تكشف اللجنة الأولمبية العمانية يوم الخميس عن تفاصيل مشاركة سلطنة عمان في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية "باريس 2024"، حيث سيتم خلال الاجتماع مناقشة العديد من المواضيع الفنية والإدارية الخاصة بهذه المشاركة الأولمبية. وسيمثل 4 لاعبين سلطنة عُمان في أولمبياد "باريس 2024"، التي ستقام خلال الفترة من 26 يوليو الجاري وحتى 11 أغسطس المقبل، وهم لاعب منتخب ألعاب القوى علي البلوشي ولاعبة منتخب ألعاب القوى مزون العلوية والسباح عيسى العدوي والرامي سعيد الخاطري، ومنذ عام 1984 حتى اليوم لم يحصد المنتخب أي ميدالية أولمبية، وتأمل اللجنة الأولمبية العمانية من أن تكون هذه المشاركة مثمرة وليست مثل المشاركات السابقة والتي خرجنا منها بخفي حنين.

ويشارك في هذا المحفل الأولمبي العداء علي أنور البلوشي الحاصل على بطاقة التأهل المباشر إلى أولمبياد باريس بعد أن حصل على 49 نقطة من أصل 50 نقطة جمعها خلال مشواره السابق في مختلف البطولات التي حقق معها أرقاما ساهمت في الحصول على هذا المعدل من النقاط، حيث يعتمد التأهل على الأرقام التأهيلية المقررة من الاتحاد الدولي لألعاب القوى وكذلك عبر نظام تجميع النقاط.

وفي ألعاب القوى تشارك كذلك العداءة الأولمبية مزون العلوية التي سبقت وشاركت في دورة الألعاب الأولمبية في النسخة الماضية وهي العصر النسائي الوحيد الذي يمثل سلطنة عمان في هذه الدورة، وستشارك العلوية في سباق السرعة 100 متر وجاء اختيار العلوية من قبل اللجنة الأولمبية الدولية عبر اللجنة الثلاثية لتحديد البطاقات البيضاء وحصلت خلالها العداءة على معدل جيد من النقاط ساهم في حصولها على بطاقة المشاركة وسبق لها كذلك المشاركة في الأولمبياد.

ويتواجد كذلك السباح عيسى العدوي صاحب العديد من الميداليات وحصل على هذه البطاقة من قبل الاتحاد الدولي للسباحة، وكذلك باعتماد من اللجنة الثلاثية بالأولمبية الدولية بعد أن تجاوز النقاط المحددة والتي ساهمت في تواجده في الأولمبياد، حيث سبق للعدوي التواجد في دورة الألعاب الأولمبية السابقة. ويشارك كذلك الرامي سعيد الخاطري الذي حصل على النقاط المحددة من قبل الأولمبية الدولية ومنحته على إثرها بطاقة المشاركة وتواجد الخاطري كذلك في النسخ الماضية من دورة الألعاب الأولمبية.

ويترأس بعثة الأولمبية العمانية في هذه الدورة خالد بن محمد الزبير رئيس اللجنة الأولمبية العمانية، ويرافقه طه بن سليمان الكشري الأمين العام باللجنة الأولمبية الدولية وعضو الاتحاد الدولي للسباحة وعلي البوصافي مدير البعثة ووفد إداري.

أول مشاركة في لوس أنجلوس

بدأت مشاركات سلطنة عمان في الأولمبياد في العام 1984، حيث شاركت ولأول مرة في الدورة الأولمبية الـ23 بلوس أنجلوس وتعد تلك المشاركة هي الأكبر لسلطنة عمان من حيث عدد المشاركين وجاءت مشاركة اللجنة الأولمبية في المسابقات الـ3 هي: ألعاب القوى والتي شارك بها 11 لاعبا والرماية والتي شارك بها 8 رماة واليخوت والتي شارك بها بحار واحد وهو طالب بن سالم المعولي والذي حصل على المركز 37 من بين المشاركين الـ50 في المسابقة.

وضم أول وفد رسمي للأولمبياد كلا من عبدالله بن حمد آل علي رئيسا للبعثة ومدني شريف البكري نائب رئيس البعثة ومحمد بن مبارك البوسعيدي مدير الوفد الرياضي ومحمد عبدالرازق علي أخصائي فني.

