نجل نتنياهو يتهم قطر بأنها أكبر ممول للإرهاب بعد إيران
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
سرايا - بعد أن انتقدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق لدورها في محادثات التهدئة مع حماس، ها هو نجله، يائير، يشن هجوما عنيفا على قطر، بل وذهب إلى أبعد من ذلك حين اتهمها بأنها أكبر ممول للإرهاب بعد إيران.
فقد هاجم يائير نتنياهو قطر بشدة متهما إياها بأنها "أكبر دولة راعية وممولة للإرهاب بعد إيران".
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها في مدينة ميامي الأميركية، حيث قال يائير نتنياهو إن الدوحة هي من تقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأميركية.=
وقال يائير "لديكم راعي آخر للإرهاب وهو قطر. إنها دولة غنية جدا لسبب ما يتم فرش السجاد الأحمر لها في واشنطن ونيويورك، لكن بالنسبة لي فهي ثاني أكبر إرهابي في العالم بعد إيران".
وأضاف أن قطر هي أكبر مانح للجامعات في الولايات المتحدة، حيث تتواجد المنظمات اليسارية المتطرفة التي تحتج ضد إسرائيل.
ويأتي هذا الهجوم وسط مفاوضات حاسمة تشارك فيها قطر كوسيط رئيسي بين إسرائيل وحماس فيما يتعلق بوضع المحتجزين في غزة واتفاق وقف إطلاق النار.
ورد دبلوماسي قطري كبير كلمات يائير نتنياهو، في تصريح لموقع "والا" وقال إن كلماته هي "أكاذيب وهراء غير مسؤول"، مضيفا "في هذه المرحلة الحساسة من المفاوضات، مثل هذه التصريحات لن تؤدي إلا إلى تعقيد الأمور.. هذه الادعاءات الكاذبة لن تخفف الضغط عن أولئك الذين يفضلون مواصلة الحرب".
وأضاف الدبلوماسي القطري الكبير أن المساعدات الإنسانية القطرية لغزة لم يتم تسليمها مباشرة ولكن دائمًا عبر إسرائيل، مشيرا إلى أن "هذه المساعدات كانت تحت المراقبة".
وقال الدبلوماسي القطري إن اتهامات يائير نتنياهو بأن قطر هي أكبر مانح للجامعات الأميركية هي أيضا "كاذبة".
وأوضح الدبلوماسي القطري أن مدفوعات قطر للجامعات الأميركية عبارة عن تبرعات مشيرا إلى أنها تهدف إلى تغطية نفقات حرم تلك الجامعات في قطر.
وأكد قال الدبلوماسي القطري: "قطر ليس لها علاقة بالاحتجاجات الأخيرة في الجامعات الأميركية".
إقرأ ايضاَبنك الأهداف منذ بداية الحرب .. استشهاد اطفال نتيجة قصف الاحتلال على دير البلح امس -فيديو "وعد لنعمرها" .. مشاهد من تدمير الاحتلال لمدارس ومقرات الأونروا خلال توغله الأخير - فيديو إصابة 3 إسرائيليين بعملية إطلاق نار على مركبة قرب نابلس .. وفرار المنفذ
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الدبلوماسی القطری یائیر نتنیاهو بعد إیران
إقرأ أيضاً:
السعودية دومًا في موقع “المفعول به”
محمد محسن الجوهري
من المضحك المبكي أن تسمع محللين سعوديين أو عربًا مأجورين يقدّمون النظام السعودي على أنه “لاعب أساسي” في المنطقة، وأن لآل سعود حرية القرار والتحكّم بقواعد اللعبة بعيدًا عن التوجيهات الأمريكية. غير أن هذا التصور لا يصمد أمام الواقع، ولا أمام ما يكشفه الساسة الغربيون أنفسهم عن طبيعة علاقة التبعية التي تربط الرياض بواشنطن.
واحدة من أوضح الشهادات على هذه العلاقة جاءت من الرئيس الأمريكي اثناء ولايته السابقة دونالد ترامب، الذي لم يتوانَ عن وصف السعودية بأنها “تُحلب” لصالح أمريكا، بل قالها صراحةً في أكثر من مناسبة. ففي تجمع انتخابي بولاية ميسيسيبي عام 2018، قال: “قلت للملك: نحن نحميكم، وقد لا تبقون في السلطة لأسبوعين دوننا. يجب أن تدفعوا!”
