وضعت حكومة الأمر الواقع التي فرضها احتلال قوات الدعم السريع على مواطني مدني بالجزيرة، مواطني الولاية أمام خيارات صعبة للحفاظ على حياتهم.

ود مدني: التغيير

يعيش مواطنو ود مدني بولاية الجزيرة- وسط السودان، حياة شبة بدائية بعد نحو سبعة أشهر من اجتياح قوات الدعم السريع للمدينة.

وسيطرت قوات الدعم السريع على مدني في 18 ديسمبر الماضي عقب انسحاب الجيش السوداني، وسرعان ما غزت قرى ومحليات الولاية وتمددت إلى الولايات المجاورة، وصاحبت هجماتها عمليات سلب ونهب وتقتيل وترويع كثيرة للسكان.

انعدام الخدمات

ووضعت حكومة الأمر الواقع التي فرضها احتلال قوات الدعم السريع على مواطني مدني، مواطني الولاية أمام خيارات صعبة للحفاظ على حياتهم.

ورويداً رويداً انحسرت أو انعدمت بعض الخدمات مثل الكهرباء والماء والمواصلات والاتصالات والسيولة النقدية، وابتكر سكان وسط الجزيرة أساليب بقاء أشبه بالبدائية لتعويض غياب الخدمات الأساسية والمستلزمات الضرورية.

ومنذ أكثر من شهر تعيش المدينة ظلاماً دامساً بعد الحريق الذي أصاب محول الكهرباء الرئيس بمحطة بركات.

وبعد مغيب الشمس يخيم الظلام على البيوت إلا من بعض أضواء البطاريات القابلة لإعادة الشحن، وانعكس غياب الكهرباء مباشرة على الخدمات الضرورية مثل محطات المياه والطواحين، وامتد ليشمل خدمة (ستارلينك) التي تأثرت جزئياً، وتضطر بعض ربات المنازل إلى الطبخ يومياً- حال وجدت المواد- بسبب توقف ثلاجات تبريد الطعام وحفظه جراء انقطاع التيار.

وتلجأ بعض الأسر إلى تبريد الماء في “الصواني” لشربه أو وضع مواعين الطعام عليه للحيلولة دون تلفه جراء سخونة الأجواء.

نشاط “عربات الكارو”

ومع انعدام مياه الشرب والاستخدامات الأخرى، نشطت “عربات الكارو” التي تجرها الأحصنة أو الحمير في جلب الماء من نهر النيل الأزرق الذي يشق المدينة وبيعه للمواطنين الذين يضطر بعضهم إلى نقله بأنفسهم لمسافات بعيدة.

وفرضت “عربات الكارو” نفسها كوسيلة مواصلات بين أحياء المدينة والقرى المجاورة وهي المهنة التي التحق بها عدد لا بأس به من السكان.

وعادت مخابز الرغيف إلى العمل لساعتين فقط في اليوم بوقود الجازولين مع ارتفاع سعر الرغيف بواقع سبع رغيفات لكل 1000 جنيه مصحوباً برائحة الجازولين التي تعلق به.

ويصطف المواطنون في طوابير طويلة طمعاً في إيجاد خانة شاغرة في صف الطواحين لاستلام الدقيق بعد شهر كامل على أقل تقدير.

ويعيش معظم الناس هناك على النشويات بسبب ندرة الخضروات التي انعدم بعضها مثل “البطاطس والرجلة والملوخية” وبات الحصول على الفواكه أشبه بالمستحيل.

انقطاع الاتصالات

وفوق هذا وذاك لا زالت شبكة الاتصالات الهاتفية غير متوفرة، مع تذبذب خدمة الإنترنت الفضائي (ستارلينك) بسبب عدم شحن البطاريات بانتظام في ظل غياب الكهرباء وعدم تغطية مصادر الطاقة الشمسية لجميع الاستخدامات.

تجارياً ومع انحسار مصادر الدخل بات الحصول على النقد صعباً للغاية بسبب تذبذب السيولة النقدية والعمولة الكبيرة التي يفرضها أفراد الدعم السريع على التحويلات المالية والتي تصل نسبة الخصم فيها إلى (20%).

