جدد الرئيس الأميركي جو بايدن تأكيده أنه "صهيوني" مقرا في الوقت نفسه بتقدمه في العمر لكنه أصر على خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة على الرغم من الجهود المتواصلة لثنيه عن ذلك، وسط مخاوف من اندلاع أعمال عنف في البلاد بعد محاولة الاغتيال الفاشلة لسلفه ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب.

وفي محاولة لاستقطاب الناخبين اليهود في الولايات المتحدة، قال بايدن إنه يعتبر نفسه "صهيونيا" زاعما أنه فعل "للفلسطينيين أكثر من أي شخص آخر".

وعندما سأله المحاور مباشرة عما إذا كان "صهيونيا" أجاب بايدن "نعم" مضيفا "ليس من الضروري أن تكون يهوديا لكي تكون صهيونيا".

وأثنى بايدن على نفسه وعلى "جهوده" لتوصيل المساعدات إلى قطاع غزة، قائلا "أنا جعلت المصريين يفتحون الحدود لعبور البضائع والأدوية والغذاء، لقد كنت داعما جدا للفلسطينيين، لكن حماس مجموعة من البلطجية".

وأضاف بايدن، في مقابلة مسجلة مع شبكة "كومبلكس" أنه "ملتزم بنسبة 1000% بالاستمرار في السباق الرئاسي". وقال "أفهم لماذا يقول الناس: يا إلهي عمره 81 عاماً. كيف سيكون عندما يبلغ 83 أو 84 عاما؟ هذا سؤال مشروع".

وتم تسجيل المقابلة يوم الجمعة، أي قبل يومين من محاولة اغتيال الرئيس السابق، وتم نشرها أمس الاثنين.

وفي مقابلة تلفزيونية أخرى مع شبكة "إن بي سي" أمس، أكد بايدن عزمه على  خوض المناظرة ثانية مع منافسه الجمهوري في سبتمبر/أيلول المقبل.

وكانت الحملتان الانتخابيتان لبايدن وترامب اتفقتا على تنظيم مناظرتين بينهما، جرت أولاهما في أتلانتا خلال يونيو/حزيران وكان أداء بايدن فيها "كارثياً".

وإثر تلك المناظرة، تساءل كثيرون عمّا إذا كان بايدن سيعيد الكرّة وسط مطالبة أعداد متزايدة من الديمقراطيين بانسحابه من السباق الرئاسي.

ويواجه بايدن هذه الدعوات، وسط شكوك تتعلق بكفاءته العقلية أثارها أداؤه خلال المناظرة عندما واجه صعوبة في إنهاء جمل أو إيصال فكرة متماسكة.

مخاوف أمنية

في غضون ذلك، ذكرت شبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية أن وزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) ما زالا "قلقين بشأن احتمال وقوع أعمال عنف لاحقة أو انتقامية" في أعقاب محاولة اغتيال ترامب.

وأضاف التقرير أن "بعض المجموعات عبر الإنترنت هددت أو شجعت أو أشارت إلى أعمال عنف" ردا على إطلاق النار على تجمع ترامب الانتخابي الأحد الماضي.

وعلى الرغم من تلك المخاوف، قال بايدن أمس أنه يشعر بالأمان مع جهاز الخدمة السرية، الوكالة المسؤولة عن حماية كبار الشخصيات بالولايات المتحدة والتي تتعرض لانتقادات منذ محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها ترامب نهاية الأسبوع الماضي.

وقال بايدن في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" التلفزيونية إن "السؤال هو: هل كان عليهم توقع ما حدث؟.. هذا يبقى سؤالاً مفتوحاً".

وتعهد جهاز الخدمة السرية بالتعاون مع تحقيق مستقل سيتم إجراؤه بشأن محاولة اغتيال ترامب خلال تجمّع انتخابي في بنسلفانيا أول أمس.

وقد تمكن مهاجم من إطلاق النار على ترامب (78 عاماً) الذي خدشت رصاصة أذنه، في هجوم أحدث صدمة قبل الانتخابات الرئاسية التي ستجري في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وقالت مديرة الوكالة كيمبرلي شيتل أمس إن "جهاز الخدمة السرية سيعمل، مع الوكالات الفدرالية وفي الولايات، على فهم ما حصل وكيف حدث، وكيفية تجنّب وقوع حادث كهذا مجدّداً".

