40 عامًا لسلطنة عُمان في دورات الألعاب الأولمبية الصيفية
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
تكشف اللجنة الأولمبية العمانية يوم الخميس عن تفاصيل مشاركة سلطنة عمان في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية "باريس 2024"، حيث سيتم خلال الاجتماع مناقشة العديد من المواضيع الفنية والإدارية الخاصة بهذه المشاركة الأولمبية. وسيمثل 4 لاعبين سلطنة عُمان في أولمبياد "باريس 2024"، التي ستقام خلال الفترة من 26 يوليو الجاري وحتى 11 أغسطس المقبل، وهم لاعب منتخب ألعاب القوى علي البلوشي ولاعبة منتخب ألعاب القوى مزون العلوية والسباح عيسى العدوي والرامي سعيد الخاطري، ومنذ عام 1984 حتى اليوم لم يحصد المنتخب أي ميدالية أولمبية، وتأمل اللجنة الأولمبية العمانية من أن تكون هذه المشاركة مثمرة وليست مثل المشاركات السابقة والتي خرجنا منها بخفي حنين.
ويشارك في هذا المحفل الأولمبي العداء علي أنور البلوشي الحاصل على بطاقة التأهل المباشر إلى أولمبياد باريس بعد أن حصل على 49 نقطة من أصل 50 نقطة جمعها خلال مشواره السابق في مختلف البطولات التي حقق معها أرقاما ساهمت في الحصول على هذا المعدل من النقاط، حيث يعتمد التأهل على الأرقام التأهيلية المقررة من الاتحاد الدولي لألعاب القوى وكذلك عبر نظام تجميع النقاط.
وفي ألعاب القوى تشارك كذلك العداءة الأولمبية مزون العلوية التي سبقت وشاركت في دورة الألعاب الأولمبية في النسخة الماضية وهي العصر النسائي الوحيد الذي يمثل سلطنة عمان في هذه الدورة، وستشارك العلوية في سباق السرعة 100 متر وجاء اختيار العلوية من قبل اللجنة الأولمبية الدولية عبر اللجنة الثلاثية لتحديد البطاقات البيضاء وحصلت خلالها العداءة على معدل جيد من النقاط ساهم في حصولها على بطاقة المشاركة وسبق لها كذلك المشاركة في الأولمبياد.
ويتواجد كذلك السباح عيسى العدوي صاحب العديد من الميداليات وحصل على هذه البطاقة من قبل الاتحاد الدولي للسباحة، وكذلك باعتماد من اللجنة الثلاثية بالأولمبية الدولية بعد أن تجاوز النقاط المحددة والتي ساهمت في تواجده في الأولمبياد، حيث سبق للعدوي التواجد في دورة الألعاب الأولمبية السابقة. ويشارك كذلك الرامي سعيد الخاطري الذي حصل على النقاط المحددة من قبل الأولمبية الدولية ومنحته على إثرها بطاقة المشاركة وتواجد الخاطري كذلك في النسخ الماضية من دورة الألعاب الأولمبية.
ويترأس بعثة الأولمبية العمانية في هذه الدورة خالد بن محمد الزبير رئيس اللجنة الأولمبية العمانية، ويرافقه طه بن سليمان الكشري الأمين العام باللجنة الأولمبية الدولية وعضو الاتحاد الدولي للسباحة وعلي البوصافي مدير البعثة ووفد إداري.
أول مشاركة في لوس أنجلوس
بدأت مشاركات سلطنة عمان في الأولمبياد في العام 1984، حيث شاركت ولأول مرة في الدورة الأولمبية الـ23 بلوس أنجلوس وتعد تلك المشاركة هي الأكبر لسلطنة عمان من حيث عدد المشاركين وجاءت مشاركة اللجنة الأولمبية في المسابقات الـ3 هي: ألعاب القوى والتي شارك بها 11 لاعبا والرماية والتي شارك بها 8 رماة واليخوت والتي شارك بها بحار واحد وهو طالب بن سالم المعولي والذي حصل على المركز 37 من بين المشاركين الـ50 في المسابقة.
وضم أول وفد رسمي للأولمبياد كلا من عبدالله بن حمد آل علي رئيسا للبعثة ومدني شريف البكري نائب رئيس البعثة ومحمد بن مبارك البوسعيدي مدير الوفد الرياضي ومحمد عبدالرازق علي أخصائي فني.
