استعراض إسرائيلي لسياسة الاغتيالات في غزة.. فاشلة لن تحمينا
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
مع استمرار المطالبات الإسرائيلية بمواصلة الحرب على غزة حتى القضاء على حماس، والتخطيط في اليوم التالي لمنعها من حيازة أسلحة تدميرية، فإن هناك أصواتا أخرى لا تقل قوة وتأثيرا ترى أن الحل يكمن في تغيير جذري للوضع الأمني والسياسي لدولة الاحتلال، لن يكون بالضرورة عبر هذه الطرق التقليدية.
ميشكا بن دافيد المسئول السابق في جهاز الموساد زعم أن "دولة الاحتلال تنفذ عمليات اغتيال في مجالين رئيسيين: مواجهة الأسلحة غير التقليدية، ومكافحة العمليات المسلحة، في الستينيات، قام المصريون بتجنيد علماء ألمان في محاولة لتطوير صواريخ أرض-أرض، ونظراً لأن الاحتلال اعتبر ذلك تهديداً وجودياً، فقد كلف الموساد بإحباطه، وأصيب العديد من العلماء بأغلفة متفجرة، واختفى أحدهم، وتوقف المشروع، لكن العالم العربي استمر في محاولة تجهيز نفسه بأسلحة الدمار الشامل".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" على وقع محاولة اغتيال محمد الضيف، ورافع سلامة، أنه "في مرحلة لاحقة، طوّر الكندي جيرالد بول للعراق مدفعاً خارقاً قادراً على إطلاق 500 كيلو قذيفة إلى مدى يصل دولة الاحتلال، لكن تم إقصاؤه في عام 1990، مما أدى لإنهاء المشروع، فيما أدت المحاولة الإيرانية للتزود بالسلاح النووي إلى عدة عمليات ضد العلماء، أبرزها اغتيال "أبو القنبلة الإيرانية" محسن فخري زاده في نوفمبر 2020، مما يعني نجاح الاحتلال بتأخير تطوير أسلحة الدمار الشامل من قبل أعدائها، ولكن ليس منعهم نهائياً".
وأشار إلى أن "العراقيين أطلقوا حوالي 40 صاروخ سكود على دولة الاحتلال في حرب الخليج 1990، فيما لا يمتلك الإيرانيون بعد قنبلة نووية، لكن لديهم ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع عدة قنابل، وكمية كبيرة من الصواريخ الباليستية القادرة على وصول دولة الاحتلال، وزودت حلفائها بآلاف صواريخ أرض-أرض التي تغطي أراضيها، والصورة مماثلة في مجال القضاء على كبار المقاومين".
وأوضح أنه "في السبعينيات، تورط الموساد في تصفية عناصر "أيلول الأسود" المشاركين في عملية قتل الرياضيين الإسرائيليين في مدينة ميونيخ الألمانية، وما لبث أن اندثر التنظيم بعد القضاء على بعض قادته في عملية "ربيع الشباب" في بيروت 1973، كما اغتال الموساد مخطط العملية علي حسن سلامة، ومع ذلك فإن فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية لم توقفا سياسة الهجمات التي تنتهجها".
وأكد أنه "في يناير 1995، نفذت حركة الجهاد الإسلامي هجوما انتحاريا مزدوجا عند مفترق بيت ليد، قتل 22 إسرائيليا، وتحمل زعيمها فتحي الشقاقي المسؤولية، مما دفع الموساد لاغتياله في أكتوبر من ذات العام، وبعدها توقفت الحركة عن الوجود، لكنها بدأت بعد سنوات بإعادة ترسيخ نفسها في غزة، وهي مسؤولة عن إطلاق الصواريخ على الاحتلال، وتنفيذ العمليات المسلحة، بما فيها المشاركة في هجوم السابع من أكتوبر".
وأوضح أنه "في يوليو 1997، فجر عنصر من حماس نفسه في سوق محانيه يهودا بالقدس المحتلة، مما أسفر عن مقتل 18 إسرائيليا، وأعلن خالد مشعل، رئيس مكتبها السياسي مسؤوليتها عن الهجوم، ثم في سبتمبر نفذت الحركة عملية انتحارية مزدوجة في شارع بن يهودا بالقدس المحتلة، وفي الشهر نفسه، ذهب فريق الموساد للأردن لاغتيال مشعل بمساعدة مادة سامة، لكنه أصيب، وانهار، دون وفاته، فيما تم أسر اثنين من عناصر الموساد، وفي صفقة خاطفة تمت بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والملك حسين، تقرر نقل جسم مضاد ينقذ مشعل من الموت، وفي المقابل يتم إطلاق سراح عناصر الموساد".
وختم بالقول إن "جيش الاحتلال يحارب حماس منذ تسعة أشهر تقريبا، ولعله نجح على ما يبدو بالقضاء على معظم مقاتليها وقادتها، صحيح أن ذلك سيكون له تأثير على الحركة، لكن حتى لو توقفت عن العمل كجيش نظامي، فإن الفلسطينيين الذين يؤمنون بأيديولوجيتها سيبقون على حالهم، وبعد فترة سيتجمعون مرة أخرى ضد الاحتلال".
