صحيفة عبرية: اتصالات الصفقة مع حماس "تضررت" عقب قصف المواصي
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
قالت صحيفة عبرية إنه عقب محاولة الاغتيال المزعومة للقائد العسكري بحركة حماس محمد الضيف، تضررت الاتصالات الخاصة بالتوصل إلى صفقة وقف الحرب وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
جاء ذلك وفق ما نقلته صحيفة "هآرتس"، مساء الاثنين، عن مصادر سياسية لم تسمها.
وقالت المصادر إنه "منذ محاولة اغتيال الضيف يوم السبت تضررت الاتصالات الخاصة بالدفع نحو الصفقة".
وقال أحد المصادر: "لقد أعلنت حماس بالفعل أنها لن تجمد المحادثات، لكن التقدم فيها تأخر، وليس كما كان من قبل".
وأدى قصف جوي طال خيام النازحين الفلسطينيين بمنطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، السبت، إلى مقتل 90 فلسطينيا وإصابة 300 آخرين، بينهم العشرات من الأطفال والنساء، وفق إحصائية غير نهائية لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وعقب القصف، ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمؤتمر صحفي، أنه "استهدف محمد الضيف (القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس) ونائبه رافع سلامة، لكن حتى الآن لا توجد تأكيدات على مقتلهما".
فيما نفت حماس صحة الادعاءات الإسرائيلية بأن هذا القصف استهدف الضيف وسلامة، وقالت في بيان: "هذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقا، وإن هذه الادعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة".
وبشأن مؤشرات تضرر محادثات صفقة وقف الحرب وتبادل الأسرى، قالت "هآرتس" إن رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنياع لم يتوجه إلى قطر الأحد لاستكمال المفاوضات بشأن الصفقة، كما كان مقررا.
وأضافت: "في الوقت الحالي، تشير التقديرات في إسرائيل إلى أن زيارة برنياع ستتم في نهاية الأمر"، دون ذكر موعد لها.
وبحسب الصحيفة، فإن "المناقشة الأمنية" التي عقدها نتنياهو بشأن الصفقة مع رئيسي الموساد والشاباك (جهاز الأمن العام) رونين بار، الأحد، كان هدفها "حل الخلافات الإسرائيلية الداخلية بشأن مطالب رئيس الوزراء بمنع مرور المسلحين من جنوب قطاع غزة إلى الشمال، والسماح بالتواجد الإسرائيلي في محور فيلادلفيا كشرطين لتنفيذ الصفقة" مع حماس.
وكانت وسائل إعلام عبرية ومعلقون إسرائيليون اعتبروا أن إصرار نتنياهو على هذه الشرطين من شأنه نسف الصفقة مع حماس.
ونقلت "هآرتس" عن مصدر إسرائيلي مسؤول آخر قوله: "الكثير من المناقشات الداخلية جرت في الأيام الأخيرة، بعضها بقيادة رئيس الوزراء، من أجل الاستعداد للدفع نحو الصفقة وتعزيز موقف إسرائيل بشأن القضايا التي لا تزال مفتوحة بين الطرفين"، دون تقديم توضيحات بشأنها.
وأضاف المصدر: "في الوقت نفسه يجري ممثلون إسرائيليون محادثات مع الولايات المتحدة والوسطاء، ونفترض أن الأمور ستتضح في غضون أيام قليلة".
كما نقلت الصحيفة عن مصدر أجنبي مطلع على سير المفاوضات لم تسمه قوله إنه "منذ العملية التي قام بها الجيش الإسرائيلي يوم السبت، كانت هناك صعوبة في دفع الصفقة إلى الأمام".
وأضاف: "من الطبيعي أن تتشدد حماس في مواقفها، وتعرب عن غضبها بعد مثل هذا الحدث. لكن توقعات جميع الأطراف هي رؤية تقدم قريبا".
ولم يتم تحديد موعد لعقد اجتماعات إضافية بين أطراف الصفقة والوسطاء.
من جانبها، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، مساء الاثنين، عن مصدر سياسي إسرائيلي لم تسمه قوله إن إسرائيل "تجري اتصالات مع الوسطاء من أجل إرسال وفد لمواصلة المفاوضات"، مشيرا إلى أنه "لم يتحدد بعد ما إذا كان سيتم إجراء المزيد من المحادثات في مصر أو قطر. لكن التقدم إيجابي".
وزعم المصدر أن "إصرار نتنياهو على الخطوط الحمراء (وفق وصفه) يخدم غرضين هما إعادة المختطفين (الأسرى الإسرائيليين بغزة) وتحقيق الأهداف العسكرية، وهذا هو الوقت المناسب لزيادة الضغط العسكري لأن هذا هو ما سيسمح لنا بإعادة أكبر عدد ممكن من المختطفين على قيد الحياة وبثمن لا يُعرض إسرائيل للخطر".