أما الوفد الإداري لألعاب القوى فقد ضم كلا من علي بن خميس الفارسي مديرا للفريق ومحمود صالح حسن الرشيدي مدربا، والعداؤون الذين شاركوا في منافسات العدو سليمان بن عبدالله الأغبري في مسابقة 100 متر وسجل رقما 10.86 ثانية، وعامر بن صالح الهاشمي وشارك في سباق 200 متر وحقق رقما وقدره 22.83 ثانية، ومحمد بن عامر المالكي في سباق 400 متر وسجل حينها رقما وقدره 47.61 ثانية، وبركات بن سالم الشرجي وشارك في سباق 800 متر وسجل زمنا وقدره 2.00.38 دقيقة، وعامر بن مسعود الشرجي وشارك في سباق 1500 متر وسجل رقما وقدره 4.12.76 دقيقة، وعزان بن عبدالله الأخبري وشارك في سباق 3000 متر وسجل رقما 10.22.76 دقيقة، ومثل منتخب التتابع 4×400 العداؤون بركات الشرجي وعامر الهاشمي وسليمان الأغبري ومحمد المالكي وسجل حينها المنتخب رقما وقدره 3.15.78 دقيقة.
وضم وفد الرماية المشارك في تلك المشاركة كلا من المدربين ديفيك شارب وسيل روي ستالكر، وجون دونالد جيلم فني سلاح، والرماة عبداللطيف بن محمد البلوشي، وداد بن نور البلوشي، وزاهر بن سالم الجامودي وخميس بن محمد الصبحي، وسعيد بن مبارك الخاطري، وعبدالله بن سالم الحوسني، وسليمان بن جمعة الرحبي، وعلي بن سلطان الغافري، ومثل وفد اليخوت كلا من جيري مي جوى مدير الفريق، ومايكل جيمس مدربا، والبحار طلال بن سالم المعولي.
أولمبياد سول
شاركت سلطنة عمان في دورة الألعاب الأولمبية الـ24 في سول في العام 1988 وهي ثاني مشاركة لسلطنة عمان في الأولمبياد، وقد شاركت اللجنة الأولمبية العمانية في فعاليات الدورة بـ3 رياضات وهي ألعاب القوى والتي شارك فيها 9 عداؤون والملاكمة شارك بها ملاكمان وهما حنظل بن محمد الحارثي وعبدالله بن سالم البرواني، والرماية التي شارك بها الرامي عبداللطيف بن محمد بن موسى البلوشي، وهو الرامي العماني الوحيد الذي تأهل لدورة الألعاب الأولمبية الـ24 وحصل على مجموع 587 نقطة وجاء ترتيبه الـ14 من مجموع المشاركين الذين بلغ عددهم 47.
وترأس الوفد حماد بن حمد الغافري الذي شغل رئاسة اللجنة الأولمبية في تلك الفترة، وعبدالله بن حمد آل علي نائب رئيس الوفد، وصالح بن خليفة الخصيبي سكرتير عام اللجنة، ومحمد بن مبار البوسعيدي مدير الوفد الرياضي، ومصطفى بن سليمان المسؤول المالي، وعلي بن خميس الفارسي إداري الوفد، وسيد علي نقوي أخصائي فني.
ومثل منتخب ألعاب القوى خلف بن سعيد السناني مدير المنتخب، وتيودور بيدر مدير الفريق وليس كالروس مدلك، واللاعبون محمد بن عامر المالكي، وحمد بن سعيد بن حمد الرواحي، وحمد بن سليمان بن عامر وسليمان بن جمعة بن عبيد وعوض بن شعبان بن فتح، ومنصور بن أيوب بن الحاج، وعبدالله بن سالم الخالدي، وخلفان بن علي البلوشي، ومحمد بن علي بن مبارك.
فيما ضم وفد الملاكمة كلا من فهد بن عبدالله الرئيسي مدير المنتخب، وريكاردو فرتليرا مدير الفريق، والدكتور محمود شهاب الله طبيب، واللاعبون حنظل بن محمد الحارثي وعبدالله بن سالم البرواني وشارك حنظل في الوزن خفيف المتوسط وخرج من الأدوار التمهيدية، وشارك عبدالله البرواني في وزن الوسط وخرج من الأدوار التمهيدية.