أما الوفد الإداري لألعاب القوى فقد ضم كلا من علي بن خميس الفارسي مديرا للفريق ومحمود صالح حسن الرشيدي مدربا، والعداؤون الذين شاركوا في منافسات العدو سليمان بن عبدالله الأغبري في مسابقة 100 متر وسجل رقما 10.86 ثانية، وعامر بن صالح الهاشمي وشارك في سباق 200 متر وحقق رقما وقدره 22.83 ثانية، ومحمد بن عامر المالكي في سباق 400 متر وسجل حينها رقما وقدره 47.61 ثانية، وبركات بن سالم الشرجي وشارك في سباق 800 متر وسجل زمنا وقدره 2.00.38 دقيقة، وعامر بن مسعود الشرجي وشارك في سباق 1500 متر وسجل رقما وقدره 4.12.76 دقيقة، وعزان بن عبدالله الأخبري وشارك في سباق 3000 متر وسجل رقما 10.22.76 دقيقة، ومثل منتخب التتابع 4×400 العداؤون بركات الشرجي وعامر الهاشمي وسليمان الأغبري ومحمد المالكي وسجل حينها المنتخب رقما وقدره 3.15.78 دقيقة.

وضم وفد الرماية المشارك في تلك المشاركة كلا من المدربين ديفيك شارب وسيل روي ستالكر، وجون دونالد جيلم فني سلاح، والرماة عبداللطيف بن محمد البلوشي، وداد بن نور البلوشي، وزاهر بن سالم الجامودي وخميس بن محمد الصبحي، وسعيد بن مبارك الخاطري، وعبدالله بن سالم الحوسني، وسليمان بن جمعة الرحبي، وعلي بن سلطان الغافري، ومثل وفد اليخوت كلا من جيري مي جوى مدير الفريق، ومايكل جيمس مدربا، والبحار طلال بن سالم المعولي.

أولمبياد سول

شاركت سلطنة عمان في دورة الألعاب الأولمبية الـ24 في سول في العام 1988 وهي ثاني مشاركة لسلطنة عمان في الأولمبياد، وقد شاركت اللجنة الأولمبية العمانية في فعاليات الدورة بـ3 رياضات وهي ألعاب القوى والتي شارك فيها 9 عداؤون والملاكمة شارك بها ملاكمان وهما حنظل بن محمد الحارثي وعبدالله بن سالم البرواني، والرماية التي شارك بها الرامي عبداللطيف بن محمد بن موسى البلوشي، وهو الرامي العماني الوحيد الذي تأهل لدورة الألعاب الأولمبية الـ24 وحصل على مجموع 587 نقطة وجاء ترتيبه الـ14 من مجموع المشاركين الذين بلغ عددهم 47.

وترأس الوفد حماد بن حمد الغافري الذي شغل رئاسة اللجنة الأولمبية في تلك الفترة، وعبدالله بن حمد آل علي نائب رئيس الوفد، وصالح بن خليفة الخصيبي سكرتير عام اللجنة، ومحمد بن مبار البوسعيدي مدير الوفد الرياضي، ومصطفى بن سليمان المسؤول المالي، وعلي بن خميس الفارسي إداري الوفد، وسيد علي نقوي أخصائي فني.

ومثل منتخب ألعاب القوى خلف بن سعيد السناني مدير المنتخب، وتيودور بيدر مدير الفريق وليس كالروس مدلك، واللاعبون محمد بن عامر المالكي، وحمد بن سعيد بن حمد الرواحي، وحمد بن سليمان بن عامر وسليمان بن جمعة بن عبيد وعوض بن شعبان بن فتح، ومنصور بن أيوب بن الحاج، وعبدالله بن سالم الخالدي، وخلفان بن علي البلوشي، ومحمد بن علي بن مبارك.

فيما ضم وفد الملاكمة كلا من فهد بن عبدالله الرئيسي مدير المنتخب، وريكاردو فرتليرا مدير الفريق، والدكتور محمود شهاب الله طبيب، واللاعبون حنظل بن محمد الحارثي وعبدالله بن سالم البرواني وشارك حنظل في الوزن خفيف المتوسط وخرج من الأدوار التمهيدية، وشارك عبدالله البرواني في وزن الوسط وخرج من الأدوار التمهيدية.

فيما ضم وفد الرماية كلا من يوسف بن سيف بن سالم الرحبي سكرتير الاتحاد والرائد عبدالله بن سالم الحوسني مدير المنتخب وديفيد برتويت مدرب والرماة عبداللطيف بن محمد البلوشي وهو الرامي الوحيد الذي تأهل لدورة الألعاب الأولمبية الرابعة والعشرين وشارك خلالها في مسابقة البندقية الهوائية وحصل على مجموع 587 نقطة وجاء ترتيبه الرابع عشر.