ويخضع مكتب الخدمة السرية لضغوط متزايدة، وسط تساؤلات حول كيفية تمكن مسلح يحمل بندقية من التمركز على سطح على بعد حوالي 150 مترا من ترامب الذي يعد أحد أكثر الشخصيات المحمية في العالم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات محاولة اغتیال الخدمة السریة

إقرأ أيضاً:

ماذا قالت كامالا هاريس في أول مقابلة لها كمرشّحة للرئاسة؟

شددت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس على أن الولايات المتحدة “مستعدة لطي صفحة” دونالد ترامب، وذلك في أول مقابلة تجريها بصفتها مرشحة الديمقراطيين لخوض السباق إلى البيت الأبيض.

وفي أول تعليق له على المقابلة، قال المرشح الجمهوري المنافس الرئيس السابق دونالد ترامب إن هاريس “لم تبدُ كقائدة”.

وفي حديثها إلى شبكة “سي إن إن ” الاخبارية الاميركية خلال جولة انتخابية في ولاية جورجيا، اتهمت الرئيس الجمهوري السابق بأنه “قسّم الأمة”. وأكدت هاريس أنه سيكون من المفيد للشعب الأميركي أن يضم وزير جمهوري في إدارتها إذا فازت في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.

وتطرقت هاريس خلال المقابلة إلى عدة قضايا هامة، بما في ذلك الهجرة، حيث شددت على ضرورة وجود “عواقب” للأشخاص الذين يدخلون الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.

كما كررت دعمها “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، وردّت بـ”لا” على سؤال عما إذا كانت ستعلق تسليم الأسلحة الأميركية لإسرائيل في حال فوزها في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

كما تناولت هاريس الهجوم الذي شنته حركة حماس الفلسطينية على الأراضي الإسرائيلية في 7 أكتوبر الماضي، حيث أدانت العنف وأشارت إلى الحرب التي تشنها إسرائيل رداً على ذلك في قطاع غزة، مؤكدة أن “الكثير من الفلسطينيين الأبرياء قد قتلوا”. ودعت هاريس إلى “وقف لإطلاق النار”، لكنها رفضت في الوقت نفسه “تغيير سياسة التسليح”.

وأجرت المذيعة دانا باش، التي شاركت في استضافة المناظرة بين ترامب وبايدن، المقابلة مع هاريس، بحضور المرشّح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس تيم والز، حاكم ولاية مينيسوتا.

وفي هذا السياق، علّق جايسن ميلر، أحد المستشارين المقربين من منافسها الجمهوري، ساخراً بالقول إن هاريس تستخدم تيم والز “درعاً بشرية”.

وكان لهاريس ذكرى مريرة من مقابلة أجرتها في يونيو 2021 على قناة “إن بي سي” حول موضوع الهجرة الحساس، حيث بدت غير مستعدة وغير واثقة من نفسها، خصوصاً عندما انتقدها الصحافي المضيف على إحدى إجاباتها. وعلى الرغم من أن معظم استطلاعات الرأي تمنح الديمقراطية هاريس أفضلية طفيفة على ترامب، فإن المنافسة بينهما ما زالت شرسة، خصوصاً في بعض الولايات التي قد تكون حاسمة في الانتخابات.

ومن المقرر أن تعقب هذه المقابلة مناظرة مع ترامب على شبكة “إيه بي سي” في العاشر من سبتمبر المقبل.

تجدر الإشارة إلى أنه قبل ثلاثة أسابيع فقط، وبعد أيام قليلة من اختيارها رسمياً كمرشحة الديمقراطيين للرئاسة، تعرضت هاريس لضغوط بشأن خططها لإجراء مقابلة إعلامية، وقالت للصحفيين على مدرج المطار في ديترويت: “لقد تحدثت مع فريقي وأريد أن نحدد موعداً للمقابلة قبل نهاية اغسطس “.

وقد أثار قرار الظهور المشترك انتقادات من بعض المراقبين، إذ قال سكوت جينينغز، المساعد الخاص السابق للرئيس جورج دبليو بوش، على قناة “سي إن إن:”: “أعتقد أنه من الضعف الشديد والواضح أن تظهر مع نائبك”، مضيفاً أن هاريس تعاني من “نقص مقلق في الثقة” بقدراتها السياسية.

إلا أن مؤيدي هاريس يصرون على أن خطواتها مدروسة وتتسم بالوتيرة المناسبة، خصوصاً في ظل الظروف غير المسبوقة لترشحها بعد انسحاب الرئيس جو بايدن المفاجئ من السباق.

