لجريدة عمان:
2024-10-02@02:59:31 GMT

سر قوة التماسك المجتمعي

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

سر قوة التماسك المجتمعي

هناك قناعة عالمية أن قوة الدول والأمم لا تكمن في مواردها، بل في الروح الجماعية لشعبها، وفي تماسكه والتفافه حول قيادته، سواء في أوقات الرخاء أو في مواجهة المحن؛ فالتضامن بين أفراد المجتمع يثبت دائما أنه محوريّ في تشكيل مصير أي الأمة كما يؤكد التاريخ دائما.

والرخاء هو أكثر من مجرد دولة اقتصادية؛ إنه شعور مشترك وجماعي بالإنجاز والنجاح والرفاهية.

والمجتمع المزدهر عبارة عن مجموعة من الأصوات المتنوعة تعمل بانسجام معا من أجل هدف مشترك يتطلب مشاركة نشطة من كل فرد ما يؤكد وحدة الهدف والمسؤولية المجتمعية. وهناك مثل عالمي شهير يقول: «إذا كنت تريد أن تسير بسرعة، فاذهب بمفردك، وإذا كنت تريد أن تذهب بعيدا فاذهب مع الجماعة» وهذا يعكس الفكرة القائلة بأن الازدهار المستدام هو نتاج جهد جماعي.

لكن الازدهار ليس سهلا دائما والمجتمعات في كل مكان وعبر مسيرة التاريخ وصيرورته يواجه الكثير من التحديات، لكن في تلك اللحظة يصبح تماسك المجتمع أكثر من مجرد مفاهيم فلسفية ونظريات... إنه العمود الفقري للبقاء ومواصلة المسير نحو المستقبل

وهذه ليست فكرة جديدة فعبر التاريخ الطويل غالبا ما ظهرت المجتمعات التي تشبثت بالوحدة في أوقات الأزمات أقوى وأكثر مرونة، فروح العمل الجماعي منارة الأمل في مواجهة الشدائد، والتماسك هو الذي يمكّن المجتمعات من الصمود والتكيف والتغلب في النهاية على التحديات التي تواجهها.

والتاريخ نفسه يقول إن المجتمع العماني قدم دروسا لا يمكن أن تنسى في التماسك المجتمعي، وكشف عن قوته ومنعته، بل إن ذلك التماسك الذي لا مثيل له أرسل رسائل للمنطقة كلها عن قوة المجتمع العماني وتماسكه وصلابته.

مع ذلك فإن التماسك المجتمعي ليس شيئا ينشأ فقط أثناء الأزمات، فهو عملية مستمرة تكشف عن قيم راسخة تنقل من جيل إلى آخر، ويعزز الشعور بالانتماء والهوية الجماعية التي تربط الناس ببعضهم، بما يتجاوز الاختلافات الفردية، وأنجح المجتمعات تلك التي تحافظ على روح الوحدة ليس في أوقات الشدة فقط، ولكن أيضا في فترات الهدوء.

وفي سلطنة عمان التي تعيش لحظة تاريخية فارقة، حيث يعمل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- على تجديد النهضة الحديثة وفق متطلبات المرحلة التي يمر بها المجتمع، ويمر بها العالم فإننا في أمس الحاجة إلى التكاتف والتآزر الجماعي من أجل تحقيق الأهداف العليا التي يسعى جلالة عاهل البلاد المفدّى لترسيخها في هذه البلاد الضاربة جذورها في عمق التاريخ.

على أن النقد المسؤول والمراجعة العلمية والمهنية مهمة أيضا لهذه اللحظة، وهو أمر يؤكد عليه جلالة السلطان ويعتبره مهما في طريق تصحيح المسارات.. ولا شك أن الوعي المجتمعي في سلطنة عمان يفرق بين النقد الحقيقي الذي يهدف إلى البناء، وبين محاولة التقليل من حجم الإنجازات والإصلاحات وإظهار السلبية الدائمة تجاه كل تغيير حتى من بعض الذين يطالبون به.

ولا بد من الإيمان بأن قوة الدول تكمن بالضرورة في تضامن مجتمعها، والمقياس الحقيقي لقوة الأمة يتمثل في قدرة شعبها على الوقوف كشخص واحد، سواء كان مستمتعا بالنسمات أو في وجه الإعصار.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

تنسيقية شباب الأحزاب تثمن الدور المجتمعي الرائد لمؤسسة حياة كريمة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ثمنت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، الدور المجتمعي الرائد الذي تقوم به مؤسسة حياة كريمة، في إطار حرصها على تفعيل رسالتها الهادفة لبناء الإنسان وتقديم العون للأسر الأولى بالرعاية عبر التكافل والتدخل السريع طويل المدى في كافة مناحي الحياة.

وأكدت تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن مؤسسة حياة كريمة بهذا الدور استطاعت أن ترسخ نفسها كأحد أهم الكيانات الرائدة المعنية بتقديم العون لكل الأسر الأولى بالرعاية، لتصبح المؤسسة كيانًا شابًا رائدًا يصل لكل محافظات مصر.

وتابعت: "كما أن التنسيقية كمنصة سياسية ترى أن هذا الدور الذي تقوم به حياة كريمة من تعزيز ثقافة العمل التطوعي بين الشباب ودمج قطاعات من رجال الأعمال والمهتمين بالشأن العام يحقق التكامل التام مع جهود الدولة الرامية لتحسين مستوي المعيشة للمواطن المصري وهو ما نصبو إليه جميعاً". 

وأشارت إلى أن المبادرة الرئاسية حياة كريمة تعد من أهم وأكبر المبادرات التنموية، ونالت إشادة دولية خاصة من منظمة الأمم المتحدة التي أكدت أنها تعتبر "حياة كريمة" أكبر برنامج للحد من الفقر على الإطلاق، لأنه يتضمن مشروعات تتعلق بتحسين البنية التحتية والتعليم والخدمات الصحية والتوظيف والحد من الهجرة من الريف إلى المدينة، وكل ذلك ساهم في إدراج المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" ضمن منصة شراكات التنمية المستدامة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة والتي تعرف باسم "الشراكات من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة".

واختتمت: "فالجميع يلمس الجهود الكبيرة التي تبذلها مؤسسة حياة كريمة والتي حققت طفرة كبيرة في مختلف محافظات مصر وتعزز جهود الدولة في بناء الإنسان والاستثمار في رأس المال البشري".  

مقالات مشابهة

  • تنسيقية شباب الأحزاب تثمن الدور المجتمعي لحياة كريمة
  • تنسيقية شباب الأحزاب تثمن الدور المجتمعي الرائد لمؤسسة حياة كريمة
  • وزيرة البيئة تطلق أولى جلسات الحوار المجتمعي حول التغيرات المناخية
  • تركيا.. العثور على أقدم كحل في التاريخ
  • «الرياضة» واليونيسيف تطلقان برنامجا لتعزيز الوعي المجتمعي في 15 محافظة
  • السيسي يؤكد أهمية مواجهة السلوكيات غير القانونية لاستغلال المميزات التي تكفلها الدولة لفئات محددة
  • النعيمي يؤكد أهمية مشروع رسم السياسات الزراعية التي تنطلق من موجهات قائد الثورة
  • "مستقبل وطن": رسائل الرئيس خلال احتفالية أكاديمية الشرطة دعوة لمزيد من التماسك ووحدة الصف
  • رئيس الوزراء يؤكد مواصلة العراق تقديم المساعدات التي تدعم صمود الشعب اللبناني
  • رئيس عربية النواب: ما يحدث في فلسطين ولبنان يؤكد وحشية الاحتلال الإسرائيلي