أولمبياد برشلونة

أقيمت دورة ألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 1992 في مدينة برشلونة الإسبانية. وهي النسخة الخامسة والعشرين من الألعاب الأولمبية الصيفية، من 25 يوليو إلى 9 أغسطس، وهي المرة الأولى التي تغيب فيها مقاطعة بعض الدول في المشاركة من أولمبياد 1972 بسبب انتهاء الحرب الباردة، وشاركت سلطنة عمان بخمسة لاعبين وهم عبدالله الأنصاري في سباق 800م وعبدالله الخالدي 200 م ومحمد المالكي400 م وأحمد بشير في سباق 100م في ألعاب القوى وخليفة الخاطري سباق 50م بندقية في الرماية.

أولمبياد أتلانتا

أقيمت دورة ألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 1996 في مدينة أتلانتا الأمريكية، والمعروفة رسمياً باسم دورة الألعاب الأولمبية السادسة والعشرين، وعرفت بشكل غير رسمي باسم الألعاب الأولمبية المئوية، وكانت من أهم الأحداث الرياضية الدولية الواقعة في مدينة أتلانتا، حيث شاركت 197 دولة و 10318 رياضيًا من مختلف أنحاء العالم بالدورة. وأصبحت مدينة أتلانتا خامس مدينة أمريكية لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية، والثالثة لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية. وشاركت سلطنة عمان بكل من محمد الحوطي 200 م في ألعاب القوي وخليفة الخاطري في البندقية الهوائية 10 أمتار في الرماية وراشد المشاري في 1500 م سباحة ويوسف الشكيلي سباق الدراجات الذي لم يكمل السباق.

أولمبياد سيدني

أقيمت الألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 2000 في مدينة سيدني الأسترالية. وهي النسخة السابعة والعشرين في تاريخ الألعاب، وفازت الولايات المتحدة الأمريكية بأكبر قدر من الميداليات الذهبية، وشاركت في تلك النسخة 199 لجنة أولمبية، وشاركت سلطنة عمان بسته لاعبين في ألعاب القوى والرماية والسباحة وهم حمود الدلهمي ومحمد الحوسني، وجهاد الشيخ، ومحمد المسكري في سباق 4/400 م عدو وخالد الكليبي في 50 م سباحة، وهلال الراشدي في البندقية الهوائية 10 أمتار.

أولمبياد أثينا

دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2004 هي النسخة الثامنة والعشرون من دورات الألعاب الأولمبية احتضنتها مدينة أثينا، لتعود الألعاب إلى موطنها الأول باليونان بعد غياب طويل امتد من الدورة الأولى سنة 1896. وجرت فعاليات الدورة على مدار 17 يوما من 13 حتى 29 أغسطس 2004 بمشاركة 10625 لاعب ولاعبة، يشكلون 5501 فريق رياضي من 201 دولة في عدد غير مسبوق للدول المشاركة في تاريخ الألعاب. وتبارى المشاركون في 301 لعبة رياضية بزيادة رياضة واحدة عن دورة سيدني 2000. وشاهد ما يقارب 3.9 مليار شخص الألعاب على شاشة التلفزيون، وشهدت هذه الدورة دخول المصارعة النسائية لأول مرة لدائرة التنافس في الألعاب الأولمبية. وشاركت سلطنة عمان بكل من حمود الدلهمي في سباق 200م عدو، وسالم الناصري في منافسات الرماية دبل تراب.

أولمبياد بكين

أقيمت الألعاب الأولمبية الصيفية التاسعة والعشرون، في مدينة بكين في الصين في الفترة من 8 وحتى 24 أغسطس 2008 وقد بلغ عدد المشاركين 10,500 رياضي تنافسوا في 302 مسابقة من خلال 28 لعبة رياضية، شاركت سلطنة عمان بأربعة لاعبين هم عبدالله الصولي في سباق 100 م وبثينة اليعقوبية في سباق 100 م عدو، وكانت مشاركة بثينة اليعقوبية والتي لم تتجاوز الـ 17 من عمرها، تاريخية كونها أول فتاة تمثل سلطنة عمان في الأولمبياد، وداد الله البلوشي في سباق 50 متر رماية ومحمد الحبسي 100 متر صدر سباحة.

