بين محمد الضيف و حزب الله.. ماذا كشفت إغتيالات إسرائيل؟
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
محاولة إسرائيل اغتيال القياديّ في حركة "حماس" محمد الضيف يوم السبت في منطقة خان يونس بقطاع غزة، تمثل ارتباطاً واضحاً بمسلسل الاغتيالات التي بدأت إسرائيل تنفيذه منذ بداية معركة "طوفان الأقصى" يوم 7 تشرين الأول الماضي وانطلاق معركة جنوب لبنان ضد "حزب الله" في اليوم التالي من النهار المذكور.
ما يتبين هو أن إسرائيل وجدت نفسها غير قادرة على إنهاء حركة "حماس" و "حزب الله" عسكرياً، والدليل على ذلك هو أن كلام تل أبيب عن "تسويات" و "مفاوضات" ما زال مُستمراً ولم يتوقف، وذلك رغم كل العمليات العسكرية المستمرة على جبهتي غزة ولبنان.
إزاء كل ما يظهر.. ماذا تكشف الأحداث المتتالية والاغتيالات المتسارعة عن خطة إسرائيل وخطواتها؟ وهل ستنتهي حربها الأمنية حتى بعد وقف إطلاق النار في غزة ولبنان؟
مصادر معنية بالشأن العسكريّ قالت لـ"لبنان24" إنَّ إسرائيل تعمل على تكثيف حربها الاستخباراتية للوصول إلى أهدافٍ محددة بالتوازي مع استمرار العمليات العسكرية، مشيرة إلى أنه من مصلحة إسرائيل استمرار حرب غزة ومعارك جنوب لبنان في الوقت الراهن ولأشهر إضافية كونها تمثل غطاء لعمليات الاغتيال التي تنفذها، في حين أنها تعتبرُ ستاراً لها أمام الدول الغربية كون الإستهدافات التي تنفذها تُعتبر في قاموس إسرائيل وأميركا ودول أخرى، بمثابة تصفية لجهات تابعة لمنظمات مُصنفة "إرهابية".
إذاً، بكل بساطة، ما يتبين هو أنّ إسرائيل تستفيد من حملتها الإستخباراتية، والدليل على ذلك هو أنها تحاول "تسييل" أي ضربة في هذا الإتجاه. كذلك، فإن ما يظهر هو أنّ الحرب الأمنية التي تخوضها إسرائيل لتطويق حركة قادة "حماس" و "حزب الله" قد تُعيد نوعاً ما الثقة إلى القيادة العسكرية الإسرائيلية أمام جمهورها، في حين أن إنجاز عمليات اغتيال مُعقدة تستهدفُ رؤوساً كبيرة، ستساهم في قلب المشهد العام على الصعيد الحربي، وبالتالي تغيير معادلات كثيرة.
عملياً، في حال تمكنت إسرائيل من استهداف محمد الضيف، عندها سيكون ذلك بمثابة نقطة تحول كبيرة لها، وإن حصل ذلك ستنتقل لاحقاً لتكثيف جهودها بغية تصفية يحيى السنوار، زعيم "حماس" في غزة. إلا أنه ومع ذلك، فإن تحييد الضيف عن المشهد هو الأكثر أهمية بالنسبة لتل أبيب كون الأخير يخوضُ الحرب العسكرية، بينما السنوار هو العقل المُدبر والمخطط لهجمات 7 تشرين الأول الماضي. فعلياً، إذا تم التركيز على الهدف العسكري، فإن اغتيال الضيف هو أول ما يحققه، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى إضعاف جناح السنوار كون "حماس" دخلت في مرحلة وجودية مع الحرب الحالية، وبالتالي فإن خسارة قادة ميدانيين بمرتبة الضيف ونائبه رافع سلامة الذي قُتل بضربة خان يونس، سيجعل من تنفيذ أي خطة جديدة أمراً صعباً على صعيد "حماس".
لهذا السبب، فإن الأزمة ستكون كبيرة، علماً أن "حماس" كتنظيمٍ محوري داخل غزة، تعتمدُ على قادة معروفين في العلن وذلك بغض النظر عن المسؤولين الآخرين الذين يعتبرون بمثابة "العقل التكتيكي والتخطيطي" لـ"حماس". هنا، تقول المصادر إن "حماس" من حيث المنظومة العسكرية والقيادية، لا توازي "حزب الله" من حيث عملية إعداد الكادرات العديدة والمتشعبة والبدائل الأساسية التي يمكن أن تسد نقصاً معيناً وطارئاً، ما يعني أن أي قضاء على قادة محوريين كبار قد يشكل أزمة فعلية على صعيد إعادة النهوض بالحركة داخل غزة في الوقت الراهن، وإن توفر هذا الأمر فسيستغرق لسنوات.
