هل ينجز هوكشتاين ما بدأ به قبل الانتخابات الأميركية؟
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
ما هو أكيد أن كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين مستمرّ في المهمة المنتدب إليها أقّله حتى تشرين الثاني المقبل، أي أن أمامه ما يقارب الأربعة أشهر حتى يتمكّن من تحقيق شيء ما في البرّ يشبه ما سبق أن حقّقه في الترسيم البحري، باعتبار أن لا شيء مضمونًا تحقيقه ما بعد تشرين الثاني ما يمكن إنجازه قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، خصوصًا إذا فاز دونالد ترامب فيها، وقد لا يكون اسم هوكشتاين من بين الأسماء الذين يمكن أن ينضمّوا إلى لائحة مستشاري الرئيس الجمهوري في حال فوزه.
لذلك يرى المراقبون أن واشنطن تبدو مستعجلة لتحقيق إنجاز ما على الحدود البرّية بين لبنان وإسرائيل قبل انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن، اعتقادًا من الذين يحيطون به أن هذا الأمر من شأنه أن يحسّن من ظروف الحملة الرئاسية للحزب الديمقراطي، التي تبدو متعثّرة بعد سلسلة الهفوات التي يرتكبها الرئيس الحالي مباشرة على الهواء وأمام ملايين المشاهدين في الولايات المتحدة الأميركية وفي خارجها، فضلًا عن أن محاولة الاعتداء التي تعرّض لها ترامب قد تزيد من حظوظ تأييد الأميركيين له.
فتحرّك الموفد الرئاسي الأميركي في اتجاه بعض الدول الأوروبية، ومن بينها وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا، يهدف، بحسب بعض المراقبين، إلى إحياء عملية التنقيب عن الغاز والنفط في البلوكات اللبنانية البحرية، لا سيما في البلوكات الحدودية 8 و9 و10 الواعدة. إلاّ أن هذه العملية تحتاج إلى الحدّ الأدنى من الهدوء على الجبهة اللبنانية، التي قال عنها الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله إنها لن تهدأ ما دامت الحرب على غزة قائمة بأشكالها العدوانية المتعدّة الوجوه، فيما العكس قد يبدو متجانسًا أكثر مع استعداد "حزب الله" للدخول في مفاوضات الحدّ الأدنى من حفظ ماء الوجه، خصوصًا بعد أن يكون قد أدّى قسطه للشعب الفلسطيني في غزة.
وما هو أكيد أن مهمة هوكشتاين وغيره من الموفدين الدوليين ستبقى من دون ذي جدوى ما دام الوضع على الجبهة الغزاوية على ما هو عليه من تصعيد. فـ "حارة حريك" قالت كلمتها النهائية ووضعت نقطة على سطر المفاوضات، التي لا تأخذ في الاعتبار الضغط على تل أبيب لوقف عدوانها على الشعب الفلسطيني في القطاع، وهي أبلغت جميع المعنيين أن لا حديث معها عن أي حل قبل اطمئنانها إلى ما يضمن للشعب الفلسطيني العيش في سلام في دولة مستقلة وغير خاضعة للهيمنة الإسرائيلية. وهذا ما بات واضحًا لجميع الذين يحاولون دفع المفاوضات خطوات متقدمة بالتوازي بين جبهتي غزة والجنوب اللبناني.