أولمبياد لندن

الألعاب الأولمبية الصيفية 2012، أقيمت في لندن في الفترة من 27 يوليو حتى 12 أغسطس 2012 وأصبحت لندن المدينة الأولى التي تستضيف الألعاب الأولمبية الحديثة ثلاث مرات، بعد استضافتها لها سابقًا في 1908 وفي 1948 وشاركت سلطنة عمان في هذه الدورة بثلاثة لاعبين وهم بركات الحارثي 100 متر عدو وشنونة الحبسية 100 متر عدو، وأحمد الحاتمي في منافسات الرماية دبل تراب.

أولمبياد ريو

شاركت اللجنة الأولمبية العمانية في دورة الألعاب الأولمبية الواحدة والثلاثين التي استضافتها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية خلال الفترة من 5 إلى 21 أغسطس 2016م وترأس الوفد الرسمي خالد بن محمد الزبير رئيس اللجنة الأولمبية العمانية وعضوية طه بن سليمان الكشري أمين السر العام، وكاظم بن محمد البلوشي مدير البعثة الرياضية.

وشارك في هذه الدورة بركات الحارثي الذي شارك في سباق 100م ومزون العلوية التي شاركت في سباق 100م عدو والرامي حمد الخاطري الذي شارك في منافسات 50م بندقية والرامية وضحى البلوشية التي شاركت في 100م بندقية، ورافقهم الجهاز الفني المكون من مدربا ألعاب القوى محمد الهوتي والمدربة جوزويل كبوليف، ومدربا الرماية هلال الرشيدي وشوكرت.

أولمبياد طوكيو

شاركت سلطنة عمان في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية والتي أقيمت في طوكيو خلال الفترة من 23 يوليو إلى 8 أغسطس 2021 بدلا من عام 2020 حيث تم تجيلها بسبب جائحة كورونا، وهذه هي الدورة الأولمبية الأولى التي يتم تأجيلها بسبب الحالة الطارئة حيث إنه في السابق ألغيت بعض الدورات الأولمبية والتي كانت تزامن الحروب العالمية، وترأس الوفد الرسمي السيد خالد بن حمد البوسعيدي رئيس اللجنة الأولمبية العُمانية آنذاك، وطه بن سليمان الكشري أمين عام اللجنة، وكاظم بن خان محمد البلوشي مدير البعثة، وشارك بركات بن مبارك الحارثي في سباق 100 متر، برفقة المدرب محمد بن عبدالله الهوتي. وشارك السباح عيسى بن سمير العدوي في سباق 100 متر سباحة حرة برفقة مدربه أيمن بن حمد الكليبي. وشارك اللاعب حمد بن سعيد الخاطري في منافسات 50 م بندقية 3 أوضاع برفقة مدربه سلطان بن سليم الرشيدي، وشارك كذلك لاعب منتخب رفع الأثقال الرباع عامر بن سالم الخنجري الذي شارك في وزن 81 كجم، برفقة مدربه مازن بن حميد البدري.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: دورة الألعاب الأولمبیة الصیفیة اللجنة الأولمبیة العمانیة فی دورة الألعاب الأولمبیة الأولمبیة الدولیة شارکت سلطنة عمان عبدالله بن سالم فی الأولمبیاد سلطنة عمان فی فی هذه الدورة التی شارک بها محمد البلوشی ألعاب القوى فی سباق 100 م فی منافسات بن عبدالله والتی شارک سلیمان بن الفترة من بن سلیمان فی مدینة ومحمد بن بن مبارک متر وسجل م بندقیة فی ألعاب شارکت فی بن محمد محمد بن علی بن کلا من حمد بن بن حمد

إقرأ أيضاً:

إعلاميون ومختصون: عُمان نموذج للوئام والتعايش واحترام التنوع الثقافي

حافظت سلطنة عمان على نهج التسامح والتآخي والألفة والمحبة، ونبذ العنف والتطرف والغلو، وعاش المجتمع العماني في انسجام وتلاحم، مستلهما فكره ونهجه من الدين الإسلامي الداعي للتسامح، وانبنت السياسة العمانية الحكيمة على المستويين المحلي والدولي على مبادئ السلام والوئام، وهي انعكاس لطبيعة المجتمع العماني وانفتاحه على الآخر.

