أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مسؤولَين إسرائيليين كبيرين خلال اجتماع في واشنطن بـ"القلق العميق" الذي يساور الولايات المتحدة في أعقاب الغارات التي شنّها الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة في قطاع غزة وأوقعت خسائر كبيرة في الأرواح.

وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحفيين إنّ بلينكن التقى في مقرّ الوزارة كلاً من وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي و"أعرب لهما عن قلقنا العميق إزاء الضحايا المدنيين الذين سقطوا أخيراً في غزة"، وفقا لفرانس برس.

وبحسب حماس فقد قتل 92 فلسطينياً "نصفهم من النساء والأطفال" بغارة إسرائيلية استهدفت السبت مخيم المواصي للنازحين في خان يونس جنوبي القطاع، وقالت إسرائيل إنّ هدفها كان قائد الجناح العسكري للحركة محمد الضيف.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء السبت أنّه "ليس هناك تأكيد" لمقتل الضيف في الغارة، في حين أكّد مسؤول في حماس أنّ قائد كتائب عز الدين القسام بخير.

 وفي واشنطن، أوضح ميلر أنّ المسؤولَين الإسرائيليين كررا على مسامع بلينكن ما ذكره نتنياهو من أنّه "ليس لديهما يقين" بشأن مصير الضيف بعد الغارة.

وأوضح المتحدث أنّ المحادثات ركّزت على الجهود المبذولة راهناً للتوصل لوقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وتأتي زيارة هذين المسؤولين قبل أيام من زيارة سيقوم بها نتنياهو إلى واشنطن وسيلقي خلالها في 24 يوليو كلمة أمام الكونغرس بمجلسيه.

وقال ميلر إنّ "إسرائيل تواصل إخبارنا بشكل مباشر بأنها تريد التوصل إلى وقف لإطلاق النار".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات وزارة الخارجية الأميركية غزة حماس مخيم المواصي خان يونس محمد الضيف نتنياهو كتائب عز الدين القسام بلينكن إسرائيل أخبار أميركا أخبار إسرائيل أخبار فلسطين الحرب على غزة أنتوني بلينكن أميركا وإسرائيل محمد الضيف وزارة الخارجية الأميركية غزة حماس مخيم المواصي خان يونس محمد الضيف نتنياهو كتائب عز الدين القسام بلينكن إسرائيل أخبار أميركا

إقرأ أيضاً:

«بلينكن التاسعة».. الزيارة الأكثر فشلاً !!

