لجريدة عمان:
2024-10-01@23:36:39 GMT

لا يزال تحقيق صفر جوع ممكنا

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

يصادف هذا العام منتصف المدة المحددة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وهي مجموعة طموحة من الأهداف العالمية التي قدمتها الأمم المتحدة في عام 2015. لقد تم تصميم هذه الأهداف السبعة عشر لمواجهه التحديات الحالية الأكثر إلحاحا ووضع العالم على الطريق الصحيح للاستدامة والسعي إلى الحد من الفقر وتحسين القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والتخفيف من أسوأ آثار تغير المناخ بحلول عام 2030، ولكن عندما يتعلق الأمر بتحقيق الهدف الحاسم المتمثل في القضاء على انعدام الأمن الغذائي، فإن هناك تراجع فيما يتعلق بمعظم التقدم الذي تم تحقيقه خلال العقد الماضي.

عندما تم إطلاق أهداف التنمية المستدامة، بدا هدف القضاء على انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في جميع أنحاء العالم في غضون 15عاما طموحا ولكن في متناول اليد. في ذلك الوقت، كانت مستويات الجوع تتجه نحو الانخفاض لأكثر من عقدين، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى زيادة الإنتاجية الزراعية والنمو الاقتصادي العالمي. لكن على مدى السنوات القليلة الماضية، تعرض العالم لسلسلة من الأزمات المتفاقمة وذلك من جائحة كوفيد-19 والحرب المستمرة في أوكرانيا إلى الأنواء المناخية القاسية الناجمة عن تغير المناخ. ونتيجة لذلك كانت هناك زيادة مفاجئة في نسبة الجوع على مستوى العالم وأصبح الناس الأكثر فقرًا في العالم هم الأكثر معاناة. وفقا لتقرير حديث للأمم المتحدة يعاني ما يقرب من 735 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي بزيادة قدرها 122مليون شخص منذ عام 2019. إن من المثير للقلق أن سبع دول - الصومال وأفغانستان وبوركينا فاسو وهايتي ونيجيريا وجنوب السودان واليمن - هي حاليا على شفا المجاعة. لا يقتصر الأمر على عدم تمكنا من تحقيق صفر جوع بحلول عام 2030، ولكننا أصبحنا أسوأ حالا مما كنا عليه في عام 2015. إذن، ما الذي نستطيع عمله علما أنه من أجل تحقيق هدف الأمم المتحدة المتمثل في صفر جوع، يجب علينا أولا أن نعرف من الذي يشكل غالبية فقراء العالم وأن نفهم من أين يأتي معظم طعامهم. إن الإجابة على كلا السؤالين واضحة بشكل يدعو للدهشة. إن الغالبية العظمى من أفقر الناس في العالم هم من صغار المزارعين الذين ينتجون أيضا معظم الأغذية المستهلكة في العديد من البلدان النامية. لقد تضرر هؤلاء المزارعون بشكل كبير من صدمات السنوات القليلة الماضية، بالإضافة إلى التحديات المنهجية التي أبقتهم عالقين في براثن الفقر وانعدام الأمن الغذائي، لكن ضمن الأزمة الحالية تكمن فرصة، فمن خلال دعم مزارع أصحاب الحيازات الصغيرة، يمكن للمجتمع الدولي أن يخطو خطوات كبيرة نحو القضاء على الجوع على مستوى العالم.

يمكن للحكومات والمؤسسات الدولية مساعدة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة والقضاء على انعدام الأمن الغذائي العالمي بعدة طرق. أولا، تنتج معظم مزارع أصحاب الحيازات الصغيرة في البلدان النامية غلات محاصيل منخفضة بشكل غير متناسب مقارنة بنظيراتها في البلدان المتقدمة، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى افتقارها إلى المدخلات الأساسية مثل البذور المحسّنة والأسمدة العضوية. ينطبق هذا الوضع بشكل خاص على منطقة جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى حيث غلات المحاصيل الغذائية الأساسية أقل بكثير من المتوسط العالمي. وبالتالي، فإن زيادة القدرة على الوصول إلى المدخلات الزراعية عالية الجودة لا سيما تلك التي تساعد المزارعين على التكيف مع تغير المناخ، يمكن أن تعزز الأمن الغذائي بشكل كبير.