ورسخت القيادة أسس التعايش الاجتماعي، حيث وضعت القوانين والأنظمة التي تحث على المساواة والتعايش بين فئات المجتمع، وسخّرت كل السبل من أجل المضي وفق هذا النهج الذي جنّب البلاد دعوات الفرقة والتطرف التي لا تؤدي إلا إلى الدمار والخراب.

ونأت سلطنة عمان دائما عن التدخل في شؤون الغير أو التدخل في الصراعات، ودعت عبر المحافل الدولية إلى السلام، وأسهمت في حل الكثير من الملفات الشائكة، مما انعكس ذلك إيجابيا على سمعتها كوسيط نزيه لحل النزاعات بين الدول والشعوب، واكتسبت احترام العالم.

وأكد خبراء ومختصون أن سلطنة عمان تعَد نموذجا ناجحا في التعايش السلمي؛ وذلك يعود إلى اعتبارات عدة، من بينها طبيعة الإنسان العماني ونهجه المتسامح وتقبله للآخر لاعتبارات إنسانية، بغض النظر عن اللون والعرق والدين.

فكر مستنير

وقال المحامي الدكتور راشد بن سالم البادي، محامي عليا: إن المتتبع لتاريخ سلطنة عُمان منذ القِدم سيجد بأن العقلية العمانية زاخرة بفكر مستنير قوامه حب المجتمع للسلام وميله إلى إحكام العقل في حل النزاعات ونبذ أي شكل من أشكال العنف أو إقصاء الآخرين أو التصادم مع الغير كل ما كان لذلك سبيلا.

موضحا أن هذه العقلية وهذا الفكر المستنير يتجسدان من خلال العديد من الشواهد التاريخية على مر التاريخ منذ القِدم، وفي مقدمة ذلك تلك الرسالة المحمدية الكريمة إلى أهل عُمان يدعوهم فيها إلى دخول الإسلام، فتقبلها ملكا عُمان عبد وجيفر ابنا الجلندى برحابة صدر وبعقل حكيم وفكر مستنير وبتدبر سديد، وأجابا دعوته المحمدية الكريمة فدخلا الإسلام الحنيف طواعية ومن خلفهم كافة العمانيين وبقلوب ممتلئة بمحبة الله ورسوله، ومنفتحة للدين الجديد الذي يدعو الناس إلى مبادئ العدالة والمساواة، وكفالة الحريات الشخصية بما يتوافق مع الشريعة السمحاء لكافة شرائح المجتمع، ويرسي قواعد التعامل مع كافة الدول والشعوب.

إن هذا الفكر العُماني المستنير على مر العصور جعل من سلطنة عُمان والعمانيين محل إعجاب وتقدير وإشادة من قبل مختلف شعوب العالم، وجعلهم ذلك بمثابة صمام أمان ومقصد آمن تلجأ إليه الأطراف المتنازعة لإيجاد حل لنزاعاتهم وخلافاتهم سواء كانت نزاعات أو صراعات عسكرية التي قد تنشأ بين بعض الدول سواء في المحيط الجغرافي لسلطنة عمان أو خارج المحيط الجغرافي، أو صراعات ناعمة إلا أن لها تأثيرات اقتصادية وتداعيات أمنية على مجتمعات تلك الدول.

ومن بين المسببات التي هيأت لسلطنة عُمان هذه المكانة المرموقة بين دول العالم أيضا أنها أبعدت نفسها عن الدخول بشكل مباشر أو غير مباشر في أي نزاع أو خلاف إقليمي أو دولي، أو تأجيج الخلافات، ونأت عُمان بنفسها عن المشاركة في أي عمل عسكري ضد أي دولة من الدول؛ وذلك لإيمانها الراسخ بأن حل أي نزاع يجب أن يكون أساسه الحوار البنّاء بين كافة الأطراف.. وفي المقابل فإنها تبدي دائما استعدادها للمساهمة البنّاءة في حلحلة أي نزاع قد ينشأ بين دولتين أو أكثر بالطرق السلمية وبالحوار البنّاء الذي مؤداه تحقيق العدالة للأطراف المتنازعة، ودائما ما تعمل بشفافية ونزاهة واضحتَيْن لكل الأطراف، وهي بذلك تكون على مسافة واحدة بين كافة الأطراف ذات العلاقة، متمسكة بمبادئ الحق والعدالة وحق العيش الكريم لكافة الشعوب وعدم الظلم، وعدم إقصاء شعب عن أرضه ومقدساته بأي شكل من الأشكال.