ماذا عن "حزب الله"؟
بالنسبة لـ"حزب الله"، فإنّ عمليات الاغتيال لم تؤثر على نطاق عمله، لكن المسألة لا ترتبط بذلك بل بما قد تُقدم عليه إسرائيل لاحقاً حتى وإن أوقفت حربها ضد لبنان. السؤال المحوري هنا، هل ستواصل إسرائيل استهدافاتها؟ السؤال هذا تجيب عنه المصادر بالقول إنّ "هناك قناعة باتت واضحة لدى الأميركيين والإسرائيليين تظهر عبر تقاريرهم وتفيد بأنّ إمكانية القضاء على حزب الله هو أمرٌ ليس سهلاً، لا من الناحية العسكرية ولا حتى من الناحية التنظيمية".
كذلك، تشيرُ المصادر إلى أنَّ ما يميز "حزب الله" عن "حماس" هو جهازه الأمني المتفرع وقدرته على تشكيل قادة جُدد وتحركاته الأكثر سهولة بين لبنان وإيران ناهيك عن الأسلحة المتطورة وتوسعه عسكرياً والخبرات والمجالات العديدة ضمنه بالإضافة إلى العدد الكبير من القادة العسكريين الذين تم تدريبهم وتأهيلهم وسط ساحات قتالية عديدة.
لهذا السبب، فإنّ إسرائيل تعي تماماً عدم قدرتها على تطويق الحزب ميدانياً وعسكرياً، لكنها في الوقت نفسه تسعى لضرب قادة محددين مثلما فعلت مع وسام الطويل وطالب عبدالله ومحمد نعمة ناصر وغيرهم، والسبب وراء ذلك هو تصوير إنجازات فعلية باستهدافاتٍ محورية يمكن أن يتم استغلالها أمام الإسرائيليين والقول إنَّ تل أبيب تمكنت من تحييد عناصر خطيرة، وبالتالي هناك تطويق لقوة الحزب ولو بشكل جزئي وبسيط.
من هنا، تظهر أهمية إستمرار الحرب بالنسبة لإسرائيل باعتبار أنها تمهد لها الطريق لتنفيذ استهدافات أكبر، فكلما رفعت رصيدها من الاغتيالات كلما زادت من ورقة الضغط الأخيرة الموجودة في يدها. وعليه، تعتبر المصادر أن إسرائيل ومن الناحية العسكرية، قد لا يهمها قصف المدنيين بقدر ما يهمها اغتيال قادة عسكريين يشكلون خطراً عليها، ولهذا السبب من المناسب لها مواصلة حرب الاستنزاف الحالية ضد حزب الله من أن تدخل في حربٍ مباشرة تساهم في خلط أوراق المعادلة ككل.
في مقابل كل ذلك، فإن ما يظهر هو أن "حزب الله"، ورغم الضربات التي يتلقاها عبر اغتيال قادته، لم يتمكن حتى الآن من توجيه ضربات ضد إسرائيل على شكل اغتيالات تُطيح بقائد عسكري أو بمسؤول معروف.. المسألة هذه تفرض نفسها على المشهدية العسكرية، وتطرح تساؤلات عن مدى قدرة الحزب بتنفيذ ذلك، من وجهة نظر الخبراء والمتابعين.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
عقوبات أميركية على 6 من كبار قادة حماس.. من هم؟
واشنطن تفرض عقوبات جديدة على حماس
فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على 6 من كبار مسؤولي حماس، في إجراء إضافي ضد الحركة وسط مساعي واشنطن للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل والإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
واستهدفت العقوبات الأميركية ممثلين للحركة في الخارج وعضوا بارزا في الجناح العسكري لحماس، إلى جانب المشاركين في دعم جهود جمع التبرعات للحركة وتهريب أسلحة إلى غزة.
وضمت قائمة المستهدفين بعقوبات واشنطن، وفق وزارة الخزانة الأميركية، كلا من:
عبد الرحمن إسماعيل عبد الرحمن غنيمات، وهو عضو قديم في الجناح العسكري لحماس ومقره الآن في تركيا، متهمة إياه بالتورط في عدة محاولات وهجمات ناجحة.موسى داود محمد (عكاري)، وهو مسؤول كبير في حماس يقيم في تركيا، تتهمه واشنطن بتسهيل تدفق الأموال من تركيا إلى غزة والضفة الغربية المحتلة لصالح حماس، وأدين سابقا بخطف وقتل ضابط شرطة حدود إسرائيلي.سلامة مرعي، وهو مسؤول في حماس مقيم في تركيا تقول الولايات المتحدة إنه متورط في تسهيلات مالية للمجموعة، وسجن سابقا لدوره في هجوم عام 1993 في الضفة الغربية المحتلة الذي أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي.محمد نزال، وهو مسؤول في حماس لأكثر من 30 عاما، وقائد كبير في مجلس الحركة للعلاقات الدولية.باسم نعيم، هو عضو كبير في حماس مقيم في غزة، وشارك في علاقات حماس مع روسيا وكان جزءا من وفود الحركة إلى دول أخرى، ويشغل نعيم أيضا دورا قياديا في مجلس الحركة للعلاقات الدولية.غازي حمد، مقيم في غزة منذ فترة طويلة وقد عمل محررا لوسائل إعلام تابعة لحماس ومصرح له بالتحدث علنا نيابة عن الحركة، ومشرف سابق على المعابر الحدودية لغزة.