سواليف:
2024-12-18@12:38:50 GMT

ليست حربا منسية ولن تكون

تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT

ليست حربا منسية ولن تكون _ #ماهر_أبوطير

أكثر ما أخشاه أن تتحول حرب قطاع غزة إلى حرب منسيّة بعد أن أصبحت حربا مستدامة، حالها حال الحروب المنسيّة في سورية، اليمن، السودان، وليبيا، ودول ثانية مثل أوكرانيا.

حين ندخل الشهر العاشر من هذه الحرب، وينخفض اهتمام الناس بحرب قطاع غزة، برغم حدة دمويتها وبشاعتها، وتحولها إلى مجرد نشرة إخبارية، أو تقرير خاص، أو صورة مؤلمة، ولا تأخذ من وقت الناس سوى الوقت القليل للتعبير عن الألم والشفقة، تدرك أن رد الفعل الإنساني الانفعالي يتحول إلى مجرد متابعة يومية مرفقة بكثير من العواطف، وقليل من الفعل المؤثر.

الحروب المنسيّة في العالم العربي، كثيرة، ووراء حرب قطاع غزة، هناك الحرب المنسيّة في السودان، ملايين البشر تشردوا وهاجروا، والقتل اليومي، يجري بشكل عادي جدا، ولا أحد يتابع ما يجري في السودان، لأن العقل العربي لا يحتمل لرهافة مشاعر صاحبه متابعة أكثر من حرب واحدة في التوقيت ذاته، إما السودان، أو قطاع غزة، والتركيز كان خلال الشهور الماضية على قطاع غزة، وربما هناك حاجة إلى حرب جديدة، حتى ينسى البعض قطاع غزة أيضا.

مقالات ذات صلة ذات الشوكة 2024/07/15

هذا الحال ليس حكرا على العرب، إذ حتى حرب أوكرانيا التي أدت إلى تحشيد دولي، وجمع المليارات، وتشريد الملايين، أصبحت مجرد حرب منسية، يدفعها ثمنها الأبرياء فقط.

هذا ليس اتهاما للناس، بالتغافل المتعمّد، إذ ربما يعبّرون عن الشعور باليأس وعدم اليقين، وربما يعدّ تعبيرا عن احتياجات الحياة الاعتيادية التي سرعان ما تشدهم إلى مداراتها المختلفة.

من المثير هنا أن شروط الحرب المنسية، وظروفها، نراها تتكرر في كل مكان، وليس أدلّ على ذلك من عدم قدرة أهل القدس والضفة الغربية وفلسطين المحتلة عام 1948، على تخفيف الضغط عن أهل غزة، ولو توسعت الجبهات هنا في هذه المناطق، لاختلف الوضع تماما، لكننا كلنا في العالم العربي، إضافة إلى المناطق الثلاث السابقة، نتورط من حيث لا نحتسب في تأثيرات استدامة الحرب، وتحولها إلى حرب منسيّة، حتى تكاد تسأل نفسك، من أجل ماذا يستشهد أهل غزة فرادى، وهل مطلوب منهم وحدهم الاستشهاد هنا، وبالنيابة عن من في هذا المشهد المؤلم الذي يؤشر على منسوب الخذلان، والقدرة على التخلي عن “الإنسان والمقدس”.

#حرب #قطاع_غزة تنزلق تدريجيا لأن تصبح حربا منسية، حتى في الاهتمام الدولي، وعلينا أن نلاحظ تراجع التعبيرات الدولية المنددة بالحرب، وتراجع التدخل من أجل وقفها، بل وإدامتها من خلال دعم إسرائيل السري والعلني، وهذا يعني أن القصة لم تعد قصة العرب تجاه الحروب التي يتعرض لها أشقاؤهم في كل مكان، بل قصة المجتمع الدولي الذي تميل فيه الأنظمة الرسمية إلى حماية مصالحها أولا، فيما دم البشر لا قيمة له في موازين المصالح الدولية.

إلى أولئك الذين يعتبرون الحرب في قطاع غزة، مجرد حرب منسيّة، عليهم أن يتمهلوا قليلا، لأن كل عوامل الصراع العسكرية والسياسية، في فلسطين التاريخية، والمنطقة قد تكشف في أي لحظة عن أننا أمام ما هو أكبر من حرب منسيّة، وقد تثبت الأيام أن حرب قطاع غزة مجرد شرارة ستقدح كل الغاز الذي يفيض به الإقليم، من حيث لا نتوقع، ولا نحتسب أيضا، حيث لا أصدق أبدا أن تذهب دماء الغزيين دون ثمن، ولا أن تكون تضحياتهم مجرد مضيعة للوقت، فهذه ليست عدالة وقد أثبتت تجارب الشعوب، أن العدالة تتحقق طال الزمن أم قصر.

ليست حربا منسية ولن تكون، مهما تشاغلنا، ومهما ظن بعضنا أنها أصبحت مجرد خبر عابر في يومياتنا، فلا نساهم بحسن نيّة، أو سوء نيّة بدفعها إلى المساحات الغافية في الذاكرة.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: حرب قطاع غزة حرب قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إستشهاد 12 ألف و799 طالب فلسطيني منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع

عواصم " وكالات": أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، اليوم مقتل 12 ألفا و 799 طالبا وإصابة 20 ألفا و942 بجروح منذ بدء الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023 على قطاع غزة والضفة.

وقالت الوزارة في بيان اليوم أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا) ، إن "عدد الطلبة الذين استشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 12 ألفا و681 ، والذين أصيبوا 20 ألفا و311 ".

وأشارت إلى أنه "استشهد في الضفة 118 طالبا وأصيب631 آخرون، إضافة إلى اعتقال 538".

