وفي 2022 حين تحدثت تقارير لأول مرة عن تعليقه الذي شبه فيه ترامب بهتلر، لم يدحضه المتحدث باسمه، لكنه قال إنه لم يعد يمثل آراء فانس.
وحين ترشح فانس لمجلس الشيوخ في 2022، أثمر تأييده لترامب الذي تضمن التقليل من شأن هجوم أنصار الرئيس السابق في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 على مبنى الكونغرس، عن حصوله على دعم ترامب في المقابل، وهو ما ساعد في وضعه على القمة في انتخابات تمهيدية تنافسية.
وفي مقابلات إعلامية، قال فانس إنه لم تكن هناك لحظة "كشف" غيرت وجهة نظره في ترامب. وبدلا من ذلك، أدرك تدريجيا أن معارضته للرئيس السابق كان سببها أساسا الأسلوب وليس الجوهر.
فعلى سبيل المثال، وافق على ادعاءات ترامب بأن التجارة الحرة أدت إلى تقويض الطبقة الوسطى في الولايات المتحدة بسحق التصنيع المحلي وأن قادة البلاد يسارعون بشدة في التورط في حروب خارجية.
وقال فانس لصحيفة "نيويورك تايمز" في يونيو/حزيران "سمحت لنفسي بالتركيز كثيرا على أسلوب ترامب لدرجة أنني تجاهلت إلى حد بعيد الطريقة التي كان يقدم بها شيئا مختلفا تماما في ما يتعلق بالسياسة الخارجية، والتجارة، والهجرة".
وفي المقابلة نفسها، قال فانس إنه اجتمع مع ترامب في 2021 وإن الاثنين تقاربا خلال حملته في مجلس الشيوخ.
ورفض فانس إجراء مقابلة مع رويترز من أجل هذا التقرير، ورفض المتحدث باسمه التعليق عليه.
ويرى منتقدو سيناتور ولاية أوهايو أن تحول آرائه هو حيلة ماكرة للصعود في صفوف السياسة الجمهورية.
ومن هؤلاء أستاذ السياسة نيفن الذي قال في معرض حديثه عن العلاقة بين الرجلين "ما تراه هو بعض من الانتهازية العميقة حقا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ولایة أوهایو مجلس الشیوخ
إقرأ أيضاً:
ثلاثة مزاعم أطلقها ترامب حول زيلينسكي والحرب الروسية الأوكرانية.. ما الذي تكشفه الأرقام؟
تصاعد الجدل هذا الأسبوع بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، حيث وصف نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"الديكتاتور"، ما أثار استياء القادة الأوروبيين.
وإثر ذلك، رد زيلينسكي عبر اتهام ترامب بالعيش في "فضاء من التضليل الإعلامي" الذي تخلقه روسيا، في تحول واضح عن نهج الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة جو بايدن في دعم أوكرانيا.
ومع استمرار الجدل، عملت Euroverify على تفنيد الادعاءات التي أطلقها ترامب، حيث قامت بمراجعة الحقائق مسلطةً الضوء على مدى دقة تصريحاته وتأثيرها على السياسة الأمريكية تجاه الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.
في مؤتمره الصحفي الأربعاء، ادعى ترامب أن هناك "أحكامًا عرفية في أوكرانيا"، مضيفًا أن نسبة تأييد زيلينسكي لا تتجاوز 4%، لكن هذا الرقم لا يستند إلى أي استطلاعات رأي موثوقة، إذ تظهر الدراسات أن نسبة تأييد زيلينسكي ظلت تتجاوز الـ 50% بشكل مستمر.
فقد تم انتخاب زيلينسكي بطريقة ديمقراطية في أيار/مايو 2019، وحصل على 73% من الأصوات في الجولة الثانية. ومع بداية الغزو الروسي الشامل في شباط/فبراير 2022، فرضت أوكرانيا الأحكام العرفية، ما حال دون إجراء انتخابات وفقًا للدستور.
وأكد زيلينسكي مرارًا أن الانتخابات ستُعقد بعد الحرب، في الوقت الذي رفض فيه خصومه السياسيون إجراء انتخابات خلال الحرب. ووفقًا لاستطلاع أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع في شباط/فبراير 2022، بلغت نسبة ثقة الأوكرانيين بزيلينسكي 57%، مقارنةً بـ 52% في كانون الأول/ديسمبر. كما أظهر استطلاع آخر أن نسبة تأييده في أوكرانيا بلغت 63%.
