انشغال دولي يترك لبنان يتخبّط وحيداً
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
كتبت روزانا بو منصف في " النهار": تحذّر جهات ديبلوماسية من مرحلة تجاهل كبيرة قد يواجهها لبنان على الصعيد الخارجي ليس نتيجة لتعب وملل فحسب، بل نتيجة انشغال يخشى أن يشابه ذلك الانشغال الدولي الذي وضع سوريا وأزمتها على الرف كما لو أنها غير موجودة فيما هي تغرق وتستنقع في مأساتها. وهذه الخشية تطاول في الدرجة الأولى الحرب في غزة انطلاقاً من أن الاعتقاد بأن أمام إدارة الرئيس جو بايدن مهلة حتى موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في 5 تشرين الثاني لم يعد منطبقاً على واقع الحال أو مناسباً، إذ إن ما حصل في اليومين الأخيرين في الولايات المتحدة من محاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترامب التي عزّزت فرصته بقوة للرئاسة أو حسمتها تقريباً قد عجّل في تعطيل إدارة بايدن على نحو مبكر.
ويرجّح أن تكون انتفت أي قدرة لدى الإدارة الأميركية على ممارسة الضغوط في أي اتجاه فيما أقصى ما يمكن أن يحصل عليه لبنان في هذه المرحلة ترجمه موقف الرئيس إيمانويل ماكرون الذي بات بدوره يواجه تحديات كبيرة في فرنسا بقوله في الخطاب التقليدي الذي ألقاه في وزارة الدفاع عشية العرض العسكري لمناسبة ذكرى ١٤ تموز، إن هناك "مخاطر محدقة بلبنان صديق فرنسا، ولكن نحن لن نتركه، علماً بأن جنودنا موجودون في جنوب لبنان في إطار قوات اليونيفيل"، مشدداً على "وجوب ضمان أمن لبنان وتطبيق القرار 1701 بالكامل".
وفيما فرنسا أيضاً لم تنجح وحدها في أزمة لبنان كما لم ينجح الآخرون أيضاً، يخشى أنه في ظل الاطمئنان إلى أن الحرب الشاملة أو الواسعة باتت أمراً مستبعداً إلى حد ما وتبقى رهناً بأخطاء في الحسابات فحسب نتيجة رغبة إسرائيل وربما عدم قدرتها أيضاً على شن حرب أكبر، والحال نفسها بالنسبة إلى إيران ومعها "حزب الله"، فإن جبهة الجنوب قد تدخل في إطار الروتين المحتمل أو المقبول خارجياً حتى إشعار آخر لا سيما على ضوء احتمال بقاء الوضع في غزة على استنزافه أيضاً من دون حل ولكن بأثمان باهظة مستمرة للبنان ستعمّق المأزق الذي يوجد فيه كل فريق سياسي من دون استثناء، ولكن بنسبة أكبر مأزق الثنائي الشيعي الذي سيبقي الجنوبيين خارج منازلهم أشهراً طويلة إضافية ويبقي البلد معلّقاً على شروطه فيما يزداد الاهتراء على كل المستويات. وربما تشفع في هذا الإطار رغبة إسرائيل في إعادة مستوطنيها ولكن مكاسبها الأخرى كبيرة حتى في حال عدم حصول ذلك كما تهدد.
يفيد الممسكون بالسلطة وفق ما يتفق مراقبون ديبلوماسيون وسياسيون كثُر بأن يستغلّوا فرصة الانشغال الدولي من أجل تقديم مصلحة لبنان واللبنانيين لمرة مثلاً بدلاً من انتظار عودة الدول بزعماء جدد وأجندات مختلفة ليس أكيداً أو محتملاً أن تكون مصلحة لبنان أولوية فيها. فالوضع معقّد أصلاً وغداً أكثر تعقيداً بفعل التدخّلات الإقليمية، وكذلك مصالح القوى السياسية وكذلك القوى الإقليمية ما يجعل التوقّعات الإيجابية على هذا المستوى صعبة جداً إن لم تكن مستحيلة. لكنها فرصة ليظهر أهل السلطة والقوى السياسية أنهم أهل فعلاً لإدارة البلد بدلاً من استثمار قدراته واستنزاف أهله فحسب.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
أسوشيتد برس: إدارة بايدن تعرقل تقرير دولي حول جرائم غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
سحبت منظمة رائدة تراقب أزمات الغذاء في جميع أنحاء العالم، تقريراً جديداً هذا الأسبوع يُحذّر من مجاعة وشيكة في شمال قطاع غزة، تحت ما وصفته بـ"حصار شبه كامل" تفرضه إسرائيل، بعد أن طلبت الولايات المتحدة التراجع عنه، حسبما ذكر مسؤولون أمريكيون لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية. ويأتي هذا التحرّك في أعقاب انتقادات علنية للتقرير من السفير الأمريكي لدى إسرائيل.
وقالت "أسوشيتد برس"، الجمعة، إن هذا التحدي العلني النادر من جانب إدارة الرئيس جو بايدن لعمل "شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة" FEWS NET المموّلة من الولايات المتحدة، الذي يهدف إلى إظهار التحليل القائم على البيانات من قبل خبراء محايدين، أثار اتهامات من شخصيات في مجال الإغاثة وحقوق الإنسان بـ"تدخل سياسي" أمريكي محتمل.
وأشارت الوكالة، إلى أن الكشف عن حدوث مجاعة، سيمثل انتقاداً لحليف الولايات المتحدة الوثيق إسرائيل، التي تصر على أن حربها المستمرة منذ 15 شهراً على غزة، تستهدف حركة "حماس" الفلسطينية، وليست ضد سكان القطاع المدنيين.
وكان السفير الأمريكي لدى إسرائيل، جاكوب لو، وصف في وقت سابق هذا الأسبوع التحذير الذي أصدرته المجموعة المعترف بها دولياً، بأنه "غير دقيق وغير مسؤول".
وقال السفير لو، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، التي تموّل مجموعة المراقبة، إن "الاستنتاجات لم تأخذ في الحسبان الظروف المتغيرة بشكل سريع في شمال غزة على نحو ملائم".
ورفضت السفارة الأمريكية في إسرائيل، ووزارة الخارجية الأمريكية التعليق. وأكدت FEWS، أمس الخميس، أنها سحبت تقريرها بشأن التحذير من المجاعة، وقالت إنها تتوقع إعادة إصدار التقرير في يناير المقبل، ببيانات وتحليلات محدثة. ورفضت المجموعة الإدلاء بمزيد من التعليقات.