ثانيا، إن عدم القدرة على الحصول على الائتمان يمنع معظم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة من شراء المدخلات الزراعية المحسنة أو الاستثمار في مزارعهم، ومن شأن المزيد من الدعم العالمي للبرامج التي تزود هؤلاء المزارعين بالتمويل أن يساعد في هذا الخصوص. ثالثا، عادة ما يحصد المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة المحاصيل مرة أو مرتين في السنة، وهذا يعني أنه يجب تخزين الطعام لأشهر لضمان استمرار الإمدادات حتى موسم الحصاد التالي، ونظرا لمحدودية الوصول إلى تكنولوجيا التخزين المناسبة، غالبا ما تتعرض الحبوب الغذائية الأساسية للتلف بسبب الحشرات والعفن والآفات الأخرى مما يسهم في خسائر المحاصيل خلال فترة ما بعد الحصاد والجوع على مستوى الأسر. إن مزارع أصحاب الحيازات الصغيرة هذه بحاجة إلى قدرة أكبر على الوصول إلى خيارات التخزين المتقدمة بما في ذلك الأكياس منخفضة التكلفة والمحكمة الإغلاق التي يمكن أن تحافظ على المحاصيل لفترات طويلة وتزيل الحاجة إلى معالجة الحبوب المخزنة بمبيدات حشرية ضارة. أخيرًا يحتاج المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة إلى تحسين قدرتهم على الوصول إلى الأسواق المجدية لمحاصيلهم مما يمكنهم من تجاوز مرحلة الكفاف وبناء سبل عيش يمكن التعويل عليها. يجب على المجتمع الدولي جنبا إلى جنب مع الجهات الفاعلة في القطاعين العام والخاص بذل المزيد من الجهود لتعزيز القدرات المحلية وتشجيع الاستثمار في سلاسل القيمة الزراعية، وهذا من شأنه أن يمكّن المزيد من أصحاب الحيازات الصغيرة من تطوير أعمال مستدامة. وعلى الرغم من التحديات الهائلة المقبلة، لا يزال تحقيق صفر جوع هدفا ممكنا. أما في سبتمبر فسوف يقوم قادة العالم الذين يحضرون الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقييم التقدم الذي تم إحرازه من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة. إذا أردنا صنع عالم خالٍ من الجوع، يجب أن يكون دعم الزراعة وصغار المزارعين على رأس أجندتنا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: انعدام الأمن الغذائی على الوصول إلى

إقرأ أيضاً:

«الأرز الجديد».. سلاح مصر في مواجهة ندرة المياه وتحقيق الأمن الغذائي

تعتبر المياه من الموارد الحيوية التي تشكل تحدياً كبيراً للزراعة، خاصة في البلدان التي تعاني من ندرة المياه.

 في هذا السياق، تسعى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي إلى ترشيد استخدام المياه من خلال تنفيذ استراتيجيات زراعية مبتكرة، تتمثل في زراعة أصناف جديدة من الأرز.

أهمية زراعة الأرز

يعد الأرز من المحاصيل الأساسية التي تساهم في تحقيق الأمن الغذائي، لكنه يتطلب كميات كبيرة من المياه، مما يزيد الضغط على الموارد المائية. لذلك، تعتبر زراعة أصناف جديدة من الأرز ذات متطلبات مائية أقل خياراً استراتيجياً لتحسين كفاءة استخدام المياه.

شاهد بالصور.. المنظمه العربية للتنمية الزراعية تحتفل بيوم الزراعة العربي 2024

أصناف الأرز الجديدة

تعمل الوزارة على تطوير أصناف أرز متقدمة تتكيف مع الظروف المناخية المحلية، وتتحمل الجفاف والملوحة.

