كتب نقولا ناصيف في" الاخبار": تبدو الخماسية كأنها في استراحة بعدما استنفدت كل ما يسعها ان تفعل. بدأت مهمتها وسيطة بين متناحرين، وهي الآن اقرب الى حائط مبكى يتشكى عنده اصحاب المبادرات. لم تنجح لأن الرئيس لم يُنتخب، بيد انها لم تفشل لأن أوان انتخابه لم يحن بعد
واقع ما يدركونه، مجتمعين ومنفردين، بازاء مأزق انتخاب الرئيس، الملاحظات الآتية:
1 - سلّم اخيراً السفير المصري علاء موسى، نيابة عن زملائه، بما كانوا يتفادون الجهر به، وهو تعذّر فصل ما يجري في غزة عما يجري في جنوب لبنان عن الاستحقاق الرئاسي.

قال ان لحظة اقليمية مناسبة بعد حرب غزة من شأنها شق الطريق الى انتخاب الرئيس اللبناني. حتى هذا الوقت، نظر السفراء الخمسة الى ان الخلاف لبناني - لبناني يسهل تذليله بتقريب وجهات النظر في ما بين المتناحرين، تارة على المرشح المفروض او المرفوض او المقبول وطوراً على حوار يسبق الانتخاب. ذلك بالفعل المأزق حتى غداة 7 تشرين الاول 2023 و«طوفان الاقصى». صار يكفي بعدذاك قول حزب الله اكثر من مرة ان وقف النار في غزة يفضي الى وقف النار في الجنوب كي يؤكد - وان جهر بالنفي - ان لا انتخاب للرئيس قبل التوصل الى تسوية سيكون شريكاً رئيسياً فيها.
2 - غالباً ما قيل وشاع عن فروق وتباين بين السفراء الخمسة في مقاربة الاستحقاق الدستوري. مرة ان لكل منهم اما مرشح او فيتو على مرشح، ومرة ان بينهم صراعاً على الاحجام والتأثير داخل الخماسية، خصوصاً ان اثنين من السفراء الخمسة يقاطعان فريقين لبنانيين لاعبين رئيسيين هما حزب الله والتيار الوطني الحر. شاع ايضاً ما هو حقيقي، ان السفراء الخمسة ليسوا متساوين في التأثير على الداخل.
الاثنان الاوسع فاعلية على جرّ الخماسية الى خياراته هما السفيرة الاميركية والسفير السعودي. كلاهما يتقاطعان على ان لا روزنامة بين ايديهما الآن لانتخاب الرئيس، ولا توقيت منظوراً له، ولا اولوية تعنيهما منه، ولا حرارة حتى في ابداء الموقف. بينما السفير القطري لا يتوخى اكثر من ملف جديد يريد لدولته الاضطلاع بدور فيه في المنطقة هو لبنان بعد حماس في غزة، يتصرّف السفير الفرنسي على انه اكثر الملتصقين وجدانياً وتاريخياً بلبنان عارفاً بافتقاره الى المبادرة ومقدرة التأثير. وحده سفير مصر يملك مسحة تفاؤل تمكّنه من قول كل ما يريد دونما تحفظ اي من شركائه.
3 - تبعاً لسوابق متباعدة المراحل كما جسامة الاحداث التي رافقتها، عُوِّل باستمرار على دور عربي بغطاء دولي في محطات التسويات الكبرى والصغرى يجبهها لبنان. ذلك ما حدث في الماضي القريب على الاقل، في اتفاق الطائف عام 1989 عندما اقترنت التسوية الكبرى ليس بانتخاب الرئيس فحسب، بل الاتفاق على المرشح كي يُنتخب هو بالذات رئيساً هو الرئيس رينه معوض. تكرر في الدوحة عام 2008 اقتران تسوية صغرى بتحديد اسم الرئيس المنتخب قبل انتخابه في البرلمان هو الرئيس ميشال سليمان. في كلتيْ التجربتين تخفّى الغطاء الدولي وراء الدور العربي المباشر. كانت الجامعة العربية مرجعية تينك التسويتين. ذلك في احسن الاحوال ما يعرفه السفراء العرب الثلاثة في الخماسية، وان في معزل هذه المرة عن الجامعة العربية المقطّعة الاوصال حالياً. كانت عواصمهم حاضرة في سابقتيْ 1989 و2008 وان بأحجام متفاوتة. ذلك ما يُفهم ايضاً من الربط الضمني بين انتخاب الرئيس سواء المرشح المفروض او المرشح المقبول والتفاهم المسبق على ما سيرافق ولايته ومواقع الناخبين المحليين الاوسع تأثيراً فيها.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: انتخاب الرئیس

إقرأ أيضاً:

اللجنة الخماسية ومهمة تشجيع التوافق: الخيار للبنانيين

منذ بدء مسعى "اللجنة الخماسية العربية والدولية" بشأن الملف الرئاسي ،حمل اعضاؤها معادلة واحدة وهي دعم ما يتوافق عليه اللبنانيون.لم تتبدل هذه المعادلة حتى هذا اليوم ولن تتبدل. تواكب هذه اللجنة في الوقت الراهن ما يجري على صعيد هذا الملف، وهي تنتظر التطورات بشأنه، مع العلم أن أحد أعضائها وهو السفير المصري علاء موسى ينشط في التواصل مع الأفرقاء وسجلت له محطات في سياق التأكيد على متابعة "اللجنة الخماسية" للحركة الداخلية لأنتخاب رئيس الجمهورية.
ما من مرشح لدى هذه اللجنة وفي الأصل لم تكن هناك طروحات في هذا الخصوص وما قاله السفير المصري على وجه التحديد من أن القرار يأتي من الداخل وتملكه القوى السياسية الداخلية الممثلة في البرلمان يعبر بوضوح عن موقف اللجنة حول عدم التدخل والبقاء على مسافة واحدة من جميع المرشحين.
في المرحلة السابقة حيث كان التعطيل قائما، رحبت اللجنة بمسعى الخيار الثالث ولكنها ابقت على تأكيدها الثابت بشأن أهمية رغبة اللبنانيين.وهذا ما لم تحيد عنه. ماذا عن اهتماماتها اليوم ،وهل تتدخل من أجل تسهيل الأنتخاب ؟

لن تتخلى هذه اللجنة عن مهامها الأساسية وفق ما هو ظاهر ، هذا ما تؤكده مصادر سياسية مطلعة عبر " لبنان٢٤ "، إذ تعتبر انها اليوم في مرحلة ترقب ولكنها على استعداد لتقريب وجهات النظر ومواصلة أي تشاور ممكن في هذا المجال دون فرض رأي أو التحكم بالملف الذي له أصول دستورية وتوازانات نيابية لا يمكن اغفالها، وبالتالي يبقى الدور المناط بها هو دور المساعدة وتجاوز العراقيل إن إمكن كما كان ذلك في السابق وعلى قاعدة الوقوف إلى جانب لبنان واللبنانيين.

وتوضح المصادر نفسها أن هذه اللجنة تؤيد اي منحى توافقي يؤدي في نهاية المطاف إلى إتمام الاستحقاق الرئاسي تمهيدا لعودة عمل المؤسسات كما يجب ولذلك تنظر إلى جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل على أنها محطة مفصلية في هذا المجال، وتؤكد أن خيارات الكتل النيابية هي من تحسم النتيجة، معلنة أنه تم طي صفحة تطيير النصاب.

وتقول المصادر إن اللجنة الخماسية تبدي تفاؤلا انطلاقا من المواقف التي يعبر عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يبدي إصرارا على أن تكون جلسة الأنتخاب مثمرة، وسواء نجح هذا المرشح أو ذاك يبقى الأهم الأنطلاق في عملية بناء الدولة واحترام الشرعية والقرارات الدولية واتفاق الطائف، لافتة إلى أن المسألة بالنسبة إلى اللجنة مرهونة بقرار النواب أولا وأخيرا.

وحده الوقت كفيل بتظهير مشهد جلسة التاسع من كانون الثاني التي دعي إليها السفراء، فهل تكون جلسة الحسم أو محطة لجلسات أخرى؟ الجواب لن يطول كما يبدو .
  المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • تحذير من خلف بشأن جلسة انتخاب الرئيس.. ما مضمونه؟
  • الرئيس السيسى يوجه بمواصلة الارتقاء بمنظومة التعليم.. فيديو
  • غزة.. مقتل عشرات الفلسطينيين بقصف إسرائيلي والمفاوضات تراوح مكانها
  • الرئيس السيسى يوجّه بمواصلة العمل على الارتقاء بالمنظومة التعليمية
  • الرئيس السيسي يجتمع مع رئيس الوزراء ووزير التعليم
  • خلال اجتماع مع وزير التعليم .. توجيهات عاجلة من الرئيس السيسي بشأن المنظومة التعليمية
  • عن جلسة انتخاب الرئيس.. هذا قاله باسيل من بكركي
  • الوفد: قرار الرئيس بالعفو عن 54 من المحكوم عليهم من أبناء سيناء ترسيخ لقيم التسامح والإصلاح الاجتماعي
  • الراعي في رسالة الميلاد: نتطلّع بتفاؤل الى يوم انتخاب الرئيس بعد فراغ مخزٍٍ
  • اللجنة الخماسية ومهمة تشجيع التوافق: الخيار للبنانيين