وبسبب ندرة غاز الطهي يعتمد المواطنون على الفحم النباتي حيث شوهد السكان وهم يقطعون الأشجار بكثافة لصناعة الفحم التي أصبحت مهنة هي الأخرى.

ومع تدني الخدمات والحياه البدائية لا تخلو الشوارع من اللصوص ما يجعل الحركه نفسها أشبه بالمجازفة لا سيما في المساء.

الوسوماستارلينك الجزيرة الجيش الدعم السريع السودان العربات الكارو الكهرباء المياه مدني

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجزيرة الجيش الدعم السريع السودان الكهرباء المياه مدني قوات الدعم السریع الدعم السریع على

إقرأ أيضاً:

أستاذ تاريخ يكشف عن مخطط أمريكي لتقسيم السودان من خلال قوات الدعم السريع (فيديو)

أكد الدكتور السيد فليفل، أستاذ التاريخ بكلية الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، أن الولايات المتحدة وحلفاؤها يعملون على تقسيم السودان خلال الفترة الحالية، كما أنهم ابتدعوا ما يسمى بالدعم السريع لمحاربة الجيش السوداني وخلق صراع داخلي.

الصحة العالمية تحذر من تبعات تفشي موجة جديدة من الكوليرا في السودان الإمارات ترحب بوصول أول دفعة من المساعدات الإنسانية إلى السودان عودة السودان لحضن القارة الأفريقية

وأضاف "فليفل" خلال لقائه مع الإعلامي مصطفى بكري ببرنامج "حقائق وأسرار"، المذاع على فضائية "صدى البلد" مساء اليوم الجمعة، أنه يجب عودة السودان لحضن القارة الأفريقية مرة أخرى، مؤكدًا أن هناك تغير ديموجغرافي في القارة بسبب التدخلات الخارجية، حيث هناك انقلابات عسكرية في دول غرب إفريقيا.

وتابع: ما يحدث في السودان من ضمن أهداف الأفروسنتريك كونهم أصحاب الأرض، وهذا الأمر يتنافى تماما مع الواقع، لذا يجب أن ينهي الجيش السوداني الصراع ويحافظ على وحدة السودان.

رغبة الشعب السوداني

وأكمل: على الولايات المتحدة الأمريكية أن تدرك جيدا أنها لم تعد المتحكم وصاحبة الأمر الناهي في بعض الدول الأفريقية، مؤكدًا أن هذه الدول لا ترغب في تواجد أمريكا لكي تحركها.

وأوضح أن الشعب السوداني صاحب القرار النهائي في حالة إذا كان هناك رغبة في تقسيم السودان، وذلك من خلال انتخابات رسمية يتم من خلالها معرفة رغبة الشعب السوداني.

مقالات مشابهة

  • السودان: الدعم السريع يلوح بتشكيل حكومة موازية في الخرطوم
  • ناشطون: نزوح قرى كاملة بولاية الجزيرة
  • الدعم السريع يتحدث عن تأسيس “حكومة الخرطوم” ويكشف تفاصيل مهامها
  • الدعم السريع يلوح بتشكيل حكومة موازية في الخرطوم .. مستشار حميدتي: كل الخيارات مفتوحة في الأسابيع القادمة
  • حميدتي يتعهّد بتنفيذ مخرجات جنيف
  • ضبط مصنع لقوات الدعم السريع يصنع منتج خطير
  • أستاذ تاريخ يكشف عن مخطط أمريكي لتقسيم السودان من خلال قوات الدعم السريع (فيديو)
  • مجموعة غاضبون بلا حدود تنفذ وقفة احتجاجية غير معلنة بمدينة أم درمان تنديداً بانتهاكات قوات الدعم السريع
  • وزير الصحة السوداني: 65% من المستشفيات الموجودة بمناطق سيطرة الجيش تقدم خدماتها للمواطنين
  • قوات الدعم السريع ترحب بدخول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين في ولايات دارفور وكردفان عبر معبر أدري الحدودي