فـ "حزب الله" غير مستعد للتنازل عمّا يعتبره حقًّا مشروعًا لمساندة غزة وأهلها حتى ولو أن الثمن الذي يدفعه من خيرة شبابه وما يدفعه الجنوبيون من تدمير لمنازلهم وحرق لحقولهم ومواسمهم وتشريدًا وتهجيرًا كبير جدًّا. فلا ضمانات مجانية بوقف عملياته الجنوبية، مع ما تخشاه إسرائيل من قيام "المقاومة الإسلامية" بما قامت به حركة "حماس" في 7 تشرين الأول الماضي. ولذلك فهي تطالبه عبر الموفدين الدوليين بسحب عناصره من جنوب الليطاني، أي ما مسافته نحو تسعة كيلومترات، وهي المسافة الكافية لتجنيب إصابة الدبابات الإسرائيلية بالصواريخ المضادة للدروع، والتي لا يبلغ مداها أكثر من سبعة كيلومترات كحدّ أقصى، وهي متوافرة لدى "المقاومة الإسلامية" بما يضمن منع إسرائيل من القيام بأي مغامرة برّية في اتجاه الجنوب. ولكن هذا المطلب قوبل في الماضي برفض مطلق من قِبل "حزب الله"، الذي طالب في المقابل على لسان الرئيس نبيه بري بأن تسحب إسرائيل جنودها في منطقتها الجنوبية إلى المسافة ذاتها التي تطالب بها في المنطقة الجنوبية، وذلك بالتوازي مع ما يسعى إليه هوكشتاين لجهة شمول ما يمكن الاتفاق عليه بعد أن تهدأ جبهة غزة وقف الأعمال العدائية بين الجانبين، أي وقف العمليات العسكرية من قبل "حزب الله" ولا سيما أنّ اسرائيل تخشى كثيراً من تكرار عملية "طوفان الأقصى" من الجهة الشمالية لمستوطناتها، ما يجعلها تُطالب بانسحاب "الحزب" من جنوب الليطاني مقابل وقف إسرائيل القصف والطلعات الجويّة والخروقات البحرية والبريّة وكل عملياتها العدوانية ضدّ لبنان. على أن يلتزم الحزب بعدم إقامة أبراج مراقبة عند الشريط الحدودي، ويقوم الجيش بتعزيز انتشاره في منطقة جنوب الليطاني. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
اليمن: الصخرة التي كسرَت قرون الشيطان وتستعد لتحطيم طغاة العصر
عدنان ناصر الشامي
على مدى عشر سنوات من التحدي الأُسطوري، وقف الشعب اليمني شامخًا كالجبل الذي لا تهزه الأعاصير، خلال هذه السنوات، خاضت اليمن معركةً لا تشبه غيرها، معركةً بين الحق والباطل، بين العزة والذل، بين إرادَة الله وبين غطرسة الشياطين، في هذه المعركة، أظهر اليمن للعالم أن الأمم الحقيقية لا تخضع لهيمنة الطغاة، ولا تنكسر أمام ضغوط الاستكبار العالمي.
كان اليمنيون صخرة الله التي حطمت قرون الشيطان، تلك الدول الوظيفية التي نشأت في نجد، السعوديّة والإمارات، التي لم تكن يومًا سوى أدوات بأيدي الطغاة، تُساق وفق أهواء قوى الاستكبار، تدور في أفلاكهم، وتنفذ مخطّطاتهم، لكن هذه المخطّطات تحطمت أمام إرادَة الشعب اليمني الذي جعل الله من صموده كابوسًا يطارد الأعداء.
الشيطان الأكبر… إلى مصيره المحتوم..
واليوم، ومع سقوط أقنعة الدول الوظيفية، يواجه اليمن تحديًا جديدًا، الشيطان الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية، لم تعد تكتفي بإرسال أدواتها، بل تقدمت بنفسها إلى الساحة، وكأن الله يسوقها إلى قدرها المحتوم، لتلقى مصير كُـلّ من سبقها ممن تحدى إرادَة الله، جاءت أمريكا معتقدةً أنها ستُحني اليمن، وأنها ستخضع هذا الشعب الذي وقف أمامها على مدى تسع سنوات، لكنها لم تدرك أن الله جعل من اليمن صخرةً تتحطم عليها أحلام المستكبرين وتتكسر عندها مخطّطاتهم.
قدر اليمن في مواجهة الطغاة ودعم الأحرار..