يتضح لنا عمليا أن الإدارة الأمريكية غير جادة فى إدارة ملف مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار فى غزة، ففى كل جولة تفاوضية نجد أنه يتم إعطاء وعود وآمال بتصريحات صحفية تعطى انطباعا بأن الاتفاق بات قريبا، وإظهار أن هناك ضغطا يجرى على حكومة الكيان الصهيونى لإلزامها بالتوصل لاتفاق وتيسير مواقفها لإتمام الصفقة، ولكن بعد انتهاء كل جولة تفاوضية يتم توجيه اللوم والاتهام للجانب الفلسطينى «حماس» وتحميله مسئولية إفشال الصفقة والمفاوضات.
وتتكرر هذه العملية فى كل جولة تفاوضية وهى الآن تتكرر أيضا، وفى هذه المرة تحديدا تقوم الإدارة الأمريكية بنوع من المراواغات ومحاولة توضيح أن نجاح الاتفاق وإتمام المفاوضات بات وشيكا وأن هذا مطلبا ضمنيا للرئيس الأمريكى بايدن بالتزامن مع مؤتمر الحزب الديموقراطى لدعم هاريس فى الانتخابات، واعطاء انطباع بأن إدارة بايدن مهتمة و منهمكة فى حل هذا الملف العالق، ولكن من الواضح أن نتنياهو هو من يعقد المشهد وأن أمريكا ليست قادرة على أو لا تريد توجيه حكومة نتنياهو لإتمام الصفقة والتوصل لاتفاق، وهو الذى يراهن على استمرار الحرب.
وتواطؤ الإدارة الأمريكية فى الإطار العام التى كانت مضللة فى هذه المرة من المفاوضات إذا ما نظرنا إلى مضامين المفاوضات والوعود التى قدمت وكذلك الأسباب التى قدمت لإعطاء انطباع بانهيار هذه الجولة.
ومع وصول انتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى إلى المنطقة فى جولة جديدة، وهى الزيارة التاسعة له منذ السابع من أكتوبر الماضى، والتى بدأها بزيارة الكيان الصهيونى ثم مصر وقطر.
وهذه الجولة تعتبر الأكثر فشلاً لظهور هذا التناقض فى المواقف الأمريكية ما بين استمرار الحشد العسكرى ودعم الكيان الصهيونى بشكل كبير سواء كان على المستوى السياسى أو العسكرى، وفى نفس الوقت يعلن بايدن ووزير خارجيته بلينكن أن هناك انفراجة فى المحادثات، ويحمل حماس مسئولية إفشال هذه الجولة والتعثر فى هذا الاتجاه من المفاوضات.
ولكن هذه المغالطات تثبت بشكل كبير سوء النوايا وتثبت أيضا أن هناك تواطؤ أمريكى و صهيونى فى هذا المشهد، وكذلك ظهور سلبية من جانب أمريكا وقبول الوضع على ما هو عليه والذى فرضه نتنياهو من خلال وضع صورة أنه حريص على التفاوض وإرسال وفود تلو الأخرى لإثبات حسن النوايا أمام مجتمع الكيان الصهيونى والمجتمع الدولى.
وبالنظر إلى ما صرح به نتنياهو بأن هناك أمور لن يتنازل عنها، مجد عمليا أن هذه الأمور هى ما يتم التفاوض حولها، إذا لماذا المفاوضات؟، فقد قضى نتنياهو على هذه المفاوضات، فهو لا يهتم بنجاح هذه الصفقة لأن نجاحها ليس فى صالحه، مع العلم أن هناك خلافا أساسيا بين جالانت ونتنياهو، فالأول يرى أن نجاح الصفقة و المفاوضات يعتبر فرصة لإتمام تحالف فى المنطقة ضد إيران، بينما يرى نتنياهو أن نجاح وإتمام الصفقة يعتبر استسلام لحركة حماس وتفكك لائتلاف حكومته و هزيمة شخصية له.
وعلى أرض الواقع لايوجد مفاوضات فعلية لإتمام الصفقة، وما يتم الآن هو لكسب المزيد من الوقت من جانب نتنياهو بطرق مختلفة، بداية من اقتراح تغيير وفد الكيان المفاوض، مما يعنى إهدار كل هذا الوقت والتلاعب بالعالم وكذلك بالوسطاء.
ويؤكد هذا الأمر بشكل كبير حالة التناقض لأن هناك مصالح استراتيجية كبيرة لأمريكا فى المنطقة وكذلك التزامها فى نفس الوقت بحماية أمن الكيان الصهيونى كبند رئيسى فى السياسة الخارجية الأمريكية فى منطقة الشرق الأوسط.
ويأتى ذلك بالتوازى مع وجود أجواء انتخابية ولابد أن يكون هناك دعما من اليهود وكسب هذه الجولة، وأن أى تجاوزات فى حق الكيان فى هذه الفترة ستؤثر بشكل كبير على تأييد اليهود وتأثير اللوبى اليهودى فى الداخل الأمريكى وخاصة داخل الكونجرس، فهى دائما مصالح استراتيجية أمريكية فهى الراعى الأول للكيان، وإن تم تخييرها ما بين أمن الكيان والانتخابات الأمريكية، ستختار أمن الكيان لأنه من الثوابت الرئيسية فى السياسة الأمريكية، لوجود أبعاد تاريخية وايديولوجية وأبعاد شعبوية فى الإدارة الأمريكية.
‏[email protected]

مقالات مشابهة

  • واشنطن تعلن "تبرير إسرائيل" لاستهداف مركبة إغاثة في غزة
  • «بلينكن التاسعة».. الزيارة الأكثر فشلاً !!
  • أبو زهري: واشنطن تتبنى موقف “إسرائيل” المُعطل لوقف إطلاق النار
  • أبو زهري: واشنطن تتبنى موقف إسرائيل المُعطل لوقف إطلاق النار
  • ‏لابيد: نتنياهو كان لديه تحذير استراتيجي حول المخاطر الأمنية المترتبة عن الانقسام في إسرائيل
  • عقوبات أميركية على مسؤول أمني ومنظمة إسرائيلية
  • وزير الخارجية الإيطالي: بحثت مع نظيري الأمريكي تطورات الأوضاع في غزة
  • إعلام إسرائيلي: نحن نجلس على برميل بارود بالضفة الغربية
  • ‏وزير خارجية إسرائيل: يجب أن نعمل على إجلاء مؤقت للسكان من الضفة الغربية
  • واشنطن: خطر اتساع رقعة الحرب انحسر بعد تبادل إسرائيل وحزب الله إطلاق النار