صحيفة: جهود لاستمرار مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وعدم تَصَلبها
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
تحدثت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، صباح اليوم الثلاثاء 16 يوليو 2024، عن آخر المستجدات المتعلقة بملف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، في ظل الحديث عن استمرار جهود الوسطاء لعدم توقفها.
وقالت الصحيفة، إن "إسرائيل تفترض أن تعود مفاوضات اتفاق تبادل الأسرى بينها وبين حركة حماس إلى مسارها، كما كانت عليه عشية محاولة اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وذلك للبحث في تدوير الزوايا وجَسْر الهوة بين المواقف المتعارضة، بعدما كانت تل أبيب قد رفعت سقف مطالبها عالياً، قبل عملية مواصي خانيونس".
إقرأ أيضاً: صورة: شهداء وإصابات في غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة
وأوضحت أنه "يُرتقب أن يصل رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي دافيد برنياع، إلى الدوحة لاستئناف المفاوضات، بعدما حذّر الجانب القطري من التداعيات السلبية لمحاولة اغتيال الضيف على المحادثات وعلى إمكانية التصعيد شمالاً مع لبنان، في اتّجاه التسبُّب بنشوب حرب واسعة لا مصلحة لأيٍّ من أطرافها ولجميع المتأثّرين بها، في المنطقة والعالم، فيها".
وأشارت الصحيفة، إلى انه "ورغم أن تقدير الدوحة المعلن ذاك، يهدف إلى استخدام محاولة الاغتيال الوحشية، والتي حصدت مئات الضحايا، للضغط في اتّجاه تسهيل مهمّة الوساطة والتوصّل إلى اتفاق، إلّا أنه يكشف حقيقة خشية الوسطاء من أن تصل التقديرات لدى حركة حماس والجهات المساندة لها إقليميّاً، إلى أن إسرائيل ماضية في حربها بلا سقوف وبلا تطلُّع إلى أيّ تهدئة أو اتفاقات، ما يمكن أن يتسبّب بتصلُّب مقابل في الموقف لا تُحمد عقباه، وربّما أيضاً في وضع كل الخيارات على طاولة القرار لدى مركبات محور المقاومة".
إقرأ أيضاً: بالفيديو: قناة كان: توسيع محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر
وتابعت "وإذ تُعدّ زيارة برنياع إلى الدوحة استكشافية، فهي تهدف إلى معاينة التأثير السلبي أو الإيجابي الذي لحق بالمفاوضات، بعد عملية المواصي، علماً أن التقدير لدى المؤسسة الأمنية في تل أبيب يرجّح أن حماس لا زالت معنيّة باستمرار التفاوض والتوصّل إلى تهدئة. ولكن السؤال الذي فرض نفسه في الموازاة، هو ما إذا كانت محاولة الاغتيال ستدفع الحركة إلى التصلُّب في موقفها التفاوضي، أو أنها ستليّنه، وفقاً لما يروّج له البعض في تل أبيب، على خلفية أن تلك المحاولة ستحمل قادة حماس في القطاع على الارتخاء والتراجع، خشية اليد الطولى لإسرائيل؟".
وقالت الصحيفة، إنه "من الواضح أن محاولة الاغتيال كانت محلّ رهان كبير لدى قادة إسرائيل، السياسيين والعسكريين على السواء، على اعتبار أنها ستمكّن تينك المؤسستَين والقائمين عليهما، من تقديم رواية انتصار على المقاومة في غزة، بعد النجاح في تحييد رأس الهرم العسكري المقاوم فيها، فضلاً عن كونها ستلقى استحساناً كبيراً ورضًى لدى الجمهور الإسرائيلي، إلى جانب تعزيز موقف رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، ما يسهّل عليه تالياً قرار الخروج من الحرب وفقاً لشروطه، ويردّ على كل المشكّكين والمنتقدين لتصلّبه ورفضه التسويات، ووفقاً لذلك، يُعدّ الفشل في اغتيال الضيف مركّباً، وهو يحمل من الخيبة ما كان عكسه سيحمله من أمل لإسرائيل".