يكشف هذا الاستعراض التاريخي لسياسة الاغتيالات الاسرائيلية الفاشلة أنه رغم استمرار الاحتلال بسياسة القضاء على قادة المقاومة، ومن يطور أسلحة الدمار الشامل، لكن مواصلة هذه السياسية زادت قناعة الاسرائيليين أنه من غير الممكن مع مرور الوقت منع حيازة هذا السلاح، أو القضاء على منظمة مقاومة عن طريق مكافحتها فقط، بل إن الحل يكمن في تغيير جذري للوضع يسلّم فيه الاحتلال بحقوق الفلسطينيين، ويفسح المجال أمامهم لتقرير مصيرهم، وإلا فسيبقى في دوامة لا تنتهي من الفعل والفعل المضاد إلى إشعار آخر.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية غزة الاحتلال الفلسطينية جيش الاحتلال فلسطين غزة الاحتلال جيش الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال القضاء على
إقرأ أيضاً:
قلق إسرائيلي على مصير الأجهزة الأمنية في حال انهيار السلطة
#سواليف
نقلت تقارير عبرية، عن تقديرات لمؤسسة #الاحتلال الأمنية تشير إلى أن الوضع في #الضفة_الغربية المحتلة حاليا هش جدا، لافتة إلى احتمال #انهيار_السلطة_الفلسطينية.
وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، إن الوضع في الضفة الغربية هو الآن أكثر هشاشة منذ سنوات، وأن انهيار السلطة الفلسطينية قد يحدث بسرعة، لافتة إلى أن هناك مخاوف من أن يغير عناصر أجهزة أمن السلطة ولاءاتهم.
وأشارت إلى هناك مخاوف جدية على مصير أجهزة #أمن_السلطة في حال انهارت السلطة الفلسطينية، خاصة وأنهم مدربون ومسلحون، ومن السيناريوهات الممطروحة انتماء مجموعات منهم لفصائل المقاومة والعمل ضد الاحتلال ضمن مجموعات #المقاومة أو العمل تحت أجندة شخصية لقيادات في السلطة.
مقالات ذات صلة “السجين 3006”.. تاجر سوري يروي قصة نجاته من سجن المزة 2024/12/16ولفتت الصحيفة إلى أنه في الأسبوع الماضي، كتب وزير مالية الاحتلال بتسلئيل #سموتريتش رسالة إلى رئيس وزراء الاحتلال ووزير الحرب ومجلس الأمن القومي طالب فيها بعقد مجلس الوزراء على وجه السرعة على خلفية من التصعيد في الضفة الغربية والخوف من حدث مهم يجب الاستعداد له يتعلق بنشاط المجموعات المقاومة في الضفة.
ووفق الصحيفة العبرية، فإن سبب نشاط أجهزة أمن السلطة في #جنين يأتي على خلفية التهديد الإسرائيلي للدخول إذا لم تتم معالجة “المشكلة” التي تصب في النهاية في تصاعد عمليات المقاومة ضد الاحتلال.
كما حذر سموتريش من أن “نسبة التدهور قد تكون سريعة وغير متوقعة”.
وقالت صحيفة “يسرائيل هيوم” إن محاولة الرئيس محمود عباس تنفيذ عملية كبيرة في منطقة سبق أن عمل فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي كجنين، يمكن أن تؤدي في النهاية إلى استعادة الردع، إذا كان موجودا أصلا، ولكنها قد تتحول أيضا إلى مهزلة من شأنها أن تؤثر على الضفة الغربية بأكملها، مشيرة إلى أن حماس وإيران تبذلان كل ما في وسعهما لتعزيز المقاومة ضد الاحتلال في الضفة.
ويوم أمس، قال موقع والا العبري، إن الولايات المتحدة طلبت من الاحتلال الإسرائيلي، الموافقة على تزويد أجهزة الأمن الفلسطينية بشكل عاجل بالمعدات والذخيرة.
ويأتي ذلك، ذلك على خلفية “العملية الأمنية” التي تشنها أجهزة أمن السلطة واسعة النطاق في جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، هذا وفقًا لثلاثة مصادر فلسطينية وأمريكية وإسرائيلية تحدثت للموقع العبري.
وقال مسؤول فلسطيني، إن المنسق الأمني الأميركي الجنرال مايك فينزل، التقى قبل العملية برؤساء الأجهزة الأمنية الفلسطينية لبحث خططهم.
وقال إن رؤساء أجهزة أمن السلطة، قدموا إلى فينزل قائمة بالمعدات التي تحتاجها أجهزة أمن السلطة بشكل عاجل، والتي يجب على الاحتلال الإسرائيلي الموافقة عليها.
وأشار الموقع العبري، إلى أن فينزل، وسفير الولايات المتحدة لدى الاحتلال جاك لو، ومسؤولون كبار آخرون في إدارة بايدن، طلبوا من “إسرائيل” الموافقة على إرسال عاجل للذخيرة والخوذ والسترات الواقية من الرصاص وأجهزة الاتصال ومعدات الرؤية الليلية وبدلات الحماية لإزالة القنابل والمركبات المصفحة.
وقال مصدر فلسطيني إن مصر والأردن والسعودية تدعم العملية في جنين، لأنها لا تريد رؤية “سيطرة تنظيم على غرار الإخوان المسلمين أو سيطرة بتمويل إيراني” على السلطة الفلسطينية، وقال إن “العملية سينتج عنها إما انتصار أو هزيمة للسلطة”.
وقال موقع أكسيوس نقلا عن مسؤولين، إن المساعدة الأمريكية لأجهزة أمن السلطة تهدف لدعم عمليتها الواسعة في الضفة الغربية.
وأضاف، أن العملية مدفوعة بخوف من محاولة متشددين إسلاميين الإطاحة بالسلطة تأثرا بما جرى بسوريا.
وأشار الموقع، إلى أن الرئيس محمود عباس أمر قادة أجهزة أمن السلطة بإطلاق عملية السيطرة على جنين ومخيمها وبعضهم أعرب عن تحفظاته، وأبلغهم أن من يخالف الأوامر بشأن إطلاق عملية للسيطرة على جنين سيتم فصله.