تاريخياً، لم تكن المقابلات المشتركة بين المرشحين الرئاسيين ونوابهم غريبة عن الساحة السياسية الأميركية. فقد أجرى باراك أوباما وجو بايدن مقابلة مشتركة مع برنامج “60 دقيقة” بعد أن تم اختيار بايدن كمرشح لمنصب نائب الرئيس في عام 2008، وبعد ثماني سنوات، فعلت هيلاري كلينتون ونائبها تيم كين الشيء نفسه. أما بالنسبة لهاريس والرئيس بايدن في عام 2020، فقد اختارا برنامج “20/20” على قناة إيه بي سي. وبعد أقل من أسبوع من إعلان ترامب عن ج. د. فانس كنائبه، تمت مقابلة الاثنين معاً على قناة فوكس.

ولكن منذ أن سلّمها بايدن الشعلة في أواخر الشهر الماضي، حدّت هاريس من معظم تفاعلاتها الصحفية إلى بيئات معدة مسبقاً وتحت سيطرة مُحكمة. وكانت آخر مقابلة رسمية لها في 24 يونيو 2024، أي قبل أكثر من شهرين، وهي فترة طويلة في الحياة السياسية.

كما أن تفاعلاتها العرضية مع الصحفيين – عبر إجابات قصيرة على أسئلة تُطرح بصوت عالٍ خلال تنقلاتها من وإلى فعاليات الحملة – لم تنجح ضبط مزاعم الجمهوريين بأنها تتجنب أي فرصة لتعرض سجلها وأجندتها تحت المجهر.

وقد أجرى منافسها ترامب ونائخ عدة مقابلات في الشهر الماضي، وهو ما جعل هاريس عرضة لانتقادات إضافية. قال ترامب لوسائل الإعلام في أوائل أغسطس 2024: “هي ليست ذكية بما يكفي لعقد مؤتمر صحفي، لن تجري مقابلات حتى مع أشخاص مؤيدين لأنها لا تستطيع أن تفعل أفضل مما يفعله بايدن”.

وتشير بعض التحليلات إلى أن المرشحة الديمقراطية بحاجة الآن إلى “تعزيز” الزخم الذي اكتسبته منذ دخولها السباق، كما أشار المستشار الجمهوري والناقد لترامب، تشيب فيلكل. وقال فيلكل: “عليها أن تخرج للعلن، عليها أن تُظهر أنها تستطيع التفكير تحت الضغط، لأن هذا جزء من ما يجب على الرئيس القيام به”.

ومنذ حملتها في الانتخابات التمهيدية الرئاسية الديمقراطية في عام 2019، غيرت هاريس موقفها بشأن عدة سياسات رئيسية، وتراجعت عن بعض وعودها الأكثر ليبرالية.

وعلى سبيل المثال، تخلت عن تعهداتها بدعم برنامج الرعاية الصحية للجميع. وتدعم الآن مشروع قانون حدودي من الحزبين يتضمن تخصيص مئات الملايين من الدولارات لبناء جدار حدودي، وهو شيء كانت هاريس قد وصفته سابقاً بأنه “غير أمريكي”.

وهذه التغييرات الواضحة قد تعرضها لاتهامات بتغيير مواقفها السياسية، وهي صفة غير مرغوب فيها لمرشحة لا تزال تحاول تحديد هويتها.-

مقالات مشابهة

  • ترامب تعليقا على وفاة المواطن الأميركي في غزة: حكم بايدن وهاريس مسؤول بشكل مباشر عن وفيات غير ضرورية
  • هاريس تقلص الفارق مع ترامب في ميشيغان
  • نجاة نجل محافظ الانبار السابق من محاولة اغتيال
  • نجل محافظ الأنبار السابق ينجو من محاولة اغتيال
  • هاريس:أنا مع إسرائيل القوية ولن أحجب السلاح عنها
  • هاريس:أنا مع إسرائيل قوية ولن أحجب السلاح عنها
  • ترامب يهاجم بايدن : فقد عقله بالكامل
  • ماذا قالت كامالا هاريس في أول مقابلة لها كمرشّحة للرئاسة؟
  • عندما طالت يد الإرهاب القلم.. قصة محاولة اغتيال نجيب محفوظ
  • إجراء جديد من وزير الدفاع الأمريكي بشأن تأمين مرشحي الرئاسة