قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن الاتصالات الخاصة بالتوصل إلى صفقة لوقف الحرب في غزة وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، تضررت عقب القصف الإسرائيلي على خيام النازحين بمنطقة المواصي بزعم محاولة اغتيال القيادي بحماس محمد الضيف.

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية لم تسمها، أن حركة حماس أعلنت بالفعل أنها لن تجمّد المحادثات، لكن التقدم فيها تأخر، وليس كما كان من قبل.

وأدى قصف جوي طال خيام النازحين الفلسطينيين بمنطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، السبت، إلى استشهاد 90 فلسطينيا وإصابة 300 آخرين، بينهم العشرات من الأطفال والنساء، وفق إحصائية غير نهائية لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

وعقب القصف، ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمؤتمر صحفي، أنه استهدف محمد الضيف (القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس) ونائبه رافع سلامة، لكن "حتى الآن لا توجد تأكيدات على مقتلهما".

ونفت حركة حماس صحة المزاعم الإسرائيلية بأن هذا القصف استهدف الضيف وسلامة، وقالت في بيان إن هذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبه لاحقا، وإن هذه الادعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة.

تضرر المفاوضات

وبشأن مؤشرات تضرر محادثات صفقة وقف الحرب وتبادل الأسرى، قالت هآرتس إن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع لم يتوجه إلى قطر الأحد لاستكمال المفاوضات بشأن الصفقة، كما كان مقررا، وتشير التقديرات في إسرائيل إلى أن زيارته ستتم في نهاية الأمر، دون ذكر موعد لها.

وبحسب الصحيفة، فإن المناقشة الأمنية التي عقدها نتنياهو بشأن الصفقة مع رئيسي الموساد والشاباك (جهاز الأمن العام) رونين بار، الأحد، كان هدفها حل الخلافات الإسرائيلية الداخلية بشأن مطالب رئيس الوزراء بمنع مرور المسلحين من جنوب قطاع غزة إلى الشمال، والسماح بالبقاء الإسرائيلي في محور فيلادلفيا كشرطين لتنفيذ الصفقة مع حماس.

وكانت وسائل إعلام عبرية ومعلقون إسرائيليون اعتبروا أن إصرار نتنياهو على هذه الشرطين من شأنه نسف الصفقة مع حماس.

ونقلت هآرتس عن مصدر إسرائيلي مسؤول آخر قوله إن الكثير من المناقشات الداخلية جرت في الأيام الأخيرة، بعضها بقيادة رئيس الوزراء، من أجل الاستعداد للدفع نحو الصفقة وتعزيز موقف إسرائيل بشأن القضايا التي لا تزال مفتوحة بين الطرفين، دون تقديم توضيحات بشأنها.

وأضاف المصدر أنه في الوقت نفسه يجري ممثلون إسرائيليون محادثات مع الولايات المتحدة والوسطاء، ونفترض أن الأمور ستتضح في غضون أيام قليلة.

كما نقلت الصحيفة عن مصدر أجنبي مطلع على سير المفاوضات لم تسمه قوله إنه منذ العملية التي قام بها الجيش الإسرائيلي يوم السبت، كانت هناك صعوبة في دفع الصفقة إلى الأمام، مضيفا أنه من الطبيعي أن تتشدد حماس في مواقفها، وتعرب عن غضبها بعد مثل هذا الحدث.

في المقابل، قال القيادي بحماس عزت الرشق الأحد في بيان عبر الحساب الرسمي لحركة حماس في تطبيق تليغرام، إن ما ن تداولته بعض وسائل الإعلام عن قرار من حماس وقف المفاوضات ردا على مجزرة المواصي غرب خان يونس لا أساس له من الصحة.

وعلى مدار أشهر تحاول جهود وساطة تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس يضمن تبادلا للأسرى من الجانبين، ووقفا لإطلاق النار يفضي إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الصفقة مع

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تشن عملية دامية في الضفة الغربية مع استمرار حربها على غزة  

 

 

القدس المحتلة- شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق يوم الأربعاء في الضفة الغربية المحتلة، حيث قال الجيش إنه قتل تسعة مقاتلين فلسطينيين، في حين لم تظهر حرب غزة المستمرة منذ ما يقرب من 11 شهرًا أي علامة على التراجع.

تصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية خلال الصراع في غزة الذي اندلع في أعقاب الهجمات غير المسبوقة التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وأسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص في غزة، وفقا لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس. كما تسببت في دمار واسع النطاق في الأراضي الفلسطينية، ونزوح ما يقرب من 2.4 مليون شخص من سكانها مرة واحدة على الأقل، وتسببت في أزمة إنسانية.

وفي الضفة الغربية، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي في الساعات الأولى من فجر اليوم الأربعاء سلسلة من الغارات المنسقة على أربع مدن هي جنين ونابلس وطوباس وطولكرم.

وقال الجيش إنه ينفذ "عملية لمكافحة الإرهاب" بمشاركة غارات جوية وقوات برية وجرافات.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال قتلت عشرة أشخاص على الأقل، بينهم فلسطينيان في جنين، وأربعة في قرية مجاورة، وأربعة آخرين في مخيم للاجئين قرب طوباس. كما أصيب خمسة عشر آخرون.

قطع الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارته للسعودية وعاد إلى فلسطين "لمتابعة آخر التطورات في ضوء العدوان الإسرائيلي على شمال الضفة الغربية"، بحسب وسائل إعلام رسمية فلسطينية.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل تسعة "إرهابيين" فلسطينيين في عمليته المستمرة، مضيفا أنه حتى الآن لم تقع إصابات في الجانب الإسرائيلي.

