لجريدة عمان:
2025-04-29@04:50:28 GMT

لا يزال تحقيق صفر جوع ممكنا

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

يصادف هذا العام منتصف المدة المحددة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وهي مجموعة طموحة من الأهداف العالمية التي قدمتها الأمم المتحدة في عام 2015. لقد تم تصميم هذه الأهداف السبعة عشر لمواجهه التحديات الحالية الأكثر إلحاحا ووضع العالم على الطريق الصحيح للاستدامة والسعي إلى الحد من الفقر وتحسين القدرة على الوصول إلى الرعاية الصحية والتعليم والتخفيف من أسوأ آثار تغير المناخ بحلول عام 2030، ولكن عندما يتعلق الأمر بتحقيق الهدف الحاسم المتمثل في القضاء على انعدام الأمن الغذائي، فإن هناك تراجع فيما يتعلق بمعظم التقدم الذي تم تحقيقه خلال العقد الماضي.

عندما تم إطلاق أهداف التنمية المستدامة، بدا هدف القضاء على انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في جميع أنحاء العالم في غضون 15عاما طموحا ولكن في متناول اليد. في ذلك الوقت، كانت مستويات الجوع تتجه نحو الانخفاض لأكثر من عقدين، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى زيادة الإنتاجية الزراعية والنمو الاقتصادي العالمي. لكن على مدى السنوات القليلة الماضية، تعرض العالم لسلسلة من الأزمات المتفاقمة وذلك من جائحة كوفيد-19 والحرب المستمرة في أوكرانيا إلى الأنواء المناخية القاسية الناجمة عن تغير المناخ. ونتيجة لذلك كانت هناك زيادة مفاجئة في نسبة الجوع على مستوى العالم وأصبح الناس الأكثر فقرًا في العالم هم الأكثر معاناة. وفقا لتقرير حديث للأمم المتحدة يعاني ما يقرب من 735 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي بزيادة قدرها 122مليون شخص منذ عام 2019. إن من المثير للقلق أن سبع دول - الصومال وأفغانستان وبوركينا فاسو وهايتي ونيجيريا وجنوب السودان واليمن - هي حاليا على شفا المجاعة. لا يقتصر الأمر على عدم تمكنا من تحقيق صفر جوع بحلول عام 2030، ولكننا أصبحنا أسوأ حالا مما كنا عليه في عام 2015. إذن، ما الذي نستطيع عمله علما أنه من أجل تحقيق هدف الأمم المتحدة المتمثل في صفر جوع، يجب علينا أولا أن نعرف من الذي يشكل غالبية فقراء العالم وأن نفهم من أين يأتي معظم طعامهم. إن الإجابة على كلا السؤالين واضحة بشكل يدعو للدهشة. إن الغالبية العظمى من أفقر الناس في العالم هم من صغار المزارعين الذين ينتجون أيضا معظم الأغذية المستهلكة في العديد من البلدان النامية. لقد تضرر هؤلاء المزارعون بشكل كبير من صدمات السنوات القليلة الماضية، بالإضافة إلى التحديات المنهجية التي أبقتهم عالقين في براثن الفقر وانعدام الأمن الغذائي، لكن ضمن الأزمة الحالية تكمن فرصة، فمن خلال دعم مزارع أصحاب الحيازات الصغيرة، يمكن للمجتمع الدولي أن يخطو خطوات كبيرة نحو القضاء على الجوع على مستوى العالم.

يمكن للحكومات والمؤسسات الدولية مساعدة المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة والقضاء على انعدام الأمن الغذائي العالمي بعدة طرق. أولا، تنتج معظم مزارع أصحاب الحيازات الصغيرة في البلدان النامية غلات محاصيل منخفضة بشكل غير متناسب مقارنة بنظيراتها في البلدان المتقدمة، ويعزى ذلك إلى حد كبير إلى افتقارها إلى المدخلات الأساسية مثل البذور المحسّنة والأسمدة العضوية. ينطبق هذا الوضع بشكل خاص على منطقة جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى حيث غلات المحاصيل الغذائية الأساسية أقل بكثير من المتوسط العالمي. وبالتالي، فإن زيادة القدرة على الوصول إلى المدخلات الزراعية عالية الجودة لا سيما تلك التي تساعد المزارعين على التكيف مع تغير المناخ، يمكن أن تعزز الأمن الغذائي بشكل كبير.

