صحيفة البلاد:
2025-01-31@16:53:51 GMT

أساسيات

تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT

أساسيات

قبل أكثر من 40 سنة أجاز لنفسه المشرف في الصحيفة التي كنت أعمل بها، أن يصحِّح آية قرآنية في إحدى مقالاتي، فلما عاتبته، قال ما معناه : ظننت أن السياق أنسب.

والكلمة التي غيرها ذلك المشرف كانت في بداية سورة الكهف وهي: “لنبلوهم أيهم أحسن عملا” فبدلها إلى “لنبلوكم أيكم أحسن عملا”. ورغم أنه قد أتقن فن الكتابة ،إلا أن أساس ثقافته كان واهياً.

فالقرآن هو الأساس لدى العربي المسلم.
الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه لا يجوز له أن يبدل في القرآن. قال تعالى في سورة يونس :” وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي، إن أتبع إلا ما يوحى إليّ”
سعيد عقل الشاعر اللبناني المعروف وهو مسيحي ماروني قال ذات مرة فيما معناه أن من أروع ما تعلمه الكلمة القرآنية “اخشوشنوا”. وهي بلا مراء ليست كلمة قرآنية. وكثير من المثقفين يخلطون بين الحديث النبوي والقرآن. وبعضهم يأتي بحكمة عربية مثل “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان” وينسبها إلى الله تعالى.

وقد تكفل الله سبحانه بحفظ القرآن من التبديل والتحريف، وتحدَِّى العرب قاطبة أن يأتوا بسورة من مثل سور القرآن فلم يقدروا على ذلك. وبعضهم تحجّجوا “بالصرفة” أي أن الله صرفهم عن ذلك. وهو عذر أقبح من ذنب.

وقد نبعت من القرآن علوم كثيرة. فمثلا قرر الشيخ طنطاوي جوهري تفسير القرآن تفسيرا علميا فتزوج ونوى عندما يرزقه الله بالولد أن يتخصص أحدهم في الفيزياء والثاني في الكيمياء والثالث في الأحياء ولا أذكر إن جاءه ابن متحصص في الرياضيات. وبعد ذلك ألف تفسير الجواهر في نحو عشرة مجلدات وكلما احتاج معلومة علمية رجع إلى أبنائه في مجالات تخصصاتهم.

وكم قرأنا عن قساوسة تفرغوا للبحث عن أخطاء أو ثغرات في الكتاب الكريم، ولكنهم في النهاية أعلنوا استحالة ذلك بل إن منهم من اعتنق الإسلام. وكان الصديق غالب جونيكر رحمه الله مسيحيا، وكان زميلي أثناء عملي في عكاظ. وفي عام 1975 اشترى أخوه ترجمة لمعاني القرآن من مهرجان التراث الإسلامي في لندن وأهداها إلى غالب. قال: فقرأت هذا الكتاب الرائع وذهبت إلى أقرب مركز إسلامي في جوهانسبرج واعتنقت الإسلام.

المشكلة أن بعض القنوات الفضائية تتيح لأنصاف المتعلمين بالتنظير. وآخر ما سمعناه قصة الدّعي الذي قام برفع كتاب الجامع الصحيح وقال إن المسلمين لا يعرفون اسم البخاري فهو ليس محمد بن إسماعيل بل جُمعة البخاري. فأظهر جهله على الملأ لأن المكتوب في غلاف الجامع الصحيح جَمَعهُ أي قام بجمع الأحاديث الإمام محمد بن إسماعيل البخاري. وليس جمعة ولا خميس.
زبدة القول :هناك مئات الأساسيات التي يحتاج الأجيال أن نربيهم عليها في صغرهم وإلا رسبوا.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

«المفتي»: الأمن في الأوطان هو المظلة التي تحفظ المقاصد الشرعية

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الحديث عن علاقة الأوطان بالمقاصد الشرعية في الوقت الراهن، يعد من القضايا الأساسية التي يجب التركيز عليها خاصة مع تنامي الاتجاهات المتطرفة والنظريات الغريبة التي تبتعد عن مراد الشارع وتسيء فهم المقاصد الشرعية.

وأوضح مفتي الديار المصرية، خلال حوار مع الدكتور عاصم عبد القادر، ببرنامج "مع المفتي"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمع، أن الشريعة الإسلامية قامت على حفظ الكليات الضرورية مثل الدين والنفس والنسل والعقل والمال، وهذه الكليات تحتاج إلى مظلة تحميها، وهو ما تمثله الأوطان.

وقال: "إذا لم يكن هناك وطن يحفظ هذه الكليات، فلا يمكن الحفاظ عليها، لذلك يجب أن نعتبر المحافظة على الأوطان جزءًا من المقاصد الضرورية التي تتطلب اهتمامنا".

وأشار إلى أن العلماء الكبار الذين تناولوا قضية الدولة قد أكدوا على أهمية الحفاظ على الأوطان باعتبارها عنصرًا أساسيًا لتحقيق المقاصد الشرعية، من أبرزهم الإمام الطاهر ابن عاشور الذي تحدث عن الدولة كمقصد شرعي، مؤكدًا أن الدولة تمثل الأداة التي من خلالها يتم الحفاظ على هذه المقاصد الضرورية.

وأضاف مفتي الديار المصرية أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم مثالاً رائعًا على حب الوطن، حيث قال: "والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت"، لافتا إلى أن هذه الكلمات تعكس ارتباط الإنسان بوطنه، وهو ارتباط فطري وطبيعي، بعيدًا عن أي اعتبار ديني أو عرقي، خاصة إذا كان هذا الوطن يوفر الأمن والاستقرار.

كما ذكر أن الدعوات التي دعا بها الأنبياء، مثل دعاء الخليل عليه السلام "رب اجعل هذا البلد آمناً"، هي دليل على أهمية الأمن في الوطن، والذي يعد حجر الزاوية لتحقيق الاستقرار في الدنيا والقيام بفرائض الدين.

و شدد الدكتور نظير عياد، على أن الحفاظ على الأوطان ليس فقط من أجل حماية الحدود أو الموارد، بل هو جزء أساسي من تحقيق نظام يضمن الحكم بالشريعة الإسلامية ويحقق المصالح العامة للمجتمع.

مقالات مشابهة

  • «المفتي»: الأمن في الأوطان هو المظلة التي تحفظ المقاصد الشرعية
  • ماتت فى سبيل الله.. وسط دموع المحافظ ووزير الأوقاف تكريم الأسرة القرآنية التي فقدت متسابقة ووالدتها فى المسابقه
  • قُبيل ندوة تتناول الكتاب بجناح الأزهر.. التعريف بكتاب «الإمام البخاري وصحيحه»
  • ندوة بجناح الأزهر للتعريف بـ «الإمام البخاري وصحيحه»
  • فضل شهر شعبان والأدعية والأعمال المستحبة
  • ” الحِكمة ” في مشروع الشهيد القائد
  • الشهيد القائد وسيكولوجية الجماهير
  • شهيدُ القرآن
  • بيان الأعضاء التي يجب السجود عليها في الصلاة
  • ورشة لتعليم أساسيات التصميم بـ"جمعية المرأة" في بركاء