وأكد البادي أن علينا كعُمانيين التمسك بثوابتنا الوطنية وبنهجنا القويم وفكرنا المستنير، وأن لا تجرنا الرياح العابرة عن تلك الثوابت المتينة التي أثبت الزمن نجاحها وفعالياتها، وأن نلتف جميعا حول قيادتنا الرشيدة التي هي عنوان وحدتنا الوطنية وصمام أمانها، إذ إنه لولا هذا التناغم والتماسك المتين بين القيادة الرشيدة والشعب العماني الوفي لما تمكنت سلطنة عُمان من المحافظة على هذه المكانة الدولية المرموقة التي يشاد بها في كافة المحافل الدولية والإقليمية.

عمان التسامح

من جانبه أكد سعادة الدكتور طلال بن سعيد المحاربي، عضو مجلس الشورى على أن سلطنة عمان استطاعت أن تحافظ على أمنها واستقرارها ومكانتها بالرغم من الأوضاع التي مرت بها المنطقة، لتعيش بعيدًا عن العنف والصراعات طوال العقود الماضية بفضل سياساتها الحكيمة ونهجها القائم على الحوار، والتسامح، والتعايش السلمي، وهذا الأمر لم يكن بالصدفة، بل هو نتاج جهود مضنية ومتواصلة من القيادة الحكيمة، والمجتمع العُماني الذي تبنّى هذه القيم وجعلها جزءا أساسيا من ثقافته وهويته.

وقال إن عُمان تُعد نموذجا يُحتذى به في التسامح ونبذ العنف، فجعلت سياساتها الداخلية والخارجية تقوم على مبادئ التفاهم، والحوار، والاحترام المتبادل، وذلك منذ عهد المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- وهو النهج ذاته الذي يسير عليه قائد عمان وباني نهضتها المتجددة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وعَبَّر عنه في الخطاب السامي الأول متضمنا المبادئ والقيم السامية للدولة العمانية الأصيلة، والمآثر، والركائز الراسخة لأبنائها، ودور كل ذلك في رسم الذات العمانية المتسامحة والمتعايشة مع بعضها بعضًا ومع الغير بعيدًا عن الفرقة، فكانت عُمان حاضنة الأمن والأمان وقاعدة تنطلق منها رسالة السلام إلى العالم بأسره بفضل سياساتها الحكيمة التي تدعو إلى التسامح والتعايش السلمي داخليا وخارجيا.

وأشار المحاربي إلى أن هناك مجموعة من المبادئ التي تتبنّاها سلطنة عمان وتجعلها أساسا ثابتا للمحافظة على نهجها وتعزيز التعايش السلمي ونبذ العنف والتسامح بين أفراد المجتمع ومع الغير، من أبرزها نبذ الفرقة ومحاربة التمييز القائم على الاختلاف الثقافي والديني؛ فعُمان تضم في تكوينها الاجتماعي مجموعة من العناصر الثقافية والدينية المتنوعة التي تتعايش مع بعضها بعضًا بسلام واحترام مكونة المجتمع العماني المتماسك، وكان النظام الأساسي للدولة هو الإطار الدستوري الذي يرسخ ذلك النهج ويحافظ عليه ويحظر المساس به أو التعرض له بأي شكل من الأشكال، فكان صون الوطن، والحفاظ على أرضه، ووحدته، ونسيجه الاجتماعي، وحماية مقوماته الحضارية أحد أهم الأسس التي أولاها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- عنايته وحرصه لتكون خريطة لبناء مجتمع متماسك متسامح، ومتعايش؛ فالدولة تضمن حرية ممارسة الشعائر الدينية لجميع الطوائف، وتدعم قيم التسامح بين مختلف الفئات.