فيما ضم وفد الرماية كلا من يوسف بن سيف بن سالم الرحبي سكرتير الاتحاد والرائد عبدالله بن سالم الحوسني مدير المنتخب وديفيد برتويت مدرب والرماة عبداللطيف بن محمد البلوشي وهو الرامي الوحيد الذي تأهل لدورة الألعاب الأولمبية الرابعة والعشرين وشارك خلالها في مسابقة البندقية الهوائية وحصل على مجموع 587 نقطة وجاء ترتيبه الرابع عشر.
أولمبياد برشلونة
أقيمت دورة ألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 1992 في مدينة برشلونة الإسبانية. وهي النسخة الخامسة والعشرين من الألعاب الأولمبية الصيفية، من 25 يوليو إلى 9 أغسطس، وهي المرة الأولى التي تغيب فيها مقاطعة بعض الدول في المشاركة من أولمبياد 1972 بسبب انتهاء الحرب الباردة، وشاركت سلطنة عمان بخمسة لاعبين وهم عبدالله الأنصاري في سباق 800م وعبدالله الخالدي 200 م ومحمد المالكي400 م وأحمد بشير في سباق 100م في ألعاب القوى وخليفة الخاطري سباق 50م بندقية في الرماية.
أولمبياد أتلانتا
أقيمت دورة ألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 1996 في مدينة أتلانتا الأمريكية، والمعروفة رسمياً باسم دورة الألعاب الأولمبية السادسة والعشرين، وعرفت بشكل غير رسمي باسم الألعاب الأولمبية المئوية، وكانت من أهم الأحداث الرياضية الدولية الواقعة في مدينة أتلانتا، حيث شاركت 197 دولة و 10318 رياضيًا من مختلف أنحاء العالم بالدورة. وأصبحت مدينة أتلانتا خامس مدينة أمريكية لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية، والثالثة لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية. وشاركت سلطنة عمان بكل من محمد الحوطي 200 م في ألعاب القوي وخليفة الخاطري في البندقية الهوائية 10 أمتار في الرماية وراشد المشاري في 1500 م سباحة ويوسف الشكيلي سباق الدراجات الذي لم يكمل السباق.
أولمبياد سيدني
أقيمت الألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 2000 في مدينة سيدني الأسترالية. وهي النسخة السابعة والعشرين في تاريخ الألعاب، وفازت الولايات المتحدة الأمريكية بأكبر قدر من الميداليات الذهبية، وشاركت في تلك النسخة 199 لجنة أولمبية، وشاركت سلطنة عمان بسته لاعبين في ألعاب القوى والرماية والسباحة وهم حمود الدلهمي ومحمد الحوسني، وجهاد الشيخ، ومحمد المسكري في سباق 4/400 م عدو وخالد الكليبي في 50 م سباحة، وهلال الراشدي في البندقية الهوائية 10 أمتار.
أولمبياد أثينا
دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2004 هي النسخة الثامنة والعشرون من دورات الألعاب الأولمبية احتضنتها مدينة أثينا، لتعود الألعاب إلى موطنها الأول باليونان بعد غياب طويل امتد من الدورة الأولى سنة 1896. وجرت فعاليات الدورة على مدار 17 يوما من 13 حتى 29 أغسطس 2004 بمشاركة 10625 لاعب ولاعبة، يشكلون 5501 فريق رياضي من 201 دولة في عدد غير مسبوق للدول المشاركة في تاريخ الألعاب. وتبارى المشاركون في 301 لعبة رياضية بزيادة رياضة واحدة عن دورة سيدني 2000. وشاهد ما يقارب 3.9 مليار شخص الألعاب على شاشة التلفزيون، وشهدت هذه الدورة دخول المصارعة النسائية لأول مرة لدائرة التنافس في الألعاب الأولمبية. وشاركت سلطنة عمان بكل من حمود الدلهمي في سباق 200م عدو، وسالم الناصري في منافسات الرماية دبل تراب.
أولمبياد بكين
أقيمت الألعاب الأولمبية الصيفية التاسعة والعشرون، في مدينة بكين في الصين في الفترة من 8 وحتى 24 أغسطس 2008 وقد بلغ عدد المشاركين 10,500 رياضي تنافسوا في 302 مسابقة من خلال 28 لعبة رياضية، شاركت سلطنة عمان بأربعة لاعبين هم عبدالله الصولي في سباق 100 م وبثينة اليعقوبية في سباق 100 م عدو، وكانت مشاركة بثينة اليعقوبية والتي لم تتجاوز الـ 17 من عمرها، تاريخية كونها أول فتاة تمثل سلطنة عمان في الأولمبياد، وداد الله البلوشي في سباق 50 متر رماية ومحمد الحبسي 100 متر صدر سباحة.