 هذه الأصناف الجديدة يمكن أن تساهم في تقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالأصناف التقليدية.

 

ومن جانبه، أكد الدكتور محمد الخولي، مدير معهد بحوث الأراضي والمياه بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الوزارة تسعى إلى ترشيد استخدام المياه من خلال زراعة أصناف جديدة من الأرز واستكمال مشروع "المندي" لتبطين المراوي.

 وأشار إلى أن المعهد يقوم بحصر وتقييم الأراضي الزراعية لمتابعة التغيرات في صلاحيتها، مع إمكانية إضافة مواد أرضية جديدة باستخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية، بالإضافة إلى متابعة التغيرات في الأراضي والبحيرات المصرية باستخدام تقنيات حديثة.

 

وفيما يتعلق بترشيد استخدام الأسمدة الكيماوية، أوضح الخولي أن المعهد يعمل على تقليل استخدام هذه الأسمدة التقليدية، وتقييم جودة مياه الري وتأثيرها على الخصائص الطبيعية للتربة.

 كما يركز على تحسين وصيانة الأراضي المتأثرة بالأملاح في ظروف الجفاف وندرة المياه، ويقدم محسنات للتربة لتحسين خصائصها وزيادة إنتاجية المحاصيل.

إنفوجراف.. جهود مديريات الزراعة والطب البيطري خلال أسبوع

وأضاف الخولي أن المعهد يدرس تأثير التغيرات المناخية على خصائص وإنتاجية الأراضي الرملية والجيرية، ويقوم بمتابعة تذبذب مستوى المياه الأرضية في ظروف الري السطحي. كما يقدم خدمات لصغار المزارعين والمستثمرين وصانعي القرار، حيث يوجه فريقاً من الباحثين لحل مشاكل الأراضي المتعلقة بالغطاء النباتي والري والصرف، وأخذ عينات لتحليلها في معامل المعهد.

 ومن خلال النتائج، يتم تحديد المشكلات وتقديم توصيات فنية للمزارعين بشأن الإجراءات المطلوبة.

 

وأشار الخولي أيضاً إلى أن المعهد يقوم بتحديد مدى صلاحية الأراضي للزراعة وأنواع المحاصيل المناسبة لطبيعة التربة والظروف المناخية، بالإضافة إلى حصر المساحات المنزرعة مثل القمح والأرز،  كما يساهم في تعزيز الأمن الغذائي، ويقوم بتعليم المزارعين أفضل الطرق للاستفادة من المخلفات الزراعية عن طريق تحويلها إلى أسمدة عضوية خالية من بذور الحشائش، بالإضافة إلى ترشيد استخدام الأسمدة للحفاظ على البيئة من التلوث.

مقالات مشابهة

  • ورشة عمل حول برنامج ماجستير الأمن الغذائي بـ"جامعة التقنية"
  • «الأرز الجديد».. سلاح مصر في مواجهة ندرة المياه وتحقيق الأمن الغذائي
  • الحاج حسن ترأس اجتماعا في الوزارة وأكد أن الأمن الغذائي من الأولويات
  • الدخيري: للابتكار دور حيوي في تحقيق التنمية والأمن الغذائي لإحداث تحولات إيجابية في النظم الزراعية
  • إجتماع موسّع تناول موضوع اخراج البضائع من المرافىء... ماذا عن الأمن الغذائي؟
  • "الفاو": الإمارات شريك استراتيجي في دعم الأمن الغذائي عالمياً
  • الفاو: الإمارات شريك استراتيجي في دعم الأمن الغذائي إقليمياً وعالمياً
  • تنظيم ورشة عمل اقليمية بالجامعة العربية لمواجهة التصحر ودعم الأمن الغذائي
  • "مختبر الأمن الغذائي" يبحث تطوير الفرص الاستثمارية
  • الجامعة العربية تطلق ورشة عمل لمواجهة التصحر وتوفير الأمن الغذائي