وأضافت "هكذا، تعود العملية التفاوضية إلى المكان الذي توقّفت فيه، مع إضافات طرأت على موقف إسرائيل في اتّجاه التشدّد بناء على البنود الإضافية التي أعلن عنها نتنياهو، وتحديداً مطلبه منع عودة "المسلحين" إلى شمال قطاع غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي".
وكان جيش الاحتلال، وفقاً لما سرّبته مصادر أمنية في تل أبيب، توافق مع المستوى السياسي على قبول الانسحاب من ممرّ "نتساريم" في وسط القطاع، وعودة الفلسطينيين بلا اشتراطات مسبقة، وهو ما يدفع إلى السؤال عن سبب الشرط الجديد الذي شدّد عليه نتنياهو: فهل هو لتعطيل الاتفاق وإفشاله، كما يتردّد لدى معظم المعلّقين في إسرائيل، أم أنه يأتي لتحسين ما أمكن من عوائد الاتفاق إسرائيليّاً، أو أنه نوع من الإلهاء عشيّة تنفيذ عملية الاغتيال الفاشلة في خانيونس؟".
وعلى أي حال، يُعدّ هكذا شرط تعجيزيّاً ومما يصعب تفسيره، إلّا بكونه تعبيراً عمليّاً عن إرادة إفشال العملية التفاوضية، وإذا كانت سلّة من الأفكار والحلول الإبداعية قد عُرضت، في الأشهر الماضية، لتسوية الشرط المشار إليه وغيره مما يماثله، فإن هذه الأخيرة ليست جديدة في نهاية المطاف، ما يمكّن بالتالي من اختيار أيّ من الحلول التي اقتُرحت سابقاً، ومن بينها تلك التكنولوجية التي يبدو أنها ستُعتمد لتسوية معضلة الحدود مع الجانب المصري في جنوب القطاع بعد الانسحاب الإسرائيلي منه، أو عبر قوة ثالثة، مصرية، تتولّى مراقبة العائدين إلى شمال غزة.
وأوضحت الصحيفة أن "التقديرات إلى الآن لا تزال على حالها وهي بأن الاتفاق يتعقّد ولا يُلغى، ويَنتظر تبلوره أيّاماً صعبة من التفاوض غير المباشر لتذييل مقدّماته، خاصة وأن الضغوط المفعّلة على الجانب الإسرائيلي في أكثر من مستوى واتّجاه وجبهة، رغم صلابة موقفه، من شأنها أن تدفعه هو أيضاً إلى طلب التهدئة، وبقدْر يوازي نسبيّاً طلب الجانب الفلسطيني لها".
المصدر : وكالة سوا - صحيفة الأخبار اللبنانيةالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: تل أبیب
إقرأ أيضاً:
صحيفة لبنانية: هوكشتين طعم إسرائيلي.. ونتنياهو لا يريد حلا
اتهمت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتين بأنه يعمل كـ"فخ إسرائيلي" يستدرج لبنان إلى تهدئة مشروطة بينما تواصل إسرائيل عدوانها العسكري.
ورأت الصحيفة المقربة من حزب الله، أن كل زيارة يقوم بها هوكشتين إلى بيروت تُمهد لتصعيد عسكري إسرائيلي، معتبرة أن الرجل أصبح "طعما إسرائيليا بلعه لبنان مرة أخرى"، حيث أعقب مغادرته لبنان إلى "تل أبيب" ثم واشنطن، مجزرة جديدة نفذها الاحتلال الإسرائيلي بحي فتح الله في البسطة بالعاصمة بيروت، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا بين شهداء وجرحى.