ثانيا، إن عدم القدرة على الحصول على الائتمان يمنع معظم المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة من شراء المدخلات الزراعية المحسنة أو الاستثمار في مزارعهم، ومن شأن المزيد من الدعم العالمي للبرامج التي تزود هؤلاء المزارعين بالتمويل أن يساعد في هذا الخصوص. ثالثا، عادة ما يحصد المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة المحاصيل مرة أو مرتين في السنة، وهذا يعني أنه يجب تخزين الطعام لأشهر لضمان استمرار الإمدادات حتى موسم الحصاد التالي، ونظرا لمحدودية الوصول إلى تكنولوجيا التخزين المناسبة، غالبا ما تتعرض الحبوب الغذائية الأساسية للتلف بسبب الحشرات والعفن والآفات الأخرى مما يسهم في خسائر المحاصيل خلال فترة ما بعد الحصاد والجوع على مستوى الأسر. إن مزارع أصحاب الحيازات الصغيرة هذه بحاجة إلى قدرة أكبر على الوصول إلى خيارات التخزين المتقدمة بما في ذلك الأكياس منخفضة التكلفة والمحكمة الإغلاق التي يمكن أن تحافظ على المحاصيل لفترات طويلة وتزيل الحاجة إلى معالجة الحبوب المخزنة بمبيدات حشرية ضارة. أخيرًا يحتاج المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة إلى تحسين قدرتهم على الوصول إلى الأسواق المجدية لمحاصيلهم مما يمكنهم من تجاوز مرحلة الكفاف وبناء سبل عيش يمكن التعويل عليها. يجب على المجتمع الدولي جنبا إلى جنب مع الجهات الفاعلة في القطاعين العام والخاص بذل المزيد من الجهود لتعزيز القدرات المحلية وتشجيع الاستثمار في سلاسل القيمة الزراعية، وهذا من شأنه أن يمكّن المزيد من أصحاب الحيازات الصغيرة من تطوير أعمال مستدامة. وعلى الرغم من التحديات الهائلة المقبلة، لا يزال تحقيق صفر جوع هدفا ممكنا. أما في سبتمبر فسوف يقوم قادة العالم الذين يحضرون الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقييم التقدم الذي تم إحرازه من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة. إذا أردنا صنع عالم خالٍ من الجوع، يجب أن يكون دعم الزراعة وصغار المزارعين على رأس أجندتنا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: انعدام الأمن الغذائی على الوصول إلى

إقرأ أيضاً:

وزير الزراعة يشدد على تنقية الحيازات وإزالة معوقات صرف الأسمدة

تفقد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والمهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية جمعيتي الجوسق والعصلوجي بمركزي بلبيس والزقازيق بمحافظة الشرقية، لمتابعة سير العمل بهما.

جاء ذلك على هامش الزيارة التي يقوم بها وزير الزراعة للمحافظة، حيث تم افتتاح موسم حصاد القمح.

وزير الزراعة يوجه بالتيسير على المزارعين

وتفقد وزير الزراعة ومحافظ الشرقية مشروعات جمعية الجوسق الزراعية المطورة، بمركز بلبيس، حيث تضم مزرعة لإنتاج بيض المائدة، بطاقه تبلغ حوالي 20 ألف دجاجة، فضلا عن منحل يسع حوالي 100 خلية نحل، كما تفقدا أيضا مخازن الجمعية ومنشآتها المختلفة.

وشملت الزيارة أيضا تفقد الجمعية الزراعية المطورة بالعصلوجي بمركز الزقازيق التابعة للإصلاح الزراعي، للوقوف على سير العمل بها، والاطلاع على أنشطتها.

وشدد وزير الزراعة على تنقية الحيازات الزراعية، والتأكد من عدم وجود حيازات وهمية، فضلا عن الحصر الفعلي للزراعات، وإزالة التعديات الزراعية في المهد، وعدم صرف الأسمدة للمتعدين على الأراضي الزراعية.

وزير الزراعة يوجه بالتيسير على المزارعين

ووجه وزير الزراعة بالتيسير على المزارعين وإزالة اية معوقات في عمليات صرف الأسمدة، وفقا للمقررات السمادية للمحاصيل المنزرعة، وفقا لمنظومة كارت الفلاح الذكي.

وأشار فاروق الى أنه يجرى حاليا العمل على تعديل قانون التعاونيات الزراعية، والذي يستهدف تعميق دور الجمعيات الزراعية، وتقديم خدمات حقيقية لهم، بحيث تعود الجمعية الزراعية بيت للفلاح، وتقديم كافة سبل الدعم للمزارعين، وتوفير مستلزمات الأنتاج الزراعي المختلفة.

