تشرفت بحضور الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الدولى الرابع والثلاثون، الذى عقد بالقاهرة فى شهر سبتمبر من العام الماضى، تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، وبرئاسة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف السابق، تحت عنوان: "الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الدينى".
وأرى من واجبى أن أذكر الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف الحالى، بما جاء فى هذا المؤتمر، للعمل على الاستغلال الأمثل للدعوة الإلكترونية التى قطع فيها سلفه شوطا كبيرا.
فقد جاء فى كلمة وزير الأوقاف السابق التى افتتح بها المؤتمر، نائبا عن الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء: إن ملء الفراغ الإلكتروني من واجبات الوقت وفروض الكفايات، وأن من يملك المعلومة يملك القوة، وأن الفضاء الإليكترونى أمر واقع إن لم نملأه بالحق شغله غيرنا بالباطل.
واستعرض الفيلم التسجيلى الذى أنتجته وزارة الأوقاف، وتم عرضه فى الجلسة الافتتاحية، رحلة مصر المحروسة للانطلاق نحو الفضاء، وتوطين الاستخدام السلمى لتكنولوجيا الفضاء بإطلاق ١١ قمرا صناعيا، وكيف سابقت وزارة الأوقاف المصرية الزمن لمواكبة التطور التكنولوجي، ومازالت سائرة فى هذا الطريق باستخدام المواقع الإلكترونية، حتى جعلت عام ٢٠٢٣عاما للدعوة الإلكترونية، وعقدت ١١٤ دورة متخصصة للأئمة والوعاظ والواعظات فى فنون التواصل مع الفضاء الإلكترونى لخدمة الدعوة، ومحاربة التطرف ونشر صحيح الإسلام، وجعلت منه فضاء رحبا فى خدمة القرآن الكريم والدعوة الإسلامية، وتجديد الخطاب الدينى.
وقد جاء هذا المؤتمر تتويجا لجهود الوزارة فى هذا الصدد، حيث جمع نخبة عظيمة من علماء العالم الإسلامي، لترسيخ إيجابيات الفضاء الإليكترونى والتحذير من مخاطره.
وتحدث الأستاذ الدكتور محمد الضوينى، وكيل الأزهر الشريف، نائبا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، مشيرا إلى أن الفضاء الإليكترونى يجعل العالم كغرفة صغيرة، وذلك يوجب علينا إيجابا شديدا أن نتعامل معه، لئلا تحدث الفجوة بين الشريعة وواقع الناس، والداعية بحكم وظيفته مطالب أن ينوع أساليب دعوته، والحكمة فى استخدام الوسيلة المناسبة للوصول إلى الغرض المنشود.
وقال السيد عادل العسومى رئيس البرلمان العربي: إن عالمية الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان، تقتضى تطوير الخطاب الدينى من حيث الشكل والمضمون، واستخدام الوسائل الحديثة، حتى يمكننا التوظيف الآمن للفضاء الإليكترونى فى خدمة أمتنا بشكل عام وفى خدمة الدعوة الإسلامية بشكل خاص، فنشر الوعى يمثل مسؤولية عظيمة على عاتق المؤسسات الإسلامية لحماية النشء مما تبثه الجماعات والمنظمات المتطرفة والإرهابية، والحفاظ على ثوابت وأصول ديننا الإسلامى الحنيف.
أما الدكتور محمد أحمد الخلايلة، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية، فقد أوضح فى كلمته أن المصداقية هى أهم ما يميز الخطاب الإسلامى لأنه رباني المصدر، وتميزه العدالة والحكمة والموعظة الحسنة، فى مواجهة الجهل والتطرف، فى ظل انفجار معرفى ليس له حدود، وينبغي التعامل معه والاستفادة منه والرد على هواة الفتوى والمتاجرين بالخطاب الإسلامى، والتوجه لشباب أمتنا بخطاب مقنع ومؤثر، ولابد من امتلاك المناهج الحديثة للتكيف مع مستجدات العصر، وتحقيق هذا يحتاج لفهم حقيقى لمعنى كلمة اقرأ.
وقال الدكتور شوقى علام مفتى جمهورية مصر العربية: إن الفضاء الإلكتروني صار متحكما بشكل كبير فى حياتنا المعاصرة، والله سبحانه وتعالى جبل الإنسان على التطوير والتقدم، لذا لابد من المسارعة إلى فهم مستجدات العصر، ولا ينبغى أن نكون أسرى أساليب التواصل التى تخطاها الزمن، فإن ديننا الحنيف يدعونا للعمل من أجل مشاركة المجتمع الإنسانى، وإن الوسائل تأخذ حكم مقاصدها، فلابد من تعزيز سبل التواصل الإنسانى، وحفظ الدين يقتضي الأخذ بكل الوسائل الممكنة والمشروعة.