وفي مقابلة أخرى على قناة فوكس نيوز عام 2019، صرّح بوضوح: “نحن نحصل على المليارات من السعودية مقابل حمايتهم، ولا ننسى أننا عقدنا معهم أكبر صفقة سلاح في التاريخ”.
أما الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، فقد وصف السعودية في مقابلة شهيرة مع مجلة The Atlantic عام 2016 بأنها من “الركاب المجّانيين”، الذين يتوقعون من واشنطن أن تخوض الحروب نيابةً عنهم، دون أن يتحملوا أدنى قدر من المسؤولية. وهو تصريح يعبّر عن النظرة الأمريكية الرسمية للسعودية، لا كشريك، بل كأداة وظيفية تُستخدم عند الحاجة.
وفي تسريب شهير من بريد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، نشره موقع “ويكيليكس”، قالت: “الحكومتان السعودية والقطرية تقدمان الدعم المالي واللوجستي السري لداعش وغيرها من الجماعات المتطرفة في المنطقة.”
هذا التصريح لا يترك مجالًا للشك في أن السعودية لم تكن سوى أداة في تنفيذ مشاريع خارجية، تخدم “الفوضى الخلاقة” التي صاغتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة لإعادة تشكيل الشرق الأوسط بما يخدم مصالحها.
أما الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، فقد وصف السعودية بأنها “دولة منبوذة” بسبب سجلها في حقوق الإنسان، خصوصًا بعد اغتيال الصحفي جمال خاشقجي. لكنه ما لبث أن تعامل معها بمنطق البراغماتية السياسية حين احتاج إلى النفط، أو عند الإعداد للتطبيع مع “إسرائيل”. وهذا بحد ذاته دليل على أن بقاء السعودية في الساحة الدولية لا يرتبط بشرعيتها أو دورها المستقل، بل بمدى خدمتها للأجندة الغربية.
من جانبه، صرّح مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، بأن: “كل تحركات السعودية في اليمن وقطر، وحتى ملفات النفط، تأتي بعد تنسيق مباشر مع البيت الأبيض، أو على الأقل بمباركة منه.”
ومن المفكرين الأمريكيين الذين فضحوا تبعية آل سعود للقرار السياسي الأمريكي، يأتي الفيلسوف والمفكر الكبير نعوم تشومسكي، الذي أكد أن السعودية “تلعب دور خادم المصالح الأمريكية في المنطقة… فهي لا تتحرك إلا بإذن، ولا تسكت إلا بتوجيه.”
إن الحديث عن حرية القرار السعودي، أو عن دور مستقل للسعودية في المنطقة، هو ضرب من الخيال. فالمشهد واضح لكل ذي بصيرة: القرار يُصنع في واشنطن، ويُنقل إلى الرياض للتنفيذ. وما يُمنح لآل سعود من “حرية وهمية” لا يتجاوز حدود ما يخدم المشروع الأمريكي –الصهيوني في الشرق الأوسط.
التاريخ لا يرحم من ارتضى لنفسه أن يكون مفعولًا به في معادلة لا ترحم، ولا مكان فيها إلا لمن يصنع الحدث، لا لمن يُستَخدَم في تنفيذه.
لا يمكن الحديث إذن عن “استقلال القرار السعودي”، في ظل اعتماد النظام اعتمادًا شبه مطلق على الحماية العسكرية الأمريكية، والغطاء السياسي الغربي في كل خطوة يخطوها، من العدوان على اليمن، إلى التطبيع غير المعلن مع الكيان الصهيوني، وهو تنسيق يجري برعاية مباشرة من تل أبيب وواشنطن.
من يقدّم آل سعود كلاعبين مستقلين في المنطقة، إما جاهل بالحقيقة، أو متواطئ في تزويرها. فالمشهد واضح: القرار يُصاغ في واشنطن، ويُنفذ في الرياض. والتاريخ لا يرحم من رضي لنفسه دور التابع في لعبة الأمم.