قبل أكثر من 40 سنة أجاز لنفسه المشرف في الصحيفة التي كنت أعمل بها، أن يصحِّح آية قرآنية في إحدى مقالاتي، فلما عاتبته، قال ما معناه : ظننت أن السياق أنسب.
والكلمة التي غيرها ذلك المشرف كانت في بداية سورة الكهف وهي: “لنبلوهم أيهم أحسن عملا” فبدلها إلى “لنبلوكم أيكم أحسن عملا”. ورغم أنه قد أتقن فن الكتابة ،إلا أن أساس ثقافته كان واهياً.
الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه لا يجوز له أن يبدل في القرآن. قال تعالى في سورة يونس :” وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي، إن أتبع إلا ما يوحى إليّ”
سعيد عقل الشاعر اللبناني المعروف وهو مسيحي ماروني قال ذات مرة فيما معناه أن من أروع ما تعلمه الكلمة القرآنية “اخشوشنوا”. وهي بلا مراء ليست كلمة قرآنية. وكثير من المثقفين يخلطون بين الحديث النبوي والقرآن. وبعضهم يأتي بحكمة عربية مثل “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان” وينسبها إلى الله تعالى.
وقد تكفل الله سبحانه بحفظ القرآن من التبديل والتحريف، وتحدَِّى العرب قاطبة أن يأتوا بسورة من مثل سور القرآن فلم يقدروا على ذلك. وبعضهم تحجّجوا “بالصرفة” أي أن الله صرفهم عن ذلك. وهو عذر أقبح من ذنب.
وقد نبعت من القرآن علوم كثيرة. فمثلا قرر الشيخ طنطاوي جوهري تفسير القرآن تفسيرا علميا فتزوج ونوى عندما يرزقه الله بالولد أن يتخصص أحدهم في الفيزياء والثاني في الكيمياء والثالث في الأحياء ولا أذكر إن جاءه ابن متحصص في الرياضيات. وبعد ذلك ألف تفسير الجواهر في نحو عشرة مجلدات وكلما احتاج معلومة علمية رجع إلى أبنائه في مجالات تخصصاتهم.
وكم قرأنا عن قساوسة تفرغوا للبحث عن أخطاء أو ثغرات في الكتاب الكريم، ولكنهم في النهاية أعلنوا استحالة ذلك بل إن منهم من اعتنق الإسلام. وكان الصديق غالب جونيكر رحمه الله مسيحيا، وكان زميلي أثناء عملي في عكاظ. وفي عام 1975 اشترى أخوه ترجمة لمعاني القرآن من مهرجان التراث الإسلامي في لندن وأهداها إلى غالب. قال: فقرأت هذا الكتاب الرائع وذهبت إلى أقرب مركز إسلامي في جوهانسبرج واعتنقت الإسلام.
المشكلة أن بعض القنوات الفضائية تتيح لأنصاف المتعلمين بالتنظير. وآخر ما سمعناه قصة الدّعي الذي قام برفع كتاب الجامع الصحيح وقال إن المسلمين لا يعرفون اسم البخاري فهو ليس محمد بن إسماعيل بل جُمعة البخاري. فأظهر جهله على الملأ لأن المكتوب في غلاف الجامع الصحيح جَمَعهُ أي قام بجمع الأحاديث الإمام محمد بن إسماعيل البخاري. وليس جمعة ولا خميس.
زبدة القول :هناك مئات الأساسيات التي يحتاج الأجيال أن نربيهم عليها في صغرهم وإلا رسبوا.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
تكريم المتفوقين من طلاب المدرسة الشمسية للعلوم الشرعية بذمار
الثورة نت| رشاد الجمالي
نظمت المدرسة الشمسية للعلوم الشرعية بمحافظة ذمار اليوم حفل تكريم للطلاب المتفوقين للقسمين العلمي الاول والثالث والشرعي الاول لعدد 250طالب الثاني للعام الدراسي 1446ه تحت شعار” ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم ”
وفي الحفل اكد وكيل اول محافظة ذمار احمد الضوراني أن إحياء هذا الحفل بالتزامن مع ذكرى سنوية الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي والشهيد الرئيس صالح الصماد له دلالات على ثمرة المشروع القرآني والمسيرة القرآنية الذي أسسه الشهيد القائد وسار على نهجه السيد القائد.
مبينا أن هذا الجيل سيكتسب الوعي بالقرآن والبصيرة الثاقبة والقيم والمبادئ العظيمة والأخلاق الإيمانية وقيم الإنسانية التي أرادها الله عز وجل لأمته.. مؤكدا أهمية الارتباط بالقرآن وبأعلام الهدى لبناء يمن الإيمان والحكمة.
فيما القيت كلمتيان من مدير عام مكتب الهيئة العامة للاوقاف بالمحافظة فيصل الهطفي ومدير عام مكتب هيئة الزكاة بالمحافظة ابراهيم المتوكل اشارت في مجملهما الى دور مدارس جيل القرآن في تسليح الأجيال بالقرآن والوعي والثقافة والإيمان.
ولفت إلى أهمية هذه المدارس التي تهتم بجيل القرآن الذي سيحمل راية الإسلام وهدى الله في انحاء المعمورة بتعليم القرآن الكريم وإعداد مخرجات متقنة لكتاب الله قادرة على مواجهة مخططات الأعداء.
فيما اشار العلامة اسماعيل الوشلي عضو رابطة علماء اليمن والطالب حمزة القرش الى اهتمام قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بالجيل القرآني الصاعد الذي يحمل الوعي والبصيرة .
وأشار إلى ثمار هذه المدارس في تعظيم كتاب الله وربط النشء والجيل الصاعد بالقرآن الكريم وتزودهم بهدى الله وإعداد مخرجات متقنة لكتاب الله وقادرة على مواجهة التحديات والنهوض بواقع الأمة.
وأكدا أهمية الالتحاق بهذه المدارس التي تحظى باهتمام كبير من القيادة الثورية الحكيمة لتلقي العلم النافع وتحصين النشء من مخاطر الثقافات المغلوطة والأفكار الهدامة والتسلح بالهوية الإيمانية والثقافة القرآنية.
بعد ذلك تم تكريم الطلاب المتفوقين تخللت الفعالية قصيدة شعرية للطالب محمد الخلقي نالت استحسان الحاضرين