خطاب الحرب في السودان: «فيسبوك» وتحولاته خلال 100 يوم الأولى
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
خلصت دراسة بشأن خطاب الحرب في السودان، إلى أن المتناول بـ(فيسبوك) كان له مقدرة كبيرة في تشكيل الآراء وتحديد الاتجاهات.
كمبالا: التغيير
أكدت دراسة نقدية، تأثير خطاب مواقع التواصل الاجتماعي في حرب السودان، واستخدامها في بث وتدوير الشائعات التي تعزز من موقف طرفي الحرب وذلك بنشر أخبار زائفة وغير موثوقة، للتلاعب بالرأي العام ونشر المخاوف وزيادة حدة الانقسام الاجتماعي مع المساهمة في نشر خطاب الكراهية.
وتهدف الدراسة التي أعدها د. سانديوس كودي، لمناقشة خطاب الحرب خلال 100 يوم الأولى من بدايتها، بالتركيز على (فيسبوك) كما تناولت تحليل سرديات طرفي الحرب “الجيش والدعم السريع” وردود الأفعال عليها، وحجج المؤيدين للحرب، وخطابات الواقفين ضد حملة لا للحرب، كما تطرقت لردود الفعل على انتهاكات حقوق الإنسان، إلى جانب تحليل خطاب الحرب اعتماداً على النوع الاجتماعي، وتحليل الخطاب المدني في الحرب وردود الفعل عليه ثم ردود الأفعال على مبادرات الحل التفاوضي، كما تطرقت الدراسة لدور الشائعة في التضليل الإعلامي ونشر خطاب الكراهية.
تأثير (فيسبوك)وخلصت الدراسة التي نوقشت خلال مائدة مستديرة نظمها مركز الخاتم عدلان ومنظمة pax بالعاصمة الأوغندية كمبالا الأحد، إلى أن المتناول خلال صفحات (الفيسبوك) كان له مقدرة كبيرة على تشكيل آراء القراء وتحديد اتجاهاتهم حول القرار من الحرب وتحديد شكل تناول المواضيع المختصة بالحرب مما أسهم وأثر سلبياً على جهود نشر خطاب السلام.
ولاحظ كودي تغييراً في حدة الخطاب بعد ثلاثة أشهر من الحرب حيث أن الفترة الأولى، كانت السمة الغالبة هي التشدد والمغالاة ورفض كل الحلول التفاوضية ثم أصبح شرط ميلان ميزان القوى لصالح الجيش شرطاً للتفاوض قبل أن يسود خطاب يعتقد أن رفع الغطاء السياسي عن الدعم السريع هو السبيل لإنهاء الحرب.
وبعد إطالة أمد الحرب بدأ ترديد خطابات عن وجود خيانة داخل الجيش أو أن البعض له المصلحة في عدم تحقيق النصر وتمت الإشارة إلى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان تحديداً بإطلاق حملات تطالبه بفك يد القوات المسلحة لحسم المعركة بل تمت المطالبة بإقالته أحياناً- كما ذكرت الدراسة.
تراجع خطاب الحسممن جانبه أكد الباحث والناشط في المجتمع المدني شمس الدين ضو البيت، انحسار خطاب “حسم المعركة” الذي كان سائداً في بداية الحرب، والذي قوبل بموجة سخرية من المواطنين.
وأكد أن ضعف شبكة الإنترنت أتاح المجال لثلاث إذاعات حكومية، مثل إذاعة القوات المسلحة و(بلادي) لتكون المصادر الرئيسية للمعلومات. واعتبر أن النساء هن الفاعل الأساسي في الحياة اليومية، خاصة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع.
من جهتها، أكدت رئيسة تحرير صحيفة (التغيير) الإلكترونية رشا عوض، تراجع خطاب الحسم العسكري وتبني خطاب أكثر ليونة تجاه قوات الدعم السريع. وأشارت إلى حدوث انقسام داخل معسكر دعاة الحرب بين من يدعون إلى التفاوض والتسوية، وبين من ينتقدون القيادة العسكرية.
وتطرقت رشا أيضًا إلى حملات التنمر والإساءات الشخصية الموجهة ضد النساء، والتي تعد قاسمًا مشتركًا بين دعاة الحرب من كلا الطرفين، دون تضامن من أي جهة. وشددت على أن الخصومة السياسية يجب أن تكون لها حدود، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالنساء.
وأوضحت أن حجب بعض الصفحات على (فيسبوك) لم ينجح في تحجيم خطاب الكراهية، حيث تم اللجوء إلى بدائل مثل إنشاء قنوات على يوتيوب وتوزيع المحتوى عبر (تيك توك) و(واتساب).