أولمبياد لندن
الألعاب الأولمبية الصيفية 2012، أقيمت في لندن في الفترة من 27 يوليو حتى 12 أغسطس 2012 وأصبحت لندن المدينة الأولى التي تستضيف الألعاب الأولمبية الحديثة ثلاث مرات، بعد استضافتها لها سابقًا في 1908 وفي 1948 وشاركت سلطنة عمان في هذه الدورة بثلاثة لاعبين وهم بركات الحارثي 100 متر عدو وشنونة الحبسية 100 متر عدو، وأحمد الحاتمي في منافسات الرماية دبل تراب.
أولمبياد ريو
شاركت اللجنة الأولمبية العمانية في دورة الألعاب الأولمبية الواحدة والثلاثين التي استضافتها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية خلال الفترة من 5 إلى 21 أغسطس 2016م وترأس الوفد الرسمي خالد بن محمد الزبير رئيس اللجنة الأولمبية العمانية وعضوية طه بن سليمان الكشري أمين السر العام، وكاظم بن محمد البلوشي مدير البعثة الرياضية.
وشارك في هذه الدورة بركات الحارثي الذي شارك في سباق 100م ومزون العلوية التي شاركت في سباق 100م عدو والرامي حمد الخاطري الذي شارك في منافسات 50م بندقية والرامية وضحى البلوشية التي شاركت في 100م بندقية، ورافقهم الجهاز الفني المكون من مدربا ألعاب القوى محمد الهوتي والمدربة جوزويل كبوليف، ومدربا الرماية هلال الرشيدي وشوكرت.
أولمبياد طوكيو
شاركت سلطنة عمان في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية والتي أقيمت في طوكيو خلال الفترة من 23 يوليو إلى 8 أغسطس 2021 بدلا من عام 2020 حيث تم تجيلها بسبب جائحة كورونا، وهذه هي الدورة الأولمبية الأولى التي يتم تأجيلها بسبب الحالة الطارئة حيث إنه في السابق ألغيت بعض الدورات الأولمبية والتي كانت تزامن الحروب العالمية، وترأس الوفد الرسمي السيد خالد بن حمد البوسعيدي رئيس اللجنة الأولمبية العُمانية آنذاك، وطه بن سليمان الكشري أمين عام اللجنة، وكاظم بن خان محمد البلوشي مدير البعثة، وشارك بركات بن مبارك الحارثي في سباق 100 متر، برفقة المدرب محمد بن عبدالله الهوتي. وشارك السباح عيسى بن سمير العدوي في سباق 100 متر سباحة حرة برفقة مدربه أيمن بن حمد الكليبي. وشارك اللاعب حمد بن سعيد الخاطري في منافسات 50 م بندقية 3 أوضاع برفقة مدربه سلطان بن سليم الرشيدي، وشارك كذلك لاعب منتخب رفع الأثقال الرباع عامر بن سالم الخنجري الذي شارك في وزن 81 كجم، برفقة مدربه مازن بن حميد البدري.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: دورة الألعاب الأولمبیة الصیفیة اللجنة الأولمبیة العمانیة فی دورة الألعاب الأولمبیة الأولمبیة الدولیة شارکت سلطنة عمان عبدالله بن سالم فی الأولمبیاد سلطنة عمان فی فی هذه الدورة التی شارک بها محمد البلوشی ألعاب القوى فی سباق 100 م فی منافسات بن عبدالله والتی شارک سلیمان بن الفترة من بن سلیمان فی مدینة ومحمد بن بن مبارک متر وسجل م بندقیة فی ألعاب شارکت فی بن محمد محمد بن علی بن کلا من حمد بن بن حمد
إقرأ أيضاً:
الخطاب الديني في سلطنة عمان.. تعزيز للتسامح والاعتدال والتقارب
يعزز الخطاب الديني في سلطنة عمان، العديد من المفاهيم ذا الصلة بالإنسانية والتسامح والاعتدال، وينمي في النفوس روح المحبة والتقارب والخير، ومحاسبة النفس والعودة إلى تقويم الذات وتصحيح الجوانب التي قد يشوبها انحراف عن المسار القويم للإنسانية السمحة والمعتدلة.
وعرف الخطاب الديني في عمان بالاعتدال والدعوة دائما إلى التسامح وقبول الآخر، ويتجلى ذلك في المفاهيم والمحاور التي يتبناها الخطاب الديني في كل مراحلة، خاصة في شهر رمضان الذي يلزم فيه الناس المساجد ومتابعة الخطب والمحاضرات الدينية.