وفي السابع من الشهر الجاري، زعم مكتب نتنياهو في بيان، أن "موقف رئيس الوزراء الثابت ضد محاولة وقف عمليات الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح (جنوب) هو الذي دفع حماس إلى الدخول في المفاوضات".
وعلى مدار أشهر تحاول جهود وساطة تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس يضمن تبادل للأسرى من الجانبين ووقفا لإطلاق النار، يفضي إلى ضمان دخول المساعدات الإنسانية للقطاع الفلسطيني.
غير أن جهود الوساطة أعيقت على خلفية رفض نتنياهو الاستجابة لمطالب حماس بوقف الحرب.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة بدعم أمريكي، خلفت أكثر من 127 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
بن غفير يهدد بالانسحاب من حكومة نتنياهو حال تنفيذ صفقة مع حماس (شاهد)
أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، زعيم حزب "عظمة يهودية"، أنه أبلغ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنه وحزبه سيقدمان استقالتهما من الحكومة في حال بدء تطبيق صفقة تبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.
وقال بن غفير إنه سيطلب العودة إلى الحكومة في حال استئناف الحرب.
ووصف بن غفير في مؤتمر صحفي الصفقة المقترحة بأنها "سيئة"، مؤكداً أنها تشمل تحرير مئات من "المخربين القتلة" بحسب وصفه، وأنها "تمحو كل الإنجازات وتقضي على بقية المخطوفين".
העסקה המתגבשת היא עסקה מופקרת. היא כוללת שחרור של מאות מחבלים רוצחים, חזרת אלפי מחבלים לצפון הרצועה, נסיגה מציר פילדלפי והפסקת הלחימה, ובכך למעשה העסקה תמחק את הישגי המלחמה.
לא זו בלבד, היא אינה מובילה לשחרור של כלל החטופים, חורצת את גורלם של יתר החטופים שאינם כלולים בעסקה, והיא… pic.twitter.com/tiMtYcsKph — איתמר בן גביר (@itamarbengvir) January 16, 2025
وأضاف: "هذه الصفقة عار وتفريط، ونحن في حزب عظمة يهودية سنقدم استقالتنا إذا أُقرت".
وأكد بن غفير أن حزبه مستعد لدفع "أثمان باهظة" لتحرير المخطوفين الإسرائيليين، لكنه اعتبر أن ما يُطرح في الصفقة الحالية "أثقل مما نحتمل"٬ وقال: "التشبث بأهداف الحرب هو ما يعيد مخطوفينا".
وأضاف أنه إذا تقرر استئناف القتال ضد حماس، كما يطالب حزبه، فإنهم سيعودون إلى دعم الحكومة.
ووصف الصفقة الحالية بأنها "تطلق سراح مئات القتلة، وتقر الانسحاب من فيلادلفيا، ووقف الحرب، وستنهي كل إنجازاتنا".
ودعا بن غفير إلى وقف المساعدات الإنسانية والوقود عن غزة بالكامل، كشرط لإعادة "المخطوفين". كما دعا نتنياهو إلى "التروي ووقف هذه الصفقة السيئة وعدم إعادتنا للوراء".
وأكد بن غفير أن حزبه لن يتعاون مع اليسار لإسقاط حكومة نتنياهو، لكنه لن يبقى في حكومة تبرم صفقة كهذه.
واختتم بالقول: "الفرحة التي تابعناها في غزة والضفة الغربية تظهر من هو الذي خضع في هذه الحرب".
بن غفير يدعو سموتريتش للانسحاب
كما دعا بن غفير، وزير المالية ورئيس حزب "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، إلى التعاون ضد اتفاق وقف إطلاق النار المقترح من خلال الانسحاب من الحكومة.
ويُعتبر انسحاب حزبي "القوة اليهودية" و"الصهيونية الدينية" من الحكومة خطوة قد تؤدي إلى إسقاطها.
ويمكن لاتفاق بين سموتريتش وبن غفير أن يمنع اعتماد الصفقة، لكن بن غفير وحده لا يمتلك القدرة على إسقاط الحكومة. ويضم الحزبان معاً 14 مقعداً في الكنيست من أصل 120، وهي كافية لإسقاط الحكومة، علماً بأن بن غفير يمتلك 6 مقاعد فقط.
ويحتفظ الائتلاف الحاكم بـ68 مقعداً في الكنيست، بينما يحتاج إلى 61 مقعداً فقط للبقاء في السلطة وفق النظام السياسي الإسرائيلي.
وجاءت هذه التطورات بعد أن أعلنت الدوحة مساء أمس الأربعاء نجاح الوساطة القطرية المصرية الأمريكية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، على أن يبدأ تنفيذه يوم الأحد 19 كانون الثاني/ يناير الجاري.
وبدعم أمريكي مطلق٬ ينفذ الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 157 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى اختفاء أكثر من 11 ألف مفقود.
كما تسببت الحرب في دمار هائل ومجاعة أودت بحياة العشرات من الأطفال والمسنين، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.