أهمية الدور المدنيوشدد المشاركون في المائدة على ضرورة نزع المشروعية السياسية والأخلاقية من طرفي من خلال التركيز على استيعاب قوى الثورة واستيعاب قضايا المرأة في هذا الخطاب لى جانب قضايا الريف السوداني.
بينما أوصت الدراسة بضرورة تدريب الفاعلين في الأجسام السياسية والمدنية والشبابية على كيفية مراقبة حقوق الإنسان وكيفية تناولها وعكسها بطريقة تخدم التوعية بالانتهاكات وكيفية الحماية وطلب المساعدة وكيفية استخدامها في دعم حملات وقف الحرب، إلى جانب التثقيف حول عواقب الحرب وتطوير محتوى يعمل لتسليط الضوء على العواقب المدمرة للحرب، بما في ذلك الخسائر في الأرواح والتشرد والدمار الاقتصادي والصدمات طويلة الأمد.
ونبهت الدراسة إلى ضرورة التحليل المستمر لخطاب الحرب ومتابعة التطورات والتحولات المستمرة في خطاب الحرب مع تحليل نواحٍ مختلفة لعدم إمكانية تغطية كل زوايا خطاب الحرب في دراسة واحدة، بجانب التوعية بأهمية الدور المدني وأهمية الخطاب المعبر عن المصالح المدنية في الحرب، مع رفع الوعي بأهمية وحتمية الحلول التفاوضية، ودور الهدنات واتفاقات وقف إطلاق النار في بناء الثقة وتقليل تكاليف الحرب الإنسانية، ومحاولة تعزيز الإيمان بالفعل المدني وقدرته على تحقيق حتى الأهداف التي يصعب تحقيقها عسكرياً.
الوسومإذاعة القوات المسلحة إذاعة بلادي الجيش الدعم السريع السودان رشا عوض سانديوس كودي شمس الدين ضو البيت عبد الفتاح البرهان كمبالا مركز الخاتم عدلان للاستنارةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إذاعة القوات المسلحة الجيش الدعم السريع السودان رشا عوض عبد الفتاح البرهان كمبالا الدعم السریع خطاب الحرب فی الحرب
إقرأ أيضاً:
القوة المشتركة: استولينا على إمدادات عسكرية كانت في طريقها إلى الدعم السريع
القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، قالت إنها نفذت عملية جريئة على مثلث الحدود السودانية-الليبية-التشادية، تستولي خلالها على شحنة أسلحة ومعدات عسكرية ضخمة كانت في طريقها لمليشيات الدعم السريع..
التغيير: الخرطوم
قالت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، إنها قطعت الطريق في مثلث الحدود السودانية – الليبية – التشادية؛ أمام إمدادات عسكرية ولوجستية كانت في طريقها إلى قوات الدعم السريع.
وأوضحت القوة المشتركة، عبر بيان الجمعة، أنها تمكنت من ضبط 7 عربات مصفحة و25 سيارة دفع رباعي جديدة، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة الثقيلة، بينها صواريخ “كورنيت” المضادة للدروع.
وأفاد البيان، بوجود وثائق وأدلة تؤكد دخول هذه المعدات عبر مطار آل مكتوم الدولي بدولة الإمارات العربية المتحدة، بما في ذلك جوازات سفر كولومبية وتأشيرات دخول.
وصفت القوة المشتركة دخول هذه الأسلحة إلى السودان، وخاصة إلى إقليم دارفور، بأنه انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن رقم 1591 و2736، التي تحظر توريد الأسلحة إلى إقليم دارفور. وأكدت أنها سترفع الوثائق ونتائج التحقيقات إلى الجهات السودانية المعنية للتعامل مع هذا التطور الخطير.
وناشدت القوة المجتمع الدولي للضغط على الدول الداعمة لـ”مليشيات الدعم السريع” لوقف تزويدها بالأسلحة التي تُستخدم ضد المدنيين في السودان.
وتواجه دولة الإمارات العربية المتحدة اتهامات بتقديم الإمداد العسكري لقوات الدعم السريع، حيث يُنقل هذا الدعم عبر مطار “أم جرس” في تشاد، ومنه يُهرب إلى داخل الأراضي السودانية.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 قتالاً عنيفاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، بدأ في الخرطوم، وامتد إلى مناطق واسعة من دارفور وكردفان والجزيرة وسنار، وأدى إلى أزمات إنسانية كارثية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب وتجنيب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء، بسبب القتال الذي توسعت رقعته ليشمل عدة ولايات.
الوسومالقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح حرب الجيش والدعم السريع دارفور دولة الإمارات