وأكد الوزير على سرعة الانتهاء من اعمال تطوير الجمعيات الزراعية على مستوى الجمهورية، كي تليق بالمزارع المصري، والتركيز على خدمات الإرشاد الزراعي، وتوعية المزارعين والمربين، لافتا إلى ضرورة التواصل الدائم والمستمر مع المزارعين في الحقول، وتكثيف حملات مكافحة الآفات والحشائش وتوفير المبيدات بالجمعيات الزراعية، فضلا عن سرعة انجاز عمليات تطهير المساقي والمراوي.

ووجه وزير الزراعة أيضا بالعمل على تطوير المشروعات الإنتاجية التي تنفذها الجمعيات الزراعية، ومضاعفة تلك المشروعات، وفتح المزيد من منافذ تسويق منتجاتها، باسعار مخفضة للمواطنين، بما يساهم في رفع العبء عن كاهل المواطنين، وأيضا تعظيم العوائد.

وزير الزراعة يوجه بالتيسير على المزارعين

ومن جانبه أكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية أن القطاع الزراعي خلال الفترة الحالية يشهد طفرة غير مسبوقة، في ظل الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السياسية لهذا القطاع لما يمثله من أهمية خاصة في دعم منظومة الأمن الغذائي بصورة مباشرة، والتوجه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية والنهوض بإنتاجيتها.

وقدم محافظ الشرقية الشكر لوزير الزراعة واستصلاح الأراضي لدعمه الدائم والمستمر لمزارعي الشرقية من خلال توفير الأسمدة اللازمة وتحسين الممارسات الزراعية واستنباط أصناف وهجن تتكيف مع التغيرات المناخية وزيادة الاعتماد على التقاوي المعتمدة والمحسنة، وإعداد ونشر الخريطة الصنفية لبعض المحاصيل الاستراتيجية للمساهمة في زيادة الإنتاجية من المحاصيل والمنتجات الزراعية.

وزير الزراعة يوجه بالتيسير على المزارعين

كما ثمن المحافظ مجهودات وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في تطوير الجمعيات الزراعية، ورفع أداءها وتمكينها من تقديم خدمات حقيقية للفلاح من مستلزمات الإنتاج، وخدمات الإرشاد الزراعي، والخدمات التمويلية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، للمساهمة في رفع مستوى معيشة المزارعين وزيادة دخولهم.

حضر الفعاليات الدكتور أحمد عبد المعطي نائب محافظ الشرقية، المهندس مجدي عبد الله المشرف على مكتب وزير الزراعة، الدكتور حسن الفولي رئيس الهيئة العامة للإصلاح الزراعي، الدكتور أحمد عضام رئيس قطاع الخدمات الزراعية والمتابعة، الدكتور طارق سليمان رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة، الدكتور علي حزين رئيس مجلس إدارة الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة، الدكتور علاء خليل مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية، الدكتور أنور عيسى رئيس الإدارة المركزية لشئون المديريات، المهندس أسعد منادي رئيس الإدارة المركزية للتعاون الزراعي، المهندس عماد جنجن مدير مديرية الزراعة بالشرقية، وعدد من قيادات الوزارة والمحافظة.

اقرأ أيضاًتداول 69 ألف طن بضائع و842 شاحنة بموانئ البحر الأحمر

نقابة الصحفيين تعلن عن تأشيرات الحج المباشر لأعضاء الجمعية العمومية

بدء زراعة محصول قصب السكر عن طريق الشتلات في الأقصر

مقالات مشابهة

  • "الشورى" يناقش خطط الأمن الغذائي وتعزيز المخزون الاستراتيجي من السلع
  • لجان «الشورى» تناقش خطط الأمن الغذائي ومشروع قانون السجل العقاري
  • مديرية الكفرة: شرعنا في مكافحة ظاهرة تشغيل النساء الوافدات في مقاهي مخصصة للرجال
  • تعليق معاهدة مياه نهر السند.. تصعيد خطير بين الهند وباكستان يهدد الأمن الغذائي
  • تعزيز الأمن الغذائي.. المملكة تحتفي باليوم العالمي للطب البيطري
  • المملكة تحتفي باليوم العالمي للطب البيطري لإبراز دوره في حماية الصحة العامة وتعزيز الأمن الغذائي
  • انطلاق ورشة العمل لتحليل التصنيف المرحلي لانعدام الأمن الغذائي في عدن
  • برلمانية: مصر نموذج رائد في تحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي رغم التحديات
  • بعد إحالتها لـ الحكومة.. التفاصيل الكاملة بشأن دراسة الأمن الغذائي المعروضة أمام البرلمان
  • وزير الزراعة يشدد على تنقية الحيازات وإزالة معوقات صرف الأسمدة