وأكد عدد من المختصين على أن نهج الخطاب الديني في سلطنة عمان نهج التسامح والدعوة إلى التقارب ونبذ أوجه الشقاق أو الفتن، والدعوة بالهدوء واللطف وتقبل آراء الآخرين، مؤكدين على ضرورة تجديد الخطاب الديني ومواضيعه لتتناسب ومتطلبات المرحلة وتطور الوسائل.
رقي الخطاب الديني
وقال الباحث بدر بن سالم العبري: إن التّسامح والعمل الاجتماعيّ مفهومان مطلقان من حيث الزّمنيّة، ولا يمكن حصرهما في شهر ما كرمضان، ولكن في الوقت ذاته رمضان فرصة للتّذكير بهما وبأهميّتهما، فهناك فارق بين التّذكير وبين ما انغرس في العقل الجمعيّ من تصوّر أنّه يسامح في رمضان، فإذا انقضى قطع وآذى، فهناك من ينظر إلى رمضان لذاته، وكأنّ رمضان هو الّذي يثيب ويمنع، ويعفو ويعاقب، بيد أنّ الأصل في المنظور إلى مَن كتب علينا الصّيام، أي الله جلّ جلاله.
وأضاف: تأتي أهميّة الخطاب الدّينيّ في تصحيح المفاهيم، وفي مراجعة العديد من القضايا الاجتماعيّة في رمضان من خلال مفاهيم القرآن الكبرى، خاصّة وأنّ العديد من النّاس لصيقة المسجد في رمضان، ولديهم من الفراغ ما يملأونه بالاستماع إلى الخطاب الدّينيّ، فلا ينبغي أن يقتصر هذا الخطاب على المواعظ المكرّرة، والكلام الّذي يُكرّر كلّ عام، وخصوصا أنّ مثل هذه المواعظ حاضرة اليوم بشكل طبيعيّ في وسائل التّواصل الاجتماعيّ، ولا يكاد تخفى على أحد.
وأكد العبري على الحاجة إلى أن يكون هناك رقيّ في الخطاب الدّينيّ ذاته، يتناسب والمرحلة الّتي نعيشها، ليس على مستوى الأدوات المستخدمة في الخطاب، أو طريقة الخطاب ذاته، فنحن بحاجة إلى تجديد ورقيّ الخطاب بحيث يتناسب والمرحلة الزّمنيّة الّتي نعيشها، ويكون منفتحا على جميع الأجواء الثّقافيّة والفكريّة والمعرفيّة المعاصرة، ولا يكون محصورا في اتّجاه وخطاب تقليديّ متكرّر، فكلّما اتّسعت أجواء الخطاب؛ ساهم ذلك في رقيّ الخطاب الدّينيّ ذاته.
وأوضح العبري أن قضيّة التّعايش والتّسامح اليوم لم تعد منحصرة عند أدبيات وأخلاقيات سلوكيّة طبيعيّة في المجتمع، كقضايا حقوق الجوار وابن السّبيل، وإعادة تكرار لروايات وقصص حدثت في واقع ظرفيّ غير واقعنا، بل أصبحت قضيّة تطرح من زوايا متعدّدة، فهي قضيّة فلسفيّة في الابتداء، متعلّقة بقيم الذّات الإنسانيّة المطلقة، كالكرامة والمساواة والعدل، كما أصبحت قضيّة إجرائيّة متعلّقة بالمواطنة من حيث نظام الحكم الأساسيّ، ومصاديقه التّشريعيّة في القوانين، كما أصبحت حالة اجتماعيّة ونفسيّة متعلّقة بالاجتماع البشريّ، وفي الوقت ذاته لما يمرّ به العالم اليوم من حالات انغلاقيّة وتكفيريّة متطرّفة تؤثر في استقرار الدّول والاجتماع البشّريّ، فأصبحت مرتبطة بالجوانب السّياسيّة والأمنيّة، وعليه ينبغي على الخطاب الدّينيّ أن لا يكون منحصرا في زاوية ضيّقة في طرح الخطاب، بل ينبغي أن يتفاعل مع الاتّجاهات الأخرى، وهذا يرفع من قيمة الخطاب المسجديّ في رمضان، ويتفاعل إيجابا مع تطوّر المجتمعات البشريّة، والتّداخل المعرفيّ والثّقافيّ.
