قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء ركن محمد الصمادي إن اعتراف جيش الاحتلال الإسرائيلي بنقص دباباته جراء تضررها في معارك غزة "يثبت صدق الرواية الإعلامية للمقاومة، كما أسقط أسطورة الميركافا الإسرائيلية".

وأوضح الصمادي -خلال تحليله المشهد العسكري في غزة- أن المقاومة الفلسطينية دأبت على توثيق معظم عملياتها بفيديوهات ولطالما قالت إنها دمرت آليات إسرائيلية -كليا أو جزئيا-، مؤكدا أن ساحة الميدان كسرت أسطورة الميركافا وألحقت ضررا بنظرية الردع والصناعات الإسرائيلية.

وأشار إلى أن الدبابات تشكل العمود الفقري لجيش الاحتلال، وتعرضها للتدمير يجعلها غير قادرة على استمرار عمليات القتال، وتحتاج إسرائيل إلى عمليات تصنيع دبابات جديدة وقطع غيار.

وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قد ذكرت أن الجيش أعلن لأول مرة نقصا في عدد الدبابات بسبب الاستهدافات الكثيرة، في إشارة إلى استهدافها من قبل المقاومة الفلسطينية، مشيرة إلى أن العدد الحالي من الدبابات لدى الجيش لا يلبي احتياجات المجهود الحربي.

وبشأن التداعيات المتوقعة لاعتراف جيش الاحتلال، يعتقد الخبير العسكري أنه سيكون أحد أهم الأسباب للانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب بعد الدخول بمرحلة استنزاف.

وتوقع أن المقاومة دمرت خلال الحرب ما بين 1600 و1700 آلية عسكرية إسرائيلية (دبابات وجرافات وناقلات جند)، وذلك باحتساب خسائر جيش الاحتلال في المعارك الأخيرة في حيي الشجاعية وتل الهوى بمدينة غزة، إضافة إلى معركة رفح جنوبا.

ورجح الصمادي أن يكثف الجيش الإسرائيلي قصفه المدفعي والجوي مع عمليات توغل محدودة بناء على معلومات استخبارية، في حين تنصب المقاومة الكمائن الناجحة وتعتمد المواجهة الذكية عبر القذائف المضادة للدروع من المسافة الصفرية، إلى جانب عمليات الإغارة وتفجير حقول الألغام بعد خبراتها التراكمية في عمليات الاستهداف.

وأكد أن الجيش الإسرائيلي يعيش مأزقا على مستوى وحداته المدرعة والآلية، خاصة مع استخدام المقاومة مخلفات الحرب وإعادة تدويرها لكون هذه الصواريخ "لديها قدرة تدميرية وموجة تفجيرية عالية جدا مما يؤدي إلى خسائر كبيرة بالوحدات المدرعة والآلية لجيش الاحتلال".

تجدر الإشارة إلى أن "الميركافا" تتميز بمواصفات تجعلها من الدبابات الأكثر تحصينا في العالم، والأقوى في أرض الحرب، ويوجد منها عدة أنواع آخرها "ميركافا 4″، كما أنها تتميز بأنها أول دبابة في العالم تحتوي على نظام متقدم من الذكاء الاصطناعي يدير مهام الخزان.

وتحتوي هذه الدبابة على نظام حماية نشط، يعترض الصواريخ المضادة للدبابات قبل وصولها، ولها القدرة على إطلاق النار على الأهداف المتحركة، وأظهرت قدرات عالية لإصابة الطائرات العمودية التقليدية باستخدام الذخائر المضادة للدبابات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري: انسحاب إسرائيل من الخيام تكتيكي والقتال هناك مغاير لغزة

قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن انسحاب الجيش الإسرائيلي من بلدة الخيام جنوبي لبنان تكتيكي، موضحا آلية القتال الدائر بين حزب الله وإسرائيل بالمنطقة، في مشهد مغاير لما يحدث في قطاع غزة.

وأوضح حنا -في تحليله المشهد العسكري لتطورات لبنان- أن الانسحاب الإسرائيلي من الخيام تكتيكي بهدف "إعادة التموضع العسكري ثم المتابعة باتجاه البلدة".

