«حكومة الدعم السريع» في مدني تعود بالمواطنين للحياة البدائية
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
وضعت حكومة الأمر الواقع التي فرضها احتلال قوات الدعم السريع على مواطني مدني بالجزيرة، مواطني الولاية أمام خيارات صعبة للحفاظ على حياتهم.
ود مدني: التغيير
يعيش مواطنو ود مدني بولاية الجزيرة- وسط السودان، حياة شبة بدائية بعد نحو سبعة أشهر من اجتياح قوات الدعم السريع للمدينة.
وسيطرت قوات الدعم السريع على مدني في 18 ديسمبر الماضي عقب انسحاب الجيش السوداني، وسرعان ما غزت قرى ومحليات الولاية وتمددت إلى الولايات المجاورة، وصاحبت هجماتها عمليات سلب ونهب وتقتيل وترويع كثيرة للسكان.
ووضعت حكومة الأمر الواقع التي فرضها احتلال قوات الدعم السريع على مواطني مدني، مواطني الولاية أمام خيارات صعبة للحفاظ على حياتهم.
ورويداً رويداً انحسرت أو انعدمت بعض الخدمات مثل الكهرباء والماء والمواصلات والاتصالات والسيولة النقدية، وابتكر سكان وسط الجزيرة أساليب بقاء أشبه بالبدائية لتعويض غياب الخدمات الأساسية والمستلزمات الضرورية.
ومنذ أكثر من شهر تعيش المدينة ظلاماً دامساً بعد الحريق الذي أصاب محول الكهرباء الرئيس بمحطة بركات.
وبعد مغيب الشمس يخيم الظلام على البيوت إلا من بعض أضواء البطاريات القابلة لإعادة الشحن، وانعكس غياب الكهرباء مباشرة على الخدمات الضرورية مثل محطات المياه والطواحين، وامتد ليشمل خدمة (ستارلينك) التي تأثرت جزئياً، وتضطر بعض ربات المنازل إلى الطبخ يومياً- حال وجدت المواد- بسبب توقف ثلاجات تبريد الطعام وحفظه جراء انقطاع التيار.
وتلجأ بعض الأسر إلى تبريد الماء في “الصواني” لشربه أو وضع مواعين الطعام عليه للحيلولة دون تلفه جراء سخونة الأجواء.
نشاط “عربات الكارو”ومع انعدام مياه الشرب والاستخدامات الأخرى، نشطت “عربات الكارو” التي تجرها الأحصنة أو الحمير في جلب الماء من نهر النيل الأزرق الذي يشق المدينة وبيعه للمواطنين الذين يضطر بعضهم إلى نقله بأنفسهم لمسافات بعيدة.
وفرضت “عربات الكارو” نفسها كوسيلة مواصلات بين أحياء المدينة والقرى المجاورة وهي المهنة التي التحق بها عدد لا بأس به من السكان.
وعادت مخابز الرغيف إلى العمل لساعتين فقط في اليوم بوقود الجازولين مع ارتفاع سعر الرغيف بواقع سبع رغيفات لكل 1000 جنيه مصحوباً برائحة الجازولين التي تعلق به.
ويصطف المواطنون في طوابير طويلة طمعاً في إيجاد خانة شاغرة في صف الطواحين لاستلام الدقيق بعد شهر كامل على أقل تقدير.
ويعيش معظم الناس هناك على النشويات بسبب ندرة الخضروات التي انعدم بعضها مثل “البطاطس والرجلة والملوخية” وبات الحصول على الفواكه أشبه بالمستحيل.
انقطاع الاتصالاتوفوق هذا وذاك لا زالت شبكة الاتصالات الهاتفية غير متوفرة، مع تذبذب خدمة الإنترنت الفضائي (ستارلينك) بسبب عدم شحن البطاريات بانتظام في ظل غياب الكهرباء وعدم تغطية مصادر الطاقة الشمسية لجميع الاستخدامات.
تجارياً ومع انحسار مصادر الدخل بات الحصول على النقد صعباً للغاية بسبب تذبذب السيولة النقدية والعمولة الكبيرة التي يفرضها أفراد الدعم السريع على التحويلات المالية والتي تصل نسبة الخصم فيها إلى (20%).
وبسبب ندرة غاز الطهي يعتمد المواطنون على الفحم النباتي حيث شوهد السكان وهم يقطعون الأشجار بكثافة لصناعة الفحم التي أصبحت مهنة هي الأخرى.
ومع تدني الخدمات والحياه البدائية لا تخلو الشوارع من اللصوص ما يجعل الحركه نفسها أشبه بالمجازفة لا سيما في المساء.
الوسوماستارلينك الجزيرة الجيش الدعم السريع السودان العربات الكارو الكهرباء المياه مدنيالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجزيرة الجيش الدعم السريع السودان الكهرباء المياه مدني قوات الدعم السریع الدعم السریع على
إقرأ أيضاً:
جريمة تهزّ السودان: قوات الدعم السريع تُغرق حيّاً بالدماء وتحوّل مطار الخرطوم إلى رماد"
العملية التي وصفتها الخرطوم بـ"الجريمة الإرهابية"، تمّت بدم بارد، وسط اتهامات مباشرة لقائد الدعم السريع، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بالمسؤولية المباشرة عن الفاجعة.
ولم تقف الفوضى عند هذا الحد، إذ شنّت نفس القوات قصفاً على مطار الخرطوم، مخلّفة دماراً واسعاً في طائرات مدنية، ومضيفة بذلك فصلاً جديداً في مسلسل العنف والخراب الذي يعصف بالبلاد.
شبكة أطباء السودان وصفت ما حدث في صالحة بأنه "أكبر عملية قتل جماعي موثقة" في المنطقة، مضيفة أن الضحايا استُهدفوا فقط بسبب الاشتباه بانتمائهم للجيش.
في الوقت ذاته، نشطت وسائل التواصل الاجتماعي في تداول مقاطع مصوّرة تُظهر عناصر من الدعم السريع وهم يطلقون الرصاص على مدنيين في الشارع العام.
وتحذر الجهات الحقوقية من كارثة إنسانية وشيكة، حيث يعيش آلاف المدنيين في حي صالحة تحت قبضة قوات الدعم السريع، في ظل غياب ممرات آمنة وغياب أي تدخل دولي فاعل.
في الغرب السوداني، الوضع ليس أفضل، إذ قُتل أكثر من 20 شخصاً وجُرح العشرات في قصف طال مخيم أبوشوك للنازحين قرب الفاشر، وسط ظروف إنسانية كارثية.
الخرطوم تطالب المجتمع الدولي بتحرك عاجل، وتصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية، ومحاسبة الدول التي تمدها بالدعم.
فهل يتحرك العالم لإنقاذ المدنيين، أم أن صمت المجتمع الدولي سيبقى شريكاً في الجريمة؟