وأكد العبري على انه ينبغي أن لا يكون الخطاب الدّينيّ كلاسيكيّا لا يتعدّى إعادة ما ذكر في ظرفيّات لها ما يناسبها من خطاب، وإن كانت قيمته باقيّة في مطلقيّة البر والإحسان والتّعاون المجتمعيّ، ولكن ينبغي أن تكون مصاديقه وفق زمننا، لهذا حضور الجانب الاقتصاديّ والقانونيّ وتوعية النّاس بهما أصبح ضرورة اليوم، كما ينبغي أن يكون استثمار أعمال البر بما يتناسب في تدوير المال تدويرا استثماريّا، عن طريق الوقف، أو المساهمة في خلق وظائف تساهم في استمراريّة استقرار الأسر المحتاجة، وتتحول بذاتها إلى أسر منتجة، كذلك إحياء الإنسان اليوم بالمساهمة في تعليمه ورقيّه ثقافيّا وصحيّا أولى من إسراف الإنفاق في بناء المساجد وتزيينها، وهذا يحتاج إلى خلق وعي عن طريق الخطاب الدّينيّ، الّذي ينفتح على واقع العصر، ويتماشى معه.
تأثير القيم
من جانبها أكدت الدكتورة صابرة بنت سيف بن أحمد الحراصية متخصصة في علم النفس التربوي على أن شهر رمضان بروحانيته الخاصة، فتُقبل النفوس على العبادة، وتُضاعف الأعمال الصالحة، ويجد الخطاب الديني تأثيرًا أعمق في قلوب الناس. ومع دخول هذا الشهر المبارك، نلاحظ كثافة في حلق الذكر والمناشط الدينية والمسابقات القرآنية التي تُنظمها المؤسسات الدينية والجماعات المسجدية والتربويون والمجتمع بمختلف فئاته، إلى جانب الجهود التي يبذلها الدعاة والأئمة لتعزيز الوعي الديني واستثمار الأجواء الرمضانية في توجيه الناس نحو الخير. كما يبرز رمضان كفترة تزدهر فيها الأنشطة المجتمعية التي تُعزز قيم العطاء والتعاون، مثل المبادرات التطوعية لخدمة المحتاجين، وبرامج دعم الأسر المتعففة، والمشاريع الشبابية التي تهدف إلى نشر الوعي بالقيم الإسلامية بأساليب إبداعية، مما يعكس تزايد الإقبال على التفاعل المباشر مع الخطاب الديني والمجتمعي خلال هذه الفترة.
وأشارت الحراصية إلى انه في المقابل، يلاحظ أن الإقبال على حضور المحاضرات والدروس الدينية خارج رمضان يكون أقل مقارنةً بهذا الشهر الفضيل، وهو أمر طبيعي نظرًا لما يميز رمضان من أجواء إيمانية خاصة، حيث تتضاعف فيه الأجور، ويكون الناس أكثر حرصًا على استثمار وقتهم في العبادات والطاعات. ومع ذلك، فإن التغيرات التي طرأت على وسائل تلقي المعرفة، وتنوع أساليب الخطاب الديني، ساهمت أيضًا في تراجع الحضور في غير رمضان، مع بحث البعض عن بدائل تلائم إيقاع حياتهم المتسارع. فقد أتاح انتشار البرامج التلفزيونية، ومقاطع الفيديو القصيرة، والمدونات الصوتية (البودكاست)، ومنصات التواصل الاجتماعي للناس فرصة الوصول إلى المحتوى الديني في أي وقت ومن أي مكان، مما جعل البعض يفضلون هذه الوسائل المرنة على الحضور الفعلي للمحاضرات في المساجد. إلى جانب ذلك، فإن التجديد في أساليب الطرح الديني، ولجوء بعض الدعاة إلى استخدام لغة تحليلية أو فلسفية قد لا تكون قريبة من الجمهور العام، ساهم في إحداث فجوة بين بعض الأفراد والخطاب الديني التقليدي. وفي المقابل، هناك من يطرح القضايا الدينية بأسلوب بسيط جدًا لا يتناسب مع احتياجات المجتمع المتغيرة، أو يعيد تناول موضوعات قد لا تلامس الواقع الحالي ولا تعالج التحديات التي يواجهها الأفراد، مما يجعل بعض الفئات، خاصة الشباب، يشعرون بعدم ارتباط هذا الخطاب بقضاياهم اليومية. هذا التنوع في الأساليب، رغم أنه يعكس اجتهاد الدعاة في توصيل الرسالة الدينية، إلا أنه يؤكد الحاجة إلى خطاب ديني متوازن يجمع بين العمق والوضوح، وبين الأصالة ومواكبة العصر، بحيث يكون قريبًا من هموم الناس، ويعالج قضاياهم بأسلوب يجذبهم ولا ينفرهم.
