خلصت دراسة بشأن خطاب الحرب في السودان، إلى أن المتناول بـ(فيسبوك) كان له مقدرة كبيرة في تشكيل الآراء وتحديد الاتجاهات.

كمبالا: التغيير

أكدت دراسة نقدية، تأثير خطاب مواقع التواصل الاجتماعي في حرب السودان، واستخدامها في بث وتدوير الشائعات التي تعزز من موقف طرفي الحرب وذلك بنشر أخبار زائفة وغير موثوقة، للتلاعب بالرأي العام ونشر المخاوف وزيادة حدة الانقسام الاجتماعي مع المساهمة في نشر خطاب الكراهية.

وتهدف الدراسة التي أعدها د. سانديوس كودي، لمناقشة خطاب الحرب خلال 100 يوم الأولى من بدايتها، بالتركيز على (فيسبوك) كما تناولت تحليل سرديات طرفي الحرب “الجيش والدعم السريع” وردود الأفعال عليها، وحجج المؤيدين للحرب، وخطابات الواقفين ضد حملة لا للحرب، كما تطرقت لردود الفعل على انتهاكات حقوق الإنسان، إلى جانب تحليل خطاب الحرب اعتماداً على النوع الاجتماعي، وتحليل الخطاب المدني في الحرب وردود الفعل عليه ثم ردود الأفعال على مبادرات الحل التفاوضي، كما تطرقت الدراسة لدور الشائعة في التضليل الإعلامي ونشر خطاب الكراهية.

تأثير (فيسبوك)

وخلصت الدراسة التي نوقشت خلال مائدة مستديرة نظمها مركز الخاتم عدلان ومنظمة pax بالعاصمة الأوغندية كمبالا الأحد، إلى أن المتناول خلال صفحات (الفيسبوك) كان له مقدرة كبيرة على تشكيل آراء القراء وتحديد اتجاهاتهم حول القرار من الحرب وتحديد شكل تناول المواضيع المختصة بالحرب مما أسهم وأثر سلبياً على جهود نشر خطاب السلام.

ولاحظ كودي تغييراً في حدة الخطاب بعد ثلاثة أشهر من الحرب حيث أن الفترة الأولى، كانت السمة الغالبة هي التشدد والمغالاة ورفض كل الحلول التفاوضية ثم أصبح شرط ميلان ميزان القوى لصالح الجيش شرطاً للتفاوض قبل أن يسود خطاب يعتقد أن رفع الغطاء السياسي عن الدعم السريع هو السبيل لإنهاء الحرب.

وبعد إطالة أمد الحرب بدأ ترديد خطابات عن وجود خيانة داخل الجيش أو أن البعض له المصلحة في عدم تحقيق النصر وتمت الإشارة إلى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان تحديداً بإطلاق حملات تطالبه بفك يد القوات المسلحة لحسم المعركة بل تمت المطالبة بإقالته أحياناً- كما ذكرت الدراسة.

تراجع خطاب الحسم

من جانبه أكد الباحث والناشط في المجتمع المدني شمس الدين ضو البيت، انحسار خطاب “حسم المعركة” الذي كان سائداً في بداية الحرب، والذي قوبل بموجة سخرية من المواطنين.

وأكد أن ضعف شبكة الإنترنت أتاح المجال لثلاث إذاعات حكومية، مثل إذاعة القوات المسلحة و(بلادي) لتكون المصادر الرئيسية للمعلومات. واعتبر أن النساء هن الفاعل الأساسي في الحياة اليومية، خاصة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.

من جهتها، أكدت رئيسة تحرير صحيفة (التغيير) الإلكترونية رشا عوض، تراجع خطاب الحسم العسكري وتبني خطاب أكثر ليونة تجاه قوات الدعم السريع. وأشارت إلى حدوث انقسام داخل معسكر دعاة الحرب بين من يدعون إلى التفاوض والتسوية، وبين من ينتقدون القيادة العسكرية.

وتطرقت رشا أيضًا إلى حملات التنمر والإساءات الشخصية الموجهة ضد النساء، والتي تعد قاسمًا مشتركًا بين دعاة الحرب من كلا الطرفين، دون تضامن من أي جهة. وشددت على أن الخصومة السياسية يجب أن تكون لها حدود، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالنساء.

وأوضحت أن حجب بعض الصفحات على (فيسبوك) لم ينجح في تحجيم خطاب الكراهية، حيث تم اللجوء إلى بدائل مثل إنشاء قنوات على يوتيوب وتوزيع المحتوى عبر (تيك توك) و(واتساب).

أهمية الدور المدني

وشدد المشاركون في المائدة على ضرورة نزع المشروعية السياسية والأخلاقية من طرفي من خلال التركيز على استيعاب قوى الثورة واستيعاب قضايا المرأة في هذا الخطاب لى جانب قضايا الريف السوداني.

بينما أوصت الدراسة بضرورة تدريب الفاعلين في الأجسام السياسية والمدنية والشبابية على كيفية مراقبة حقوق الإنسان وكيفية تناولها وعكسها بطريقة تخدم التوعية بالانتهاكات وكيفية الحماية وطلب المساعدة وكيفية استخدامها في دعم حملات وقف الحرب، إلى جانب التثقيف حول عواقب الحرب وتطوير محتوى يعمل لتسليط الضوء على العواقب المدمرة للحرب، بما في ذلك الخسائر في الأرواح والتشرد والدمار الاقتصادي والصدمات طويلة الأمد.