ولفتت الوزارة إلى أن" 598 معلما وإداريا استشهدوا وأصيب 3801 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتقل أكثر من 158 في الضفة".

وأوضحت أن 425 مدرسة حكومية وجامعة ومباني تابعة لها و65 تابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) تعرضت للقصف والتخريب في قطاع غزة، ما أدى إلى تعرض 171 منها لأضرار بالغة، و77 للتدمير بالكامل، كما تعرضت 109 مدارس وسبع جامعات في الضفة للاقتحام والتخريب.

وأكدت الوزارة أن" 788 ألف طالب في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صحية صعبة".

إدانة أممية

أدانت الأمم المتحدة قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة تؤوي نازحين جنوب قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 12 فلسطينيًّا. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة، في تصريحات صحفية، إن المدرسة المستهدفة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" غرب مدينة خان يونس كانت تؤوي نازحين، لافتا إلى استشهاد وإصابة مدنيين جراء قصف المدرسة، معربا عن إدانته للقصف الإسرائيلي الذي استهدف النازحين. وأشار المتحدث إلى أن الأمم المتحدة تقدمت بطلب للقيام بثلاث عمليات إنسانية لجلب الغذاء والمياه إلى شمال غزة، مؤكدا على أن سلطات الاحتلال رفضت جميع الطلبات. وفيما يتعلق بقرار سلطات الاحتلال توسيع المستوطنات غير القانونية في الجولان السوري المحتل، قال دوجاريك: "ندعو إسرائيل إلى إنهاء جميع أنواع الأنشطة الاستيطانية، وهذا ينطبق على كل من الأراضي الفلسطينية المحتلة ومرتفعات الجولان"، مؤكدا على أن مثل هذه الأنشطة غير قانونية بموجب القانون الدولي. من جانب آخر قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إن فريقًا إنسانيًّا وصل إلى مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة قبل يومين وسط أعمال عدائية وانفجارات في محيط المستشفى، مؤكدا على أن الظروف في المستشفى "مروعة". وأضاف غيبريسوس عبر منصة إكس أن الفريق قام بتسليم 5 آلاف لتر من الوقود والمواد الغذائية والأدوية، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي رفضت بشكل تعسّفي في الأسبوع الماضي أربع بعثات لمنظمة الصحة العالمية إلى مستشفى كمال عدوان. وأكد على أن هجمات الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة على المستشفى أدت إلى إلحاق المزيد من الضرر بإمدادات الأكسجين والمولدات الكهربائية وتحطيم النوافذ والأبواب في غرف المرضى. وتابع: "نحث على حماية المنظومة الصحية ووقف هذا الجحيم"، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة. يذكر أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ارتفعت إلى 45 ألفًا و28 شهيدًا و106 آلاف و962 مصابًا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء. وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن قوات الاحتلال ارتكبت، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، 7 مجازر، أسفرت عن استشهاد 52 شخصا، وإصابة 203 آخرين. وتواصل قوات الاحتلال ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 437 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 بالمائة من السكان.

تحول غير مسبوق

تسببت الحرب في قطاع غزة التي اندلعت عقب هجوم حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، في "تحول غير مسبوق في التاريخ الحديث" للاقتصاد الفلسطيني الذي دمرته الهجمات الإسرائيلية، وفق البنك الدولي.

وأظهر التقرير الأخير الذي نشره البنك الدولي أن الناتج المحلي الإجمالي لقطاع غزة انهار بنسبة 86 % في نهاية النصف الأول من العام 2024، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، في حين انخفض الناتج المحلي الإجمالي للضفة الغربية المحتلة بنسبة 26 %.

وقال البنك في بيان إن "الصراع الدائر في الشرق الأوسط ما زال يؤثر بشكل كارثي على الاقتصاد الفلسطيني ويدفع القطاع إلى أزمة غير مسبوقة".

وأضاف "أدى استمرار الأعمال العدائية إلى انخفاض حاد في الناتج الاقتصادي وانهيار الخدمات الأساسية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وسط ارتفاع حاد في الفقر".

كذلك، ارتفع التضخم في قطاع غزة بنسبة 300 في المئة في الأشهر ال12 حتى أكتوبر، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنسبة 440 في المئة، وأسعار الطاقة بأكثر من 200 في المئة بسبب الاضطرابات الكبيرة في الإمدادات وصعوبة توصيل المساعدات الغذائية، وفق البنك.

ونتيجة لذلك، أصبح 91 في المئة من سكان غزة "على شفا انعدام الأمن الغذائي الحاد"، بحسب ما ذكر البنك الدولي مستندا إلى تقرير صدر أخيرا، مضيفا أن 875 ألف شخص يواجهون "مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي"، فيما يواجه 345 ألفا مستويات "كارثية".

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: ترامب قادر على تجنيب العالم حربا نووية
  • الرئيس الإسرائيلي يلتقي مبعوث ترامب لبحث وقف الحرب في غزة
  • مقتل 12 ألفاً و799 طالباً فلسطينياً منذ بدء الحرب
  • إستشهاد 12 ألف و799 طالب فلسطيني منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع
  • سقط عليهما مبنى..مقتل جنديين إسرائيليين في غزة
  • لابيد: لا يجب أن يبقى الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة
  • البنك الدولي : تدمير 93% من فروع البنوك في قطاع غزة
  • إسرائيل: سنواصل السيطرة الأمنية على غزة بعد الحرب
  • منذ بدء الحرب.. مقتل 12.8 ألف طالب فلسطيني في غزة
  • ماذا يقول الفلسطينيون بعد تجاوز حصيلة القتلى في غزة 45,000؟