وبينت الدكتورة الحراصية انه وسط هذه التحديات، يظل رمضان فرصة لإعادة التفاعل المباشر مع الخطاب الديني، حيث يكون الناس أكثر إقبالًا على التوجيه والاستماع إلى المواعظ، وأكثر انفتاحًا على القيم الإسلامية التي تتجلى بوضوح في هذا الشهر.
ولا تقتصر أجواء رمضان الروحانية على المسلمين فحسب، بل تمتد لتشمل غيرهم ممن يعيشون في المجتمعات الإسلامية، حيث يتفاعلون مع قيم الشهر الفضيل، ويشاركون في مظاهره الروحانية والاجتماعية، مثل موائد الإفطار الجماعية، وحضور الفعاليات الرمضانية، والتجمعات التي تعكس روح الشهر وقيمه. ومن خلال هذه التجربة المباشرة، يجد البعض فرصة للتعرف على الإسلام عن قرب، وهو ما يعزز فهمه الصحيح بعيدًا عن الصور النمطية، وقد يكون منطلقًا لطرح التساؤلات حوله بل واعتناقه لدى بعضهم.
وأكدت أن تأثير القيم يزداد حين يكون التسامح والتعايش جزءًا أصيلًا من الهُوية المجتمعية، كما هو الحال في سلطنة عمان، التي تُعد نموذجًا متفردًا في ترسيخ مبادئ الاحترام المتبادل والانفتاح الواعي على مختلف الثقافات والمذاهب. فعلى الرغم من أن التسامح والانفتاح نهج ثابت في السلطنة، إلا أن مظاهره تبرز بشكل أوضح خلال رمضان، حيث تتجلى روح التآخي في تعاملات الناس، ويتشارك الجميع أجواء الشهر الفضيل، مما يمنح غير المسلمين فرصة فريدة لمعايشة قيم الإسلام في صورتها الحقيقية. وتنعكس هذه القيم أيضًا في الخطاب الديني العماني، الذي يتميز بالوسطية والمرونة، بعيدًا عن الغلو أو التشدد، مما أسهم في تعزيز ثقافة الحوار ونشر روح الألفة بين أفراد المجتمع. ويظهر ذلك جليًا في المساجد والمجالس الدينية، حيث يتم تناول القضايا بأسلوب يعزز الأخلاق الفاضلة، ويحث على الرحمة والتعاون.
وأوضحت الحراصية أن الخطاب الديني له دور في تقويم السلوك إلى جانب دوره في تعزيز التكافل، خاصة في ظل التحديات التي يفرضها العصر الحديث وانتشار المغريات المتنوعة. فمع التطور التكنولوجي الهائل والانفتاح الثقافي عبر الإنترنت، أصبح الشباب معرضين لمؤثرات عديدة، قد تؤثر على أنماط تفكيرهم وسلوكياتهم. هنا يظهر أثر الخطاب الديني في ترسيخ القيم وضبط السلوكيات، حيث يساعد في توعية الأفراد بخطورة الانسياق وراء المؤثرات السلبية، ويوجههم إلى كيفية التفاعل الواعي مع مستجدات العصر دون التفريط في المبادئ الإسلامية. وتشير الدراسات في علم النفس والسلوك إلى أن الخطاب الديني الذي يعتمد على أسلوب الإقناع والحوار بدلاً من الخطاب الوعظي التقليدي، يكون أكثر فاعلية في التأثير على الأفراد وتحفيزهم نحو التغيير الإيجابي. فعندما يقدم الدين كمنهج حياة شامل، وليس مجرد قائمة أوامر ونواهٍ، يصبح أكثر جاذبية، خاصة لدى الشباب الذين يحتاجون إلى فهم أعمق لكيفية الموازنة بين التقدم الحضاري والثوابت الدينية.
وقالت إن كل هذه الجهود تؤكد أن الخطاب الديني المتزن، حين يُقدَّم بروح المحبة والرحمة، يكون أكثر تأثيرًا في القلوب، وأقدر على بناء مجتمع أكثر ترابطًا وانسجامًا، حيث تتجسد القيم الإسلامية في أفعال ملموسة تعود بالنفع على الجميع.