وفيما يتعلق بانطباع الأوكرانيين عنه، وصفه 74% منهم بأنه وطني، و73% بأنه قائد ذكي ومطلع، و65% بأنه شخصية قوية تقود البلاد في زمن الحرب.
وأكدت الباحثة في العلوم السياسية أولغا أونوش، أن نشر معلومات مضللة حول شرعية زيلينسكي يعزز الدعاية الروسية ويقوض حق الشعب الأوكراني في تقرير مصيره.
المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لا تتجاوز حجم الدعم الأوروبيفي منشور عبر "تروث سوشال"، ادعى ترامب أن الولايات المتحدة قدمت 350 مليار دولار (334 مليار يورو) لأوكرانيا، وأن إنفاق واشنطن تجاوز الدعم الأوروبي بمقدار 200 مليار دولار (191.1 مليار يورو).
لكن البيانات تظهر أن الولايات المتحدة لم تتجاوز أوروبا في إجمالي المساعدات، كما أن الرقم الفعلي أقل من المبلغ الذي ذكره ترامب.
وتشير إحصائيات معهد كيل للاقتصاد العالمي إلى أن إجمالي الدعم الأوروبي، بما يشمل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، بلغ 132.3 مليار يورو، مقارنة بـ 114.2 مليار يورو من الولايات المتحدة.
أما بالنسبة لأكبر المساهمين، فقد تصدرت إستونيا والدنمارك القائمة، حيث خصصت كل منهما أكثر من 2% من إجمالي الناتج المحلي قبل الحرب لدعم أوكرانيا.
كما اتهم ترامب زيلينسكي بالفساد، مدعيًا أن الرئيس الأوكراني "اعترف بأن نصف الأموال الأمريكية المرسلة إلى أوكرانيا مفقودة".
إلا أن زيلينسكي، في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس"، أوضح أن أوكرانيا لم تتلق سوى 72.5 مليار يورو من إجمالي المساعدات الأمريكية، معظمها على شكل أسلحة، فيما يتم إنفاق الجزء الأكبر من الدعم داخل الولايات المتحدة، سواء في تصنيع الأسلحة أو دفع رواتب الجنود الأمريكيين.
تكلفة الحرب تُرهق موسكوادعى ترامب أن "روسيا لا تنوي تدمير كييف، ولو أرادت لفعلت ذلك. روسيا قادرة على محو المدن الأوكرانية تمامًا، لكنها الآن تهاجم بنسبة 20% فقط من قوتها العسكرية".
لكن معظم البيانات تشير إلى أن روسيا خصصت جزءًا كبيرًا من قدراتها العسكرية لغزو أوكرانيا. ووفقًا لتقديرات وكالة الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، يوجد نحو 580,000 جندي روسي على الأرض، فيما يُعتقد أن موسكو أنفقت حوالي 200 مليار يورو على مجهودها الحربي.
كما فرضت العقوبات الغربية قيودًا على قدرة روسيا في تصنيع الأسلحة، وسط تقارير تشير إلى تراجع مخزونها العسكري. وتعتمد موسكو بشكل متزايد على الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية، إلى جانب الدعم العسكري من كوريا الشمالية، لتعويض النقص في قواتها وعتادها العسكري.
ويرى بعض المحللين أن انخراط روسيا في الحرب أدى إلى تراجع نفوذها في مناطق أخرى من العالم، بما في ذلك سوريا، حيث فقد حليفها بشار الأسد السلطة في كانون الأول/ديسمبر بعد هجوم مفاجئ من فصائل المعارضة المسلحة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تقرير: الجنرال فاليري زالوجني قد يتفوق على زيلينسكي لو أجريت انتخابات فمن هو؟ انتقادات أوروبية لترامب بعد وصفه زيلينسكي بـ"الديكتاتور" القادة الأوروبيون يوافقون على ترشيح أوكرانيا ومولدافيا لعضوية التكتل وزيلينكسي يعتبر القرار تاريخيا فولوديمير زيلينسكيدونالد ترامبالكرملينروسياأوكرانياالولايات المتحدة الأمريكية