وفي التفاصيل، ذكرت الصحيفة أن غارة بأربعة صواريخ خارقة للتحصينات استهدفت مبنى سكنيا في الحي المذكور، ما أسفر عن استشهاد 20 مدنيا وإصابة 66 آخرين، في حصيلة أولية. واعتبرت أن هذا العدوان جاء في سياق "رد إسرائيلي على الملاحظات اللبنانية" التي قدمت خلال المفاوضات الأخيرة مع هوكشتين بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يخدع فيها المبعوث الأمريكي اللبنانيين، مستعرضة أمثلة سابقة على ذلك. ففي تموز /يوليو الماضي، رافقت جهوده الدبلوماسية عملية أمنية إسرائيلية أدت إلى اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر، بعد أن أكد هوكشتين للمسؤولين اللبنانيين أن الرد الإسرائيلي على حادثة مجدل شمس سيكون محدودا وخارج بيروت والضاحية، مروجا لما سماه "نجاح الدبلوماسية الأميركية" في منع تصعيد يقود إلى مواجهة شاملة.
وفي أواخر آب /أغسطس، كرر هوكشتين السيناريو نفسه، وفقا للصحيفة، حيث كثف جهوده الدبلوماسية لوقف التصعيد، لتفتح إسرائيل الحرب بعد مغادرته، من خلال تنفيذ عمليات نوعية استهدفت قادة المقاومة، وتفجير أجهزة النداء "بيجر"، وبدء عملية برية واسعة النطاق، إلى جانب قصف الضاحية الجنوبية وأحياء في بيروت.
وبحسب الصحيفة، فإن تسلسل الأحداث يشير إلى أن "نتنياهو لا يريد الحل"، بل يسعى لتكرار سيناريو غزة في لبنان، عبر استغلال الوقت لتحقيق مكاسب ميدانية قبل وقف إطلاق النار.
واعتبرت "الأخبار" أن تصعيد الاحتلال الأخير يعكس محاولة لإجبار لبنان على تقديم تنازلات، خصوصا أن القصف المكثف على الضاحية ومنطقة فتح الله في بيروت جاء بالتزامن مع الضغط على المقاومة في الجنوب، دون تحقيق أي تقدم ميداني يذكر.
ونقلت الصحيفة عن جهات سياسية لبنانية أن نتنياهو ربما طلب وقتا إضافيا لتحقيق إنجاز ميداني يمكنه من فرض شروط تفاوضية لاحقا، مثل الضغط على لبنان للقبول ببعض الشروط مقابل انسحاب إسرائيلي محدود من القرى المحتلة. ومع ذلك، استبعدت مصادر أخرى أن يكون ما يجري نسفا للمفاوضات بالكامل، معتبرة أن الاحتلال سيواصل تنفيذ عمليات عسكرية حتى آخر لحظة قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وعلى صعيد التفاوض، فقد كشفت الصحيفة أن الاحتلال الإسرائيلي لم يتجاوب مع الصيغة اللبنانية التي حملها هوكشتين لمسودة وقف إطلاق النار، مشيرة إلى رفض "تل أبيب" إشراك فرنسا في اللجنة المشرفة على تنفيذ الاتفاق، رغم إصرار الجانب اللبناني على ذلك. في المقابل، تمسكت واشنطن بتعيين فريق عمل أمريكي إلى جانب الجنرال الذي سينضم للجنة، وهو ما رفضه لبنان الذي أكد أن فريقه سيقتصر على الجيش اللبناني وقوات "اليونيفل".
كما رفض لبنان مقترح الاحتلال بمناقشة النقاط الحدودية المتنازع عليها بعد وقف إطلاق النار، مصرا على أن يتم حسم هذه النقاط مسبقا. أما من حيث المدة الزمنية، فطالب لبنان بفترة تهدئة لا تتجاوز 7 أيام، بينما تسعى "إسرائيل" إلى هدنة تستمر 60 يوما، للتحقق من التزام حزب الله ولبنان ببنود الاتفاق.
وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم ما تروجه وسائل الإعلام العبرية عن "تفاؤل" إسرائيلي بعد زيارة هوكشتين، إلا أن الخلافات الجوهرية حول شروط التهدئة لا تزال قائمة، موضحة أن استمرار القصف والتصعيد الميداني "يثبت أن العدو يناور لكسب الوقت وتحقيق مكاسب ميدانية تتيح له فرض شروط جديدة على طاولة المفاوضات".