أساليب الخطاب
من جانبه قال حمد بن هلال الخصيبي: إن شهر رمضان يعد فرصة ذهبية لتعزيز قيم التسامح والتعاون بين أفراد المجتمع، حيث يكتسب الخطاب الديني أهمية خاصة في توجيه الناس نحو معاني الرحمة والإحسان والتكافل، فالخطب والمواعظ الدينية التي تُلقى في المساجد أو تُبث عبر وسائل الإعلام تسهم بشكل مباشر في ترسيخ القيم الإسلامية السمحة، وتعزيز روح المحبة والتعاون بين الناس.
وأكد الخصيبي أن الخطب الدينية خلال الشهر الفضيل ترسيخ مفهوم التسامح، وهو أحد المبادئ الأساسية في الإسلام، من خلال الدعوة إلى العفو والتجاوز عن الأخطاء، ونبذ الخلافات، وتقوية أواصر الأخوة بين الأفراد، كما يشجع الخطاب الديني على التعاون بين أفراد المجتمع، سواء من خلال العمل الخيري، أو تقديم العون للمحتاجين، أو حتى في أبسط صور التعاون داخل الأسرة والمحيط الاجتماعي.
وأشار إلى أن التكافل الاجتماعي من أبرز القيم التي يعززها الخطاب الديني في رمضان، حيث يُحث المسلمين على إخراج الزكاة والصدقات، والمشاركة في إفطار الصائمين، ودعم الأسر المحتاجة. وتعتبر هذه الأعمال تطبيقًا عمليًا لمبادئ التعاون والمساعدة، مما يسهم في تقوية التماسك المجتمعي وتقليل الفجوة بين الفئات المختلفة.
وأوضح الخصيبي أنه ينبغي تطوير الخطاب الديني ليكون أكثر قربًا من واقع الناس، من خلال استخدام أسلوب بسيط وسهل للفهم، والاستشهاد بقصص واقعية تُلهم الأفراد وتحثهم على التحلي بالقيم الإيجابية. كما يمكن توظيف وسائل الإعلام الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي لنشر الرسائل الدينية الداعية إلى التسامح والتعاون، مما يساعد في الوصول إلى شريحة أوسع من المجتمع.
تعزيز المحتوى
وقال سعيد بن عبدالله العزري متخصص في الإعلام والاتصال: إن الخطاب الديني في شهر رمضان يضفي روحانيّة تنسجم مع قدسيّة الشهر؛ حيث تتجلى فيه أسمى قيم الإيمان والتقوى، إلى جانب كونه فرصة لتعزيز أواصر التسامح والتعاون بين أفراد المجتمع، وتهذيب النفس من العادات السلبيّة، ليساهم الخطاب كأداة فاعلة في حث الهمم نحو ذلك؛ فتأثير الخطاب على الجمهور كبير وواضح على مداه الطويل بأي منصة اتصاليّة كانت (رقميّة أو تقليديّة) بما يحقق تأثيرًا في اتجاهات الجمهور إزاء قضايا محددة.
وأكد العزري أن ما تبثه وسائل الإعلام في سلطنة عُمان خلال شهر رمضان المبارك من خطاب ديني يساهم في تعزيز القيم نحو التكاتف بين أفراد المجتمع والتعاون، وهو أمرٌ محمود ويظهر من خلال ما تعرضه المنصات الإعلاميّة مسموعة أو مرئيّة أو مكتوبة للمبادرات القائمة في خدمة المجتمع وتعزيز روح التآلف بينهم، يقابله تفنيد موضوعيّ وشرعيّ لأحكام يواجهها المسلم والصائم على حد سواء، والجيد في خطابنا الديني أنه مواكب ومساير للتغيرات الفكريّة التي لا ينأى مجتمعنا العُماني عنها بنفسه في هذا العالم متعدد الثقافات.
موضحا أن ما يقدمه الإعلام العُماني من خطاب متزن ومتنوع خلال شهر رمضان له محلُّ الرضا، يقابله تطلعٌ بتكثيف المحتوى بأفكار مبدعة تقدم الرسائل والقيم الإيجابية بقالب يلامس مختلف شرائح الجمهور لتحقق تأثيرها الفاعل، لتستنبط تجارب وممارسات قدّمت على مستوى الوطن العربي في الإعلام وحقق نجاحُها تأثيرًا طويل الأمد.