وأضاف أن الجنود واجهوا متفجرات واشتبكوا في تبادل لإطلاق النار مع المسلحين.

وقال المتحدث باسم الجيش نداف شوشاني للصحفيين "واجهنا متفجرات بالفعل في الساعات الأولى، وواجهنا تبادلا لإطلاق النار في الوقت الحقيقي مع الإرهابيين أثناء مشاركتهم في المعركة".

وقال إن القوات كانت تستهدف "مزيجا من الجماعات الإرهابية والخلايا الإرهابية"، رافضا الكشف عن عدد المتورطين أو المدة التي ستستغرقها العملية.

وقالت شوشاني إن العملية الحالية "ليست مختلفة إلى حد كبير (عن أنشطة الجيش المعتادة في المنطقة) أو خاصة".

- "هذه حرب" -

لكن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس كان له رأي مختلف، حيث قال إن الجيش "يعمل بكامل قوته منذ الليلة الماضية" في محاولة "تفكيك البنية التحتية للإرهاب الإيراني الإسلامي".

وفي منشور على موقع X، اتهم إيران، العدو الرئيسي لإسرائيل في المنطقة، بالسعي إلى "إقامة جبهة شرقية ضد إسرائيل" على غرار "نموذج" غزة ولبنان، حيث تدعم حماس وحزب الله على التوالي.

وأضاف "يجب علينا أن نتعامل مع هذا التهديد بنفس العزم الذي استخدمناه ضد البنى التحتية للإرهاب في غزة، بما في ذلك الإخلاء المؤقت للسكان وأي إجراءات ضرورية".

"هذه حرب، ويجب علينا الفوز بها."

منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، قتلت القوات الإسرائيلية أو المستوطنون أكثر من 650 فلسطينيا في الضفة الغربية، وفقا لتعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام وزارة الصحة الفلسطينية.

وفي الفترة ذاتها، قُتل ما لا يقل عن 19 إسرائيلياً في هجمات فلسطينية، وفقاً لمسؤولين إسرائيليين.

ولكن في حين أصبحت العمليات العسكرية الإسرائيلية حدثاً يومياً في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، فمن النادر أن يتم تنفيذها في مدن متعددة في وقت واحد.

وفي الأسابيع الأخيرة، ركزت العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية على شمال المنطقة، حيث تنشط الجماعات المسلحة التي تقاتل ضد إسرائيل بشكل خاص.

- "حرب مفتوحة" -

وتأتي العملية الأخيرة بعد يومين من إعلان إسرائيل تنفيذها غارة جوية على الضفة الغربية، قالت السلطة الفلسطينية إنها أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص.

وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل الخمسة الأربعاء وقال إن الضربة أصابت مبنى "يستخدمه الإرهابيون للقيام بنشاط إرهابي وإلحاق الأذى بالجنود (الإسرائيليين) العاملين في المنطقة".

وأوضحت أن أحد القتلى هو جبريل جسان إسماعيل جبريل، الذي أفرج عنه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ضمن الهدنة الوحيدة في غزة حتى الآن، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وفي الأسبوع الماضي، أعلن الجيش أنه قتل ناشطا فلسطينيا بارزا في لبنان، متهما إياه بـ"توجيه الهجمات وتهريب الأسلحة" إلى الضفة الغربية والتعاون مع القوات الإيرانية.

وأصدرت حركة الجهاد الإسلامي، وهي حركة إسلامية فلسطينية متحالفة مع حماس ولها وجود قوي في شمال الضفة الغربية، بيانا في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء نددت فيه بـ"الحرب المفتوحة" التي تشنها إسرائيل.

وأضاف البيان أن "المحتل بهذا العدوان الذي يهدف إلى نقل ثقل الصراع إلى الضفة الغربية المحتلة، يريد فرض حالة جديدة على الأرض لضم الضفة الغربية".

أكدت حركة حماس، التي ارتفعت شعبيتها في الضفة الغربية منذ بدء الحرب على غزة، مساء الثلاثاء دعوتها للفلسطينيين في القطاع إلى "الانتفاضة".

وجاء بيانها ردا على تعليقات وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير، الذي قال هذا الأسبوع إنه سيبني كنيسًا في باحة المسجد الأقصى في القدس إذا استطاع.

وقد دعا بن غفير، وهو مستوطن، علانية إلى ضم الضفة الغربية.

وأسفر هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عن مقتل 1199 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

ومنذ ذلك الحين، أسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية الانتقامية عن مقتل ما لا يقل عن 40534 شخصا في غزة، وفقا لوزارة الصحة في القطاع. وتقول مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن معظم القتلى من النساء والأطفال.

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • مفاوضات متعثرة وليبرمان يهاجم نتنياهو بشأن الصفقة
  • اليوم التالي لفشل الصفقة
  • نائب مدير المخابرات الأميركية: مصير الصفقة بيد زعيم حماس
  • إسرائيل تشن عملية دامية في الضفة الغربية مع استمرار حربها على غزة  
  • معاريف: نقطتان تصر عليهما إسرائيل بشدة في الغرف المغلقة للمفاوضات
  • هآرتس: تغطية قناة العربية تركّز على منع الاعتقاد بأن حماس تنتصر
  • الجنرال إسحاق بريك: انهيار المفاوضات سيقود إسرائيل للهاوية
  • مفاوضات غزة - وفد تقني إسرائيلي يتوجه إلى الدوحة غدًا
  • مصادر تكشف لـCNN عن كواليس مفاوضات القاهرة بشأن غزة
  • واشنطن تشير إلى "تقدّم" بمحادثات القاهرة رغم هجوم حزب الله