وبيَّن المحاربي أنه من أجل الحفاظ على التعايش السلمي الذي تتمتع به سلطنة عمان، وضمان استمراره والبعد عن العنف، فيجب توجيه الجهود -سواء على المستوى الفردي أو المجتمعي أو المؤسسي- إلى مجموعة من العناصر اللازمة لتعزيز الولاء والانتماء للوطن لدى أفراد المجتمع، وإشعارهم بأهمية التمسك بالقيم الدينية والأخلاقية والعادات والتقاليد وما يترتب على ذلك من انعكاسات إيجابية تحقق أعلى درجات الاستقرار والطمأنية، ومن ثم تحقيق الأمن والأمان كنتيجة حتمية لذلك، ومن هذه العناصر تعزيز الهوية العُمانية القائمة على القيم الأصيلة مثل التسامح، والتعايش، والولاء للوطن يجب أن تظل محورا أساسيا في حياة الأفراد، والتركيز على غرس قيم الانتماء والاعتزاز لدى المجتمع العُماني والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي ودعم فئة الشباب وتمكينهم وإشراكهم في تنمية المجتمع من خلال تبنّي برامج خاصة تضمن مشاركتهم في الجوانب الاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية، والرياضية وتعزيز دور الأسرة في المجتمع، فالأسرة هي المدرسة الأولى القادرة على غرس قيم التسامح والاحترام والأخلاق، وبالتالي لا بد من أن تقوم بدورها على أكمل وجه، وأن تكون شريكا حقيقيا وفاعلا في تعزيز الولاء والانتماء وغرس قيم التسامح ونبذ العنف والفكر غير السوي لدى أبنائها، حتى ينشأ جيل قوي يعتز بقيمه وعاداته فخور بوطنيته وعمانيته.

ملتقى الحضارات

وقالت ميمونة بنت موسى الوهيبية، كاتبة ومدربة في التحفيز إن سلطنة عمان تعَد نموذجا رائدا في التعايش السلمي على مر الزمان؛ كونها تتميز بموقع جغرافي يعَد ملتقى للحضارات والثقافات.

وبيَّنت أن من أبرز الجوانب التي تعَد ركيزة راسخة للتعايش السلمي النهج السياسي الحكيم الذي تتَّبعه سلطنة عمان والتي تتبنّى سياسة قائمة على الحياد الإيجابي وعدم التدخل في شؤون الآخرين، كما ساهمت الدبلوماسية العمانية في حل العديد من النزاعات الإقليمية والدولية من خلال تقريب وجهات النظر ونشر ثقافة الحوار والتسامح والذي عزز بدوره مكانة سلطنة عمان كوسيط سلام موثوق به.

وقالت: يحظى المجتمع العماني بألفة ترسخت بين مختلف المذاهب مما ولَّد تعايشا متناغما بين الأفراد بعيدا عن الطائفية والتعصب والصراعات الدينية بالتالي تشكيل وحدة مجتمعية غير قابلة للزعزعة السياسية والاجتماعية.

وأكدت ميمونة الوهيبية على أن الأسرة تؤدي دورا مهما من خلال توعية الناشئة عن أهمية احترام الآخرين باختلاف مذاهبهم وأفكارهم وعدم الخوض في أي نوع من أنواع التعصب والجدال فيما يخص الفروقات المذهبية لتجنب الصراعات والفتن التي تزعزع أمن المجتمع والدولة وتعزيز ثقافة احترام الآخرين وعدم تجاوز حدود وحرية وخصوصية الآخرين.

احترام التعددية

من جانبه أكد الكاتب المنتصر بن زهران الرقيشي أن سلطنة عمان تعَد واحدة من الدول القليلة التي استطاعت أن تحافظ على توازنها الداخلي والخارجي بوصفها نموذجا فريدا قائما على التسامح ونبذ العنف، ومثالا حيا لدولة استطاعت تحقيق السلام والتعايش السلمي، وهذا عائدٌ إلى سياسة وقيادة حكيمة ومجتمع متماسك بعدد من المرتكزات التي أدّت دورًا في هذا النموذج الفريد بدءا من التأكيد على أن القيادة العمانية تبنّت نهجًا قائمًا على الإصلاح والدعوة المستمرة إلى التعايش السلمي في نهجها الداخلي والخارجي، فضلاً عن أن العُماني يتميز بفطرته السوية بروح التسامح والتعايش على مختلف الطوائف والقبائل في بيئة يسودها الاحترام المتبادل، كما أن المجتمع العماني يتسم بحرية المعتقد والتعددية المذهبية في جو من الاحترام المتبادل، ناهيكم عن أن عُمان تجنبت التدخل في النزاعات الإقليمية واتخذت موقف الحياد الإيجابي، مما جنّبها أية تداعيات من العنف الخارجي، كل هذه العوامل عززتها تشريعات داخلية أكدت على تحقيق العدالة الاجتماعية وضمان حقوق الأفراد، مما منع نشوء بيئة العنف والغلو والتطرف واحترام التعددية الثقافية والمذهبية.