الله جعل من اليمن أُمَّـة تحمل قدرًا عظيمًا، قدرها أن تطهر العالم من فساد الطغاة، وتكسر غرورهم وجبروتهم، وأن تكون سوط العذاب الذي يستأصل الكفر ويضع حدًا لجبروت الطغاة، وكما قال أحد رؤساء أمريكا في مقولته الشهيرة: “قدرنا أمركة العالم”، نقول لهم بكل ثقة: “قدرنا أن نطهر هذا العالم من فسادكم، وأن نحطم أوهامكم، وأن ندفن غروركم في مزبلة التاريخ. ”
اليمن ليس مُجَـرّد دولة صغيرة في خريطة العالم، بل هو رمزٌ لروح الأُمَّــة وقوة الإرادَة، من أرضه تنطلق سهام الحق التي تهز عروش الطغاة، ومن شعبه تصعد إرادَة صلبة تقف في وجه كُـلّ متجبر، وَإذَا كان التاريخ قد شهد فراعنةً تحطموا أمام إرادَة الله، فَــإنَّ اليمن اليوم هو السوط الذي يلاحق فراعنة العصر، ليكون قدر الله في الأرض، الذي يستأصل الظلم وينشر العدل.
وفي نفس اللحظة التي يقاوم فيها الشعب اليمني الغزو والطغيان، يقف جنبًا إلى جنب مع الأحرار في غزة ولبنان.
إن صمود غزة الأُسطوري ومقاومة لبنان الشجاعة ليسا بمعزلٍ عن الروح اليمنية التي تحمل في طياتها إرادَة التحرّر ونصرة المظلوم، كلّ صاروخٍ يمني، وكلّ طائرةٍ مسيّرة، هي سهمٌ من سهام الله، يوجهها اليمنيون نحو قلوب أعداء الإنسانية، يحطمون بها غرور الطغاة، ويعلنون بها أن المعركة لم تنتهِ، وأن الظالمين إلى زوال.
هذه ليست معركةً عابرةً بين قوى ضعيفة وأُخرى متغطرسة، بل هي معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، الذي يُطهِر الأرض من دنس الظالمين، إنها معركةٌ بين الإيمان والكفر، بين الحق والباطل، بين إرادَة الله وإرادَة الشياطين، وكلما ازدادت التحديات، زاد اليمنيون قوةً وعزيمة، وكلما حاولت قوى الظلم كسر شوكة هذا الشعب، ازداد صلابةً وثباتًا؛ لأَنَّ إرادَة الله هي الإرادَة العليا، ولأن الله جعل اليمنيين جنوده في الأرض، وسوط عذابه الذي يطارد كُـلّ متكبر عنيد.
من صنعاء إلى غزة، ومن اليمن إلى لبنان، يمتد جسر المقاومة والتحدي، ليشكل ثلاثيةً من الصمود لا تعرف الخضوع ولا الانكسار، كُـلّ صاروخٍ يمني، وكلّ طلقةٍ يطلقها المقاومون في غزة، وكلّ شجاعةٍ يبديها الأبطال في لبنان، هي جزء من معركة التحرّر الكبرى، نحن أُمَّـة توحدها القضية، وتجمعها المقاومة، وتُحييها الإرادَة الإلهية.
اليمن اليوم ليس مُجَـرّد دولة تصمد أمام طغيان الإمبراطوريات، بل هو رمزٌ لتحرير البشرية من قبضة الشيطان الأكبر، وما كان لليمن أن يكون في هذا الموقف إلا بإرادَة الله، الذي جعله سدًا منيعًا يحمي الأُمَّــة، وصخرةً تتحطم عليها قرون الشياطين، واحدًا تلو الآخر.
نحن اليوم نقف في معركةٍ مقدسة، معركة لن تتوقف حتى يتحقّق وعد الله بالنصر والتمكين، ومع كُـلّ يومٍ يمر، يُسطر الشعب اليمني بدمائه ملحمةً جديدة، ليعلن أن طغاة هذا العصر، مهما تعاظمت قوتهم، فَــإنَّ مصيرهم إلى زوال، وأن إرادَة الله هي التي ستسود في نهاية المطاف.
اليمن هو القدر الذي كتبته يد الله في صفحات التاريخ، ليدفن الطغاة، وليُعلي رايات الحق، إنه الصخرة التي تكسر قرون الشيطان، والشعلة التي تضيء دروب الأحرار في كُـلّ زمان ومكان، وها هو اليوم يقف كتفًا إلى كتف مع غزة في نضالها ومع لبنان في صموده، ليقول للعالم: نحن أُمَّـة واحدة، وقضيتنا واحدة، وإرادتنا لا تنكسر.