وأفادت وسائل إعلام لبنانية، أمس السبت، بانسحاب القوة الإسرائيلية التي هاجمت الحي الشرقي لبلدة الخيام في جنوبي لبنان، وقالت إن ذلك جاء "بعد فشل محاولات التسلل إلى وسط البلدة".

ويعتقد الخبير العسكري أن الخيام تعد جزءا أساسيا من خط القرى الحدودي الذي تريد إسرائيل السيطرة عليه وإنشاء منطقة عازلة فيه، مشيرا إلى أن هذه البلدة تطل على إصبع الجليل وسهل الحولة.

وتقع الخيام على مسافة نحو 3 كيلومترات من الخط الحدودي مع إسرائيل، وترتفع نحو 700 متر فوق سطح البحر. وتعتبر البلدة الحدودية الأكبر من حيث المساحة وعدد السكان.

ونظرا لهذه المميزات الجغرافية، يستطيع حزب الله، وفق حنا، استهداف مستوطنات وتجمعات عسكرية إسرائيلية بصورة مباشرة.

ويرى الخبير العسكري أنه قد يكون هناك عدة أسباب وراء الانسحاب الإسرائيلي مثل التنسيق مع الصليب الأحمر لسحب جثث، إضافة إلى أن الجيش الإسرائيلي "لم يحسب حساب أن يكون هناك مقاومة".

وأوضح أن "الخطط العسكرية توضع بناء على معلومات ومؤشرات ليست ملموسة، وتسمى تحليلا تكتيكيا تبنى عليها الخطط".

ومن وجهة نظر الخبير العسكري، لا توجد اشتباكات مباشرة في جنوب لبنان مثلما يحدث في مخيم جباليا شمال القطاع.

ويعتمد حزب الله، وفق حنا، تكتيك التراجع إلى الخلف، ومن ثم يستهدف التجمعات العسكرية الإسرائيلية بصواريخ مباشرة مضادة للدروع، في حين يرسل جيش الاحتلال وحدات خاصة قبل الآليات بسبب سيطرة مقاتلي الحزب على المرتفعات الأساسية.

ويرى حنا أن تركيز حزب الله على المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع لبنان يعد منطقيا، في ظل انتشار 5 فرق عسكرية على طول 125 كيلومترا، واصفا إياها "بنك أهداف عسكريا مهما".

ويعتقد أن استهداف المصانع والمعامل العسكرية الإسرائيلية يندرج في هذا الإطار لكون بعضها متخصصا في تصنيع المتفجرات مثل قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية.

وأعلن حزب الله، الخميس الماضي، عن مقتل أكثر من 95 جنديا وضابطا إسرائيليا وإصابة نحو 900 آخرين منذ بدء التوغل الإسرائيلي في جنوب لبنان قبل أكثر من شهر.

وأوضح حزب الله -في بيان- أن مقاتليه دمروا 42 دبابة من طراز ميركافا، و4 جرافات عسكرية، وآليتين من طراز هامر، وآلية مدرعة وناقلة جنود، بالإضافة إلى إسقاط 5 طائرات مسيرة إسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: أرجح إصابة صواريخ حزب الله مصنع متفجرات الخضيرة
  • خبير عسكري: إسرائيل اعتمدت تكتيك جديد في قتالها البري بجنوب لبنان
  • خبير عسكري: المقاومة بغزة تغير نمط قتالها وتخدع الاحتلال بتكتيكات التفجير
  • خبير عسكري: حزب الله يجمع بين إستراتيجيتي الاستنزاف العسكري والاقتصادي
  • خبير عسكري: انسحاب إسرائيل من الخيام تكتيكي والقتال هناك مغاير لغزة
  • حينما تسعى إسرائيل وأمريكا وبعض حكومات المنطقة لتعويض خسائرها في الحرب بالسياسة
  • الجيش الروسي يحرر بلدة جديدة ويسقط 47 مسيرة أوكرانية
  • خبير عسكري: استهدافات حزب الله تؤلم الاحتلال وتطال كامل أراضيه
  • الجيش الإسرائيلي يواصل عمليات الإبادة بشمال غزة
  • على الفاتح يكتب: «الزلزال»..!