وقال الرقيشي: مسؤولية الجميع اليوم تكمن في الحفاظ على هذا النموذج الفريد من خلال تعزيز الحوار، ونشر ثقافة التسامح، والعمل معًا للحفاظ على بيئة مستقرة وآمنة للأجيال القادمة، وقد ركزت الحكومة العمانية على هذا النموذج من خلال استثمارها الحثيث في مجالات التعليم، والرعاية الصحية، والبنية التحتية، مما أسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، بالإضافة إلى ذلك ساعدت القيم العمانية الأصيلة، مثل الكرم والتسامح، في بناء مجتمع متماسك ينبذ العنف، كما تُساهم البيئة المجتمعية في تعزيز ثقافة الحوار والتواصل المجتمعي.

وأوضح بأنه لضمان استدامة هذا النهج من التعايش السلمي، يجب علينا إلزاما أن نساهم في ترسيخ قيم التسامح في المناهج الدراسية لتربية الأجيال القادمة على مبادئ التعايش السلمي، بالإضافة إلى ذلك يجب الاستمرار في تبنّي السياسات الدبلوماسية الهادئة للحفاظ على الاستقرار الداخلي والخارجي، وأخيرًا، يجب مواجهة التطرف الفكري من خلال نشر ثقافة الفكر المعتدل وتعزيز الوسطية في جميع المجالات.

وأكد الرقيشي أن سلطنة عمان تظهر إمكانية الخروج بنموذج رائد في منطقة مليئة بالتحديات والأزمات، وأن تسامحها الداخلي وحيادها الإيجابي في القضايا الخارجية يُشكّلان حجر الأساس في مسيرتها نحو الاستقرار والسلام. ومن خلال الجمع بين قيمها الثقافية ومبادئ الحكمة السياسية، قدّمت عُمان مثالًا يُحتذى به للدول الأخرى، مؤكدة على أن تحقيق الأمن والسلام ليس مجرد شعار، بل هو ممارسة عملية تتطلب رؤية استراتيجية عميقة وشاملة.

إعلام متزن

من جانبه قال الإعلامي فارس بن جمعة الوهيبي: ترسّخ التعايش في المجتمع العماني منذ أزمنة طويلة، وهي موطنُ متسامح ومتماسك على الرغم من النسيج الثقافي المتعدد في البلاد، ولكن هذا التعدد لم يكن في يوم من الأيام إلا طريق لتلاحم أفراده بعيدا عن التعصب.

وأرست النهضة العمانية الحديثة قواعد منهجية وواضحة للتعايش السلمي، ونبذ كل أشكال العنف والتمييز بين أفراد المجتمع، فكانت تلك المرحلة مفصلية مضى عليها العمانيون في حياتهم وطريقة وتفكيرهم وسلوكهم وعاداتهم وثقافتهم.

وأشار إلى أن الإعلام العماني يمضي وفق رؤية واضحة ومسار موحد مرئيا ومقروءا ومسموعا في نقل سياسة سلطنة عمان المتزنة، حيث يتسم الإعلام العماني ببث رسائل التسامح بطريقة غير مباشرة، لإدراكه التام أن المجتمع العماني بطبيعته متماسك ومتراحم، فلا يلحظ أن هناك غلوا، ولا تعصبا، بل يرسم مساراته لبث روح الود والتراحم بين أفراد المجتمع، الذين هم بدورهم يعملون على بث القيم الإنسانية النبيلة فيما بينهم.

مقالات مشابهة

  • بمشاركة 13 ألف عدّاء.. ختام ناجح لفعاليات "اكتشف عُمان ماراثون مسقط 2025"
  • أندرييفا «أصغر مُتوجة» في «دبي للتنس»
  • إعلاميون ومختصون: عُمان نموذج للوئام والتعايش واحترام التنوع الثقافي
  • 13 ألف مشارك في ختام سباق ماراثون مسقط
  • سلطنة عمان تشارك في الاجتماع الـ 38 لوزراء الشباب والرياضة بدول مجلس التعاون
  • عدن: تنظيم دورات تدريبية لتأهيل مدربين في التخلص من الذخائر المتفجرة
  • 7.5 مليار ريال فائض الميزان التجاري لسلطنة عمان خلال 2024
  • ملتقى نسائي يناقش دور المرأة في العمل الخيري بلوى
  • “القسام” يرفعون صور مفتي عمان خلال تسليم جثامين الصهاينة
  • ملتقى المحامين يناقش دور التشريعات في جذب الاستثمارات الأجنبية