صحيفة البلاد:
2025-07-04@00:04:00 GMT

أساسيات

تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT

أساسيات

قبل أكثر من 40 سنة أجاز لنفسه المشرف في الصحيفة التي كنت أعمل بها، أن يصحِّح آية قرآنية في إحدى مقالاتي، فلما عاتبته، قال ما معناه : ظننت أن السياق أنسب.

والكلمة التي غيرها ذلك المشرف كانت في بداية سورة الكهف وهي: “لنبلوهم أيهم أحسن عملا” فبدلها إلى “لنبلوكم أيكم أحسن عملا”. ورغم أنه قد أتقن فن الكتابة ،إلا أن أساس ثقافته كان واهياً.

فالقرآن هو الأساس لدى العربي المسلم.
الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه لا يجوز له أن يبدل في القرآن. قال تعالى في سورة يونس :” وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي، إن أتبع إلا ما يوحى إليّ”
سعيد عقل الشاعر اللبناني المعروف وهو مسيحي ماروني قال ذات مرة فيما معناه أن من أروع ما تعلمه الكلمة القرآنية “اخشوشنوا”. وهي بلا مراء ليست كلمة قرآنية. وكثير من المثقفين يخلطون بين الحديث النبوي والقرآن. وبعضهم يأتي بحكمة عربية مثل “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان” وينسبها إلى الله تعالى.

وقد تكفل الله سبحانه بحفظ القرآن من التبديل والتحريف، وتحدَِّى العرب قاطبة أن يأتوا بسورة من مثل سور القرآن فلم يقدروا على ذلك. وبعضهم تحجّجوا “بالصرفة” أي أن الله صرفهم عن ذلك. وهو عذر أقبح من ذنب.

وقد نبعت من القرآن علوم كثيرة. فمثلا قرر الشيخ طنطاوي جوهري تفسير القرآن تفسيرا علميا فتزوج ونوى عندما يرزقه الله بالولد أن يتخصص أحدهم في الفيزياء والثاني في الكيمياء والثالث في الأحياء ولا أذكر إن جاءه ابن متحصص في الرياضيات. وبعد ذلك ألف تفسير الجواهر في نحو عشرة مجلدات وكلما احتاج معلومة علمية رجع إلى أبنائه في مجالات تخصصاتهم.

وكم قرأنا عن قساوسة تفرغوا للبحث عن أخطاء أو ثغرات في الكتاب الكريم، ولكنهم في النهاية أعلنوا استحالة ذلك بل إن منهم من اعتنق الإسلام. وكان الصديق غالب جونيكر رحمه الله مسيحيا، وكان زميلي أثناء عملي في عكاظ. وفي عام 1975 اشترى أخوه ترجمة لمعاني القرآن من مهرجان التراث الإسلامي في لندن وأهداها إلى غالب. قال: فقرأت هذا الكتاب الرائع وذهبت إلى أقرب مركز إسلامي في جوهانسبرج واعتنقت الإسلام.

المشكلة أن بعض القنوات الفضائية تتيح لأنصاف المتعلمين بالتنظير. وآخر ما سمعناه قصة الدّعي الذي قام برفع كتاب الجامع الصحيح وقال إن المسلمين لا يعرفون اسم البخاري فهو ليس محمد بن إسماعيل بل جُمعة البخاري. فأظهر جهله على الملأ لأن المكتوب في غلاف الجامع الصحيح جَمَعهُ أي قام بجمع الأحاديث الإمام محمد بن إسماعيل البخاري. وليس جمعة ولا خميس.
زبدة القول :هناك مئات الأساسيات التي يحتاج الأجيال أن نربيهم عليها في صغرهم وإلا رسبوا.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

مشيرب: «الشلافطية» في ليبيا هم الأعراب المذكورون في القرآن بأنهم «أشد كفراً ونفاقاً»

زعم خطيب مسجد نابي بطرابلس، عبد الرزاق مشيرب، أن من أسماهم بـ«الشلافطية» في ليبيا هم الأعراب المذكورون في القرآن بأنهم «أشد كفراً ونفاقاً»، بحسب وصفه.

وقال مشيرب، في منشور عبر «فيسبوك»: “لا أدري. لكن لدى إحساس بأن الاعراب المذكورين في القرآن ووصفوا بأنهم (أشد كفرا ونفاقا) هم من نعاني منهم اليوم ونطلق عليهم في بلدنا اسم (الشلافطية)”، على حد قوله.

الوسومالشلافطية ليبيا مشيرب

مقالات مشابهة

  • إلغاء مفاجئ لمناقشة دكتوراه بكلية الحقوق أكدال يثير جدلاً واسعًا
  • “علماء المسلمين” يدين اغتيال الشيخ حنتوس: استهداف للقرآن وأهله
  • مشيرب: «الشلافطية» في ليبيا هم الأعراب المذكورون في القرآن بأنهم «أشد كفراً ونفاقاً»
  • جميعنا عائدون
  • هل ورد ذكر يوم عاشوراء في القرآن الكريم؟.. تعرف الآيات التي أشارت له
  • مهيب عبد الهادي: الهلال فريق بيلعب على البطولة مش التمثيل المشرف
  • شهيد القرآن
  • مليشيا دقلو الإجرامية اقتحمت (خلاوي خرسي لتحفيظ القرآن الكريم)
  • تدشين مدارس جيل القرآن للطالبات في أمانة العاصمة
  • هل سورة يس لما قرأت له؟.. الإفتاء تصحح خطأ شائعا عن فضلها