ونبهت الدراسة إلى ضرورة التحليل المستمر لخطاب الحرب ومتابعة التطورات والتحولات المستمرة في خطاب الحرب مع تحليل نواحٍ مختلفة لعدم إمكانية تغطية كل زوايا خطاب الحرب في دراسة واحدة، بجانب التوعية بأهمية الدور المدني وأهمية الخطاب المعبر عن المصالح المدنية في الحرب، مع رفع الوعي بأهمية وحتمية الحلول التفاوضية، ودور الهدنات واتفاقات وقف إطلاق النار في بناء الثقة وتقليل تكاليف الحرب الإنسانية، ومحاولة تعزيز الإيمان بالفعل المدني وقدرته على تحقيق حتى الأهداف التي يصعب تحقيقها عسكرياً.

الوسومإذاعة القوات المسلحة إذاعة بلادي الجيش الدعم السريع السودان رشا عوض سانديوس كودي شمس الدين ضو البيت عبد الفتاح البرهان كمبالا مركز الخاتم عدلان للاستنارة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إذاعة القوات المسلحة الجيش الدعم السريع السودان رشا عوض عبد الفتاح البرهان كمبالا الدعم السریع خطاب الحرب فی الحرب

إقرأ أيضاً:

تجدد اشتباكات عنيفة بين الجيش و الدعم السريع في العاصمة الخرطوم

 

 احتدمت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة السودانية الخرطوم في عدد من المحاور خاصة في بحري و الخرطوم.

الخرطوم ــ التغيير

و تجددت الاشتباكات منذ ساعات في مدينة الخرطوم بحري على وقع مواجهات عسكرية متواصلة في المناطق الجنوبية منها باتجاه عمق ووسط المدينة.
كما أضاف أن وحدات من الجيش مسنودة بالمدفعية أحرزت تقدما وقطعت مسافات في طريقها نحو مقر سلاح الإشارة جنوبي المدينة، فيما سعت قوات الدعم السريع الموجودة في بعض أحياء منطقة بحري القديمة إلى إعاقة تمدد الجيش بالاشتباك مع القوات المتقدمة.

وكان نائب قائد الجيش السوداني وعضو مجلس السيادة الانتقالي شمس الدين كباشي، شدد الأسبوع الماضي، بعد استعادة مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، على أن الطريق لاستعادة العاصمة بات مفتوحاً.

و أفادت مصادر محلية بأن مدينة أمدرمان شهدت اليوم قصفًا مدفعيًا من قبل قوات الدعم السريع استهدف بعض الأحياء في منطقة الثورات، و مساء الأمس، تعرضت أحياء الثورات أيضًا لقصف مدفعي، مما أسفر عن إصابة تسعة أشخاص تم نقلهم إلى مستشفى النو لتلقي العلاج. كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة نتيجة لهذا القصف، مما يزيد من معاناة المدنيين في المنطقة.

ويسيطر الجيش حالياً، على معظم أجزاء أم درمان، باستثناء مناطق محدودة جنوب وغرب المدينة لا تزال تحت قبضة قوات الدعم السريع.
أما في بحري، يتمدد الجيش شمال المدينة، باستثناء مصفاة الجيلي التي يسيطر عليها الدعم السريع، بالإضافة إلى أجزاء من شمال وشرق المدينة.

وفي الخرطوم، يسيطر الجيش على منطقة المقرن، إضافة إلى مقار عسكرية مهمة مثل القيادة العامة ومقر سلاح المدرعات، والأحياء المحيطة بها مثل اللاماب، والشجرة، وجزء من منطقة جبرة.

بينما تسيطر قوات الدعم السريع، على وسط الخرطوم، بما في ذلك القصر الرئاسي، وأحياء في جنوب وشرق المدينة.

ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

في حين تتصاعد الدعوات الأممية والدولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

الوسوماشتباكات الخرطوم الدعم السريع بحري

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني: قوات الدعم السريع أحرقت مصفاة الخرطوم
  • الجيش السوداني يتهم قوات الدعم السريع بإحراق مصفاة الجيلي
  • القوات المسلحة تتهم الدعم السريع بإحراق مصفاة الخرطوم بالجيلي
  • الدعم السريع يحرق مصفاة الخرطوم بالجيلي
  • الأمم المتحدة تحذّر من “هجوم وشيك” لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في دارفور
  • «الجيش السوداني» يحبط هجوما للدعم السريع بالمسيرات على محطات الكهرباء
  • السودان: الدعم السريع توسع هجماتها على مناطق بشمال دارفور
  • 16 قتيلا في قصف للدعم السريع على مخيم يعاني المجاعة في دارفور  
  • هل تنجح مساعي البرهان في تطويق الدعم السريع بمنطقة الساحل؟
  • تجدد اشتباكات عنيفة بين الجيش و الدعم السريع في العاصمة الخرطوم