أرجو أن يعمل الدكتور أسامة الأزهرى على تمكين الأئمة والواعظات وتمكنهم فى الدعوة الإليكترونية، وإحداث طفرة نلمسها قريبا فى هذا المجال.
[email protected]
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزیر الأوقاف فى هذا
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي: تحديث نظم التقييم بالجامعات والاعتماد على الاختبارات الإلكترونية
تواصلت اليوم فعاليات الحوار المجتمعي الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، حول مقترح نظام البكالوريا، وذلك بجلسة حوار وطني عقدها الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومحمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم الفني، مع رؤساء مجالس إدارات ورؤساء تحرير الصحف والمواقع والإعلاميين؛ لمناقشة ملامح هذا النظام واستعراض المقترحات والآراء حوله.
وفي مستهل اللقاء، أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن الحوار المجتمعي ممتد لمشاركة كل الأطراف في وضع رؤية تكاملية حول تطبيق مقترح البكالوريا المصرية، مشيرًا إلى استمرار التكامل وتنسيق العمل بين الوزارتين لتحقيق الترابط بين مرحلتي التعليم الأساسي والتعليم الجامعي.
وأوضح الوزير، أن مواكبة سوق العمل الهدف الأساسي من تطوير المنظومة التعليمية، والعمل من أجل الوصول إلى طالب مؤهل بالجدارات والمهارات اللازمة لمواكبة التطورات التي شهدتها سوق العمل المحلية والدولية، ومتابعة المستجدات التي طرأت في مختلف المجالات المهنية والتخصصات التكنولوجية الحديثة.
تطوير البرامج الدراسية لتناسب تداخل التخصصات العلمية الحديثةوأشار إلى استحداث الوزارة العديد من البرامج البينية والعابرة للتخصصات في التعليم الجامعي المصري، وتطوير البرامج الدراسية لتناسب ما حدث من تداخل في التخصصات العلمية الحديثة، واستيعاب التقدم الهائل في المجالات التكنولوجية.
واستعرض وزير التعليم العالي، تقسيم المسارات التعليمية، مشيرًا إلى وجود أربعة مسارات رئيسية يمكن للطالب الالتحاق بها في الجامعات، وهي: «قطاع الطب وعلوم الحياة، قطاع العلوم الطبيعية والهندسة والتكنولوجيا، قطاع إدارة الأعمال والعلوم الاجتماعية، وقطاع الآداب والعلوم الإنسانية»، وما يندرج تحت كل منها من كليات ومعاهد، والوظائف المرتبطة بكل مسار.
وأوضح الوزير، أن اختيار هذه المسارات يأتي مواكبًا لاحتياجات سوق العمل الحالية والمستقبلية؛ إذ يجرى تطوير البرامج الدراسية بشكل مستمر وفقًا لأحدث النظم التعليمية لتأهيل الطلاب في التخصصات العلمية المستقبلية، التي من بينها: «الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والنقل الذاتي، والطاقة النووية، وإنترنت الأشياء، والاقتصاد الرقمي، والطب الجينومي، علوم الفضاء»، منوهًا إلى التكامل مع قطاع الصناعة لتلبية احتياجاته، والتنسيق مع مختلف الوزارات المعنية في كل تخصص دراسي.
وأشار الوزير إلى التوسع الكبير الذي نفذته وزارة التعليم العالي في مسار التعليم التكنولوجي من خلال إنشاء الجامعات التكنولوجية تطبيقًا لسياسات الدولة في تعظيم الاهتمام بالتعليم الفني.
زيادة أعداد الطلاب الملتحقين بالتعليم التكنولوجيولفت إلى زيادة أعداد الطلاب الملتحقين بالتعليم التكنولوجي والتخصصات الدراسية الحديثة، وبخاصة الذكاء الاصطناعي، ما يعكس وعي الأسرة المصرية بأهمية الالتحاق بالتخصصات الحديثة المطلوبة في سوق العمل.
وأوضح «عاشور» توجه الوزارة نحو زيادة تقديم برامج إعداد الكوادر المتخصصة؛ لسد الاحتياج المتزايد للمعلمين المؤهلين في التخصصات العلمية المستحدثة.
وأشار وزير التعليم العالي إلى نظام السنة التأسيسية، مؤكدًا أنه يشكل إضافة في المنظومة التعليمية، ويتسم بالمرونة ويعتمد على نظام الساعات المعتمدة، ويهدف إلى توفير فرص القبول في مختلف الجامعات الخاصة والأهلية والتكنولوجية، كما لفت الوزير إلى تحديث نظم التقييم بالجامعات، والاعتماد على الاختبارات الإلكترونية بالتعاون مع المجلس الأعلى للجامعات.